علي حسين الفيلي: مثلما كان عمر خاور رمزا لشهداء الكورد أصبح علي خاور أيضا رمزا لهم في زمانين و مكانين مختلفين

الأربعاء، 14 أبريل 2010 16:39

شفق/ ماجد السوره ميري
في جلسة برلمان كوردستان ليوم الثلاثاء 14 نيسان 2010 ولمناسبة استتذكار الذكرى الثانية و العشرين لعمليات

الانفال سيئة الصيت التي قام بها النظام الدكتاتوري البعثي الصدامي و راح ضحيتها اكثر من 182 الف شهيد و تدمير اكثر من 4500 قرية كوردستانية وخلف مئات الالاف من الارامل و الايتام و تخريب البنى التحتية و الحياتية ومقومات ديمومة العيش في الكثير من المناطق الكوردستانية نتيجة لتعرضها للاسلحة الكيمياوية و البايلوجية المحرمة دوليا ولتزامن هذه الذكرى الاليمة مع ما تعرضت له شريحة واسعة من ابناء شعبنا الكوردي عام 1980 من جريمة التهجير و التسفير و التغييب التي طالت الكورد الفيليين، وجه السيد علي حسين الفيلي عضو برلمان كوردستان كلمة في هذه الجلسة الى البرلمان و ابناء الشعب الكوردي بكافة اطيافه جاء فيها: اقام برلمان كوردستان مراسم استذكار جريمة التطهير العرقي و انفلة الشعب الكوردى و انا بصفتي كورديا فيليا و ممثلا عن هذه الشريحة، رأيت من الضرورة في الذكرى الثلاثين لجريمة نيسان عام 1980 أن أتحدث عن معاناة الكورد الفيليين و الكورد خارج الاقليم لنتمكن من ايجاد الالية المناسبة التي تسمح لنا ان نتحدث عن الكورد كل الكورد و نطرح معاناتهم على طاولة البحث لاننا نعلم بان شهداء الكورد مثلما كان عمر خاور رمزا لهم فكذلك اصبح علي خاور أيضا رمزا لهم في زمانين و مكانين مختلفين، أريد أن أقول بأننا نحن الكورد لم نستطع ان نصرف أدلة و وثائق كل هذه الجرائم في مصارف ضمائر دول العالم، لأنه وخصوصا لنا نحن الفيليين وبعد كل هذه السنين و سبع سنوات من تحرير العراق، تخبرنا الاحصاءات بأن من مجموع 132486 من عوائنا المهجرة وحسب ما أفادته وزارة الهجرة و المهجرين فقد عاد فقط 11186 شخصا ومنحت الجنسية لخمسة الاف شخص منهم فقط، ومن مجموع المائة و الثلاثين ألفا من دعاوي الملكية التي تخص بعضا منها الكورد الفيليين تم إنجاز أقل من 5% منها.

اؤكد هنا بان الكورد الفيليين يمثلون رمزا و ممثلا لآلام و معاناة الكورد خارج إقليم كوردستان و لازالوا يعانون من آثار جروحهم غير المندملة لحد الآن والتي تتمثل بآلاف الشهداء و مئات الآلاف من المهجرين، ومثلما خربت كوردستان فقد تعرض الكورد الفيليون لنفس التخريب و تمت مصادرة أمواله و ثرواته وكل ما يملكونه، مثلما يقولون بان مأساة حلبجة و الأنفال لم تصبح مأساة وطنية تشمل كل أطياف الشعب العراقي، مازالت مأساة الكورد الفيليين مأساة كوردية على الرغم من مرور ثلاثين عاما على حدوثها ولهذا يجب ان لا ننساها، لأننا لم نستلم ليومنا هذا رفاة شهيد واحد من شهدائنا ولم يعد إلا 2%من مهجرينا الى مسقط رؤوسهم و مساكنهم و مدنهم لانهم لا يملكون بيوتا تؤويهم ولا هوية و لا جنسية، نحن الكورد الفيليون مآتمنا تتشح لها سماء بغداد فقط بالسواد، ولكني أقول ليس هناك مكون أو شريحة من شعبنا الكوردي تقرع أبواب ضمائرالشعب العراقي يوميا أو تقرع أبواب ضمائر السلطات على الدوام.

إن هناك مخاطر جمة تواجه الشرائح و المكونات الكوردية المتنوعة تتمثل في تفرقنا وابتعادنا عن بعضنا، لأنه و بعد كل هذه السنوات فان الأجيال الكوردية الجديدة، و الجيل الجديد من الكورد الفيليين لايعرفون أي شيء عن بعضهم، ومع شديد الأسف فان الإعلام الكوردي و الجهات المسؤولة عن نشر الوعي القومي أو إحياء الإنتماء القومي يسودها الصمت و السكون، وأكدت للبرلمان الكوردستاني بأن الإعلام الكوردي بكافة قنواته قد صمت ومع شديد الأسف عما تعرض له الكورد الفيليون و لم يتحدث أحد عن معاناتنا و مآسينا، ولكنهم يجب ان يعلموا لو ان الخلافات بين حكومة المركز في بغداد و حكومة إقليم كوردستان حول مشاكل المادة 140 و البيشمركة و مسألة النفط و الغازقد يتم حلها، فلن يتم حل مشكلة الكورد في كوردستان مع الحكومة حول قضايا الكورد خارج الإقليم و الكورد الفيليين، لأنه لو أرادوا ان يعيش الجميع بسلام، فإن الكورد الفيليين مضطرون ليحاربوا من أجل استعادة حقوقهم، وجهنا هذا العتاب بأنه لم تتم مناقشة قضايانا بجدية ولن تتم، وقلنا بانه لم تتم إعادة رفاة شهيد واحد من شهدائنا ليسكن الالم في قلوب الأمهات المنتظرات، و قلنا لهم جميعا أنه لاينبغي أن يستحوا من طرح قضايانا و أن لا يقصروا تجاه جيلنا الجديد والمستقبلي، وكانت هذه رسالتنا لإنهاء هذه الظلامات التي واجهت شريحتنا، يجب ان يحاول الجميع، يجب ان يثق بنا الجميع كي نستطيع أن نثق بهم، ليسلوا قلوبنا ليستصرخونا و ينجدونا في هذه الأوقات العصيبة و ان يواسوا ذوي شهدائنا بالتعاطف و المؤازرة.

طالبت القيادة الكوردية والسلطات الكوردية وأوساط مثل رئاسة الإقليم و حكومة الإقليم و برلمان كوردستان ان يكونوا أسخياء في استذكار ومواساة الكورد الفيليين و مآسيهم ليس في هذه المناسبة فقط بل في كل المناسبات ويتحدثوا عن معاناتهم لأنها معاناة شعب لازال بعيدا عن الوصول لحقوقه.