التغيير والكورد الفيليين

في كل العهود والأزمان ولدى كل الشعوب هناك ظروف في كل مصائب تمر بها هذه البلدان خاصة في العراق ومن خلال التغير الذي حصل والظروف التي مر بها هذا الشعب المظلوم لم يجد الراحة و الاطمئنان و الاستقرار لحد الآن و الكورد الفيلين جزء من هذا الشعب الذي عانا الكثير الكثير وبعد كل ما حصل من تغيير كان نصيب هذه الشريحة في كل مرة اقل من ما يتمنى أبناء هذه الفئة أن يحصلوا من حقوق وامتياز ، حالهم حال باقي الكتل الموجودة في العراق ، وكان الغبن يقع عليهم مرة من داخل قيادات هذه الفئة ومرة من الاخرين. هنا بيت القصيد من كلامي هذا إن الكورد الفيلين ومنذ التغيير لم يحصلوا على قيادات حقيقة وحريصة تشعر بمعانات أبناء هذه الشريحة المظلومة والتي عانت الأمرين ، والعمل لهم ومن اجل تحقيق طموحاتهم وبكل إخلاص ، وللأسف إن كل اللذين قادوا ويعتبرون أنفسهم قادةً لهذه الشريحة كانوا أناسا ضعفاء وغير كفوئين لتمثيل هذه الفئة والمطالبة بحقوقهم مرة من خلال البرلمان ومن خلال الوزارة أو أي مكان تشريعي أو تنفيذي ، وللأسف إذ كانوا المتصدين لهذه القضية يركضون وراء مصالحهم ومنافعهم الشخصية تاركين عوائل الشهداء من أرامل وأيتام وكذالك العوائل المسفرة من أبناء هذه الشريحة وراء ظهورهم لتفعل به الأيام والأزمان ما تفعل . وبعد الانتخابات الأخيرة وفشل القيادات المتسلطة على رقاب هولاء المظلومين وعدم حصولهم على أي مقعد أو منصب تشريعي أو تنفيذي ، فهنا نقول لهم : كفى ..كفى ..كفى ..توقفوا أيها الانتهازيين ..توقفوا عن امتصاص دماء هذه الفئة المظلومة . ومن هنا يجب إن تكون لنا وقفة طويلة لمراجعة كل الذي مر بنا على يد هؤلاء والانطلاق من جديد وإعادة ترتيب أوراق وبناء حيثيات هذه الشريحة على أسس صحيحة وسليمة ورصينة وذلك من خلال إعطاء الفرص للشباب و القيادات المخلصة والنزيهة والقادرة على تقديم الخدمة الفعلية لهذه الشريحة ، مثلهم حدث لدى أبناء جلدتنا في إقليم كردستان وظهور القيادات الشابة في حركة التغيير وكيف كان نضالهم ومقاومتهم إلى نفس الظلم الذي كانوا يعيشونه ، إذ أسسوا هذه الحركة وثبتوا أقدامهم وأنفسهم إذ حصلوا على مقاعد جيدة في الانتخابات الأخيرة وهذا لم يأتي من فراغ بل جاء من جهود كبيرة بذلت و تخطيط رائع وإستراتيجية واضحة للعمل . هنا ومن هذه الحركة الشبابية يجب أن نتعلم كيفه نصنع طريقنا بانفسنا وان ننتفض على الذين نصبو أنفسهم قادتا لنا واستغلونا لنقول للذين كانوا يلعبوا بمقدراتناو مصائرنا ، و مع جل احترامي للبعض منهم لمكانتهم الدينية المحترمة ،لكن إلى هنا ليقفوا عند حدهم وسنكون سدا منيعا أمام هؤلاء وسنحاول بكل قوتنا أن نعمل من اجل تقديم الخدمات وكل ما تمنى أبناء هذه الشريحة وان نكون مخلصين لدماء شهدائنا والسعي من اجل الحصول على كل الحقوق و المستحقات لهذه الشريحة من الحكومات الحالية والمستقبلية وذلك من خلال التعاون ورص الصفوف بين كافة الكفاءات ورجالات والشباب من هذه الشريحة المجاهدة البطلة .

مهدي كريم الفيلي
البريد الالكتروني: iehabss@yahoo.com

المصدر: صوت العراق، 30/1/2011