مؤتمر المغتربين العرب في القاهرة ... اهداف و آمال

نظمت جامعة الدول العربية المؤتمر الاول للمغتربين العرب في القاهرة للايام 4 – 6 / 12 / 2010 ، شاركت فيه وفود من الدول العربية وشخصيات عربية مقيمة في المهجر بدعوة من الجامعة العربية ، ومثل وزارة الهجرة والمهجرين العراقية وفد ضم شخصيات من دول المهجر و من الوزارة برئاسة الوزير عبد الصمد سلطان .

ان مشاركة الوفد العراقي تمثل بداية جديدة تفتح ابواب المنظمات العربية امام مساهمة العراقيين المغتربين في مثل هذه المؤتمرات بعد ان حرموا منها لعدة سنوات سابقة.
كما نثمن مبادرة الجامعة العربية لتنظيمها هذا المؤتمر لما يمثله من حجر زاوية في معالجة قضايا المهاجرين والمغتربين عامة والعراقيين خاصة نظرا للاعداد الكبيرة التي هاجرت من العراق خلال العقود الثلاثة الاخيرة .

وكانت المشاركة الايجابية التي ظهرت بها وزارة الهجرة والمهجرين في هذا المؤتمر وحضور السيد الوزير عبد الصمد سلطان جلسات المؤتمر ومشاركة وكلاء الوزارة في النقاش والاستماع لوجهات النظر التي طرحت خلال جلسات المؤتمر وتقديم ورقة بحث هامة تضمنت مشروع قانون الكفاءات للمؤتمر من قبل الوكيل الاقدم للوزارة القاضي اصغر الموسوي ما يبعث الامل في مشاركات مستقبلية واسعة تحقق النجاحات المطلوبة لقضايا المهاجرين والمغتربين.

و ساهمت الهيئة الادارية التي انتدبتها الوزراة لادارة نشاط الوفد بجهد مميز وحرص على متابعة مجريات ومتطلبات المؤتمر إذ عملوا بجد على انجاز جميع القضايا التي لها علاقة بالمؤتمر على افضل وجه .

ومن خلال مشاركتنا في المؤتمر سجلنا بعض الملاحظات نعرضها هنا آملين اخذها بنظر الاعتبار من قبل الجهات المسؤولة مثل وزارة الهجرة والمهجرين ، وزارة الخارجية ، وممثلية العراق لدى الجامعة العربية كي نستطيع تحقيق نجاحات افضل في المستقبل :

اولا : كان عدد العراقيين المنتدبين للمؤتر والمشاركين فيه قليلا قياسا الى عدد الحاضرين من البلدان العربية الاخرى ، نامل زيادة عدد العراقيين المساهمين في اعمال المؤتمر في المستقبل، طالما هناك حصة للوفد العراقي من قبل الجامعة العربية وحصة اخرى من قبل الدولة العراقية .

ثانيا : لما لهذا المؤتمر من أهمية نأمل في المستقبل تهيئة مجموعة من العراقيين من اصحاب البحوث و اوراق العمل قبل مدة مناسبة من عقد المؤتمر ، وعقد اجتماعات ومناقشات مصغرة حول المؤتمر وتنظيم جلسات ورشات عمل ( سمينارات ) وندوات بمشاركة وزارة الهجرة والمهجرين و وزارة الخارجية وممثلية العراق في الجامعة العربية من اجل تطوير المشاركات واختيار البحوث المناسبة كي نستطيع طرح المشاكل التي يعاني منها المغترب العراقي والحلول الممكنة لها.

ثالثا : نوقشت في الجلسة الاخيرة لليوم الثالث من المؤتمر قضية تخصيص وسيلة اعلامية – اذاعة - للمؤتمر ، فتبرع السيد مصطفى عبد الله من مصر باجهزة وموقع في النمسا للاذاعة المقترحة . يرجى من الوفد الرسمي العراقي لوزارة الهجرة والمهجرين متابعة هذا المشروع الاعلامي ، والعمل على ان يكون المغترب العراقي ممثلا في الهيئة الاعلامية التي ستدير هذه المؤسسة لكي يضمن العراق مشاركة فعالة في مثل هذا الصوت الاعلامي .

رابعا: كانت معظم الاقتراحات التي طرحها اعضاء الوفد العراقي منتجة ومفيدة ولكننا لانعرف مدى تطبيقها والاخذ بها او متابعتها ، لذلك نأمل تشكيل لجنة مشتركة من وزارة الهجرة ومجموعة من المشاركين في المؤتمر من العراقيين المغتربين كي يتابعوا تلك المقترحات مع الجامعة العربية في محاولة لتنفيذها بالشكل المطلوب.

