بسم الله الرحمن الرحيم
تحذير..(تصاميم لأبنية حكومية على الطراز الفرعوني المصري بالعراق) تهميش حضارة الرافدين

في كل دول العالم.. تعمل وزارات الاسكان والعمران.. على تبني المعالم الحضارية المميزة وذات الخصوصية الوطنية التاريخية لتعكسها في تصاميم ابنيتها وعماراتها.. لتربط الماضي بالحاضر بإخراج فني متقدم.. لتميز هذا البلد عن غيرها من البلدان.. وتؤكد معالمها المميزة..

فنجد مثلا في اليابان او الصين او الهند عمارات سكنية حديثة وتكنلوجية متقدمة.. ولكنها بتصاميم ذات سمة حضارية خاصة بتلك الدول..

بل نجد كثير من السياح بالعالم.. يزورون دول العالم.. بحثا عن خصوصية تلك الدول.. فمثلا ياتي السائح الالماني الى الهند .. ليعيش بخصوصية ذلك البلد.. وليس ليقيم في فندق طبق الاصل من الفنادق الاوربية .. بل يريد ان يشاهد فندقا ذات خصوصية هندية بتكنلوجيا حديثة.. ليشعر بنكهة حضارية.. سعى الى الهند للشعور بها..

ولكن الخطورة بالعراق.. ان نجد مخطط لمسخ ومحاربة الخصوصية العراقية.. وهذه المرة .. بتصاميم الابنية والعمارات بارض الرافدين..

فنجد عملية المسخ تتم ضمن مخطط مبرمج.. لصالح اجندات مصرية (فرعونية).. تعمد جهات داخلية وخارجية ضمن برامج مدروس لطمس حضارة وادي الرافدين وعمارتها...

فمن يذهب الى الدائرة التابعة لبلدية الرصافة بمنطقة شارع فلسطين.. يجدها قد بنيت على طراز مصري فرعوني مقزز .. ومن يذهب لبداية شارع المغرب حيث يجد بناية (تابعة لوزارة الشباب).. تم بناء تصميمها الخارجي حديثا.. وتم تصميمها من قبل شركة على طراز مصري مشئوم ايضا..

وغيرها الكثير.. فيطرح السؤال لماذا هذه المحاربة للخصوصية العراقية منذ حكم البعث وصدام ولحد يومنا هذا.. ومن قبل سياسيي العراق الجديد كذلك.. ولماذا يتم الانبطاح للمصريين وتسليم العراق لهم على طبق من ذهب ليستباحونه مجددا..

لماذا لا تبنى الابنية وتصاميمها بالعراق على الطرز السومرية والبابلية والاشورية.. لماذا لا يجمل العراق بما هو اهلا له..

فاذا كنا نحن العراقيين لا نعتزز بحضارتنا وما يميزها وطرزها.. ونعكسها في بناياتنا وشوارعنا .. فمن اذن يعتز بهذه الحضارة ..

في وقت نجد دول بالعالم .. فاقده لاي حضارة .. وليس لديها غير فقط مجرد (خيم).. كالامارات .. اقامت لها صروح على طراز الخيم.. والدلات القهوة.. بينما حضارة 7000 سنة كحضارة الرافدين.. يتم محاربتها ومحاربة خصوصيتها.. والسبب ان العراق لم يحكمه وطني وذو ثقافة حضارية وتاريخية.. الا عبد الكريم قاسم رحمه الله.. بينما الاخرين كانوا منسلخين شموليين كالقوميين والاسلاميين المسيسيين للدين.. البعيدين كل البعد عن أي شيء اسمه اعتزاز بحضارة سومر وبابل واشور.. بل الاخطر يعادون هذه الحضارات ويحاولون طمسها بدعاوي فارغة.. ويتذللون للمحيط العربي السني والجوار على حساب كرامة العراقيين وحضارتهم ودماءهم واقتصادهم ..

والكارثة الكبرى ان نرى هذه القوى التي حكمت العراق اجنداتها الاعلامية والثقافية والسياسية مرتبطة بشكل مشبوه باجندات خارجية اقليمية راكعة لها منسلخة عن الواقع العراقي وتراثه وثقافته وجذوره.. لذلك نرى المناهج الدراسية والثقافية والاعلامية.. لا تركز على الخصوصية الوطنية الرافدينية الحضارية في طروحاتها.. انعكس بخلق جيل ضعيف الانتماء الوطني الحضاريلجذور حضارات بلاد النهرين.

تقي جاسم صادق
15/9/2010