جائزة نوبل للاستبداد الشامل

اغتاظت روح فرعون من دعاوي الحرية ونشر الديمقراطية وطهارة اليد وخشي أن تؤتي ثمارها فاستدعي إلى اجتماع عاجل جبابرة الأرض ولبى الاجتماع لفيف من الطغاة والجبابرة وعلى راسهم هتلر وموسيليني.

وما إن بدأ الاجتماع وقبل أن يستهل فرعون كلمته أنفرجت أساريرة فقد اكتشف أن جميع الطغاة والجبابرة يشاركونه همه ومخاوفه من انتشار الحرية والديمقراطية فاستبشر خيرا وأيقن أنه سيخرج من هذا الاجتماع وقد وجد الحل .

وبعد عدة اقتراحات أتفق الجميع على أن خير وسيله لنشر الاستبداد هو تخصيص جائزة سنوية لأفضل مستبد في العالم على غرارا جائزة نوبل للسلام واتفق الجميع على تسميتها (جائزة نوبل للاستبداد الشامل ) .

وأعلن المؤتمر الشروط الواجب توفرها في المرشح للفوز بالجائزة وهي كالتالي :

1) أن يكون المترشح قد نجح فعلا أو قطع شوطا طويلا في الانفراد بالحكم مدة لا تقل عن عشرين عاما متصلة وأن يعمل علي أن يبقى بالحكم مدى الحياة.

2) أن يكون المترشح نجح في اتخاذ خطوات محددة لتوريث الحكم وابتداع نظام الجمهورية الملكية .

3) أن يكون المترشح نجح وبشكل قانوني في تجميد مؤسسات المجتمع المدني.

4) أن يكون المترشح قد اتخذ خطوات فعالة للقضاء علي استقلال القضاء وهيمنة السلطة التنفيذيه عليه ولا مانع من تنفيذ ذلك من خلال سياسة العصا والجزرة .

5) تكون الأولوية في الترشيح للمترشح الذي نجح في إخفاء نظامه الاستبدادي وذلك بإعلانه تبنيه للديمقراطية في الوقت الذي يقيد فيه وبشكل قانوني جميع أنواع العمل السياسي . أي تبنيه بنجاح سياسة (الاستبداد الناعم).

6) أن تؤدي سياسته في تجحيم العمل السياسي إلى كفر الشعب بالديمقراطية ويستدل على ذلك بأن يسجل رقما قياسيا على مستوى العالم في تدني نسبة حضور الناخبين في الانتخابات والأولية في الترشيح لمن يسمح بمشاركة أحزاب المعارضة في الانتخابات شريطة عدم فوزها إلا بنسبة لا تذكر .

7) ولأن قيادة الشعوب الجاهلة أيسر من قيادة الشعوب المتعلمة فيجب أن يكون المترشح قد نجح في تمرير سياسات تعليمية تجعل قطاعات كبيرة من شعبه تكفر بالعلم والتعليم . وأن تكون مؤسساته التعليمية تخرج أشباه وأنصاف المتعلمين وأن تقبع جامعاته في ذيل جامعات العالم . علاوة علي احتفاظه بنسبة أمية مرتفعة بين شعبه .

8) أن يكون المترشح قد اتبع سياسات اقتصادية لتجويع شعبه عملا بالمثل القائل(جوع كلبك يتبعك) .

9) أن يكون المترشح قد نجح في نشر ثقافة الاستبداد في مختلف قطاعات الحياة وذلك بتبنيه مشروع (المستبد الصغير) متخذا أفضل السبل لذلك وهو أسلوب التعيين في جميع المناصب بدءا من أدني الوظائف القيادية حتي أعلي المناصب العلمية ويشترط أن يكون للتقارير الأمنية اليد العليا في تعيين هذا وإبعاد ذاك .

10) ولأن خير الكلام ما قل ودل فيجب في المترشح أن يكون قد استخدم كافة (أسلحة الاستبداد الشامل) لقمع شعبه .

ممدوح أحمد فؤاد حسين
Ma_elshamy@hotmail.com
5/4/2010