ارض العراق تحتضن 25 مليون لغم والحصة الكبرى منها للاقليم وللكورد الفيليين

شفق يعاني العراق نتيجة للحروب التي خاضتها الانظمة السابقة من انتشار الالغام الارضية المزروعة والصواريخ والقنابل والمقذوفات...

غير المنفلقة في جميع انحائه، وهذه المخلفات كانت ولازالت قتلت وتقتل الكثير من الاشخاص او حولتهم الى اشخاص معاقين لايستطيعون ممارسة حياتهم الطبيعية.

كما ان اراضي اقليم كوردستان عموما، والكورد الفيليين خصوصا قد نالت الحصة الكبرى من تلك الالغام والصواريخ والمقذوفات غير المنفلقة.


المدير العام لازالة الالغام والمقذوفات غير المنفلقة زاحم جهاد اوضح في حديث لـ (شفق) ان "العراق يحتل المرتبة الاولى ضمن التصنيف العالمي من بين 60 دولة في احتوائه على الالغام والصواريخ والقنابل غير المنفلقة".

وكانت تقارير الامم المتحدة قد اشارت الى وجود 110 مليون لغم ارضي في الدول الـ 60، والعراق يحتوي على اكثر من 25 مليون لغم اي مايعادل ربع العدد المذكور.

واضاف ان "هناك مساحات شاسعة من الاراضي الزراعية والصناعية والنفطية، ملوثة بالمخلفات الحربية مثل القنابل العنقودية والصواريخ غير المنفلقة التي تشكل خطرا حقيقيا على الحياة ".

يشار الى ان الكثير من مشاريع التنمية واعادة الاعمار متوقفة بسبب حقول الالغام والمخلفات الحربية مثل مشاريع تطوير المنشآت النفطية او بناء مشاريع نفطية جديدة ومد خطوط الكهرباء والطاقة وخطوط السكك وتطوير الموانئ وبناء المنشآت الصناعية والاقتصادية والطرق وتطوير الزراعة والمشاريع الخاصة بالموارد المائية.

واشار جهاد الى ان "المنظمة العراقية لازالة الالغام استطاعت وبجهود ذاتية تطهير 24 مليون متر مربع ورفع اكثر من 200 الف لغم ارضي، وهي ارقام صغيرة بالنسبة الى ما يعانيه العراق، وكبيرة بالنسبة لعمر المنظمة".

وتجدر الاشارة الى ان المنظمة العراقية لإزالة الألغام والمقذوفات غير المنفلقة هي منظمة عراقية غيرالحكومية الأولى والتي تم تأسيسها في 1/9/2003 وتم تدريبها وتأهيلها بموجب المعايير العالمية وهي مكتفية ذاتياً، وتعمل على توعية المواطنين، وتدريب وتأهيل الافراد والمؤسسات الاخرى.

وبيّن جهاد ان "العراق بحاجة الى اكثر من 20 الف مزيل الغام لتطهير 50% من اراضيه خلال 10 سنوات، ويحتاج ايضا الى تكاتف جهود الامم المتحدة والدول المانحة والمنظمات المهتمة بهذ الشأن، وامكانيات مالية وخبرات فنية هائلة".

وتابع بالقول ان "العراق بحاجة الى عمل شؤون الالغام وهي لاتقتصر على الازالة فقط بل تشمل خمسة انشطة وهي :الاستطلاع، والتوعية، والتخطيط، ومساعدة الناجين، ووضع خطط ستراتيجية قصيرة وطويلة الامد لتنفيذها وتقييمها كل سنة للتمكن من وضع الحلول".

واشار الى ان "ان العاصمة بغداد يوجد فيها اكثر من 150 منطقة تحتوي على القنابل العنقودية والمخلفات الحربية، ومن تلك المناطق (قناة الجيش، وكلية الزراعة)، والمناطق المحيطة بالعاصمة (كالرضوانية، والزعفرانية، والراشدية)، وهذا الامر لم يكن مستشعرا به من قبل الا بعد استقرار الوضع الامني، والبدء بالمشاريع السكانية والعمرانية، واستكشاف المناطق من اجل تنفيذ العقود المبرمة مع العراق".

وطالب زاحم جهاد الحكومة العراقية بمقاضاة الدول والشركات التي قامت ببيع تلك الالغام والصواريخ والقنابل، لانها سببت الهلاك في الحرث والنسل، ولازال الشعب العراقي يعاني منها بكافة المجالات.


من جانبه وصف الوزير السابق لحقوق الانسان بختيار امين الالغام الارضية المزروعة، والصواريخ والقنابل والمقذوفات غير المنفلقة بالكارثة الانسانية، وعدها عائقا امام التنمية والاستثمار في العراق.

