ذكرى التهجير الفيلي وصمت أجهزة ألإعلام الكوردي

شفق ما حصل لشريحة الكورد الفيليين على يد جلاوزة النظام الدكتاتوري لم يحصل لأي مكون أو شريحة إجتماعية في التاريخ الحديث والقديم ، فلم يسبق أن أقدمت سلطة حاكمة تدعي الشرعية على إخراج مئات ألألوف من أبناء شعبها ...

الى خارج وطنهم بهذا الشكل الكارثي واللاإنساني . في هذه ألأيام تعيش شريحة الكورد الفيليين ذكرى واحدة من أبشع الكوارث والمآسي التي تعرضت لها ؛ الا وهي الذكرى الثلاثون لكارثة العصر ؛ مأساة تهجير أكثر من نصف مليون كوردي فيلي من الذين كان لهم دور في النهضات الإقتصادية والتجارية والثقافية في العراق ؛ جريمتهم إنهم كورد . وإنهم كانوا الظهير القوي للحركة الثورية الكوردستانية داعمين الثورة بالأرواح والأموال مقدمين المئات من الشهداء ودرجات الوفاء ؛ مما حدا بالقائد الرمز المرحوم مصطفى البارزاني أن يختار شخصية فيلية لمنصب نائب رئيس الجمهورية بعد توقيع إتفاقية الحادي عشر من آذار عام 1970 . نصف مليون كوردي فيلي القوا بهم على الحدود في ليال سوداء بين حقول ألغام ورحمة القصف المدفعي بعد أن تم تجريدهم من كل ألوثائق التي تؤكد عراقيتهم حفاة عراة بلا مال ولابنين ؛ صودرت أموالهم المنقولة وغير المنقولة ووزعت كهبات وهدايا على جلاوزة النظام وألأقسى من ذلك حجز أكثر من خمسة عشر الفاً من شبابهم من الذين كانو يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش العراقي في سجون ومعتقلات النظام وتغييبهم في مقابر جماعية لازالت مجهولة لحد ألآن . كل ما تم ذكره ليس غريباً على سلوك نظام دكتاتوري تلطخت يداه بدماء العراقيين ؛ بل الغريب في صمت أجهزة ألإعلام الكوردية تجاه هذه الكارثة الإنسانية في ذكراها السنوية في وقت تخصص الساعات الطويلة من برامجها الفضائية والتلفزيونية وصفحات عديدة من الصحف الكوردية الصادرة داخل ألإقليم وخارجه لأحداث عالمية ربما لاتصل أهمية وبشاعة أغلبها أجزاء بسيطة من مستويات الجريمة المقترفة بحق شريحة كبيرة من ألشعب الكوردي فكان لهذا التهميش ألإعلامي دور كبيرفي إضفاء الضبابية على هذه الشريحة من جانب المكونات ألأخرى من الشعب الكوردي والذي أدى من ناحية أخرى الى إنتقال الصوت الكوردي الى جهات أخرى والتي ظهرت جلياً في إلإنتخابات السابقة فياترى هل سألت تلك ألأجهزة نفسها عن إحدى اسباب ضياع الصوت الكوردي خارج كوردستان ؛ ألم يكن لتقصير أجهزة ألإعلام دور كبير في تهميش دور هذه الشريحة الكبيرة لتتحول الى طعم سائغ لكتل وحركات سياسية وبالتالي التباكي على ضياع أصواتهم في إلإنتخابات السابقة هل خصصت تلك ألأجهزة ألإعلامية جزءأ من حهودها لتعريف الرأي العام بمعاناة كورد الوسط والجنوب لكون أنفلة الكورد بدأت بهم ومآسيهم التي هي جزء من مأساة الشعب الكوردي أو الوقوف على مناسباتهم الرئيسة ؟ عند التمعن في الموضوع والبحث عن الاسباب الكامنة وراء هذه المواقف من الممكن تصور مجموعة من التصورات والإحتمالات ، منها أن البعض من المتضلعين والمهيمنين على ألاعلام الكوردي أما جهلة بأمور ألأعلام وبمهنيته ؛ أو بعيدين عن ألهموم الكوردية ؛ يرتكز عملهم على اللاأبالية وعدم ألإكتراث في وقت الملاحظ على تلك الأجهزة إهتمامها بألأمور الثانوية وألأخبار ألتافهة إضافة الى أخبار ألموضة وما يتعلق بزواج وطلاق الفنانين والفنانات . اما البعض ألاخر فينطلق في تفسيره لهذه الحالة كون بعض المسؤولين عن هذه الأجهزة هم من العناصر النفعية غير المهتمة بخطورة المسؤولية الملقاة على عاتقها فتهميش الكورد خارج ألإقليم وعدم تقدير تضحياتهم هو أهمال لتضحيات الشعب الكوردي على كل بقعة من هذا الارض . فمهما كانت ألأسباب والمبررات فالنتيجة واحدة وهي القاء ذكرى واحدة من أكبر الكوارث ومآسي الشعب الكوردي في عالم الإهمال والنسيان .
فيا ترى ما الفرق بين مخططات أعداء الكورد وظلم ذوي القربى ؟

فريدون كريم ملك

المصدر: مؤسسة شفق، 5/4/2010