عن شهبندر العفالقة!

لا أريد وقطعا إضافة المزيد عن ما ورد من مناسب الرد في سياق نصوص العديد من ولد الحلال الذين توقفوا عند الرخيص من شتائم شهبندر العفالقة ضد حزب الشيوعيين بما يستحق من مقسوم نعال الكلمات ...و....والله لو أن هذا الحنقباز قال ما قال، وهو لا يزال يرتدي عباءة علاوي البعث، ما كان الأمر عندي يستحق أساسا عناء التعقيب ، إذ ماذا يمكن للمرء أن ينتظر غير هذا الضرب من صفيق الشتائم ضد الشيوعيين من قبل من ( يجاهدون) بالروح ...بالدم من أجل إعادة فرض أنجاس العفالقة على العملية السياسية...و...لكن؟!
أن يردد شهبندر العفالقة هذه الشتيمة، بعد أن صار يرتدي عباءة المالكي، ذلك يستوجب التوقف عنده بما يستحق من المناقشة، خصوصا وأن هذا المتعمد من أحمق المقارنة، يقدم المضاف من الدليل، للتأكيد ومن جديد على مدى ( بلاهة) معظم قادة قوى الإسلام السياسي وسط أتباع المذهب الجعفري، باعتبارهم كانوا ولا يزالون وللأسف الشديد، في موقع الجاهز ورهن الإشارة، للمضي وعمياوي حيث يريد ويشاء أنجاس العفالقة، وبحيث باتت جميع هذه القوى ودون استثناء، وعشية القادم من حاسم الانتخابات في موقع ( حيص بيص) لا يسود صفوفها وحسب الحاد من مخزي التشرذم والانقسام، وإنما الوقوف بمفردها على مشارف إعادة فرض أنجاس العفالقة على العملية السياسية، بعد تطويعهم أمريكيا وعروبجيا، دون وجود من يناصرهم أو يدعم مواقفهم، وسط جميع من شاركوا بدورهم في مجيد الكفاح ضد حكم أنجاس العفالقة، وبالخصوص وسط أهل كوردستان وسائر قوى التيار الديمقراطي وفي المقدمة الشيوعيين وسط عرب العراق!
السؤال : كيف ولماذا ولمصلحة من، جرى وبالتدريج ومنذ سقوط الطاغية، خسارة دعم من كانوا وطوال سنوات الكفاح ضد حكم أنجاس العفالقة، في موقع الدائم من النصير لحقوق ومصالح سائر من كانوا في موقع الضحية ومن بينهم دعاة قوى الإسلام السياسي في الفقير من ضواحي بغداد ومناطق الوسط والجنوب من العراق؟! ...و...هل كان بالإمكان حقا تحقيق هذا الدنيء من هدف العفالقة، هدف تجريد قوى الإسلام السياسي وسط اتباع المذهب الجعفري من دعم وإسناد الصادق من الحليف بين صفوف جميع أعداء العفالقة، دون جر هذه القوى، جميع هذه القوى، للمشاركة وعمياوي في تحويل مجرى الصراع في عراق ما بعد صدام العفالقة، تمهيدا للسقوط وبمنتهى البلادة، أكرر بمنتهى البلادة، في مستنقع الطائفية والشوفينية فكريا وسياسيا، والهمجي من التشدد اجتماعيا؟!
للرد على ما تقدم من السؤال، لابد من التأكيد وبالعراقي الفصيح: أن العبد لله ومثل سائر أعداء العفالقة وسط دعاة الديمقراطية على كامل القناعة وبالمطلق من أن جميع أهل الديمقراطية في العراق، وبغض النظر عن المختلف من إنحدارتهم العرقية والمتعدد من توجهاتهم الفكرية ومواقفهم السياسية، لا يساورهم أدنى شك، من أن حرف وتحويل مجرى الصراع في أعقاب سقوط الطاغية، كان ولا يزال وسوف يظل يشكل وقطعا، الأساس من هدف أنجاس العفالقة، وسائر من يعملون على دعم وإسناد عملية إعادة فرضهم على العملية السياسية في العراق، وذلك بحكم استحالة تحقيق ما تقدم من عار الهدف، في حال بقاء واستمرار الصراع في سياق مساره الطبيعي وكما كان على الدوام، صراعا ما بين أقلية تدعم طغيان الجلاد وتعتمد المفرط من القمع الفاشي، للتحكم بمصير وثروات البلاد والعباد وبين أكثرية كانت وعلى الدوام في موقع الضحية للفاشي من القمع وتعيش على حافة القبور ومخاطر السوق بالقوة للموت في الهمجي من الحروب!
