بسم الله الرحمن الرحيم
وجود الشيعة بالعراق..ضمن عدم انتقال التشدد السني للمنطقة..لانشغال المتشددين بمواجهة الشيعة

...........

عوامل عدم خشية دول المنطقة من (الازمة العراقية)..وقدرتهم على تحييدها عن دولهم..والانتفاع منها

...........

ما يروجه سياسيي العراق الجديد.. (بان اضطراب الوضع بالعراق.. سوف ينعكس سلبا على المنطقة).. يعتبر ترويج (فارغ) من الناحية الفعلية.. وخالي من الصحة..

فمنذ عقود.. والعراق دخل صراعات داخلية وخارجية وحروب.. دخلت بمنفعة دول الجوار والمحيط الاقليمي والمحيط العربي السني.. ولم تؤثر سلبا على هذا المحيط.. وهذا الظاهرة هي سبب في طول فترة الازمات التي يدخلها العراق..

بل يمكن القول بان العراق الدولة الوحيدة بالعالم التي اضطرابات الوضع فيها لا ينعكس على الدول المحيطة به.. سلبا.. بل ينعكس ايجابا.. والاخطر ان (أي تحسن ايجابي بدول الجوار والمحيط الاقليمي.. لا ينعكس أيجابا على العراق بل ينعكس سلبا ايضا على العراق.. لان ذلك التحسن بالدول الاقليمية قائم على اضطرابات الوضع في ارض النهرين)..

ويعود سبب ذلك لاسباب عديدة.. أهمها.. اطمئنان دول المحيط العربي السني والجوار.. بان سيطرة الجماعات السنية على مساحات بالعراق.. واضطراب الوضع الامني بأرض الرافدين.. لا يمكن ان يكون قاعدة لتصدير المتشددين السنة لمفاهيهم المتطرفة.. لدول المنطقة.. بسبب ان الدول الاقليمية.. يعتبرون الجماعات السنية المتشددة.. (اليد الضاربة) لهم ضد شيعة العراق.. ويدخل ذلك في مصلحة المحيط العربي السني والجوار.. وبنفس الوقت يجعل هؤلاء المتشديين السنة مقيدين بالحدود العراقية.. وعاجزين عن تصدير الفكر المتشدد.. واكثر من ذلك تبرز ظاهرة توازي المصالح وليس تقاطعها بين انظمة الحكم السنية بالمنطقة.. والجماعات السنية المتشددة..رغم الصراع بينهما في داخل دولهم.. إضافة الى المنافع الاقتصادية والتجارية التي تدخل في منفعة الدول الاقليمية والمحيط العربي السني من الازمات بالعراق..

وهنا يكمن الفرق بين العراق كدولة ذات تواجد شيعي كثيف.. وبين مصر او الجزائر..او افغانستان او السودان.. وهي دولة سنية.. فسيطرة الجماعات السنية المتشددة على أي دولة من هذه الدول.. يكون عامل خطر على دول المنطقة السنية الشبيه لها مذهبيا.. لعدم وجود العراقيل أمام الجماعات السنية داخل دولهم..وأهم هذه العراقيل هي التنوع المذهبي.. الذي تخلوا منه تلك الدول.. فيمكنها ذلك من تأسيس كيانات سنية متطرفة.. تسارع بتصدير الفكر المتطرف (كمصدر تصدير).. لذلك نجد القوى السياسية لانظمة الحكم بالدول السنية.. أرتعتب من سيطرة الاسلاميين بالجزائر ببداية التسعينات.. وعملت الدول السنية على منع وصولهم رغم الانتخابات.. لمعرفتهم بان ذلك يعني تفجير الوضع بالعالم السني..

اما في العراق..ورغم اعلان الجماعات السنية التي ينشط بها الاجانب من العرب الغير عراقيين عن تاسيس (دولة العراق الاسلامية السنية).. في بعض المحافظات العراقية .. ومجاورة لدول سنية.. لم نرى ردة فعل من دول المحيط العربي السني ضد تلك (الدولة).. بل يتم احتضان حارث الضاري الذي اعتبر القاعدة منه وهو منها.. وهذه القاعدة بزعامة المصري هي الزعيم الفعلي لهذه (الدولة العراق الاسلامية).. وينشط في تلك المناطق (للدولة المتشددة).. القوى المسلحة البعثية والجماعات السنية المتطرفة.. (فماذا يدل ذلك ) ؟؟

فالجماعات السنية المتطرفة وغير المتطرفة..تعلم ان الوجود الشيعي الكثيف هو اكبر تحدياتها.. لذلك تلجئ لايجاد نقاط تواصل مع الدول السنية لمواجهة الشيعة.. مع اطمئنان تلك الدول وأنظمتها بان هؤلاء المتطرفين السنة لن يشكلون خطر على انظمتهم..

