أخي ألفيلي .. يستضعفوك .. ليأكلوك

عرفت مدنية ألإنسان مذ إنتقل من حياة الصراع مع الطبيعة والركض وراء القوت الى حياة ألإستقرار وبناء العائلة...

كأصغر وحدة إجتماعية لتتطور فيما بعد الى المجتمع القروي الذي يضم مجموعة عوائل تربطها روابط القرابة والمصالح المشتركة وفي المراحل اللاحقة من التطور البشري نشات المدن وتأسست الدول حتى وصلت في تطورها الى ما وصلت اليه من تقدم وبناء حضارة تتقدم يوميا بوتائر عالية بحيث تعجزأكثر ألأجهزة تطوراً من ملاحقتها ؛ هذا التطور الهائل فرض على الأنسان روابطه ألأسرية ولاتزال العشيرة والقومية تحتفظ بتقديرها وقدسية أساسياتها ؛ أما قوى التسلط التي حاولت ألإستحواذ على ألأمم الأخرى لم تصل الى اهدافها من دون زرع التفرقة بين ألشعب الواحد والأمة الواحدة ولم تتوصل الأمم الى التحرر والقضاء على ألإستعمار الابوحدتها . القومية الكوردية كبقية الأمم تتكون من شرائح متعددة وهي من القوميات القليلة في العالم التي تجمع بين أركانها مذاهب وأدياناً مختلفة ولكن يجمعهم في نفس الوقت تاريخ واهداف مشتركة ؛ وهي ألأمة التي شكلت فيها الدماء الفيلية وألأيزدية والشبك مع أبناء السوران والبهدينان والقوميات الكوردستانية المتآخية في كوردستان وقوداً لثورتها في مختلف مراحلها ؛وهي من القوميات القليلة في العالم التي تعرض كل شرائحها الى عمليات إبادة من خلال عمليات التهجير وتغييب ألأبناء كما حصل للكورد الفيليين وعمليات التعريب والتهجير و ألإبادة الجماعية التي حصلت لكورد كوردستان دون التمييز بينهم على أساس المذهب او الموقع الجغرافي ؛ لكن ما طرأ من أحداث ومفاهيم بعد سقوط النظام الدكتاتوري وتمتع كوردستان بالنظام الفدرالي هوالذي أثار دوافع كامنة لدى البعض من ذوي الدوافع الكامنة مما سبب ألألم والحيرة في الشارع الكوردي فلأول مرة في تاريخ الكورد تطرح مصطلحات ومخططات رهيبة من قبيل ألأقلية او المذهبية بين أبناء الشعب الكوردي او محاولة فصل بعض شرائحه عن الجسد الكوردي تحت ذرائع مختلفة دون أخذ العوامل الأساسية المكونة للقومية الواحدة والعوامل التي تميزهم عن القوميات ألأخرى وما طرح فكرة ألأقليات في الوقت الحاضر سوى جزء من هذا المخطط؛سؤال يطرح نفسه وهو ما هي المنجزات التي يمكن أن تتحقق من تحويل شرائح كبيرة لها دورها في الحياة ألإجتماعية الكوردستانية الى أقليات ...؟ لاينكرإن هناك تقصيراً من هذا الجانب او ذاك متعمداً أوغير متعمد من جانب الحكومة المركزية تجاه الكورد الفيليين كما إن حكومة ألإقليم لم تتدخل بثقلها لدى الحكومة المركزية من أجل تحقيق مطاليبهم ألأساسية وتعويضهم عما لحق بهم من مآس على يد النظام الدكتاتوري منها :قضايا ألأبناء المغيبين فبالرغم من كشف العديد من المقابر الجماعية في جنوب ووسط العراق والعائدة لضحايا الحركات السياسية المختلفة والكشف عن المقابرالجماعية لبعض المؤنفلين والشهداء البارزانيين إلاإنه لم يكشف لحدألآن عن أية مقبرة جماعية لشهداء الكورد الفيليين وكذالك مسألة ألأموال المصادرة ومساعدة العوائل العائدة الى العراق وتفعيل دورهم في المؤسسات التنفيذية والتشريعية . إن المطالب الفيلية وما يرجونه من حكومة ألإقليم ليست من المستحيلات ؛ والفيلييون لايطلبون منجزات خارج صلاحيات دستور ألإقليم لكن إمكانيات ألإقليم السياسية وإلإقتصادية ومشاركتها في إدارة حكم العراق يتيح لها التدخل المباشر وغير المباشر لحلها ؛ هذا الموقف من جانب حكومة ألإقليم هيأت ألأجواء لتشكيل تيارات سياسية تشكك .بمواقف القيادة الكوردستانية وبالتالي إضعاف الصوت الكوردي وضرب مكتسباته التي تحققت بتضحيات الكورد ودمائهم في كوردستان وخارجه لذلك لابد من إعادة النظر في سياسة الدولة المركزية وألإقليم تجاه الكورد الفيليين وكذلك المطلوب من المنظمات والجمعيات الكوردية الفيلية وممثليهم في الحركات السياسيةالمختلفة الدخول الى هذا المعترك بالروحية الكوردية وكجزء حيوي من شعب له تاريخ مشرف على مختلف العصور من أجل الوصول الى حقوقهم العادلة لاأللهاث وراء مفاهيم لاتسمن ولا تغن من جوع مثل ألإصطفاف مع أقليات مع إحترامنا الكبير لها لايتجاوز عدد أفرادها بضعة ألوف أن ألأقلية إضعف وأي ضعف يعد طمساً للحقوق وتهميشاًفي مسيرة النضال .

المصدر: مؤسسة شفق / فريدون كريم، 10/10/2010