البلاغ الختامي للمؤتمر الثالث للاتحاد الوطني الكردستاني

الاتحاد: في 1/6/2010 فتحت مدينة السليمانية، وقصر الفن فيها، الاحضان الدافئة لأعضاء وضيوف المؤتمر، حيث حضرته أغلبية القوى السياسية العراقية وأبرز قادة العراق ومن جميع أرجاء كردستان .

فضلا عن 13 وفداً من الأحزاب الإشتراكية الديمقراطية الاوربية والدول العربية وممثلي أغلبية السفارات والقنصليات في بغداد وأربيل، وذلك تأكيداً لدعم الإتحاد الوطني والرئيس مام جلال، وجسدوا هذه الحقيقة في كلماتهم.
وبعد يومين كاملين من المناقشات بين أكثر من ألف عضو في المؤتمر موزعين على اللجان، قاموا بإعداد تقاريرهم وقد عرضوا ملاحظات واقتراحات وآراء أعضاء اللجان بصراحة أمام أعضاءالمؤتمر، ومن جهتهم طرح الأعضاء آراءهم على مدى ستة أيام، بشأن التقارير، وقد جرت حوارات مكثفة وعميقة بشأن جميع فقرات التقارير ومن ثم رفعت البطاقات الخضراء للقبول والحمراء للرفض والصفراء للصمت.
وكانت آخر محطة للمؤتمر عمليات انتخابات اللجنة القيادية والمجلس المركزي في أجواء حرة وذلك بحضور 21 قاضياً متمرسا من محكمة السليمانية، وممثل عن محافظة السليمانية، وتحت مراقبة العشرات من المراقبين.
في هذه العملية تم انتخاب 45 عضواً للقيادة و81 عضواً للمجلس المركزي مع مراعاة تخصيص نسبة 20% للنساء، وذلك من بين 558 مرشحاً، 26 عضواً من هؤلاء ينتخبون للقيادة للمرة الأولى، وفي هذه القيادة الجديدة لأول مرة ينتخب حزب سياسي في كردستان والعراق هذه النسبة الكبيرة من النساء للقيادة، وهذا يعدُ سبقاً آخر للإتحاد، حيث لأول مرة ترى هذه النسبة الكبيرة من الكوادر في نفسها الأهلية للترشح داخل حزب في الشرق، وقد جرت العملية بنجاح.
في هذا المؤتمر، الذي عقد بعد حملة دعائية عدائية لا مثيل لها، فإن ما يبعث على الاطمئنان أن الكوادر والأعضاء كانوا يعملون بحرص منقطع النظير، على المشاركة في مؤتمرات المراكز واللجان والمكاتب والمؤسسات الاخرى، ومع الضغط الكبير لطلب المشاركة في المؤتمر، تقررت مشاركة 1691 عضواً فقط من بين آلاف الأعضاء، وقد شملت المشاركة جميع المراتب والكفاءات في مؤسسات الإتحاد والبرلمان والمؤسسات الدبلوماسية والحكومية.
الإتحاد الوطني الكردستاني أحدث تغييرات موضوعية وعقلانية بعيدة عن الانفعالات والتشنجات، وذلك بعقد مؤتمره الثالث، بالتغيرات التي احدثها في برنامجه ونظامه الداخلي، بتطوير سياساته، بتوجهات ومستويات المشاركين في المؤتمر، بنسبة (20%) للنساء وانتخابهن للقيادة والمجلس المركزي، بمئات الشباب أصحاب رسائل التجديد السياسي والحزبي، بتعميق روح التحالف الكردستاني، بمواصلة انجاز المهام السياسية والديمقراطية في العراق وكردستان، بالحرص على تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي وإعادة إعمار المناطق المستقطعة بصورة أفضل، باستحداث مكتب جديد لذوي الشهداء والمؤنفلين والقصف الكيمياوي، وكذلك بإحترام الموقع التاريخي للبيشمركه في الثقافة السياسية والقومية، ومن الآن فصاعداً يستعد لمرحلة جديدة من التطور، تقديم الخدمات، الإعمار، المساواة بين المرأة والرجل، المجتمع المدني، ترسيخ النظام العلماني، احترام الأديان والثقافات المتنوعة في كردستان العراق، القضاء على الفساد، وتبديد قلق المواطنين، وهو مستعد لانجاز هذه الأهداف بفعالية أكثر، كما ينفذ بعد المؤتمر الثالث سياساته الصائبة والعلمية في ميادين النضال والتنافس والانتخابات وإفشال المخططات وحماية وتطوير الديمقراطية والحرية الحقيقية في العراق وكردستان ومواجهة الإرهابيين وأعداء الديمقراطية، بنشاط وقوة أكبر، ودعم القوى الديمقراطية والتحررية في الشرق والعالم.
ولاشك أن الإتحاد الوطني الكردستاني بعد المؤتمر الثالث، يضع برنامج العدالة الإجتماعية وخدمة شغيلة الفكر والسواعد بإطمئنان ووضوح أكثر، كحزب اشتراكي ديمقراطي وبإنجاز هذه المهام يسعد أرواح شهداء الكردايتي والديمقراطية، في كردستان وعموم العراق.
ومن الواضح أن المؤتمر واللجنة القيادية والمجلس المركزي يدركون أنه مازالت هناك نواقص ومشكلات لم تحل بعد، ولكن تنفيذ مقررات وبرامج المؤتمر، ضمانٌ لترسيخ الوحدة داخل الإتحاد الوطني، ويهيئ الأرضية شيئاً فشيئاً لمعالجة المشاكل والنواقص المتبقية.

المصدر: الاتحاد، 17/6/2010