الكارثة التي حلت بالكورد الفيليين قل نظيرها

اكد المتضامنون مع قضية الكورد الفيليين على ان الكارثة التي حلت بالكورد الفيليين قل نظيرها في العالم...

جاء ذلك في الندوة التي اقامها البيت الكوردي تحت عنوان (تضامنوا معنا من اجل انصاف قضيتنا) ضمن حملته للوقوف مع ضحايا الكورد الفيليين ، وحضرها عدد غفير من الذين تضامنوا مع قضية الكورد الفيليين يوم السبت 27 / 11 / 2010 على قاعة مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين . وشهدت الندوة القاء كلمتين لكل من الدكتور خليل شمة والباحث رياض الفيلي استعرضا فيها ما تعرض له الكورد الفيليون طيلة عقود من الزمن شهدت تهجيرهم وابادتهم وتغييبهم ، ومحاولة اجتثاثهم بمصادرة جميع وثائقهم التي تؤكد عراقيتهم . الدكور خليل شمة بيّن : (ان الكارثة التي حلت بالكورد الفيليين قل ماتعرضت لها مجموعة بشرية) .
واضاف شمة : (كنا مظلومين وما نزال والحقيقة التي لاينكرها كل منصف ان المجتمع العراقي قد بني على اكتاف الكورد الفيليين، والجميع يعرف اهمية الدور الاقتصادي للكورد الفيليين الذين كانوا العصب الاقتصادي في الشورجة حتى مطلع الثمانينيات). وكشف خليل شمة : (اليوم يعاني الكورد الفيليون من حالة من الاحباط واليأس وعلى السياسيين ان يلتفتوا الى هذه الظاهرة الخطيرة التي قد تكون لها عواقب وخيمة ان لم تعالج في اقرب وقت). ولفت خليل شمة انظار السياسيين الى : (ان الحالة النفسية الصعبة قد تدفع الكورد الفيليين الى اتخاذ موقف المعارضة وهم كانوا دوماً مع السلم الاجتماعي وتطور العراق) . وعن هوية الكورد الفيليين وولائهم قال شمة : (ان الكورد الفيليين كانوا دوماً ظهيراً للشيعة وللكورد في آن واحد) .


اما الكاتب والاعلامي رياض الفيلي اوضح قائلاً : ( ان محاكمة ازلام النظام السابق الذين ارتكبوا جرائم بحق الكورد الفيليين قد شهدت تأجيلات عديدة عكس ماحص مع قضايا اخرى لم تكن على هذه الدرجة من الاهمية ، في حين ان المحكمة الجنائية اكدت على ان تسلسل القضايا يأتي حسب اهميتها ) . واستعرض رياض الفيلي المذكرة التي قدمها الى محكمة الجنايات العليا المختصة بالنظر في قضية الكورد الفيليين وجاء في المذكرة: ( أن جريمة التهجير القسري التي إرتكبها النظام الدكتاتوري ضد أبناء الشعب العراقي من الكرد الفيليين تعد من جرائم التطهير العرقي المقيتة ( الجينو سايد ) وفق مبادىء القانون الدولي ، ومنها تهجيرات الأعوام (1969–1970–1971) التي ذهب ضحيتها أكثر من (70،000) مُهجر ). كما بينت المذكرة : ( ومورست بحقهم أفضع التصفيات الجسدية أثر قيامهم بإنتفاضة السجون في عز جبروت النظام المجرم في مُعتقل أبي غريب للأحكام الثقيلة ومنفى نقرة السلمان الصحراوي مطلع ثمانيات القرن الماضي ، وكما لم يسلم منها حتى العوائل غير المُهجرة التي كانت تحت المطرقة والسندان وتشديد الخناق عليهم وفق نظرية المؤامرة التي يؤمن بها البعث « جواسيس وخونة وعملاء وطابور خامس » ، فيما أكتفت المحكمة الجنائية العراقية العليا بجعلها قضية مُجزئة ، إذ لم تستقبل الشكاوى عن تهجيرات السبعينات وفصلت عنها علميات الترحيل الداخلي لعام / 1975 ، ودمجتها مع قضية التطهير العرقي لمحافظتي ديالى وكركوك التي لا تجمعهما معاً أية عوامل مُشتركة مثل { وقت إرتكاب الجرم ، وأسبابه ، ومبرراته ، والبعد الزمني والمكاني بينهما }). واكدت المذكرة على ان الجرائم التي مورست بحق الكورد الفيليين هي جرائم ابادة جماعية موضحة : ( ويطلق أسم الإبادة على سياسة القتل الجماعي المنظمة ، وعادةً ما تقوم بها حكومات وليس أفراداً ضد مختلف الجماعات والطوائف والشعوب ، وتعنى بأنها إرتكاب أي فعل من الأفعال المرتكبة بقصد إهلاك أو القضاء على جماعة بشرية وتدميرها بصفتها هذه كلياً أو جزئياً على أساس القومية أو العنصرية أو الجنسية أو الإثنية أو الدينية أو العرقية أو المذهبية أو الطائفية أو السياسية أو الإجتماعية ، وهذا ما حصل { للكورد الفيليين } هو من جرائم الإبادة الجماعية بالوصف القانوني والمعيار الدولي ).