واضاف امين في حديث لـ (شفق) ان "هناك احصائيات تشير الى ان اقليم كوردستان يحتوي على اكثر 10 ملايين لغم ارضي وقنابل غير منفلقة ومخلفات حربية، وتشير منظمات غير حكومية الى اكثر من ذلك العدد، ويصعب تحديد العدد بشكل دقيق".مبينا ان "تكلفة زرع اللغم قليلة بالنسبة لازالته".

واشار الى ان "بعد 2003 اكتشفنا ان تركيز الحكومة في زرع الالغام كان منصبا على المناطق الجنوبية، واقليم كوردستان، ومناطق الكورد الفيليين ابتداء من علي الغربي في العمارة، وبدرة وجصان، وانتهاء بمندلي وخانقين".

وبيّن ان "عندما قام النظام السابق بتهجير الكورد الفيليين جعلهم يعبرون الى ايران من خلال حقول الالغام، وخصوصا عن طريق مناطق (جبال بمو) ليسقط العديد منهم ضحايا للالغام".

واوضح ان "العراق يحتوي على اكثر من اربعة الآف حقل 3194 حقلا منها في المناطق الكوردية، و776 كليو متر مربع من مساحة كوردستان العراق مزروعة بالالغام، وقد استطاعت منظمة ازالة الالغام في كوردستان ان تطهر 3 ملايين متر مربع منها".

وتابع ان "ضحايا الالغام في كوردستان تصل الى 14500 بين قتيل وجريح".

ولفت الى ان "الحكومة الايرانية والتركية زرعتا الشريط الحدودي الممتد بينهما وبين العراق بالالغام".

وطالب امين الحكومة بمقاضاة الدول والشركات التي باعت هذا الكم الهائل من الالغام للعراق، وانها ان لم تسرع بايجاد الحل فستبقى هذه المشكلة الى عشرات السنين وسيدفع العراق الآلاف من الضحايا.


الاعلامي والصحفي جمال الاركوازي اوضح في حديث لـ (شفق) ان"المناطق الحدودية الكوردية زرعت فيها اعداد هائلة من الالغام لاغراض سياسية، وفي بداية الحرب العراقية الايرانية أستطاعت الحكومة الدكتاتورية من زرع تلك المناطق التي أسمتها انذاك بالمناطق المحرمة وقامت بترحيل أهلها الى المناطق الجنوبية من العراق والاستيلاء على أراضيها".

واضاف "تم ترحيلنا الى مناطق الجنوبية و تحديدا الى محافظة ذي قارلفترة من الزمن، وعندما حدثت الانتفاضة في عام في اذار 1991 انسحبت القوات العراقية من مناطقنا".

مستدركا بالقول "عندما حدثت الهجرة المليونية قررنا ان نعبر الحدود بسبب القصف المشدد من قبل الجيش علينا، وبعدها حاولنا العبور الى داخل الاراضي الايرانية، و كنا لانتوقع ان تكون قريتنا(عليمير) والتي تقع شمال مدينة خانقين مزروعة بالالغام "

وتابع ان عددا من تلك الالغام انفجرت و قتلت العديد من افراد قريتنا من ضمنهم (فريدون محمود غفور) أبن عمى وهو اب لخمسة أطفال. وبعد سنين حاولت حكومة اقليم كوردستان تنظيف منطقتنا من الالغام ولكن بسبب عدم وجود الاجهزة في ازالة الالغام تأخرت العملية لحد الان.

يشار الى ان المنظمة العراقية لازالة الالغام والمقذوفات غير المنفلقة اعدت تقريرا ذكرت فيه ان هناك 25 مليون لغم ارضي في العراق منها 10 ملايين في كوردستان العراق، و 3 ملايين طن من الصواريخ والقنابل غير المنفلقة، و4446 منطقة خطرة تحتوي على مقذوفات غير منفلقة، 3385 منطقة خطرة تحتوي على ذخائر ومخلفات حربية متروكة، 1682 منطقة خطرة تحتوي على قنابل عنقودية، و 1271 منطقة معركة او مواضع عسكرية تحتوي على اعتدة مختلفة، 1200 كم حقول الغام على طول الحدود العراقية الايرانية، و94 منطقة خطرة فقط في حقول الرميلة تحتوي على القنابل العنقودية واليورانيوم المنضب مع حقل الغام بطول 17 كم.

يذكر ان الحكومة العراقية وافقت على الانضمام لمعاهدة أوتاوا التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد،وحسب شروط معاهدة اوتاوا، فان على كل دولة من الدول الموقعة إزالة الألغام الموجودة في أراضيها خلال فترة 10 سنوات من بدء المعاهدة، والعراق الآن ملزم بازالة الالغام قبل حلول عام 2018 .

المصدر: مؤسسة شفق / ياسر عماد، 26/12/2010