ومثال ذلك ما كشفه نواف العبيد المسؤول الامني السعودي.. (بان مصر طلبت من السعودية دعم السنة ضد الشيعة بالعراق) .. بالتوازي معها وفي أول خطاب لابو ايوب المصري بعد مقتل الزرقاوي وتسلم المصري لزعامة القاعدة بدعوته (للعالم السني دعم السنة ضد الشيعة بالعراق).. مما يثبت تطابق المصالح السنية للمتطرفيين مع انظمة الحكم السنية بالمنطقة..

وهنا نبين.. بان عوامل طول واستمرار الازمات بالعراق.. اساسها المنافع التي تجنيها المحيط الاقليمي و الجوار من تلك الازمات:

1. منذ عام 1980 الى عام 1988 .. وهي سنين الحرب العراقية الايرانية.. انتفعت دول الخليج بتعويض انخفاض صادرات النفط العراقي وبلغ بعشرات المليارات الدولارات.. وجنت مصر عشرات المليارات الدولارات من تحويلات المصريين من العراق لمصر .. كبديل غير مشروع عن شباب ورجال العراق الذين سيقوا للحروب والسجون والاعدامات.. وجعل العراق سوق استهلاكية لبضائع مصر والاردن السيئة الصيت.. وتوقفت موانئ البصرة.. ليتم تشغيل موانئ الاردن والسعودية وتركيا.. اضافة الى تنفيذ استراتيجية اقليمية لضرب (شيعة العراق بشيعة ايران).. لمواجهة بروز الشيعة بالمنطقة ضمن مخطط مصري سعودي اردني.. بالثمانينات.

2. خلال حرب الكويت.. وفت مصر اكثر من سبعة مليارات دولار من ديونها الخارجية.. وجنت مليارات الدولارات جراء دخولها التحالف الدولي..

3. خلال فترة التسعينات والحصار الاقتصادي.. انتفعت الدول الاقليمية والجوار والمحيط العربي السني.. من عقود النفط مقابل الغذاء وصفقاتها المشبوه.. التي جنت منها مصر وسوريا والاردن مليارات الدولارات .. على حساب توقف الصناعة العراقية.. ودخل اضعاف العراق في منفعة تلك الدول.. التي تعلم ان اضعاف العراق يساهم ببروزها كبديل عنه..

4. منذ سقوط النظام الدكتاتوري عام 2003.. دعمت دول المحيط العربي السني والجوار .. الجماعات المسلحة وتخريب الوضع بالعراق.. وكان ذلك عامل ايضا في منافع اقتصادية وتجارية وسياسية لها.. تصب في مصلحة مصر وسوريا والاردن ولبنان وايران وتركيا.. حتى اصبحت صادرات كل منها للعراق يبلغ مليارات الدولارات على حساب الصناعة والزراعة العراقية وتوقفها وتدميرها .. اضافة الى منافع سياسية من اضعاف شيعة العراق وعرقلة بروزهم واستقرارهم..

.............

مما سبق يتبين.. لشيعة العراق ولجميع القوى الشيعية العراقية.. بان استمرارهم (كبطن رخوة) بالعراق.. لفقدانهم كيان يوحدهم ويكون عامل قوة لهم.. ويدرء المخاطر والارهاب عن ابنائهم.. سوف يشجع المحيط العربي السني والجوار على التمادي في دماء الشيعة العراقيين ..

لذلك نؤكد بان مشروع الدفاع عن شيعة العراق (استراتيجية الدرع والردع).... وهو بعشرين نقطة هو خلاص لشيعة العراق وضمانة لحمايتهم.. علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق، والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=3474

.........

ومضـــات:
استمرار الازمة بالعراق ناتج من التحسن بالدول الاقليمية قائم على اضطرابات الوضع في ارض النهرين
وجود الشيعة بالعراق..عامل بعدم انتقال التشدد السني للمنطقة..فطمئن دولها بعدم انتقال الازمة عليهم

........

تقي جاسم صادق
16/3/2010