الكورد الفيليون في السويد .. هل هم عراقيون ام سويديون؟

من الدول التي احتضنت الكورد الفيليين بعد ان لم تسعهم ارض الاباء والاجداد هي دولة السويد والتي تعد من اكبر الدول احتواء لهم...

فمنذ ان قام النظام السابق بتسفيرهم توجهت العوائل الفيلية اليها ، وكما هو متوقع فقد كان ولازال للكورد الفيليين وبشهادة العديد بأن عقليتهم عقلية مجتمع مدني من خلال تواصلهم وقدرتهم على المساهمة في جميع مجالات الحياة في المناطق التي هجروا وهاجروا اليها .

وبغية تسليط الضوء على اوضاعهم في السويد قال الكاتب والاعلامي عبد الامير دارا الفيلي وهو من المهاجرين الى دولة السويد في حديث لـ (شفق) ان " النشاطات الثقافية والاجتماعية التي يقوم بها الكورد الفيليون في السويد هي جزء من نشاطات الشعب الكوردي هناك ، فيحتفلون في المناسبات القومية مثل يوم الشهيد الفيلي وعيد نوروز ، والمناسبات الدينية مثل شهر رمضان المبارك وعيد الفطر والاضحى ، ويعد محرم الحرام من المناسبات المميزة لدى الكورد الفيليين حيث يحيون ليالي عاشوراء في الحسينيات والمساجد ويتم استضافة ممثلي المنظمات العراقية والسويدية فيها ". وفيما يخص ابناء الكورد الفيليين الذين ولدوا في المهجر اوضح دارا الفيلي قائلا أن " الغربة القاسية افقدت هوية ابنائنا ، وهم يعيشون في حالة من الأزدواجية ، وهناك تساؤل يشغلهم هل هم عراقيون أم سويديون ؟ ". واضاف أن " بعض الجمعيات الموجودة في السويد تمتلك مدارس لتعليم الامهات والاطفال لغتهم الأم والدين الاسلامي الحنيف ، وهو شيء ايجابي للحفاظ على الهوية القومية والدينية ، وسيتم جني ثماره في المستقبل ". وفيما يخص تعامل المجتمع السويدي معهم بيّن أن " المجتمع السويدي حكومة وشعبا متعاونون بشكل جيد جدا معنا ، ويسمحون لنا بممارسة كافة النشاطات وبكل حرية ".

من جانبها أوضحت السيدة فهيمة عبدالله وهي من الكورد الفيليين المهاجرين الى السويد في حديث لـ (شفق) ان " أبنائنا لديهم رغبة شديدة في الرجوع الى احضان الوطن لأعتزازهم به ، و دائما تشدهم حبال الحنين اليه ، وهم كما يقول الشاعر : كم منزل في الأرض يألفه الفتى وحنينه أبداً لأول منزل " . وأضافت ان " الكورد الفيليين في السويد مازالوا متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم بشكل اكثر من السابق ، وهذه المهمة بالدرجة الاساس تقع على عاتق الامهات ، فهم يؤدون دورا رئيسا في الحفاظ على الهوية ". وشاطرت الرأي عبدالامير الفيلي فيما يخص تعامل المجتمع السويدي معهم ، واضافت أن " المعيارية في تقبل المجتمعات لأي شخص تعتمد على المقومات التي يمتلكها ذلك الشخص ، وعلى هذا الاساس تم التعامل معنا في السويد ". وبيّنت أن " ظروف المعيشة في السويد كانت سابقا افضل مما نحن عليه الآن ، وهناك مخاوف لدى الشباب من بعض الاجراءات التي يمكن ان تتخذها الحكومة الجديدة ". وأشارت الى أن " الانتخابات الاخيرة أفرزت فوز الاحزاب المعارضة وتمكنت من الوصول الى قبة البرلمان ، وهي لديها تحفظات بشأن تواجد الاجانب على ارض السويد ، فحتى الذي لم تكن لديه فكرة الرجوع بدأ يفكر بها ".

وأما الاكاديمي عبد الله الفيلي وهو من المهاجرين الى السويد قال في حديث لـ (شفق) ان " الكثير من االكورد الفيليين في السويد يرومون العودة الى الوطن الا ان الاجواء الحالية في العراق لا تساعد على ذلك ". واضاف أن " هناك مشاكل عديدة تعيق رجوعهم اذا ارادوا ذلك منها مشكلة الجنسية لأن البعض منهم عند هجرتهم الى السويد هاجروا بتأشيرة الدخول او ما تسمى بـ (الفيزة) من دون اي ورقة تثبت انتماءهم ، وقد طالبوا السفارة العراقية بمنحهم اوراق ثبوتية من اجل استعادة الجنسية الا انها لم تمنحهم لعدم امتلاكهم اوراق تثبت عراقيتهم ". واوضح ان " هناك تقصير من الحكومة العراقية لأنها لم تتخذ قرارات حاسمة لأستصدار اوراق ثبوتية للمهاجرين ". وبيّن أن " الكورد الفيليين اضطروا للانسجام مع المجتمع السويدي فلا بديل لديهم ، وقد عملنا على تعريف المجتمع السويدي بقضيتنا ومعاناتنا ، ولم يقم احد بدعمنا فيما يخص هذا الشأن ". مضيفا ان " المجتمع السويدي متعاطف معنا لأننا نمتلك سمعة جيدة". ونفى أن تكون الحكومة واعضاء البرلمان الجدد في السويد أن يقوموا باتخاذ مواقف سلبية ضد المهاجرين الكورد الفيليين فهم ليس لديهم تطرف ، وحتى احزابهم اليمينية ليس لديهم تطرف بالمعنى الذي يتبادر الى الاذهان . واضاف ان " الاجراءات الاحترازية التي تتخذها الحكومة السويدية سببها ومع شديد الاسف بعض العراقيين الذين وفدوا مؤخرا الى السويد فقد تركوا انطباعا سيئا عنا ".

المصدر: مؤسسة شفق / رقية فيلي، 26/10/2010