مطرانية العراق: هناك مخطط لإخراجنا من البلاد ولا توجد حماية للأقليات

السومرية نيوز/ كركوك، 31/12/2010

أكدت مطرانية الكلدان في العراق، الجمعة، عدم وجود حماية حقيقية لجميع الأقليات في العراق، واعتبرت أن الاعتداءات التي استهدفت المسيحيين في بغداد يوم أمس جزء من مخطط لإخراجهم من العراق، معلنة إقامتها صلاة اليوم ويوم غد تدعو فيها لأن يكون العام المقبل عام سلام للجميع بعد أن كان عام 2010 مأساويا للمسيحيين.

وقال معاون رئيس مطرانية الكلدان في العراق شليمون وردوني في حديث لـ"السومرية نيوز"، "لا توجد حماية حقيقية لجميع الأقليات في العراق، الأمر الذي يجعلهم فريسة سهلة لاستهدافهم من قبل الخارجين عن القانون"، مؤكدا أن"المسيحيين في العراق يعيشون بحالة من الأسى والخوف في ظل عمليات الاستهداف المنظمة التي تنفذ ضدهم".

واعتبر وردوني الأحداث التي شهدتها بغداد يوم أمس والتي استهدفت عددا من منازل المسيحيين بأنها "مخطط لإفراغ العراق من المكون المسيحي"، معربا عن أمله أن" تكون السنة الجديدة سنة سلام وأمان لجميع العراقيين بمختلف مكوناتهم".

وكانت خمس عبوات ناسفة انفجرت، ليلة أمس، مستهدفة منازل تعود لمسيحيين في مناطق الدورة وحي الإعلام والكرادة واليرموك وحي الخضراء، ما أسفر عن مقتل وإصابة 12 شخصا.

وأشار معاون رئيس المطرانية إلى أن "المسيحيين في العراق باتوا في حيرة من أمرهم بسبب العنف والقتل الموجه ضدهم، ونحن يوميا ندين ونستنكر هذا الأمر ولكن هذا لايجدي دون وجود حماية حقيقية للأقليات في العراق"، لافتا إلى أننا "بحاجة لحكومة قوية وقانون يحمي الجميع الذين فرحوا بالإجراءات الأمنية التي رافقت إجراء مراسم عيد الميلاد ولكن ما الفائدة، بعد استهدافهم ببغداد أمس الخميس"، حسب قوله.

وكشف وردوني أن "الجميع سيصلي اليوم وغدا بمناسبة قدوم السنة الجديدة وسندعو فيها الرب لأن تكون سنة سلام وأمان للعراقيين جميعا، خاصة وان العام الحالي كان مأساويا وصعبا على مسيحيي العراق بعد سلسلة الهجمات التي طالتهم في محاولة لإفراغ البلد منهم".

وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق بعد حرب العام 2003 بحسب إحصاءات غير رسمية، من 1.5 مليون إلى نصف المليون، بسبب هجرة عدد كبير منهم إلى خارج العراق، فيما تعرض عدد آخر منهم إلى هجمات مسلحة في عموم مناطق العراق، خصوصاً في نينوى وبغداد وكركوك.

وكان المسيحيون يشكلون نسبة 3.1 بالمائة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينيات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال تسعينيات القرن الماضي، وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة منهم إلى الخارج بعد عام 2003.

يشار إلى أن مطرانية كركوك، أعلنت الثلاثاء الماضي، إلغاء كافة مراسم العيد واقتصارها على القداس والصلاة والدعاء حدادا على ضحايا كنيسة سيدة النجاة، معتبرة أن العراق غير مؤهل لتطبيق التجربة الديمقراطية وممارسة الحرية بعقلية حضارية، لأنه يعيش حاليا حالة من الصراع السياسي على السلطة.

وذكر رئيس أساقفة الكلدان في كركوك لويس ساكو في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المسيحيين في كركوك قرروا إلغاء كافة مراسم البهجة والاحتفالات بالعيد واقتصارها على أداء قداس العيد والصلاة والدعاء للعراق وشعبه والمسيحيين، على خلفية الحداد على ضحايا كنيسة سيدة النجاة"، مبينا أنه "لأول مرة بعد العام 2003 تقوم الكنيسة بأداء قداس العيد في الصباح بدلاً من المساء في كنائس كركوك".

يذكر أن المسيحيين في العراق يتعرضون إلى أعمال عنف منذ عام 2003 في بغداد والموصل وكركوك والبصرة، من بينها حادثة خطف وقتل المطران الكلداني الكاثوليكي بولس فرج رحو في شهر آذار من العام 2008.