و...كما لا يمكن بتقديري تجاهل حقيقة، أن تحويل مجرى الصراع بعد إسقاط حكم الطاغية، كان لا يخرج، حتى لا أقول يتوافق، مع ما يريده سلطان الاحتلال، منطلقا نحو إشاعة ما يسمى ( الفوضى الخلاقة) لدفع الوضع العام تدريجيا، بما يفيد في إيجاد قاعدة اجتماعية وسياسية عابرة للطوائف والأعراق في عموم العراق، ترتبط مصالحها وتوجهاتها وجذريا، بالسوق الرأسمالية ومفردات المشروع الأمريكي، وبالاعتماد أساسا على جهد وتعاون من جرى تطويعهم بالقوة وسط المختلف من تجمعات سائر من كانوا في موقع الجلاد، باعتبارهم وأكثر من سواهم عراقيا، يملكون الطويل من الخبرة في إدارة شؤون الحكم، أدريا وأمنيا وعسكريا، والاهم من ذلك، يملكون وفي سبيل استعادة المفقود من عار سلطان النفوذ، كامل الاستعداد انتهازيا، لتنفيذ الباقي من مفردات المشروع الأمريكي الاستراتيجي في العراق والشرق الأوسط ومن موقع ( تأمر سيدي) بما في ذلك وبشكل خاص واستثنائي، تأكيد كامل الجاهزية للعودة ومن جديد، لقرع طبول عار القادسية، بهدف خوض الصراع بالنيابة عن جميع من يناصبون البعبع النووي الإيراني العداء، وفي المقدمة سلطان الاحتلال وإسرائيل ونظام ما قبل عصور التاريخ السعودي!
و...صدقا كل ما تقدم من الاعتقاد، لا يندرج عندي في باب التحليل من منطلق التصور أن كل ما جرى في العراق طوال الماضي من السنوات كان بفعل ( مؤامرة أمريكية) أو شيء من هذا القبيل، بحكم حقيقة أن سلطان الاحتلال ورغم كل ما يملك من العدد والعتاد والحاسم من النفوذ ...الخ عوامل القوة على صعيد التأثير على مجرى الوضع العام عراقيا بعد نيسان عام 2003 ماكان هو اللاعب الوحيد في الساحة العراقية، ليس فقط نتيجة المعروف والمكشوف من تدخل دول الجوار، جميع دول الجوار ودون استثناء في الشأن العراقي، وإنما بحكم أن قوى الإسلام السياسي وسط أتباع المذهب الجعفري، وباعتبارها تمثل أهل الأكثرية في بغداد ومناطق الوسط والجنوب، باتت تمارس وعمليا وبالتعاون والتنسيق مع سلطان الاحتلال، الفاعل والمحوري من الدور على صعيد العملية السياسية عراقيا، أن كان على صعيد احتلال الأساس من مواقع القرار في إطار السلطة الاتحادية، أو فيما يتعلق بدورها الأساس في تحديد وتقرير التوجهات العامة لمجمل مفردات العملية السياسية، بحكم أكثريتها العددية في البرلمان، حتى وان جرى حسم الكثير من الأمور بالاستناد على مبدأ التوافق السياسي!
