أكد أنه لا يخاف على نفسه «ولا يشتريها بفلس» وأنه هو من كيف الجانب القانوني بتنفيذ إعدام الطاغية يوم العيد

منير حداد لـ الوطن: الحكومة العراقية طلبت منا عدم الاستمرار في ملف غزو الكويت خوفا من المطالبات والتعويضات

صدام شتمني والقضاة وقال عنا عملاء للصهيونية والأمريكان وعندما سألته عن وصيته قال لي «تعيش ابني»!

الطاغية لم يكن شامخاً عند إعدامه بل كان في حالة يأس ورفض وضع الكيس الأسود على رأسه

صدام كان يراهن على عودته للحكم وهو في الحفرة اعتماداً على علاقته مع المخابرات الأمريكية

لا تعليمات أمريكية والأمريكان لم يتدخلوا في حكم إعدام صدام وإعدامه تم عراقيا %100

نوري المالكي هدد بالاستقالة من رئاسة الوزراء إذا لم ينفذ حكم الإعدام بصدام وكنت مستعداً لأخسر وظيفتي للسبب ذاته

بُست أيادي قضاة من العرب السنة للمشاركة في محاكمة صدام دون جدوى.. فقد كنا نريدها سنية شيعية كردية

صدام الطاغية لا شبيه له في الإجرام ومجازره لم يصل لها لا هولاكو ولا تيمور لنك ولا حتى هتلر

الطاغية حاقد على كل إنسان «شبعان» وهو معقد ويتيم لأن أمه تزوجت عدة رجال!

أصدرت أحكاماً بإعدام سلطان هاشم وحسين التكريتي ولم ينفذ فيهما القصاص لتدخلات خارجية

مقتدى الصدر لم يحضر الإعدام لأنه نفذ في قاعدة أمريكية وهو بأصبع واحد يحرك 6 ملايين عراقي

أنا عضو في مجلس العلاقات الكويتية العراقية والعراقيون محبون للكويت ومن يصرحون ضد الكويت مدفوع لهم

أخاطب الحكام الذين على نمط صدام بالعالمين العربي والإسلامي: اعتبروا من إعدام الطاغية وحسنوا علاقتكم بشعوبكم

تعرضت لأكثر من 40 محاولة اغتيال وآخرها من البعث والقاعدة فهربت خارج العراق إلى الكويت

رفضت أن أكون يدا طيعة بيد صدام وزمرته فقد قتل اثنين من إخواني وحبسني وأهلي 6 سنوات

الكويت أجمل بلاد العالم والكويتيون أكثر الشعوب ارتياحا وأتمنى منهم أن يشكروا قيادتهم وحكومتهم على هذه النعم

أعدمت صدام ثلاث مرات فقد حققت معه ثم صادقت الحكم.. ثم نفذت حكم الإعدام فيه

بدلاً من أن أكرم لدوري التاريخي في إعدام الطاغية واجهت «أفلاماً» من رئيس المحكمة حتى استقلت

لم أجد مكاناً آمنا ومستقرا أعيش فيه غير الكويت بين أهلي وأتمنى تعيين الدبلوماسي المحب للكويت فيصل المالك سفيرا في العراق

أبحث عن من يمول نشر مذكراتي في إعدام صدام التي تحوي 250 وثيقة لم تظهر للعالم وصوراً نادرة

* هل هذه أول زيارة لك للكويت منذ إصدارك ومصادقتك على حكم التمييز بإعدام المقبور الطاغية صدام حسين؟
- لي الشرف أن أزور الكويت وأقابل أهلي الاعزاء، حقيقة أنا من محبي الشعب الكويتي، وأنا باسم الشعب العراقي وحكومة العراق نقدم اعتذارنا للشعب الكويتي جراء ما ارتكبه صدام من جرائم وقتل وابادة، ولو أن صدام أوقع علينا ضرراً أكثر منكم مع الاسف، لقد احدث جرحاً كبيراً لشعب الكويت والله يساعد الكويتيين على ما فعله البعث وصدام حسين فيها، أنا لم أستطع دخول الكويت منذ اعدام صدام وحتى اليوم لسببين أولهما أنني رجل بحكم مسؤولياتي كنائب رئيس محكمة صدام حسين وأنا مرصود من البعثيين وأي كلام أو تحرك محسوب علي، أما السبب الثاني أنني لم أحصل على تأشيرة للزيارة، وقد التقيت مع صديقي وحبيبي الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح سفير الكويت في الاردن وقد رحب بي وعمل لي الدعوة لزيارة بلدي الكويت، وأنا سعيد بوجودي في الكويت واتمنى من الله سبحانه وتعالى ومن أهلي في الكويت أن اتوفق بالعيش والبقاء في الكويت حتى اتمكن من خدمة الكويت فهي بلدي الأول.

* هل كان اختفاؤك قسريا خوفا على نفسك واين امضيت حياتك مع اسرتك منذ تنفيذ حكم الإعدام في الطاغية؟
- ابدا أنا انسان معروف عني شجاع ولا أخاف ومثل ما يقول العراقيون «رقبتي على الساطور» والخوف غير موجود في قاموسي، كما انه معروف عني انني القاضي الوحيد من بين 70 قاضياً في محاكمة الطاغية اركب سيارتي واطلع في التلفزيون وامشي لوحدي ببغداد التي تحولت إلى منطقة اشباح وقتل بدم بارد، لقد تعرضت لاكثر من 40 محاولة اغتيال وآخر تهديد جاءني عرفت عنه من جهازي المخابرات الامريكية والعراقية ان ثلاثة من القاعدة البعثيين ارسلوا للعراق لقتلي، وقد نصحوني أن أترك العراق فذهبت إلى إيران وعمان وبيروت لمدة شهر وجئت للكويت لان هؤلاء الاشخاص لديهم القدرة على قتلي واغتيالي في اي مكان أكون فيه.

* وأين عائلتك في هذه الفترة ألم تخش عليها؟
- عائلتي كانت في كردستان بالعراق شمالاً وهم حالياً في وضع حرج يتمنون ان يعيشوا في مكان آمن وأتمنى أن يحلوا ضيوفاً في الكويت الآمنة بين أهلهم.