من جانبه قال على حسين الفيلي رئيس مجلس ادارة مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين: ( ان قضية الكورد الفيليين قضية شائكة ومعقدة وطبيعي ان تكون الاراء ووجهات النظرحولها مختلفة وكل منا ينظراليه من زاواية خاصة . واضاف الفيلي ان النظام المباد لم يظلم الفيليين وحدهم فحسب بل ان جميع مكونات الشعب العراقي تعرضوا الى بطش وعنجهية ذلك النظام الدكتاتوري الهمجي . واشارالفيلي الى ان هذا الاجتماع جاء لمطالبة المحكمة الجنائية العليا لانصاف الكورد الفيليين لاننا كفيليين عايشنا الواقع المر وفي المقابل هناك جهات واطراف اخرى تنظرالى هذه القضية نظرة سياسية او انسانية اوقومية او مذهبية وهنا تظهرحقيقة تلك الاطراف التي تساند القضية والاطراف التي لاتساندها . وفي جانب اخرمن كلمته اكد رئيس مجلس ادارة مؤسسة شفق للثقافةوالاعلام للكورد الفيلين ان هناك امراً مهماً وينبغي ان نهتم به في كل المناسبات وهوان نظهرونثبت للاخرين باننا شريحة مهمة من الشعب الكوردي وان تلك الشريحة لازالت حية وفاعلة كما في السابق لان كما يقول احد الشعراء الكورد ان كل شئ حي يجب ان يكون له صوت وان الاموات وحدهم الصامتون . واشارالفيلي اننا ينبغي ان نعلم ان عراق اليوم ليس عراق الامس وعراق المستقبل سوف لن يكون عراق اليوم وان الكورد الفيليين من ضمن الشرائح المستهدفة وهناك من يحاول اخلاء العراق من هذه الشريحة الاصيلة والفاعلة . والقى الفيلي اللوم على ابناء شريحة الكورد الفيليين لعدم المطالبة بحقوقهم والدفاع عن انفسهم وقال : كم منا شارك في حملة التضامن مع قضيتنا التي بدأت منذ ايام ، الا ينبغي علينا ان نكون نحن الطليعة في الدفاع عن حقوقنا ام ننتظرالاخرين يدافعون عن مظالمنا ومعانتنا) .

وعلى هامش الندوة تداخل العديد من المتضامنين وكان منهم الاديب حسين الجاف الذي قال : ( كان الخالد ملا مصطفى البارازاني يأمل دوماً ان يكون للكورد الفيليين موقعاً مهماً ، وآنذاك اراد ان يكون حبيب محمد كريم نائباً لرئيس الجمهورية ولكن النظام السابق لم يوافق ان يتولى حبيب محمد كريم هذا المنصب ) . وكذلك اوضح صلاح البدري قائلاً: ( لقد سفر الكورد الفيليون وفق وجبات وتحملوا صنوف العذاب ولكنهم لم ينكروا كورديتهم وكانوا في مقدمة جميع الاحزاب الوطنية ولكننا اليوم نعاني من التهميش ونتساءل اين دورنا ؟) . النائب السابق والقيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني عبد الخالق زنكنة اشار الى : (ان الشعب الكوردي تعرض للأبادة في جميع دول المنطقة وليس في العراق فقط ، وعلينا ان نناضل بقوة من اجل ان ندافع عن حقوق الكورد الفيليين ومن اجل استصدار قرار يضمن حقوقهم) . المربية ليلى هاشم رأت من جانبها : (ان ماتعرض له الكورد الفيليون ليس بالقليل ولكننا نستغرب من العدد القليل للشهود الذين تم استدعاؤهم للمحكمة ، وهناك الكثير من الشهود يملكون وثائق وادلة دامغة تدين ازلام النظام السابق) . اما حسين الفيلي الذي حضر الى الندوة من محافضة واسط قال : (لقد قدمت من محافظة واسط والقضية الفيلية هي جزء مني ، ولكني اتساءل هل سيكون حجم العقوبة التي ستعلنها المحكمة تتناسب وحجم الجرائم التي ارتكبها النظام السابق؟) . الكاتب والاعلامي الدكتور حيدر القطبي تساءل قائلاً : ( لقد تم تغييب عشرات الالاف من ابناء الكورد الفيليين ..أليس على المحكمة المختصة متابعة مصير هؤلاء والتحقيق في هذا الأمر ؟ ارى من الضروري ان يتحرك الاخوة المتضامنون على الاحزاب والكتل السياسية من اجل حشد الرأي العام لانصاف الكورد الفيليين ) . الدكتور لهيب الفيلي اوضح قائلاً : ( ان شريحة الكورد الفيليين في ايران ومن خلال البيت الفيلي في ايران كان لهم شعار رفع الرأس والمناداة بحق الكورد الفيليين المضيع في الماضي والحاضر ، ونحن نأ سف لموقف السياسيين اليوم الذين تربطهم بالكورد الفيليين روابط مذهبية وكذلك قومية ، ونحن نريد ان نعود الى ارضنا وبيتنا ولانريد نعيش في اماكن اخرى وعندها سندعوا الآخرين لأن يكونوا ضيوفنا ، لقد تعرض اكثر من 700 الف كوردي فيلي الى الاجتثاث ومسخ الهوية والمحكمة اليوم لم تستدعِ اي مهجر من ايران للأدلاء بشهادته ) .

المصدر: مؤسسة شفق / غيث هاني، 27/11/2010