ماذا قدمت منظمات المجتمع المدني الفيلية للكورد الفيليين؟

لقد اثبت الكورد الفيليون وطنيتهم وانتماءهم عبر مواقف وافعال بعيدة عن التبجح والشعارات...


وكان ذلك جزءاً من تركيبهتم النفسية الاجتماعية وهناك وثائق وشواهد تؤكد هذه الحقيقة ، وبعد سقوط النظام الشوفيني في التاسع من نيسان عام 2003 ظهرت الى الوجود العديد من منظمات المجتمع المدني التي حملت على عاتقها هموم وشجون هذه الشريحة وأكدت في برامجها على السعي من اجل نيل الفيليين حقوقهم كاملة وغير منقوصة ومن اهمها حق المواطنة واستعادة بقية الحقوق التي تضمن لهم الحرية والعيش الكريم في وطن حملوه في قلوبهم اينما حلّوا ولو كانوا في أقصى بقاع الأرض . اليوم نحاول ان نسلط الضوء على عمل بعض هذه المنظمات من خلال الحديث مع مسؤوليها والعاملين في البعض منها .


الناشطة المدنية ورئيسة منظمة العراق باسمة عبد الجبار اوضحت في حديث لشفق : (نحن كنا وما نزال نسعى لتأكيد هوية الكورد الفيليين واعادة وثائقهم من الجنسية وغيرها). واكدت باسمة عبد الجبار على سعي منظمتها قائلة : (ما زلنا نسعى للكشف عن مصير العديد من ابناء شريحة الكورد الفيليين الذين غيبهم النظام المباد ولانرضى بمفردة المغيبين ، بل نعتقد ان الصحيح تسميتهم بالشهداء وهم لايختلفون بشيء عن شهداء بقية الاحزاب والمكونات العراقية الاخرى كما يجب ان يتمتع ذويهم بنفس الحقوق التي خصصت للشهداء). كما بينت باسمة عبد الجبار قائلة : (اهم ما نعمل عليه اليوم هو السعي من اجل الحصول على مقعد في البرلمان القادم ونعني بذلك ان يخصص مقعداً (الكوتا) للفيليين اسوة بالاقليات الاخرى ولانرغب ان يمثل الكورد الفيليين اي حزب او جهة سياسية ونطالب بذلك كوننا احدى منظمات المجتمع المدني التي تمثل هذه الشريحة).

اما الناشط المدني عن مؤسسة أميد جلال مراد بين في حديث لشفق قائلاً : (ان اغلب مؤسسات المجتمع المدني اقتصر عملها على تقديم المساعدات المالية والعينية ونحن نرى ان من الافضل ان تقوم بتطوير وتدريب الكفاءات لابناء هذه الشريحة ، كما طالبنا في عدة مؤتمرات الى رفع المستوى الثقافي والتعليمي لابناء شريحتنا من خلال اقامة الدورات والندوات وهذه ستساعد كثيراً على ان يعي الكورد الفيليون حقيقة قضيتهم وكيفية استحصال حقوقهم) . واكد مراد قائلاً : ( ان استعادة الحقوق افضل بكثير من الحصول على مساعدات آنية) . واضاف مراد قائلاً : ( ان المشكلة الكبيرة التي نواجهها اليوم هي غياب القانون الذي ينظم عمل منظمات المجتمع المدني ، ومازلنا نعاني كثيراً من عدم تعاون الجهات الحكومية لغياب القانون الذي يدعم عملنا ويوفر له الغطاء القانوني).


من جانبه قال خالد محمد قاسم عضو الهيئة الادارية لجمعية الكورد الفيليين في حديث لشفق : (يجب ان لا يقتصر دور منظمات المجمع المدني على تقديم المساعدات بل العمل قانونياً واعلامياً على الضغط على المسؤولين والمعنيين من اجل استعادة الحقوق المادية والمعنوية) . واضاف خالد قائلاً: (نحن عملنا وبالتنسيق مع الجهات المعنية من اجل ترويج معاملات العديد من ابناء شريحتنا على مستويات عدة ، شهداء ومفصولون سياسيون).


اما امين عام مؤسسة شعوب سعيد ياسين اوضح في حديث لشفق : (العمل على طريق اعادة حقوق الكورد الفيليين هو صعب للغاية وذلك لعدم تغيير والغاء العديد من المقررات والقوانين التي كانت سائدة في زمن النظام السابق) . واضاف ياسين قائلاً: (لقد اكد الدستور على ان المواطنة هي من درجة واحدة وليس هناك درجات تحكم واقع المواطنة العراقية اليوم ، ولكن المشاكل السياسية قد خلقت عوائق كثيرة امام تطبيق الدستور والعمل ببنوده) . كما اوضح ياسين قائلاً : (ما زال دور منظمات المجتمع المدني غير كافياًً في العمل على استحصال الكورد الفيليين لحقوقهم والجميع مقصرون في هذا الامر وعلينا ألاّ نستجدي من الحكومة والبرلمان اعطاء الكورد الفيليين مايستحقون بل يجب العمل بشكل قانوني محلياً ودولياً من اجل ان نؤكد اننا مواطنون عراقيون لنا حقوق وعلينا واجبات ايضاً) .

كفاح هادي

المصدر: مؤسسة شفق، 18/8/2010