بغداديات ـ بتوقيع : بهلول الكظماوي

الحلقة الثانية من ( اعادة تربية )

احب أن أضيف لما سبق أن كتبته بالحلقة الماضية (ألأولى) تحت عنوان أعادة تربية و الخاصّة بآخر لقاء لي مع سماحة الراحل العظيم السيد محمد حسين فضل الله طيب الله ثراه أن أوصاني ( كما هي الحال في وصاياه لتلامذته و مريديه ), أوصانا حينها بمحاربة الدجل و الخرافة, و وصفها بانها أخطر مرض ينخر بالمجتمع باسم الدين, حيث يشتدّ هذا المرض في الأزمات و المراحل العصيبة التي تمر بها الشعوب و الامم فتتكوّن قابلية اللجوء الى الخرافة و ينشط فيها الدجالون و الخرافيون الذين يعتاشون على مآسي و محن و مصائب الناس.
فما كتبته فيما بعد من بغداديات كان أهمها بعنوان دجل الدعاية الانتخابية و على العهد مع الحسين (ع) يصب في هذا المجال.
ومن يريد الاطلاع عليها يطلبها على محرك البحث (كوكل) تحت اسم : بهلول الكظماوي"دجل الدعاية الانتخابية, أو بهلول الكظماوي"على العهد مع الحسين ( ع )”.
ثم سألت سماحته ( رحمه الله ) فيما اذا كان لا يزال عند فتواه بجواز صرف كامل الحقوق الشرعية الى الفقراء المحتاجين لها من الاقارب و المعارف و الارحام بدون الرجوع الى المرجع فأجاب سماحته بالتأكيد ثم قال وخصوصاً في هذه الاوقات العصيبة حيث لا يجوز تأخيرها , ثم قال : ودافع الحقوق هو الاقرب الى توزيعها الى مستحقيها المتعففين واعلم بهم من المرجع و وكلائه.
عزيزي القارئ الكريم:
لما كانت تجارب الشعوب هي أثراء فكري و ثقافي للبشرية جميعاً,
و الرسول الكريم (ص) يقول في حديثة الشريف: اطلب العلم و لو كان في الصين ,
فحتماً ستكون روما هي اقرب الينا مسافة من الصين لنطلب منها التجربة,
وبناء على ذلك اسمح لنفسي أن استعير اسلوب ذلك الثائر الذي وقف بوجه القس الذي كان يبيع الجنة بالاشبار في روما القديمة وابتكر طريقة في قطع الطريق على ذلك القس المتاجر بالدين على حساب العمال و الفلاحين و الكادحين الفقراء بأن اشترى منه جهنم بالكامل ( كل جهنم ) ثم اعلن ذلك على رؤوس الاشهاد بأن جهنم ملكاً صرفاً له وأنه سوف لن يسمح أن يدخلها أحداً غيره و بذلك لا حاجة للناس بان يشتروا أي شبر من الجنة التي يبيعها ذلك القس اللئيم.
عزيزي القارئ الكريم:
فيما يلي نص الفتوى بتاريخها و الذي كرر صلاحيتها سماحة المرجع فضل الله في لقائي الاخير معه:

بعد ذلك سألته عن جواز صرف الحقوق الشرعية في العراق على التلاميذ و الطلبة الذين يتركون الدراسة لينخرطوا في الاعمال العامة لأعالة عوائلهم التي لا معيل لها فقال رحمه الله :
بل قل يتوجب اعالتهم و عوائلهم المحتاجة سواء من الحقوق الشرعية او من خارج الحقوق الشرعية كالتبرعات و هبات الموسرين . ثم قال : هذا واجبنا و حقهم هم و عوائلهم علينا حتى يكملوا مراحل تعليمهم ثم أشار الى الاخ مساعده المرافق وقال له :
أعط الأخ أبو حيدر كارت و عناوين مؤسسة رعاية الايتام في العراق حتى يكون و الأخوة معه على علم و دراية به و يرشدوا الاخوة الآخرين بهذا الموضوع من أجل تنمية هذا المشروع.
و فعلاً زودني بكارت ( عنوان ) المؤسسة , وكان من ضمن العناوين مقر الكاظمية , واضنه كان المركز الرئيسي في وقتها قبل أن تتوسّع المؤسسة و يكون مقرها في العطيفية مقابل مسجد براثا وهي اليوم تعيل عشرات الآلاف من الارامل و الايتام و في غالبية المحافضات العراقية لتسد بعض النقص الحاصل جرّاء نهب حقوق هؤلاء ألارامل و الايتام من قبل المتاجرين في الدين و الدنيا.
رحمك الله يا استاذنا العظيم و السلام عليك يوم ولدت و يوم استوفاك الله الى جواره و يوم تبعث حياً , سائلاً الله جل و علا وهو الذي لا تنقطع نعمائه و فضائله أن يجود علينا و على كل شعبنا العراقي المظلوم بأمثالك , أنه سميع مجيب.

و دمتم لأخيكم : بهلول الكظماوي.
امستردام في 19-07-2010
E-mail:bhlool2@hotmail.com
bhlool2@gmail.com