الاهمال مفهوم متلازم مع قضية الكورد الفيليين
شفق كفاح هادي / كان الكورد الفيليون يأملون بتغيير مهم وكبير في واقعهم بعد التاسع من نيسان عام 2003 ، وتوقع الكثير منهم...
ان تعاد حقوقهم المادية والمعنوية التي سلبها منهم النظام الدكتاتوري السابق ، ولكنهم فوجئوا بعكس ما كانوا يأملون حقوقهم في الجنسية مازالت تراوح في مكانها والعديد منهم ملّوا الرواح والمجيء مابين هذه الدائرة وتلك والكثير من ملفات حقوقهم في الملكية غطاها الغبار في ادراج هيئة دعاوي الملكية ناهيك عن الضغوط
النفسية الكبيرة التي تثقل كاهلهم بأعتبارهم مواطنين من درجات أدنى رغم التشريعات التي اصدرها مجلس النواب والتي تؤكد على المواطنة الكاملة للكورد الفيليين وعلى اعادة حقوقهم المستلبة .
النائب علي حسين فيلي
النائبة سامية عزيز
النائبة الفيلية في البرلمان السابق سامية عزيز اكدت لشفق على ان ( الكورد الفيليين مازالوا يعيشون عزاء دائما منذ عام 1980 والى اليوم . واوضحت سامية عزيز على ان : ( العزاء الذي يقام هنا وهناك لاستذكار شهداء الكورد الفيليين شيء جيد ولكن الأهم هو ان يتوحد الصوت الفيلي من اجل الضغط على الاجهزة
التنفيذية لتفعيل القوانين التي شرّعها مجلس النواب من اجل استرجاع حقوق الكورد الفيليين كاملة غير منقوصة بما فيها حقهم في الجنسية العراقية ) . وكشفت سامية عزيز عن:( العراقيل التي وضعتها المفوضية في الترشيح والتصويت للكورد الفيليين كان سببها الجنسية وشهادة الجنسية ) . كما بيّنت سامية عزيز ان: (
النواب الفيليين في البرلمان السابق قاموا بجهد كبير لتشريع قوانين تنصف الكورد الفيليين وتعيد حقوقهم ولكن الاجهزة التنفيذية لم تقم بواجباتها بالشكل المطلوب ومثال ذلك مؤسسة السجناء السياسيين لغاية اليوم لم تنجزالكثير من معاملات السجناء السياسيين من الكورد الفيليين وكذلك مديريات الجنسية حيث مازال العديد من
الفيليين لم تنجز معاملاتهم لاستعادة هوية الاحوال المدنية ناهيك عن شهادة الجنسية ) .
النائب محمود عثمان
الشيخ محمد سعيد النعماني
السيد ثائر الفيلي
من جانبه طالب النائب في البرلمان السابق محمود عثمان القيادات والمسؤولين الكورد في الإقليم وخارجه بالتعامل مع قضية الكورد الفيليين بعيداً عن التحزب . جاء ذلك في تصريح لشفق. وبين عثمان : ( ان الاطراف الكوردستانية مهملون لقضية الكورد الفيليين عامة ويهتمون فقط بالذين ينتمون الى احزابهم والكورد
الفيليون مضطهدون لأسباب عديدة منها لأنهم كورد ووطنيون وكونهم من الشيعة وعلى الكورد الفيليين ان يوضحوا معاناتهم لكل الاطراف الكوردية التي يلتقونها وعلى الاحزاب الكوردية ان تعمل بما يحقق الصالح العام. الشيخ محمد سعيد النعماني الامين العام لمؤتمر الكورد الفيليين اشار في حديث لشفق الى المسافة الكبيرة
التي على الكورد الفيليين ان يقطعوها للوصول الى حقوقهم قائلا : (لا يمكن ان تحل كل مشاكل الفيليين بجرة قلم وان العراق يمرّ بازمات كبيرة وعلى كل الصعد وفي كل المجالات ولكننا يجب ان نعترف باننا مهمشون ومقصيون وفرض علينا نوع من العزلة وفي كل المجالات فأبناؤنا وبناتنا في المجال العلمي مازالوا
يعانون من عدم الالتحاق بالجامعات والوظائف ومازال العديد منا يعاني من مشاكل مع الاحوال المدنية واستعادة الحقوق الملكية) . وبيّن النعماني ان : ( العراق برمته يعاني من مشاكل كثيرة ولكن معاناة الكورد الفيليين هي اكثر من معاناة الاخرين واننا نسعى وفي كل المناسبات ان نجمع شمل جميع الفيليين تحت مظلة واحدة
وصدورنا مفتوحة لاحتضان الجميع ) . عضو هيئة الاستثمار في بغداد ثائر الفيلي اشار في تصريح لشفق الى ان القضية الفيلية قد اصبحت من القضايا المنسية في وسط هذا الزحام السياسي وبيّن ثائر الفيلي قائلا : ( اعتقد ان الفيليين اليوم غائبون عن الساحة وانا غير متفائل بالوضع الفيلي لأسباب اعلم جزءا منها ولاعلم
لي بالاسباب الحقيقية الاخرى ) . وكشف ثائر الفيلي عن معاناة الفيليين مع مجلس النواب السابق قائلا : ( نحن عانينا من مجلس النواب السابق ومن عدم الحضور الفيلي الفاعل والذي تسبب باصدار قوانين كان المفترض منها ان تنصف المواطن الفيلي وتعيد له وللآلاف من المظلومين الفيليين حقوقهم بل اصبح البعض من
هذه القوانين وبالا وعبئا كبيرا علينا واستفاد منها المختصبون والمنتفعون والانتهازيون الذين خصبوا حقوق الكورد الفيليين فاين الانصاف في مثل هذه القوانين ) . النائب الفيلي في برلمان اقليم كوردستان علي حسين الفيلي اوضح لشفق : ( ان السلطة السياسية الحالية في العراق والتي تزعم انها مرتبطة ارتباطا وثيقا
بتضحيات العراقيين ، ولاترغب هذه السلطة في اغلب الاحيان ان يتم فرز هذه التضحيات على اساس استحقاق مظلومية المكونات التي كانت في مقدمة المضحين ) . واشار الى ( ان السلطة السياسية في الوقت الحاضر تركز على كسب المزيد من الاصوات من خلال قنوات متعددة سياسية واقتصادية وحتى قومية ومذهبية ،
لذا فان الكورد الفيليين والذين لم يعد دورهم كالسابق حيث غيبوا عقودا من الزمن وفي كل المجالات سياسيا واقتصاديا وديموغرافيا وفقدوا ثقلهم الذي كان يمثلهم من لعب دور فعال وسياسي في العراق الجديد ، واليوم الشيء الوحيد الذي يتمسكون به ويدعمهم فيه الجميع هو المظلومية التي اصبحت الصفة التي تميزهم
وتجعلهم يدورون في محيط لا يتجاوز المناسبات والاستذكارات ، لذا بامكاننا القول ان مصطلح او مفهوم الاهمال بات امرا متلازما مع قضية الكورد الفيليين ) .
مؤسسة شفق، 30/5/2010