خامسا : نقترح تشكيل لجنة دائمية لهذا المؤتمر والقضايا المشابهة التي تناقش مشاكل وقضايا المهاجرين العراقيين تتكون من ممثلين من وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الخارجية وممثلية العراق لدى الجامعة العربية وعدد من المغتربين العراقيين ، على ان يعقدوا اجتماعات دورية مع الهيئة التحضيرية للجامعة العربية المعنية بشؤون هذا المؤتمر ، لان احد اعضاء الهيئة التحضيرية ذكر انهم كانوا يجتمعون ويخططون لهذا المؤتمر منذ عامين، بينما علمنا بالمؤتمر قبل اشهر قليلة من انعقاده مما اضاع على المغترب العراقي في الخارج فرصة التخطيط والمشاركة في تنظيم المؤتمر ودعوة المغتربين العراقيين اليه .

سادسا : قدمت الجامعة العربية مجموعة من الدعوات الى المغتربين من ابناء الجاليات العربية في المهجر ، وكان عدد العراقيين المدعويين قليلا نسبة الى عدد المدعوين من بعض الدول العربية الاخرى ، لذلك نرجو من الجهات العراقية المعنية مراجعة اعداد المدعويين ومحاولة توزيع الدعوات بالتساوي بين الدول المشاركة .

سابعا : تنظيم ندوات بالتعاون مع المنظمات العراقية في دول المهجر لمناقشة قضايا المهاجرين العراقيين وايجاد صيغ للتعاون مع المنظمات الدولية والعربية مثل منظمة المهاجرين الدولية - IOM - ومنظمة الوحدة الاوربية ومنظمة الامم المتحدة واليونسكو والاليكسو - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - من اجل مساعدة المهاجرين في حل الاشكالات التي يواجهونها وتشجيع الجيل الجديد من ابناء المهاجرين على التواصل مع وطنهم .

ثامنا : تعرضت القوميات والطوائف المختلفة في الدول العربية الى مختلف صنوف الاضطهاد فهاجرت الى اوربا و دول العالم الاخرى ، وعلى سبيل المثال هناك اعداد كبيرة من الامازيغ – البربر – في اوربا ، واعداد كبيرة من المسيحيين العراقيين في امريكا ، واعداد كبيرة من الكورد الفيليين العراقيين في اوربا ، وكذلك من الصابئة والشبك والايزديين والكلدان والاشوريين العراقيين وغيرهم في بلدان العالم ، لذلك نطلب تخصيص يوم واحد من ايام المؤتمرفي المستقبل للمغتربين من المكونات والاثنيات المختلفة لمناقشة قضاياهم التي تتميز باشكالات خاصة احيانا مثل اسقاط الجنسية عنهم او عدم السماح لهم بتعلم لغتهم في بلدانهم او ممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية وغير ذلك مما يتعلق بايجاد القوانين والحلول لمشاكلهم كي تكون موضع دراسة وبحث واهتمام جامعة الدول العربية التي يشكلون مكونات وطوائف هامة من شعوب بلدانها.

تاسعا : في لقاء على هامش المؤتمر مع الدكتور قيس العزواي ممثل العراق الدائم في جامعة الدول العربية قدمنا بعض المقترحات من أجل تفعيل دور ممثلية العراق في جامعة الدول العربية ودعم مشاركة العراقيين المغتربين في المؤتمرات والمهرجانات والندوات العربية التي تنعقد في القاهرة وغيرها من الدول العربية ، والاستفادة من الامكانات والمؤهلات التي يتمتع بها المغترب العراقي وزج الاسماء اللامعة في النشاطات الثقافية والعلمية والادبية والفنية التي تنظمها الدول والمؤسسات العربية كي يتميز حضور العراق ويغتني بعلمائه ومثقفيه المعروفين في مختلف بلدان العالم .

عاشرا : لاحضنا عدم مشاركة اية امرأة ضمن الوفد العراقي الوزاري القادم من العراق ، لذلك نرجو الحرص في المستقبل على مشاركة المرأة العراقية كي تطلع على مشاكل المرأة المغتربة التي تتحمل اعباء مضاعفة في غربتها عن وطنها الام .
وفي الختام لابد من تقديم الشكر لجميع من ساهم في تقديم الدعم لانجاح اعمال هذا المؤتمر والشكر موصول للسيد وزير الهجرة والمهجرين عبد الصمد سلطان لاهدائه وسام – درع الوزارة – للمغتربين العراقيين المشاركين في هذا المؤتمر .

د. مؤيد عبد الستار

المصدر: موقع الاخبار، 30/12/2010