من خلال ما تقدم أريد القول، إذا كان من الصحيح تمام عدم تجاهل المضاف من العوامل التي مهدت وساعدت على تحويل مجرى الصراع في العراق، بما يخدم مواقف وتوجهات جميع من كانوا على الدوام في موقع الجلاد وبغض النظر عن المختلف من دوافعهم ومصالحهم، ولكن جميع هذه العوامل، ومهما كان حجمها ودورها في حرف مسار الصراع، لا يمكن بتقديري أن تحجب الحقيقة، حقيقة أن قادة قوى الإسلام السياسي وسط أتباع المذهب الجعفري، وبحكم موقعهم في السلطة وفي البرلمان وبين صفوف أهل الأكثرية، يتحملون وقبل غيرهم الجانب الأساس من المسؤولية في تحويل مجرى الصراع بما يخدم تحقيق ما يريده العفلقي من العدو ، أقصد بالتحديد بعيدا عن مساره الطبيعي وبحيث بات ومنذ سقوط الطاغية ولا يزال ولغاية اللحظة من الزمن، يخدم مواقف وتوجهات جميع من يعملون على فرض إعادة أنجاس العفالقة على العملية السياسية، وبعد مرور اقل من سبعة أعوام على ما كان يفترض أن يشكل هزيمتهم تاريخيا، لبشاعات ما ارتكبوه من همجي وفاشي الجرائم ضد الأكثرية من أهل العراق وشعوب المجاور من الدول*
و...صدقا أتمنى على جميع الصادق وسط دعاة الإسلام السياسي بين أتباع المذهب الجعفري، تكليف النفس عناء إعادة قراءة ما جرى طوال الماضي من السنوات، وبالخصوص أقصد قراءة مثالب الفادح من مضار الربط وبمنتهى الحماقة، ما بين أنجاس العفالقة وطائفة أهل الأقلية، وعلى نحو كان لابد وحتما أن يقود لكسب عداء من كان يمكن وعمليا ضمان وقوفهم في الصراع ضد العفالقة على الحياد، وسط جميع من كانوا في موقع الناقم ضد حكم العفالقة في مناطق الغرب من العراق،** كما أتمنى التأمل وطويلا بتبعات أو بالأحرى كارثة نجاح العفالقة في سوق قوى الإسلام السياسي وهي في موقع الحكم، لمستنقع الشوفينة، مستنقع ( كوردستان عدو الله) لتجريدهم وتدريجيا من دعم ومساندة قوى التحالف الكوردستاني، وهي القوى التي كانت وطوال سنوات مجد الكفاح ضد العفالقة في موقع المتقدم من الحليف، ...و..في النهاية وخصوصا راهنا يجري سوقهم للربط وعمياوي بين مواقف العفالقة ممن يرتدون زيفا قناع العلمانية والليبرالية والمجتمع المدني...الخ...الخ مع سائر الصادق حقا من دعاة العلمانية وسط أهل التيار الديمقراطي، وبالخصوص الشيوعيين، بكل المعروف عن المجيد من دورهم في تاريخ كفاح أهل العراق ضد الظلم والطغيان، ووقوفهم بثبات مبدئي في موقع الدائم من النصير لجميع من كانوا في موقع الضحية ومن بينهم المظلوم من أتباع المذهب الجعفري****
و...في الختام هل ترى أن العبد لله كان يستخدم الحاد من العبارة وبعيدا عن الصواب في وسم قادة قوى الإسلام السياسي وسط أتباع المذهب بالبلاهة، وهم الذين ساهموا وعمياوي وخلال فترة وجيزة من الزمن، في كسب عداء من كان يفترض وقوفهم في على الحياد وخسارة الوفي من الحليف والتفريط حتى بمن كانوا على الدوام في موقع النصير وبحيث تراهم وبعد أقل من سبع سنوات على ممارسة فعل الحكم، لا يملكون وعمليا من متاح الخيار : إما ممارسة عار المساومة للعمل مع من اختاروا سبيل مطلق الولاء للسيد الأمريكي، أو الرضوخ وتنفيذ المطلوب من موقع الذليل من التابع لحكم طهران، أو الجنوح نحو الأحمق من المغامرة، أكرر الأحمق من المغامرة، بما لا يمكن أن يقود بتقديري، لما هو أبعد من تمهيد السبيل: أما الحسم الوضع عسكريا في مركز الصراع بغداد من قبل سلطان الاحتلال، أو تفجير الهمجي من حرب الطوائف، منطلقا لتقسيم العراق بالقوة وفق مفردات المشترك من برنامج عمل صناع القرار الأمريكي!