* ما قصة وصولك إلى محكمة صدام حسين والخطوات حتى بلغت هذا الموقع؟
- أنا كنت محاميا في سلطنة عمان في احد المكاتب الاستشارية وبعد سقوط صدام حسين تلقيت مكالمة من زوجتي طلبت مني العودة للبيت لمشاهدة سقوط نظام صدام وقد شاهدت تمثال صدام يسقط على الأرض وهو رمز لسقوط الطاغية، وقد بكيت متأثراً بفرحة انتهاء كابوس الطاغية صدام، وأنا كنت أحلم بهذا الموقف، وقد احتفظت بالصحف العمانية التي نشرت صور سقوط تمثال الطاغية حتى اليوم، وقد طلبت من زوجتي تحضير أمتعتنا للمغادرة الى العراق، وقد اتصلت باخواني الذين يعيشون لجوءا سياسياً منذ 40 سنة في أوروبا ملاحقين من نظام الطاغية وقد ابلغتهم انني سأعود للعراق، فقالوا لي أنت مجنون الوضع خطير والبعثيون سيحتاج التخلص منهم أكثر من 15 سنة ونطلب منك عدم المغامرة بالسفر للعراق وأنت عايش بالخليج حيث الامن والرفاهية فقلت لهم ان البلد الذي ليس فيه صدام مستحيل اتخلف عنه.

* لماذا انت اصلا تركت العراق إلى عمان؟
- كنت في حالة رعب، فقد اعتقلت من قبل نظام صدام وسجنت لمدة ست سنوات، كما تم اعتقال والدتي وشقيقاتي الثلاث لست سنوات وقتلوا شقيقي لطفي وحسين صبري حداد دون اي جريمة مجرد لصق تهم كما اعتاد الطاغية ونظامه على تعذيب العراقيين فهو استاذ في الارهاب والقتل وابادة الابرياء، لقد شاهدت امن الطاغية صدام يقتلون اخي امام عيني في احد السجون دون محاكمة، وبعد سقوط صدام طلعت وثائق بانه حوكم في محاكم الثورة سنة 1983، بينما هو قتل في عام 1981، هذا هو نظام الطاغية، وانا اتشرف انا واخواتي العشرة ان اي منا لم يخدم صدام حسين في العسكرية ولم يحارب في الكويت او ايران، ثلاثة من اخواني التحقوا بالبرزاني وهربوا للخارج واثنان من اخواني استشهدا وعندي شقيق كان سائق دبابه في الحرب العراقية الايرانية واخذوه للجبهة غصبا عنه فسرق الدبابة وسلمها للإيرانيين وبعد ذلك رفض ان يقاتل مع الايرانيين ضد العراقيين قال انا لست ضد ايران ولست ضد العراق ولست ضد الكويت، وخرج مهاجرا الى اوروبا كلاجئ وحتى الآن هو في اوروبا، هذه هي عائلتي عائلة معارضة عائلة نظيفة شريفة تحب العروبة والاسلام دينها ووطنيتها، لقد رفضنا ان نكون يدا طيعّة بيد صدام وزمرته، وكان بإمكاني ان احصل على وظيفة في اجهزة النظام، ولكني رفضت، انا انسان اخاف الله سبحانه واعرف ان هذه الامور كلها مؤقتة، والدليل انني اخر شخص شاف صدام حسين معلقا على المشنقة فجر يوم العيد، واعتقد ان اعدام هذا الطاغية والسبب في ذلك بعد الله هو انا القاضي منيرحداد .
* كيف دخلت العراق؟
- ذهبنا انا وعائلتي الى الاردن في الطائرة وهناك في الاردن منعونا من الذهاب الى العراق وقالوا ان الحدود مفتوحة ولكن الوضع خطر ويمكن تتعرضون للموت، وقد مكثنا في مطار الاردن 16 ساعة وجاءنا هناك ولي عهد الاردن، وقلت له انا عراقي وعراق بلا صدام بالنسبة لي آمنة، فقال لي ان السفر للعراق سيكون على مسؤوليتك في ان تنتقل بالشاحنة وتسير على اقدامك، ولا دخل لنا في اي خطر يواجهك حتى لو اكلك كلب او ذيب »، فقلت له عادي، وقد ركبت مع عراقي اشترى سيارة من عمان بلا ارقام وبدون جمارك فاوصلنا الى بغداد، وقد مكثت فترة ثم التقيت احد اقربائي من القياديين في حركة أحمد الجلبي (المؤتمر الوطني العراقي) اسمه عراس حبيب وهو قيادي امني، وقد ابلغني ان سالم الجلبي وهو محامي في لندن قد كلف بتأسيس المحكمة الجنائية لمحاكمة صدام حسين وقال لي هل يعبجك المشاركة في ذلك، فقلت له هذه امنية حياتي وانا منذ كنت طفلا حتى كبرت وانا لدي نبواءات كثيرة بمحاكمة صدام، وقد رتب قريبي لقاء بيني وبين سالم الجلبي ونحن قريبون من عمر بعضنا البعض وثقافتنا القانونية متقاربة وقد جلسنا ساعات ا تأسيس المحكمة الجنائية العليا (المختصة بمحاكمة صدام ورموز نظامه)، وقد عملنا لفترة طويلة على تكييف قانون المحاكمة.

واتفقنا على تأسيس المحكمة الجنائية العراقية العليا، كانت المحكمة الجنائية المختصة، وبعد ذلك قمنا بتعديلها وأخذنا نعمل على صدام وجرائم صدام مع مستشارين أمريكان وبريطانيين وفرنسيين يقدمون المشورة لنا لهم اختصاص وباع طويل في محاكمات «رواندا وسيراليون»، وبعد ذلك ذهبت دورة إلى محكمة العدل الدولية ومحاكمات يوغسلافيا وهولندا وشاهدنا محاكمات «سميلوسوفيتش» وأركان نظامه في يوغسلافيا، وبقينا فترة وبعدها ذهبنا لدورة في المعهد الدولي لحقوق الإنسان لصاحبه محمود شريف بسيوني اختصاصه محاكم دولية وهو الذي أسس محكمة يوغسلافيا ورواندا ودخلنا دورات مشتركة مع قضاة مصريين وأجانب ومن بعدها ذهبنا إلى انجلترا معهد إليزابيث درسنا كيف نطبق جرائم الحرب الدولية وضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية التي وردت في ميثاق جنيف، بعد ذلك اتصلت بسالم جلبي وقلت له يجب أن تكون صفتنا رسمية واتصل بي بعد ذلك أن مجلس الحكم العراقي في عهد «بول برايمر» وافق على تعيين قضاة وأول واحد أنا وكنت بذلك أول من رشح وعين وأدى التمييز هو أنا كأول قاض تحقيق في المحكمة الجنائية العراقية العليا، وبعدها جلست سنتين ونظرا لجهودي وشخصيتي القوية في المحكمة ودوري بها حظيت بمنصب وبمرسوم جمهوري إلى عضوية محكمة التمييز، وأصبحت القاضي الثاني بالمحكمة الجنائية العراقية العليا وبعد فترة 4 شهور حضرت إعدام صدام حسين وفي بداية المحاكمة حققت مع 55 منهم وهم رموز النظام الكبار بما فيهم صدام حسين.

