الكورد الفيليون في علي الغربي لا زالوا تحت وطأة التمييز العنصري

يقع قضاء (علي الغربي) في محافظة ميسان جنوب شرق العراق بالجوار من الحدود العراقية الإيرانية...

وكانت غالبية سكان القضاء من الكورد الفيليين ، وقليل من العرب الا ان الانظمة الشوفينية التي حكمت العراق قامت بتسفيرهم ، فمنذ عام 1972 م ، وما بعدها ، قام البكر بتسفير الكثير منهم ، ويكون بهذا قد اسس للجور على هذه المدينة التي لم يحكمها أحد من ابنائها ، ليأتي صدام حسين ويكمل عمليات التسفير وحسب سياسة التعريب المتبعة لديه آنذاك ، فاسقط الجنسية عنهم وسفرهم الى ايران وجاء بسكان عوضا عنهم .

ومن اجل تسليط الضوء على احوال الكورد الفيليين في قضاء علي الغربي قمنا باجراء عدة لقاءات مع عدد من المواطنين الكورد فيها ، جميل الجادري من الكورد الفيليين الذين تم تسفيرهم من القضاء أوضح في حديث لـ (شفق) ان " الكورد الفيليين كانوا يشغلون نسبة 95 % من سكان قضاء علي الغربي ، وبعد 8 شباط عام 1963 قام الحرس القومي بتهجير العديد منهم لتستمر عمليات التهجير والتسفيرالى ثمانينيات القرن المنصرم ".

وحول اوضاع المسفرين الذين عادوا بعد 2003 الى القضاء اشار الجادري الى أن " اوضاع المسفرين الذين عادوا الى القضاء مزرية جدا ، فلم يحصلوا على اراضيهم وممتلاكاتهم ولم يمتلكوا اعمالا لمزاولتها ، والكثير منهم يعيش على الصدقات ، وهم نادمون لرجوعهم الى العراق ".

واضاف ان " وزارة الهجرة والمهجرين اعطت منحا لبعض العائدين والبعض الآخر لم يحصل على شيء ، واغلب المنظمات تأتي لاستطلاع الاوضاع فقط من دون تقديم اي مساعدة او حلول ".

وبيّن ان " الخريجين واصحاب الكفاءات من الكورد الفيليين تعمد النظام السابق بتسفيرهم من القضاء " .

وذكر الجادري بأنه قبل ان يسفر الى ايران كان يعمل موظفا في (مديرية طرق ميسان) ، وبعد 2003 ، رجع الى العراق وقدّم طلبا لأعادته الى الوظيفة وبعد المراجعات المضنية تم قبول الطلب في عام 2006 واستئنف العمل في دائرته ، وفي عام 2009 فوجئ بطرده من الدائرة بحجة انه رجع الى الوظيفة بغير امر اداري وان الامر ليس مرفقا في اضبارته ، فقام بتقديم عدة شكاوى الى وزارة الهجرة والمهجرين الا انهم لم يفعلوا له شيئا ، واصر على انه يمتلك امر التعيين فأضطرت الدائرة بارجاعه كموظف جديد من دون احتساب الخدمة السابقة له .

واضاف ان " الكورد الفيليين في قضاء علي الغربي يتعرضون لتمييز قومي وعنصري ، فقد طرد العديد منهم ممن كان يشغل منصب مديرعام ، وقد قيل لهم علنا انكم كورد ولا يحق لكم ان تتسنموا مثل تلك المناصب ".

وحول المضايقات التي كان يتعرض لها الكورد الفيليون في زمن النظام السابق اوضح ان " الكورد الفيليين بالاضافة الى التسفير والاعدامات تعرضوا لضغوط شديدة في تلك الحقبة فاما ان تصبح بعثيا او انك ضد النظام ، وقد قام رجال السلطة في القضاء من ازلام النظام المباد بابتزاز عوائل الكورد الفيليين فاما ان تقوم العوائل بدفع النقود لهم او يتزوجوا بناتهم فاضطر العديد من عوائلنا ان يزوجوهم خوفا من الاعتقالات والتسفير".

وطالب جميل الجادري الحكومة العراقية بان تدعم قضية الكورد الفيليين وان تلتفت الى مطالبهم .

ومن جانبه قال باسم محمد زنكنة في حديث لـ (شفق) ان " الكورد الفيليين كانوا يسكنون في قضاء علي الغربي منذ زمن بعيد وكان يطلق على القضاء مدينة الكورد".

واضاف ان " اغلب الكورد الفيليين في علي الغربي كانوا يعملون بالتجارة وكان لديهم محال تجارية ، ولم يمتهنوا الفلاحة في يوم من الايام ".

وحول اوضاع المسفرين العائدين الى القضاء بيّن زنكنة ان " الذين عادوا من المسفرين وجدوا منازلهم مصادرة ، وبعضهم وجدها قد هدمت ، مما اضطر العديد منهم ان يسكن بالايجار هذا لمن كان يمتلك امكانية مادية اما الذي ليست لديه الامكانية فأصبحت الصرائف وسقوف الجسور مأوى لهم وهم بانتظار من ينصفهم ويعيد الاموال المسلوبة منهم ".

واوضح ان " الكورد الفيليين في قضاء علي الغربي برغم مما تعرضوا له من ظلم وويلات الا انهم لا زالوا متمسكين بالاواصر الاجتماعية التي تربطهم فهم يتزاورون فيما بينهم وخاصة في الاعياد والمناسبات ".

واشار الى ان " هناك العديد من الشخصيات الاجتماعية والثقافية التي برزت من الكورد الفيليين في قضاء علي الغربي فمنهم مدرسون ، ومهندسون ، وكتاب ، وشعراء ". مؤكدا " اننا في زمن النظام السابق تعرضنا الى حملات اعتقالات وكنا نستدعى الى المنظمات الحزبية ومراكز الشرطة والامن ونبيت عدة ليال فيها من اجل التحقبق ".

واما عدنان علي الفيلي فقد اوضح في حديث لـ (شفق) ان " الكورد الفيليين كانوا يشكلون نسبة 95 % من سكن قضاء علي الغربي وبعد حملات التسفير اصبحت نسبتهم اقل من 45 % ".

واشار الى ان " الكورد الفيليين المسفرين الذين عادوا بعد سقوط النظام لم يحصلوا على حقوقهم واغلبهم يسكنون الخرائب ، ولم تقم الحكومة بصرف رواتب لهم ، ووزارة الهجرة والمهجرين لم تزرهم ولم تتفقد احوالهم الا من مساعدة غذائية بسيطة تعطى كل ثلاثة اشهر والمسفرون يذهبون بانفسهم من اجل الحصول عليها ".

واضاف قائلا " لا يوجد اي مقر للكورد الفيليين من اجل ممارسة نشاطاتهم الثقافية والاجتماعية ".

واكد ان " الكورد الفيليين يتعرضون الى تمييز عنصري فهم مع ما يمتلكون من كفاءات وشهادات وقدرات الا انهم لا يتم تعيينهم في دوائر الدولة ، وحتى بالنسبة لقبولهم في الجامعات فهم لا يقبلون الا بعد جلبهم تزكية من بعض القوى المتنفذة في القضاء ".

المصدر: مؤسسة شفق / ياسر عماد، 10/10/2010