حزب طالباني يحدد شروطا للترشح لعضوية القيادة بينها عدم التعاون مع «البعث»

قيادي في «الاتحاد» لـ «الشرق الأوسط»: نريد أن نعالج أزمة الحزب

السليمانية: شيرزاد شيخاني
أعلن مصدر قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، حزب الرئيس العراقي جلال طالباني، أن «الاتحاد» وضع عدة شروط كأساس للترشح لعضوية القيادة في المؤتمر الثالث، منذ انبثاق الحزب عام 1975، من أهمها عدم تعاون المرشح مع «النظام البعثي السابق، أو استسلامه له أثناء سنوات النضال التحرري»، وأن يكون «طاهر اليد» وليس متورطا في قضايا الفساد المالي.

ويأتي المؤتمر، المزمع عقدة مطلع الشهر المقبل، وسط تحديات تواجه الرئيس العراقي طالباني في إقليم كردستان بعد تراجع شعبيته أمام كتلة التغيير المعارضة التي شكلها قياديون سابقون في الاتحاد الوطني، بقيادة مساعد طالباني السابق نوشيروان مصطفى. كما تراجعت شعبية طالباني أمام شعبية رئيس الإقليم مسعود بارزاني، زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني. وتقول مصادر إن الهدف من المؤتمر ضخ دماء جديدة وشابة في صفوف قيادة الحزب من أجل مواجهة تلك التحديات.

وقال فريد أسسرد عضو اللجنة القيادية للاتحاد الوطني الكردستاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن شروط الانتماء للحزب «بسيطة وغير معقدة، ولكنها ضرورية لتجديد الحزب الذي ينتظر عقد مؤتمره المقبل ببرنامج جديد من شأنه أن يعالج الكثير من المشكلات التي يمر بها الاتحاد الوطني في الظرف الحالي والتي تشكل أزمة داخل الحزب». وأضاف «هذه الشروط مطلوبة خاصة أن لدى القيادة توجها جماعيا بمعالجة مشكلات الحزب، فقد أجرينا تغييرات في المنهاج والنظام الداخلي، وأعددنا برنامجا جديدا للحزب في المرحلة القادمة، إلى جانب تشكيل مجلس الشورى، وهذه الخطوات بمجملها تهدف إلى التغلب على الأزمة الراهنة داخل الحزب».

وتوقع القيادي في الاتحاد الوطني أن «يعطي المؤتمر القادم دفعا قويا باتجاه التحديث سواء على المستوى القيادي أو على مستوى مؤسسات الحزب»، مؤكدا «أن شروط الترشح التي ذكرناها سابقا تختص فقط بعضوية اللجنة القيادية التي ينبثق منها المكتب السياسي، ولا تشمل تلك الشروط البقاء داخل الحزب أو تبوؤ مناصب أدنى في المكاتب والمؤسسات الحزبية، حيث إن الجبهة الكردستانية سبق وأن أصدرت عقب نجاح انتفاضة كردستان قرارا بالعفو العام عن جميع المتعاونين مع النظام السابق، وهذا القرار التزمنا به في السنوات الماضية، ومع ذلك نحن نتوقع أن يكون هناك تغيير في التركيبة القيادية، حيث هناك عدد من الأعضاء قد لا يترشحون للقيادة القادمة، وهناك من يستعد للترشح لتلك العضوية من العناصر الشابة، وكل ذلك متروك للمؤتمر الذي سينعقد في الأول من الشهر المقبل».

وحول الالتزام بموعد المؤتمر، قال أسسرد «الموعد قد حسم ولا يمكن تغييره، لأن دعوات وجهت إلى الضيوف داخل وخارج كردستان ومن الصعب تغييره لذلك السبب».

ورغم أن عددا من قيادات الاتحاد الوطني الحاليين قد أدينوا في وقت سابق بعد سقوط النظام البعثي بوجود علاقة لهم بنظام صدام، وسموا حينذاك بـ«أصحاب الفايلات» التي أمكن الاستيلاء عليها داخل المؤسسات الأمنية العراقية بعد سقوطها، وكشفت تلك الملفات عن وجود اتصالات سرية بين عدد من القيادات الكردية مع النظام السابق، فإن مصدرا في الاتحاد الوطني أكد بشرط عدم الكشف عن هويته «أن هؤلاء سيترشحون لعضوية القيادة ولن تشملهم هذه الشروط، لأن لجنة تحقيقية سابقة شكلها الاتحاد الوطني برأتهم من هذه التهمة، واستعادوا بعد صدور قرار تلك اللجنة مواقعهم في اللجنة القيادية والمكتب السياسي للحزب، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات أخرى ضدهم».

المصدر: الشرق الاوسط، 24/5/2010