الستراتيجية الكوردية في القضية الفيلية

دأب العديد من المهتمين بقضية الكورد الفيليين على انتقاد وملامة الحزبين الكورديين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني) بشأن موقفهما... من القضية الفيلية وعدم الاتفاق على مشروع ستراتيجي والعمل على انتزاع قرار رسمي من الدولة العراقية يدين الترحيل والتهجير القسري للكورد الفيليين إبان العقود الماضية . ويدين مصادرة ممتلكاتهم ، يعد ضحاياهم شهداء الشعب العراقي ومحاكمة قاتليهم من عناصر اجهزة النظام المقبور وتعويض اسر الضحايا عما لحق بها من اضرار مادية ومعنوية ورد الاعتبار لهم وتثبيت حقهم في المواطنة العراقية والاعتراف بعراقيتهم الاصيلة ومن خلال اصدار البطاقة الوطنية التي تمنح لكل العراقيين من دون تمييز عرقي او ديني . وقد تناول الحزب الديمقراطي الكوردستاني في منهاجه المعد لمؤتمره الثالث عشر قضية الكورد الفيليين وغيرهم من الكورد في مناطق وسط وجنوب العراق ويؤكد المنهاج في باب اهداف الحزب المادة (7 ) على : الدفاع عن حقوق الكورد الساكنين في المناطق الاخرى من العراق والعمل على تعزيز وادامة الروابط الاجتماعية والثقافية معهم . وفي باب ضحايا جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية (حملات الانفال والتهجير وتدمير القرى والاسلحة الكيمياوية)
الفصل الاول حقوق الضحايا وذويهم
المادة (249 ) : تنظيم حملة وطنية وعالمية للكشف عن مصير عشرات الالوف من ابناء شعبنا من البارزانيين والفيليين وضحايا حملات الانفال المقيتة في كرميان وسائر المناطق الاخرى والسجناء السياسيين والمفقودين الذين لا يعرف مصيرهم لحد لآن ، وتعويض هؤلاء الضحايا وذويهم عما لحق بهم من اضرار مادية ومعنوية.
المادة (251) اعادة كافة المرحلين والمهجرين الى مناطقهم الاصلية وتحميل الدولة العراقية مسؤولية تعويضهم عن كافة الاضرار التي لحقت بهم بما فيها اعادة بناء قراهم واحيائهم واماكن سكناهم .
المادة (252 ) : عودة الكورد الفيليين المهجرين واعادة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقولة وتعويضهم عن كافة الاضرار التي لحقت بهم .
شفق حاورت عدداً من المعنيين بهذه القضية التي تناولوها من زوايا مختلفة .


الناشطة المدنية والحقوقية فائزة بابا خان اوضحت في حديث لشفق : (ان جميع الحقوق التي وردت في منهاج الحزب الديمقراطي الكوردستاني جاءت في الدستور صراحة او ضمناً ، ولكن المشكلة ليست في القوانين وانما في كيفية وضع ستراتجية وآلية لاستعادة حقوق الفيليين وانصاف الكورد خارج الاقليم) . وحول امكانية تطبيق ومتابعة هذه المشاريع قالت فائزة بابا خان : (في هذا المضمار سنواجه بمشكلة اخرى وسيواجهنا السؤال التالي : هل ان الموازنة لعام 2011 تضمنت تخصيصات لتفيذ هذه البرامج والمشاريع ؟ فالقوانين والقرارات لاتكفي في غياب التخصيصات المالية) . واضافت فائزة بابا خان : (الاهم من كل ذلك هو التنسيق والاتفاق بين حكومتي الاقليم والاتحادية لتفيذ هذه الستراتيجية) .


من جانبه مسؤول الفرع الخامس للحزب الديمقراطي الكوردستاني في بغداد محمد الدلوي اشار الى اهمية المؤتمر الثالث عشر المزمع عقده في وقت قريب وقال الدلوي : (ان لهذا المؤتمر اهمية خاصة لما يحمله من مقترحات مهمة تشمل اغلب القضايا الراهنة في الشارع الكوردستاني وكذلك لتناوله مشروعات تهتم بقضايا الكورد خارج الاقليم وخصوصاً قضية الكورد الفيليين) . واضاف محمد الدلوي قائلاً : (ان اهمية هذا المؤتمر انه وضع برنامجاً يؤكد على اللامركزية في اتخاذ القرارات مما يتيح للفروع حرية اكبر في التعامل مع العديد من القضايا من دون الرجوع الى المركز ، وبعد المؤتمر ستخصص ميزانيات للفروع تمكنها من تنفيذ المشاريع ومنها ما يخص الكورد خارج الاقليم) . وحول سياسة الحزب الديمقراطي حيال الكورد خارج الاقليم قال الدلوي : (ان الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومنذ تأسيسه وضع ستراتيجية مهمة في ما يخص الكورد خارج الاقليم ولكن الظروف التي يمر بها العراق والاقليم وقفت عائقاً امام تحقق هذه الستراتيجية) .


النائبة السابقة والقيادية في الاتحاد الوطني الكوردستاني تانيا طلعت رفضت من جانبها الاحاديث التي تؤكد على عدم اهتمام الاتحاد الوطني الكوردستاني بقضية الكورد الفيليين قائلة : (ان هذا الكلام غير صحيح ، وقد تناول الاتحاد الوطني قضية الكورد الفيليين في مؤتمره الأخير) . واشارت تانيا طلعت الى مواقف رئيس الجمهورية جلال الطالباني تجاه الكورد الفيليين قائلة : (كان الرئيس الطالباني دوماً الى جانب الكورد الفيليين في محنتهم ، وهنا العديد منهم يتبوأ مراكز قيادية في الاتحاد الوطني الكوردستاني ومنهم الشخصية البارزة عادل مراد) . واضافت تانيا طلعت : (انا لا اود ان اتحدث باسم الاتحاد الوطني فقط ، بل اتحدث باسم جميع النواب الكورد في البرلمان السابق، فقد عملنا جميعاً ، ومن الحزبين الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني داخل البرلمان على نيل جميع الكورد حقوقهم بما فيهم الكورد خارج الاقليم والكورد الفيليون خصوصاً ، ولكن للأسف الشديد شهدنا اطرافاً من الكورد الفيليين تعاملوا مع احزاب هي بعيدة عنهم في اغلب توجهاتها) .

المصدر: مؤسسة شفق / كفاح هادي، 11/11/2010