* كيف كيفتم قضية إعدام صدام حسين؟
- أول اجتماع لنا في المحكمة الجنائية العراقية العليا وهي المحكمة المختصة كنا جالسين ثلاثة قضاة ومعنا سالم جلبي ومستشارون أجانب اتفقنا على تقييم القضايا فأصبحت 14 قضية محلية وقضيتين دوليتين على صدام هما غزو الكويت والجرائم التي حدثت مع حرب إيران، وأنا ترأست ثلاث لجان وقضية الأكراد الشيعة المسفرين الذين قتل منهم صدام 17 ألفاً والذين سقطت جنسيتهم وأخذت أموالهم وأرسل نساءهم إلى الحدود الإيرانية وتعرضوا إلى مآسي بل واختفوا حتى الآن، ثم أصبحت عضوا في قضية غزو الكويت.

* كيف ترى جرائم صدام في التاريخ؟
- صدام حسين قدم خدمات للكل من ناحية الإجرام وشيب لها الأطفال في الكويت وفي حربه مع إيران قتل ملايين العراقيين والشعب العراقي وارتكب مجازر لم يعملها احد لا هولاكو ولا تيمور لنك، ولا هتلر، صدام حسين أسوأ من هؤلاء كلهم.

* كيف تقيم شخصية صدام؟
- صدام حسين رجل معقد فلديه عقدة انه يتيم وان امه تزوجت عدة رجال وحاقد على كل انسان «شبعان» وصاحب نعمة من ضمنهم الذي حقد عليهم هو ابن خاله «عدنان خير الله» والده ضابطاً وصدام حسين يتيم وحافي فقد كان الجيش يحب عدنان خير الله الا ان صدام حسين قتله.

وحتى غزوه للكويت أحلله كشخص وكسياسي هو للكره والحسد «للبحبوحه» الذي كان عايش بها الشعب الكويتي والحياة المرفهة للشعب وكان حاقداً على كل شيء وصدام الذي تعلم على الشر لايقبل بالخير وكان يرفضه بانواعه.
والدليل انه في البداية بنى بالعراق كم بناية وفندق وبعدها بدأ بالحرب الايرانية التي ظلت 8 سنوات قتلوا بها ملايين العراقيين والايرانيين ثم انهى الحرب بكلمة منه وكأنه موعد متفق عليه مسبق ولم ينتظر بعد سنتين قام بغزو الكويت وعندما غزاها قال برسالة بعثها الى رفسنجاني قال سنعود الى شط العرب والاتفاقية وحقوقكم سترجع في معاهدة الجزائر بجرة قلم منه والحرب كانت سببها هي اتفاقية الجزائر..! وستفرغ للمنازلة الكبرى في ام المعارك للامريكان واعوانهم في الكويت، والملايين ذهبوا شهداء.

* هل كان هناك دور لامريكا في غزو الكويت؟
- كل شيء فعله صدام حسين كان بأمر من الامريكان وباتفاق معهم.

* كيف ترى لقاء صدام مع السفير الامريكية في بغداد هل كان ضوء اخضر لغزو الكويت؟
- هناك ادلة وانا لا اتكلم بالفرضيات البعث العربي الاشتراكي هو حزب امريكي صهيوني وفي عام 1963 بعد ان سقطوا وسقطهم عبدالسلام عارف قال احد قياديي حزب البعث قبل صدام وهو علي صالح السعدي وبالفم المليان سوف نعود الى حكم العراق بعربة امريكية.
وصلاح عمر العلي وكان وزيراً في زمن صدام وهو تكريتي طلع في احد القنوات بعد سقوط صدام وقال ان مقر المخابرات المركزية الامريكية كان في بغداد وقت حكومة صدام حسين.
وصدام هو رجل عميل امريكي وبشأن مقابلته على السفيرة الامريكية قبل دخوله للكويت فانا متأكد ان اخذ الضوء الاخضر من امريكا وقدم خدمة للاسرائيلين في ضرب الكويت.
أدت إلى تدمير العالم العربي والإسلامي وجرح موجود سيبقى لمئات السنين حتى هذا الجرح يبرأ ويندمل، والحمد لله نجحنا في إعدام صدام حسين، ونعالج بعض الجرح الكويتي الذي يتعلق بغزوه للكويت، وقلنا لأشقائنا في الكويت لم نكن مسؤولين عن صدام، فنحن كنا ضحايا لصدام ونتمنى أن العلاقات العراقية الكويتية تكون أحسن وأفضل وأنا الآن عضو في جمعية تنمية العلاقات الكويتية العراقية، واخترت أن أكون في الجانب الكويتي وليس الجانب العراقي.

* هل لأمريكا مصلحة في غزو الكويت كما تتهمها بذلك؟
- إلى الآن الجيش الأمريكي موجود بالعراق وبالكويت وفي قطر وصدام كان لديه أساليب عديدة منها الترهيب والترغيب وأمريكا لم تكن تحلم يوما بالتواجد في المنطقة، وقضية الترهيب على الكويت وغزو الكويت هو عمل جنوني لا يعمله عاقل واستخدم الترغيب مع الأردنيين والفلسطينيين واليمنيين والمصريين، فقد أعطاهم ملايين الدولارات رشاوى ولكن حصل تحرير الكويت فيما بعد وتحرير العراق.
وصدام حسين يجوع شعبه ويعطي لغيره فقد كان يعطي للفدائي الفلسطيني الذي ينتحر 25 ألف دولار أما الجندي العراقي يعطيه 3 دولارات راتباً و17 سنة أو 20 سنة يبقى جندياً ويصرف على عائلته ويعطي رشاوى للضابط في سبيل أنه لا يداوم، وبعد ذلك عندما يصبح الجندي كبيراً في السن ولا شهادة ولا علم وهذا هو صدام وأنا شخصياً ضحية من ضحايا صدام حسين.