سمير سالم داود 26 شباط 2010
alsualnow@hotmail.com

* منعا لسوء الفهم أو البليد من التأويل، الحديث لا يجري عن وحول إعادة السافل من العفالقة من شاكلة الدوري أو الاحمد وغيرهم من معروف أعوان الطاغية، وإنما من باتوا في موقع الوارث لوساخات ما تبقى من حزب العفالقة، والذين وبعد تطويعهم أمريكيا وعروبجيا، انتقلوا للعمل وعلنا راهنا تحت المشترك من واجهتهم السياسية ( العراقية عفلقيا) بقيادة علاوي البعث الأمريكي، استعدادا للقيام بكل المطلوب من الدور، على صعيد تنفيذ الباقي من مفردات المشروع الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية في العراق والشرق الأوسط ومن موقع تأمر سيدي!
** حتى ...حتى على صعيد التعامل وبنزاهة مبدئيا وسياسيا مع بنود قانون اجتثاث البعث جرى وعلى نحو صارخ إضفاء المقيت من الطابع الطائفي عند التنفيذ وبحيث تحول هذا القانون والذي كان على مستوى النص، يستهدف منع عودة كوادر أنجاس العفالقة، لمواقع القرار والنفوذ، سياسيا واقتصاديا وأمنيا وإعلاميا، منطلقا للمباشرة في تنظيف وتحرير الوعي العام من وساخات ثقافة الزيتوني والمسدس، لعصى غليظة طائفيا لملاحقة الكثير من العفالقة وحامي شامي، طالما كانوا ينتمون للعدو من الطائفة، في حين جرى غض النظر عن الغالب العامة من جحوش ( عفالقتهم طائفيا) تحت شعار توب حبيب توب ...وربك غفار ذنوب!
*** يمكن وبمنتهى الوضوح تلمس الفادح من سالب النتائج فكريا وسياسيا، بفعل إصرار المتعاقب من الحكومات في بغداد، وضع كل ما يمكن أن يخطر على الذهن من العقبات والعراقيل، لمنع تنفيذ بنود المادة 140 على الرغم من أن محتوى هذه المادة، أقصد هدفها العام وليس على مستوى التفاصيل، جرى التوافق والاتفاق بصددها حتى قبل سقوط حكم أنجاس العفالقة، باعتبارها كانت ولا تزال وسوف تظل بتقديري، تشكل المنطلق والأساس من الحل الديمقراطي، لتجاوز نتائج وتبعات الفاشي من جرائم التعريب والتطهير العرقي في كركوك وغيرها من المناطق الكوردستانية الأخرى...و... بالصريح من العبارة: هل ترى أن هذا الحماس من قبل سائر قوى الإسلام السياسي في مناطق الوسط والجنوب، في منع إلغاء تبعات هذه الجرائم ووفق بنود المادة 140، كان سيكون بكل هذا القدر من متعمد الرفض وحد رفع عار شعار ( كوردستان عدو الله) ، لو أن من شاركوا في تنفيذ هذا البشع والهمجي من الجرائم، ضد الإنسانية كانوا ينحدرون طائفيا وعشائريا من مناطق عدوهم الطائفي في الرمادي وغيرها من محافظات الغرب من العراق ؟!
**** شخصيا أعتقد أن العمل من أجل تجريد هولاء المظلومين والمحرومين من نصيرهم الشيوعي، كان وبتقديري هو الهدف الأساس، لما ردده الحنقباز شهبندر العفالقة من الشتيمة ضد الشيوعيين، ومن يدري ربما أن هذا النذل ترك قائمة علاوي البعث متعمدا، بهدف إشاعة الكراهية ضد أهل العلمانية تحت عباءة المالكي، وأقول ذلك على ضوء توارد المزيد من الأخبار عن التعامل مع غير الملتحي من الرجال في بعض مناطق الوسط والجنوب كما لو كان جميعا من العفالقة أو علمانيين من الكفار ...الخ سافل ما يردده من يرتدون زورا العمامة وهم يستهدفون عفلقيا إثارة المزيد من النقمة والتذمر بين صفوف الناس في هذه المناطق وعشية القادم من حاسم الانتخابات!