الى متى يبقى شبح الجنسية يلاحقنا ؟

يعاني الكورد الفيليون الذين سفروا الى ايران وبعدها هاجروا الى اوربا في السنوات الاخيرة من مشكلة الحصول على الجنسية...

لأن الدول الاوربية تعدهم بأنهم ايرانيون ، والكورد الفيليون لا يمتلكون اوراق ثبوتية لتأكيد عراقيتهم ، فالنظام السابق عمل على تجريدهم منها عندما سفرهم ، وهذه المشكلة لازالت تصحبهم في شتى الاماكن والازمان .

وللتعرف اكثر على ما يجري حول هذا الموضوع اوضح الدكتور مجيد جعفر وهو من الكورد الفيليين المهاجرين الى السويد في حديث لـ (شفق) ان " السلطات في دول الاتحاد الاوربي عندما تبحث موضوع اللجوء او الاقامة او التجنس لديها بعض الفقرات القانونية الملتزمة بها في هذا الجانب منها دراسة اللغة او اللهجة التي يتحدث بها اللاجيء وعندهم مختصون بهذا الشأن". واضاف ان " بعض العوائل الكوردية الفيلية التي سفّرت الى ايران ومكثت فيها ما يقارب ربع قرن دخلت الى لهجتهم بعض الكلمات الفارسية وعلى هذا الاساس بالاضافة الى عدم امتلاكهم اوراق ثبوتية تؤكد عراقيتهم فعند هجرتهم الى اوربا تتصور الحكومات هناك سهوا بانهم كورد ايرانيون وليسوا كوردا فيليين عراقيين مسفرين الى ايران ". وحول دور السفارات العراقية في البلدان الاوربية فيما اذا كانت تقوم بشيء من اجل تثبيت عراقية الكورد الفيليين بيّن جعفر قائلا ان " السفارات العراقية في البلدان الاوربية يتحججون بأنهم لا يستطيعون تأكيد عراقية الكورد الفيليين الذين هاجروا من ايران الى اوربا اذا لم تكن لديهم اوراق ثبوتية تدل على عراقيتهم ، وهم على علم بأن الكورد الفيليين قبل ان يسفروا جردوا من اوراقهم الثبوتية ، فمن اين لهم ان يأتوا بها"؟ واشار الى ان " هذه المشكلة التي يتعرض لها الكورد الفيليون في المهجر اذا لم يتم تداركها ستبقى تراوح في مكانها وستنتقل الى اجيالنا القادمة ".

اما المهندس عبد الله الفيلي وهو من المغتربين فقد ارجع اسباب هذه المشكلة بالدرجة الاولى الى الخلفيات التي حدثت نتيجة التسفير . واوضح في حديث لـ (شفق) ان " الكورد الفيليين عندما سفروا الى ايران جردوا من اوراقهم الثبوتية ، وايران بدورها لم تعطهم شيئا سوى ما يسمى بالكارت الاخضر الذي يدل على الاقامة المؤقتة ". واضاف ان " الحكومة الايرانية قامت باعطاء الكورد الفيليين الراغبين بالهجرة ورقة مرور او ما تسمى بـ (الفيزة باص) ، فهاجرت العديد من عوائل الكورد الفيليين الى اوربا " . واشار الى ان " المشكلة التي يواجهها الكورد الفيليون في المهجر في هذا الوقت ان الحكومات الاوربية تطالبهم باوراق ثبوتية تؤكد انتماءهم من اجل الحصول على التجنس في بلدانها وهم مجردون من تلك الاوراق ".

ومن جانبه قال مسؤول قسم الهجرة الخارجية في وزارة الهجرة والمهجرين احمد رحيم في حديث لـ (شفق) ان " وزارة الهجرة والمهجرين وقسم الهجرة الخارجية معنية بمتابعة اوضاع العراقيين المهاجرين الى الخارج ، وحسب معلوماتنا ان أغلب المسفرين من الكورد الفيليين هم في ايران ". واوضح ان " هناك لجانا مشكلة من قبل وزارة الهجرة والمهجرين ووزارة الخارجية ووزارة الداخلية تقوم بزيارات ميدانية لدول الاتحاد الاوربي من اجل تسجيل اسماء العراقيين الراغبين بالعودة الى الوطن وتثبيت رعويتهم ". واضاف قائلا " وان كانوا من الذين يرغبون بالعودة وليست لديهم اية مستمسكات تقوم اللجنة بالتفحص والتدقيق للتعرف على العراقيين الراغبين بالعودة سواء كانوا من الكورد الفيليين او بقية العراقيين ". واكد ان " توجهات الحكومة العراقية بشكل عام وتوجهات وزارة الهجرة والمهجرين بشكل خاص مع برنامج العودة الطوعية ، واللجنة المشكلة من الحكومة العراقية والتي اشرت اليها ليست من صلاحياتها ان تقول ان هؤلاء عراقيون (اي الكورد الفيليين) وتطالب الحكومات في الدول التي يتواجدون فيها باعطائهم اللجوء وتثبيتهم ". وحول اذا ما كان هناك حل للعوائل الكوردية الفيلية المهاجرة والتي تريد تأجيل موضوع العودة الى الوطن وترغب بالحصول على اوراق ثبوتية تؤكد عراقيتهم اشار رحيم ان " حل هذه المسألة هو ان تتقدم العوائل الكوردية الفيلية والتي تعاني من هذه المشكلة في المهجر بطلب رسمي الى وزارة الهجرة والمهجرين عن طريق موقع الوزارة الالكتروني يذكرون فيها اعدادهم وتواجدهم في تلك الدول والوزارة كفيلة على ايجاد حلولا ملائمة لهؤلاء العراقيين " .

المصدر: مؤسسة شفق / ياسر عماد، 1/11/2010