* هل هناك إحصائية لعدد من قتلهم صدام؟
- عدد من قتلوا في عهد صدام حسين من غير حرب يفوق المليون قتيل وكلهم مدنيون وقادسية صدام أكثر من مليون أيضا قتل فيها وصدام صرف على تسليح الجيش العراقي مئات المليارات وثروات العراق لألف سنة ذهبت في السلاح «الحزبان والتعبان».

* من الذي يمارس الإرهاب في العراق هل هم بقايا البعث أم بعض السنة لأجندات خاصة؟
- هناك أجندات كثيرة ولا أتهم العرب السنة وحدهم بل بعض دول الجوار وإسرائيل لها يد قوية والإبادة في العراق وإسرائيل ليست من مصلحتها استقرار العراق.
هناك دول في المنطقة تخشى من الديموقراطية في العراق وهناك أجندات كثيرة وهناك الجزء الأهم والأكبر هو حزب البعث وأيضا القاعدة وبعض المنظمات الإرهابية الأخرى، وسمعت من قضاة كثيرين أن هناك اعترافات للإرهابيين اتهموا مخابرات دول عربية وأجنبية وراء هذا الموضوع.

* هل توقفت بقية القضايا بعدم إعدام صدام؟
- ملف جرائم صدام لم يتوقف فقبل فترة صدر حكم إعدام لبعض الشخصيات وكان لي الشرف أن أوقع عليهم كلهم منهم صدام حسين
وعواد البندر وبرزان إبراهيم التكريتي وطه الجزراوي وعلي حسن المجيد «الكيمياوي» وقعت عليهم في قضية الاتفال وصدقت على حكم وزير الدفاع سلطان هاشم ولم ينفذ به حتى الآن وهو الإعدام ورئيس أركان الجيش في غزو الكويت حسين رشيد التكريتي والان هو موقوف حكم إعدامهم سلطان هاشم وحسين رشيد لم يعدموا حتى الآن والحكم لم ينفذ لان هناك تدخلات أجنبية وعربية.. والاحزاب في العراق يقولون ان هؤلاء رموز الجندية وكأن صدام حسين قتلنا بيده وحده وليس ضباطه «الملاعين».

* تنفيذ حكم الاعدام في صدام واختيار الوقت هل كان عراقيا؟
- دول عربية قالت ان اعدام صدام في يوم عيد الاضحى هو حكم شيعي وطائفي، أوحكم كردي ضد العرب والقومية العربية والبعض قال ان الامريكان هم من قاموا بذلك ولكن أنا اؤكد لكم ان القرار كان عراقياً %100 وكان بالاتفاق مع رئيس الوزراء نوري المالكي وبيني أنا وأي شخص ثالث ليس له أي دور في اعدام صدام وكل من يقول ان له فضلاً في اعدام صدام غير المالكي وغير منير حداد كاذب.

* كيف وجدت شخصية صدام وكيف تحملتم شتائمه؟
- شخصية صدام بالتحقيق شيء وبالجنايات أثناء وجود الكاميرا شيء آخر كان بالتحقيق ودود ووديع لا يعادي إلا من يعاديه وكان ودوداً معي إلى لحظة الاعدام وليس لدي أي مشكلة معه فقد تصرفت بحكمة إلى أن أوصلته للإعدام فعند وصوله للمشنقة طلبت وصيته فلم يكن أي رجل دين سني موجود لانهم رفضوا فطلبت منه «وصيتك لعائلتك وأولادك» فرد علي صدام «تعيش ابني»، فاحتج الشخصيات الحكومية قائلين لماذا يقول لك تعيش ابني فقلت لهم ماذا تريدوني أن أعمل أحرقه يعني اعدام وعدمته فماذا تريدون مني بعد «أذب عليه بانزين»، وصعد المشنقة وانعدم.

* هل أعطي ادوية مخدرة قبل اعدامه؟
- لا هذا غير صحيح كان في كامل قواه لكنه استفاد من اللحظة الأخيرة في قضية إعدامه لانه كان يحلم أن يصبح بطلاً دائماً وصدام قرأ التاريخ فقد قرأ عن عبدالكريم قاسم والتاريخ القديم وهو يحب ان يقرأ التاريخ فعندما كانوا يريدون ان يضعوا الكيس الاسود على رأسه رفض وكان يقلد عبدالكريم قاسم عندما قتله البعثيون رميا بالرصاص فقد رفض قاسم وضع الكيس الاسود برأسه معتبراً ذلك إهانة ولم يقبل صدام وضع الكيس الاسود على رأسه وقلت لهم «أتركوه».

* من الذي نفذ حكم الاعدام؟
- الشرطة هي من أعدمت صدام وهم عاديون.

* وهل وجد مقتدى الصدر أثناء إعدام صدام؟
- مقتدى الصدر شخصية عملاقة بالعراق واتباعه بالملايين ولو يحرك اصبعه يخرج 5 إلى 6 ملايين إلى الشارع ومن يقدر يشوف مقتدى الصدر؟!
وللعلم فإن الحكم نفذ في قاعدة أمريكية حيث اعدم الطاغية صدام، ومقتدى الصدر عنده مشكلة مع الأمريكان فكيف يحضر وحتى حراس القاعدة كانوا أمريكان، بينما قال خليل الدليمي إن من الحضور قاسم سليماني رئيس المخابرات الإيرانية وما ادري منو بعد، كيف تتواجد إيران في قاعدة أمريكية هذا لا يتفق مع المنطق.

* أنت والقضاة الذين معك ما علاقتكم مع الأمريكان أثناء تشكيل المحكمة والمحاكمات؟
- هناك مستشارون أمريكان تختلف علاقتهم من قاض إلى آخر، وأنا من حسن حظي كانت علاقتي سيئة مع الكثير من الأجانب والأمريكان، أنا رجل مستقل بقراري ولا أحب أحداً يتدخل في شغلي.

* ألم تكن هناك تعليمات أمريكية؟
- لا أبدا الأمريكان لم يتدخلوا في أي شيء ربما صادقوا بعض القضاة أو استفاد منهم بعض القضاة.

