هل استهداف الكورد الفيليين والمسيحيين لاجل افراغ العراق من مكوناته ؟

ان ما حدث في قضاء بلدروز في الاسبوع الماضي من استهداف الكورد الفيليين والذي وصلت حصيلة ضحاياه 26 شهيدا و60 جريحا...

تكرر يوم الاحد على الاخوة المسيحيين اثناء ادائهم قداس ديني في كنيسة سيدة النجاة ادى الى استشهاد واصابة عدد من رجال الدين والمصلين ورجال الامن ، حيث تناثرت اشلائهم على سقوف الكنيسة وجدرانها وهم يتلون ترانيم المحبة والسلام ، ويوقدون الشمع من اجل ان يعم النور العالم ويختفي الظلام .


وفيما اذا كان هذا الاعتداء على الكورد الفيليين والاخوة المسيحيين هو استهداف القوميات والطوائف المتعددة في العراق قال عضو مجلس النواب عن قائمة الرافدين عماد يوخنا في حديث لـ (شفق) ان " المسيحيين يستهدفون بأسم الاقليات والتعصب الديني ، والذين يستهدفونهم هم قوى ظلامية ووحشية يمتلكون ثقافة سقيمة وهي عدم تقبل الاخر ، وقد عانينا منها قبل عدة سنوات والآن رجعت لتحصد ارواح عدد من المدنيين الآمنين في كنيسة سيدة النجاة ". واضاف "اننا شجبنا واستنكرنا العملية الارهابية التي حدثت في الاسبوع الماضي في قضاء بلدروز وراح ضحيتها عدد من الاخوة الكورد الفيليين ". واوضح ان " العدو الذي استهدف الكورد الفيليين والمسيحيين واحد الا ان اسبابه مختلفة فمرة بذريعة التعصب القومي ومرة اخرى التعصب الديني ". وأكد ان " الهدف من تلك العمليات الارهابية هومن اجل افراغ العراق من مكوناته الاصلية الا ان العراقيين متكاتفين فيما بينهم ولن تتمكن تلك العمليات الارهابية من خلق فجوة بين ابناء شعبه ".

ومن جانبه اوضح الكاتب والمحلل السياسي احمد الابيض في حديث لـ (شفق) ان " استهداف ما يعرف بالمفهوم السياسي والجيو سياسي الاقليات الدينية ودور عبادتهم فيه رسالتان الاولى : ان الصراع اليوم يتمحور على الحكم وليس الحكومة وهذا الفرق لم يستشعر به من قبل بعض الجهات السياسية لأن الهدف هو اسقاط الحكم الذي تشكل بعد 2003، وهو حكم واعد بأن تكون هناك ديمقراطية في البلد وتداول سلمي للسلطة مع توفير عوامل نهوض لهذا الوطن الجريح ". واضاف " اما الرسالة الثانية : هي العودة لمسلسل اثارة الفتن الطائفية وتهديد القوميات والاقليات بالرحيل عن الوطن من اجل كسر مفهوم المواطنة ، وبالنتيجة البلد الذي ليس فيه مفهوم المواطنة يمكن ان تتزعزع وبشكل عام اركان الحكم فيه ". واكد ان " البعض من ايتام الامس لازالوا يتباكون على الماضي المقيت في صحوة منهم في مسلسلهم الدموي وهم يستغلون الفرص في ذلك ومنها الفراغ السياسي الحاصل في البلد". وبيّن ان " العمليات الارهابية تحدث في اي دولة من الدول ، الا ان في العراق نجد ان هناك سرعة في التنفيذ لتلك العمليات نتيجة الخلل الكبير في المنظومة الاستخباراتية ، والتي من مهامها ان تعمل على منع تلك العمليات قبل ان تحدث ، الا ان هذه المعادلة نفتقدها الى الآن نتيجة التقاطعات الكثيرة كطبيعة الدولة المحاصصة حتى في الاجهزة الاستخباراتية ". واشار الى ان " هناك بعض وسائل الاعلام تؤدي دورا سيئا جدا في الترويج لأعمال العنف وتشويه الحقائق ، وحتى في تسليط الضوء على الاحداث فانها تسلطها على زوايا غير زوايا الحدث في الجرائم التي ترتكب بحق الشعب العراقي ". وتابع ان " العمليتين الارهابيتين التين ارتكبتا بحق الكورد الفيليين في قضاء بلدروز ، والمسيحيين في كنيسة سيدة النجاة هما وصمتا عار في جبين كل من ساهم وشارك فيهما ، وان دماء الابرياء عادة تقصم ظهر المجرمين ".

المصدر: مؤسسة شفق / رقية فيلي، 3/11/2010