إنشاء مدينة كوردية فيلية ......هل تحل قضايا الكورد الفيليين .....؟

بين فترة وأخرى تتصاعد هنا وهناك مجموعة من الحلول من منظمات سياسية أو كتل حزبية...

أو من شخصيات لها وزنها السياسي والثقافي في العراق ومن أدبيات أغلب وإن لم نقل جميع ألأحزاب والمنظمات السياسية تبحث والبعض ألآخر تبدي تعاطفها مع قضايا الكورد الفيليين والمآسي التي لحقت بهم نتيجة ممارسات ألأنظمة الدكتاتورية التي مرت على العراق آخرها تهجير أكثر من نصف مليون كوردي فيلي الى خارج العراق بعد مصادرة أموالهم وأوراقهم التي تثبت عراقيتهم وحجزأبنائهم من الشباب . للأسف كانت أغلب الحلول المقترحة حبراً على ورق ؛حتى أجهزة الدولة المسؤولة مسؤولية مباشرة عما لحقت بهذه الشريحة من الشعب العراقي مقصرة في هذا الجانب وتنصلت من مسؤوليتها بعد مرور أكثر من سبع سنوات ؛ الحلول على أغلبها منطقية لكن العلة في التطبيق العملي من ناحية اخرىبعض أجهزة الدولة زادت من مرارة المأساة ؛ لحد ألآن الدولة تعارض عودة الكورد الفيليين الى العراق لأسباب من قبيل ألوضع الأمني أو عدم إمكانية الدولة لتوفيرالعيش الكريم للذي عانى من عذابات التشرد والبعاد قرابة ثلاثة عقود ونصف وإن كان أغلبهم قد فارق دنيا الفناء وفي صدره حسرة وفي عينه شوق الى اللقاء بولده أو الرجوع الى أمواله التي ضاعت منه برمشة عين . مقترحات كثيرة ودوافع مخلصة وشريفة أدمت القلوب تلك المآسي الفيلية .؛من تلك الحلول إنشاء مدينة كوردية فيلية في كوردستان يجتمع فيها كورد الوسط والجنوب بإلإضافة الى الفيليين العائدون من المهجر إقتراح خطير ومهم وجدير بالدراسة من جانب المختصين ؛آخرها من السيد شفيق الحاج خضر المستشار في رئاسة حكومة إقليم كوردستان أسئلة كثيرة تفرض نفسها منها : ما ٍمدى إمكانية تنفيذ هذه الفكرة ؟ ماهي طبيعة المدينة الجديدة وسماتها ؟هل ستؤسس على بنى تحتية زراعية أم صناعية ؟ إلى أيِ مدى يمكن للفيليي أن يتأقلم مع الواقع الجديد ؟كيف له أن ينسلخ من تاريخه وواقعه ألإجتماعي و مدى ألأمكانيات المادية التي ستتوفر لإنجاز مثل هذا المشروع الكبير والخطير ؟ المشروع في ظاهره أشبه بالمشاريع الدولية التي تظهر بين فترة وأخرى حول توطين الفلسطينيين في الدول العربية والتي رفضت من جانب الحركات الفلطينية والدول العربية لأن من شأنها إنهاء روح المواطنةعند المواطن الفلسطيني من خلال البحث عن وطن جديد وإن كان إنتقال الكوردي الفيلي من وسط العراق الى جنوبه لايعني تبديل الوطن بوطن آخر فكلها أرض عراقية إلا إن وجود الكوردي الفيلي في وسط وجنوب العراق هو وجود تأريخي وليس طارئاً ومناطقهم التي تمتدد من جنوب داقوق حتى شمال مدينة البصرة كانت يوماً ما جزاً من كوردستان التي تم تقسيمها وتوزيعها بين عدة أنظمة سياسية مختلفة فوجود الكوردي الفيلي في تلك ألمناطق هو إمتداد تاريخي للأقوام التاريخية التي أسست حضارات وادي الرافدين وفي نفس الوقت سبقت غيرها من القوميات في وجودها في تلك المحافظات إن أنشاء مدينة فيلية من شأنها ألإنسلاخ ألإجتماعي والتاريخي وترك إرث إقتصادي وثقافي كبير وراء الظهور والسعي من أجل بناءواقع إنساني وبنى تحتية شاملة في كل المجالات من نقطة الصفر وهذه أشبه ماتكون من المستحيلات فكيف يتم الربط بين تراث عمره آلآف السنين والبناء الجديد ؟ ياترى كيف ستكون المدينة من الناحية إلإدارية إقليم خاص ؛محافظة ؛ قضاء ؛ ناحية ؟ في وقت لاتتوفر لحد ألآن إحصائية دقيقة عن الفيليين داخل العراق وفي المهجر وهل هناك كادر فيلي إداري وفني متمكن وقادر على إظهار هذا المشروع الى النورمن خلال المقاربات والمقارنات من الممكن رسم صورة واضحة لهذا المشروع ومدى مطابقته للواقع وبدلاً من التفكير في مثل هذه المشاريع على التنظيمات السياسية الكوردية والكادر الكوردي في الأجهزة التنفيذية والتشريعة تشكيل مجموعة ضغط عللى الإجهزة الحكومية لإرجاع الحقوق المسلوبة للكوردي الفيلي ليحيا حياة كريمة وكذلك مطالبة حكومة ألإقليم بمنح بعض ألإمتيازات لهم من ناحية تسهيل تواجدمن يرغب منهم التواجد أو العمل في كوردستان ومساعدتهم مادياً ومعنوياً لأن الذي اصابهم من مظالم ومآس كانت بسبب كورديتهم ودعمهم القضية الكوردية بالمال والأرواح .

فريدون كريم ملك

المصدر: مؤسسة شفق، 30/6/2010