* ولماذا تم تغيير قاض محاكمة صدام؟
- رزقان محمد أمين كان القاضي الأول في محاكمة «الدجيل»، وهو رجل عالم وخبير بالقانون، وفاهم القانون الجنائي، وكان رئيس محاكم الجنايات في السليمانية، وأثناء محاكمة صدام قال له يا سيد صدام، واتهم بأنه كان متساهلا مع صدام، والمحكمة كانت «هوسة» ومخريطة، والرأي العام العراقي الموجود في العراق لم يكن مع القاضي رزقان، وقد صرح جماعة مقتدى الصدر بأن هذا القاضي خائن، ووزير العدل في حكومة الجعفري قال إن رزقان محمد أمين أساء للقضاء العراقي، وهذا القاضي كردي فأخذ طائرته وتوجه إلى السليمانية، وقد أرسلني رئيس الجمهورية جلال الطالباني له لا قناعه بالعودة إلى المحاكمة وقد ذهبت له وطلبت منه العودة لأن تصرفه كان عيبا في حق الأكراد، وقد أجاب رزقان على خطاب الرئيس واعتذر عن استكمال المحاكمة، ولذلك غيروه، وتم استدعاء القاضي رؤوف عبدالرحمن، وقد كان اداؤه جيد رغم أنه لم يخل من الأخطاء، رزقان علميا أحسن من رؤوف بعشرات المرات، ولكن مشكلة رؤوف عبدالرحمن أنه استطاع أن يكسب الشارع العراقي، من خلال إهانته لصدام حسين والبعثيين وقال عبارات مثل قوله لصدام حسين «يدك ملطخة بدماء الشعب العراقي» وقد اعتبر ذلك من البعثيين إبداء حكم ورأي قبل المحاكمة وقد طالبوا بعزله على رأيه ولكن لم يعزل.

* و لكن صدام حسين أيضا أخطأ على القضاة خلال المحاكمة؟
- كلهم اخطأوا واغلطوا صدام وبقية من تمت محاكمتهم، ولذلك فإن المحاكمات لم تنقل جميعها في التلفزيون، وهناك محاكمات جرت في جلسات مغلقة، وأنا شخصيا لم أحضر كل المحاكمات، ولكن التمييز كمحكمة لا تتطلب الحضور وإنما أوراقاً تعرض على هيئة المحكمة، ولكني حققت مع كل رموز صدام حسين.

* ما هي لائحة التهم التي على أثرها صدر حكم الإعدام على الطاغية صدام؟
- القتل الجماعي حيث قتل صدام في منطقة الدجيل 148 ضحية، والدجيل هي منطقة (شيعية) شمال غرب بغداد، وعندما زارها صدام اتفقت المدينة بما فيها الأمن والمخابرات على قتله ولكنه نجح في أن ينفذ في آخر لحظة وقد أنزل الجيش والدبابات والطائرات وحاصر المنطقة وقتل من قتل واعتقل من اعتقل ونكل بهم وقطع عنهم الماء وجرف مزارعهم مصدر رزقهم وسجن النساء في نقعة السلمان وقتل الرجال، وقد أدانت المحكمة صدام وزبانيته في هذه القضية وحكمت عليه بالإعدام.

* وماذا عن بقية الملفات، وملف الكويت تحديدا اين وصل في محاكمة صدام عما اقترفه باحتلاله الكويت وقتل الكويتيين واسرهم؟
- هناك لجنة تحقيق حققت في ملف الكويت واخذت الملف من الادعاء العام الكويتي ولكن الحكومة العراقية كانت غير راضية عن هذا الملف وطلبوا عدم المضي فيه بالمحكمة وقالوا لنا انه سيفتح باب التعويض، الكويتيون هلكونا بالتعويضات، وعندما يصدر حكم لصالح الكويت فان اي كويتي يصدر له حكم جزائي يذهب للمحكمة المدنية ويأخذ تعويضاً، وهذا شيء صحيح في القضاء، واي كويتي يشتكي على صدام فان الحكومة العراقية ملزمة بتعويضه وغصبا عنها تعوض من يصدر له حكم، لذلك اوقفوا ملفي الكويت وايران.

* وماذا عن المفقودين الكويتيين من المسؤول عنهم ومن يقتص لهم ؟
- لا اعرف، ولكن قبل فترة اتصل بي مدير عام محكمة كان صديقا لي، وطلب مني ان اوصل للكويتيين بان لديه خريطة حول مواقع الشهداء الكويتيين (وناقل الكفر ليس بكافر) وقد اتصلت بجماعة في الكويت فقالوا لي ان هذا الكلام غير صحيح، وان كثيرين قالوا هذا الكلام فطلع انه غير صحيح .

* بعد تنفيذ حكم الاعدام في صدام حسين اين ذهبت وكيف مارست حياتك هل كنت ملاحقاً؟
- ادا عشت بطريقة عادية.. لم اخف فانا رجل شجاع ومعروف عني انني رجل جسور ومعروف في الاوساط السياسية في العراق وخارجه، واشهر رجل في المحكمة الجنائية لصدام ومعاونيه كان ابا، بل البعض قال عني انني اقوى رجل في المحكمة وانني شخصية مثيرة للجدل، فانا رجل محام كنت مسجونا واعدم اخواني اخرج من السجن واسس محكمة وبعدم صدام.. هذه اما عملية ربانية او مخطط لها مسبقاً والله اعلم.

* كيف اسستم محكمة صدام حسين؟
- في البداية وضعنا القانون رقم واحد لسنة 2004 (قانون المحكمة الجنائية) وهذا القانون لم نأخذه من القانون العراقي وانما تم اخذه من قانون معاهدة جنيف فقد كانت هناك ثغرات غير موجودة بالقانون العراقي مثل جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية في المواد 11 و 12 و 13 من قانون المحكمة، ثم عدل القانون في عام 2005 بالقانون رقم 2005/10 وغير اسم المحكمة من المحكمة المختصة حيث ينزعج العراقيون من كلمة خاصة ومختصة، وكذلك سميناها المحكمة الجنائية العراقية العليا، وقد دخلنا دورات انا وكم قاضي خارج العراق في ايطاليا وهولندا وطبقنا في محكمة العدل الدولية وتثقفنا كثيرا في الجرائم الدولية.

* هل كان مطلوبا ان تكون المحكمة لمحاكمة صدام عراقية خالصة؟
- نعم ولكن القانون اعطانا الحق في الاستعانة وتعيين مستشارين اجانب امريكان واستراليين وانجليز والمان، وانا حقيقة لم اجمع معهم وللحقيقة انا «مااشتريهم بفلس»، وانا بطبيعتي شخصيتي مستقلة استشير اهلي ولكن اخذ الرأي الذي اقتنع به.

* هل كانت بالنسبة لك المحاكمة فرصة للانتقام واشفاء الغليل ممن قتل اخوانك وسجنك؟
- انا لست كاذبا وواضحا، فقد قال لي صدام اول ما التقاني انه يرى في وجهي انني «رجل غير عادي»، وعند اعدامه قال لي عندما سألته عن وصيته «تعيش ابني»، وهو لم يقل مثل هذه الكلمات الطيبة لغيري خلال محاكمته ومعروف عن صدام انه قاس في عباراته.

* ماذا قال لك صدام قبل اقتياده لحبل المشنقة؟
* كان يوصيني تجاه مؤامرات اليهود والامريكان.. تكاتفوا فيما بينكم..
* كيف كانت حالته هل كان في شموخ لحظة إعدامه؟
- لا لم يكن كذلك بل كان في حالة يأس، لقد استفاد في اللحظة الأخيرة أمام خصومه في حزب الدعوة وهو أراد أن يجعل من نفسه بطلاً وأنا لا أعرف هل كان جباناً أو شجاعاً ولكنه كان متماسكاً.

* هل الشجاعة تتفق مع وجوده بجحر مختف تحت الأرض؟
- صدام حسين في الجحر كان يراهن على الوضع وعلى علاقاته مع المخابرات الامريكية بانهم سوف يعيدونه للحكم لان الشخصيات الموجودة الشيعة والسنة والاكراد شخصيات غير مرغوبة من الامريكان وسوف يردونه وهذا ما كان يحصل في السجن حتى ان احد جماعته في آخر لحظة قبل اعدام صدام قال سوف نعود إلى حكم العراق.

* هل كان للشعب العراقي دور في الكشف عن جحر صدام حسين؟
- لا أحد الاشخاص المقربين منه ومن حمايته قبضوا عليه فاعترف بمكان صدام.

* متى ابلغ صدام حسين بإعدامه؟
- الساعة 5.10 صباحاً جابوا صدام لي في القاعدة الامريكية «مديرية الاستخبارات العسكرية بالكاظمية»، وقد نفذ الحكم فيه الساعة 6.10 صباحاً، ونحن تم نقلنا في طائرات هيلكوبتر من المنطقة الخضراء «مكان واشنطن»، الى الكاظمية ثم احضروا صدام لتنفيذ الحكم.

* متى ابلغتم بموعد الاعدام؟
- كان هناك اتفاق حيث اتفقنا أنا ورئيس الوزراء نوري المالكي قبل يوم ففي تاريخ 2006/12/26 أصدرنا قرار محكمة التمييز بإعدام صدام وعواد البندر وبرزان التكريتي وتشديد الحكم على طه ياسين رمضان من المؤبد إلى الإعدام، وقد سافرت بعد اصدار الحكم خارج العراقي لانني كنت تعباناً ومرهقاً، وقد بعث ورائي رئيس الوزراء نوري المالكي وفي 2006/12/29 وصلت والتقيت في مكتب بجوار بيت المالكي معه ومع مستشاره السياسي د. صادق الرحابي ومدير مكتبه د.طارق نجم، وعندما دخلت على المالكي ابتسم في وجهي وضحك وقال لي: «شعندك وينك عايفنا انت ماكو» وقلت له انا تعبان.

* هل كنت تعباناً أو خايفاً على روحك؟
- لا أنا ما أخاف على نفسي «ولا اشتريها بفلس»، فقال لي المالكي غدا «باجر» سنعدم صدام حسين شنهو رأيك، فقلت له على الفور أنا معك، فرد علي ان قضاة المحكمة ورئيسها قالوا ان اعدام صدام خطأ فكيف تحل لنا هذه الشغلة.. فقلت له هناك مواد في قانون المحكمة الجنائية علقها الحاكم المدني الامريكي فيما يتعلق بحكم الاعدادم وهي خمس مواد من ضمنها تنفيذ حكم الاعدام ومادة تقول لا يجوز تنفيذ حكم الاعدام في الاعياد والمناسبات الوطنية للمحكوم عليه وليس للحكومة وكان يوم إعدام صدام حسين يصادف يوم عيد السنة، والشيعة عيدهم اليوم التالي، وقد رد علي المالكي ضاحكاً أنت ذكي وشاطر وبالعراق قال لي «يا شيطان»، وعليه قال غدا تنفيذ حكم الاعدام، وبعدها الساعة 10 مساءً اتصل بي رئيس المحكمة الجنائية عارف شاهين الذي كان رئيسي وأنا نائبه في بغداد. وقال لي انك صرحت في قناة الفرات ولوكالة الانباء الكويتية «كونا» ان صدام حسين سيعدم غداً وأنا ما أسمع لك انت ما عندك صلاحية وعليك تبلغ رئيس الوزراء بطلب مني تأجيل حكم الاعدام 14 يوماً، وهددني اذا ما تفعل.
ذلك أحيلك إلى لجنة شؤون القضاة، وبعد سنتين ادخرها لي وعمل لي فيلماً وأحالني للتحقيق.
والحقيقة انني أغلقت هاتفي ولم أبلغ رئيس الوزراء بطلب رئيس المحكمة الجنائية، وعند الساعة 12 ليلا بلغت من الحكومة بتنفيذ الحكم بإعدام صدام غدا وكان القرار قضائياً بغطاء شرعي وحكومي بقرار تنفيذي، وقد اجتمعت مع نوري المالكي وتم الاتفاق بين المالكي ومنير حداد بتنفيذ الإعدام في صدام وأي كلام غير هذا غير صحيح.
وأنا للحقيقة لم أنم لمدة 30 ساعة وجلست في منزلي حيث حضرت كل وكالات الأنباء العالمية في بيتي ومنها الوكالات الأمريكية والبريطانية وغيرها وأبلغتهم أن حكم الإعدام سينفذ في صدام حسين غدا.
وفي اليوم التالي اجتمعنا أنا والمدعي العام منقذ الفرعون ووكيل وزارة العدل (كروي) و11 شخصية من حزب الدعوة، ومن ديوانية منزل المالكي تحركنا إلى المنطقة الخضراء ثم انتقلنا بطائرتي هيلكوبتر إلى مكان تنفيذ الإعدام.. وكان بعض الأشخاص خائفين، وقد أخذ الأمريكان هواتفنا ومتعلقاتنا ودخلنا إلى غرفة صغيرة باردة لا يوجد فيها أي من الأمريكان أو غيرهم، وقد أحضر صدام بعد تأخير ثلث ساعة، وكان لابس «بالطو» أسود وكان يحمل قرآنا ويديه مربوطتان، وأول ما دخل بدأ يشتم فينا أنتم عملاء لأمريكا أنتم عملاء للأجنبي، لعنة الله عليكم يا عملاء أنتم في جهنم وأنا في الجنة، وقلت له اقعد وكان شكله مخيفاً عينه مفتوحة بقوة وفيها احمرار، كأنه شخص مرعب، وقد القيت عليه حكم المحكمة وهو كان يقاطعني ويشتمني لكنني لم أتوقف وقال وهو يصارخ لعنة الله على الصهاينة وعلى الأمريكان، تعيش فلسطين تتحرر غزة وباكستان.. ولكن صوتي كان جهورا وأقوى من صوت صدام، وقد علق أحد الموجودين بقوله إنني قتلت صدام بصوتي العالي قبل أن يموت بحبل المشنقة بسبب قوة صوتي، بعدها اقتدته ومن خلفنا البقية وكان يمشي بخطوات طبيعية إلى غرفة كبيرة باردة تحتوي على مشنقة ودرج وفيها رائحة عفونة «رائحة الموت»، فقد تم إعدام 63 إرهابيا قبل صدام حسين وصدام كان الرقم 64 في جدول المعدومين في هذه المشنقة، وقد نفذ فيه الإعدام بلباسه ولم يتم الباسه اللبس الأحمر، فقد كان القرار مستعجلا لأن هناك حالة تردد نصف يوافق الأمريكان ونصف ساعة ترفض الحكومة ونصف ساعة توافق، ورئيس الوزراء نوري المالكي هدد بالاستقالة إذا لم ينفذ حكم الإعدام في صدام، وقال للأمريكان لن استمر إذا لم يعدم صدام، وأنا أيضا كنت مستعداً أخسر وظيفتي في سبيل إعدام صدام، وبالنسبة لحبل شنق صدام تم شراؤه من السوق وهو حبل عادي وقالوا إنه تم لفه 39 مرة على رقبة صدام وهذا غير صحيح واللفة عادية، والحبل موجود لدى المحكمة وعليه آثار دماء، وقد توفي فور سقوطه بعد أن كسرت رقبته وظل معلقا 5 دقائق بأمر مني حتى تأكدنا من وفاته بعد فحص الطبيب، ثم كتبت محضر تقرير بتنفيذ الحكم في 2006/12/30 الساعة 6.10 دقائق صباحا، وقد نقل «بالسدية» بالطائرة وقد أخذ المدعي العام قرآن صدام وسلمه إلى محاميه بناء على وصيته بدر بن عواد البندر الذي أعدم فيما بعد، وأثناء عودتنا بجثمان صدام قلت لمن معي أنا كنت مسجوناً زمن صدام، وكان معي علماء ورجال دين فعلمني أحد رجال الدين بالبصرة كيف أخذ «الخيرة» فطلبت القرآن لأخذ خيرة لصدام هل سيذهب الجنة أم النار، ففتحت القرآن وطلعت لي سورة هود الآية 99 وئيس الورد الموروث، فقال الحضور معي بالطائرة (اللهم صلى على محمد وآل محمد) وكانوا جميعهم من الشيعة، عدا الوزير كردي والوكيل سني.

* هل وجود كل هؤلاء الشيعة كان متعمدا أم صدفة؟
- والله إني بست أيادي قضاة من العرب السنة لحضور المحكمة عند تأسيسها لكنهم رفضوا، وقد كنا مخططين لتكون هيئة المحكمة ثلث سنة وثلث شيعة وثلث أكراد كمحاصصة ولكن فيما بعد أصبح الوضع آمنا فالتحق بعض العرب السنة بالمحكمة.

* وأين سلمت جثة صدام؟
- عندما وصلنا نُقل بسيارة إسعاف وقبل تحركها شافه رئيس الوزراء نوري المالكي ثم جاء نائب محافظ تكريت ورئيس عشيرته وطالبوا باستلامه فاستشارنا رئيس الوزراء وتم تسليمه لهم وأهل عشيرة صدام قالوا للمالكي حينها صدام آذانا في حياته وفي مماته وقد نقل إلى «العوجة» بتكريت حيث دفن هناك.

* كيف قضيت يومك بعد تنفيذ حكم الإعدام في صدام هل كنت في حالة رعب وخوف على نفسك وأهلك؟
- أبداً لم أخف.. أنا أعدمت صدام ثلاث مرات فأنا أول قاضي تحقيق حقق معه، وصدقت قرار إعدامه في التمييز، وأنا القاضي الذي نفذت حكم الإعدام فيه، وقد جلست فترة في المنطقة الخضراء ثم حدثت مشاحنات بيني وبين رئيس المحكمة الجنائية العليا عندما خالفته في تنفيذ الحكم وهو لديه أجندات خاصة، وقد قدمت طلب نقل وذهبت لشمال العراق عند الأكراد على أمل أن أكرم لإعدامي صدام ولكن أبداً لم أشاهد أي ترحيب أو تكريم للأسف، فيما بقت عائلتي زوجتي وابني وابنتي في مأمن بالشمال.. وقد استمر رئيس المحكمة في ملاحقتي وعمل لي «أفلام طويلة» للانتقام مني وقال لي يا أنت يا أنا في المحكمة، وقلت له ابقى أنت أنا في أمان الله لن أستمر ولا قيمة لمحكمة بعد إعدام صدام، وكنت أتوقع أن تتم معاملتي معاملة جيدة في كردستان العراق ولكن لم أحظ على شيء.

* ماذا عن ملفات غزو الكويت والأكراد والحرب العراقية – الإيراني، هل انتهت بانتهاء حكم إعدام صدام؟
- هذه القضايا انتهت جزائياً ولكن كحق مدني موجود، لأن الدعوى تنتهي بوفاة المتهم أو إعدامه أو شنقه، وقد رفضت الحكومة ملفي الكويت وإيران خوفاً من التعويضات، فقد أعطينا الكويت تعويضات من الأمم المتحدة بعد ليش تخلون الناس تشتكي وتجي تأخذ تعويضا مرة أخرى؟

* ماذا عن وضعك الحالي وسمعت أنك تريد الإقامة في الكويت أو اللجوء السياسي؟
- أنا في الوقت الحاضر صراحة لم أجد في العالم مكاناً أقدر أعيش فيه سوى الكويت، ظروفي وإيديولوجيتي تختلف عن الإيرانيين رغم أنهم استقبلوني بالترحاب ويريدوني أن أعيش بينهم في إيران، كما أنني لا أستطيع العيش في كردستان فهم يتكلمون الكردية وأنا مختلف معهم في الثقافة، وفي بغداد الخطر موجود ومحاولات اغتيالي كثيرة، وقد جندوا بعثيين والقاعدة لقتلي أكثر من مرة، ولذلك أتمنى أن يقف الكويتيون الى جنبي وأن أقيم بينهم مع أسرتي وأحصل على وظيفة مناسبة لي، وأنا أستطيع أن أقدم الكثير للكويت لأني رجل صاحب خبرة ودرست القانون الدولي والجنائي ورجل نظيف وقدمت أكبر خدمة للعالم كله بإعدام الطاغية صدام حسين، أتمنى أن أحصل على إقامة لي ولعائلتي في الكويت حتى أرتاح بقية حياتي.

* هل أنت ملاحق حالياً؟
- أنا أعتبر نفسي هارباً حالياً من العراق، وقد قالت لي المخابرات العراقية الـ«CIA» الأمريكية بضرورة مغادرة العراق خلال شهر لأن هناك ثلاثة اختصاصهم قتلي وهم تونسيون من البعثيين والقاعدة، وأنا شخص أصبحت معروفاً الآن بعد تنفيذي حكم إعدام صدام ولا أستطيع حتى العودة الي عمان لأنه من السهولة أن يقتلني البعثيين كما أن الكثير من الإيديولوجيات الإسلامية تؤمن ان صدام حسين هوامير المؤمنين ويعتبروني رجلاً زنديقاً وكافراً لتنفيذي حكم إعدام الطاغية صدام، والسؤال هل صدام أصبح خليفة المسلمين الخامس؟! ولذلك وبعد أن استقبلني وسهل أموري الشيخ فيصل الحمود المالك الصباح سفير دولة الكويت في عمان الذي أعتبره نموذجاً للإنسان الكويتي المخلص لوطنه والمحب لها والذي يملك الكثير من الإمكانيات في الكرم والأصالة والدبلوماسية وحب كل من خدم وطنه، أتمنى أن يكون سفيراً للكويت في العراق فهو دبلوماسي محنك ولديه علاقات جيدة مع العراقيين، كما أتمنى أن أحصل على فرصة للإقامة والعمل والعيش الكريم بين أهلي الكويتيين وأملي كبير في ذلك.

* هل لديك مذكرات حول قصة حكم إعدام صدام ستكشفها في يوم من الأيام؟
- أنا حالياً أعد كتاباً ضخماً عن مذكرات إعدام صدام يضم 250 وثيقة لم تظهر للعالم وستحتوي المذكرات على قصص وحكايات تذهل العالم وأسرار غريبة وصور نادرة، وأنا رجل لا أملك المال لذلك أبحث عمن يمول طباعة وتوزيع هذه المذكرات وعن ناشرين يساعدوني على نشره وسيكون بعدة لغات، ولتأكيد أهمية هذه المذكرات فإن كل ما قلته للإعلام لا يتجاوز %10 من مشاهداتي وعملي في المحكمة الجنائية الخاصة لصدام فأنا مؤسس هذه المحكمة وآخر شخص شاف صدام، لديّ أسرار كثيرة جداً ما شافها العالم.

* كيف وجدت الكويت الآن بعد 20 سنة من تحريرها من الغزو الصدامي العراقي الغاشم؟
- وجدتها من أجمل بقاع العالم والعرب، والكويتيون من أكثر الشعوب ارتياحاً، وأتمنى من الشعب الكويتي أن يشكر قيادته وحكومته على ما قدموا له من نعم وخيرات وأن يحمدوا ربهم ويشكروه ويشوفونا نحن العراقيون عبرة لما عانيناه من صدام وأشباه صدام في الدول العربية.

* كيف ترى العلاقة بين الكويت والعراق في الفترة الحالية؟
- أنا عضو في مجلس تنمية العلاقات العراقية – الكويتية في الوقت الحاضر وأرى أن العراقيين وأكثر الشخصيات العراقية بخلاف البعثيين طبعاً هي محبة للكويت والكويتيين ومازالت متألمة لما حدث للكويت، وأتوقع أن مزيداً من التطور في العلاقات الكويتية – العراقية، فالكويت معروف عنها عدم التدخل في شؤون الغير، وهذا معروف حتى في تقارير المخابرات العراقية وأجهزة الأمن العراقية بأن الكويت ليس لها أي علاقة بالأحداث الأمنية عكس دول أخرى ومنها دول جوار تتدخل وتفجر في الكويت، وأنا أرى أن الكويت دولة مسالمة وجارة وأن صدام حسين الذي اعتدى عليها ونكل بشعبها أخذ القصاص الذي يستحقه.

* لكن هناك بعض العناصر العراقية في البرلمان تظهر بين فترة وأخرى وتصرح ضد الكويت وتسيء للعلاقة بين البلدين؟
- هؤلاء مدفوعو الأجر وهناك من يدفع لهم للقيام بهذا الدور للحديث ضد الكويت وإثارة الحزازات مجدداً، والحقيقة أن هذه التصريحات مرفوضة ولا تجد من يؤيدها وترفضها حكومة العراق، كما أن كل الأحزاب العراقية الدينية والعلمانية ترفض هذه التصريحات ما عدا حزب البعث الفاشستي المجرم واتباعه الباقي على نهج صدام.

* هل تملك علاقات مع السيد السيستاني والصدر وغيرهما؟
- أنا أملك علاقات سياسية في العراق وفي الكثير من دول العالم، فأنا شخصية معروفة في العراق والوطن العربي وإيران والعالم لدى الأمريكان والإنجليز وفي أوروبا وبلجيكا وغيرها، أمتلك علاقات مع وزراء برلمانيين وأحزاب وأنا أستقبل في كل الدول كوزير.

* ما العبرة من إعدام صدام للعالم أجمع وليس للكويت فقط؟
- أخاطب الحكام الذين على نمط صدام والموجودين في العالم العربي والإسلامي، عليكم أن تعتبروا من إعدام الطاغية وأن تحسنوا أداءكم مع شعوبكم وأن تتجهوا للديموقراطية قدر الإمكان، وإعدام صدم أثلج قلوب من تضرروا في الكويت والعراق وإيران وكانت نهاية متوقعة لهكذا طاغية ومجرم في العالم.

المصدر: جريدة الوطن الكويتية، 28/1/2011