مواقع الانترنيت للكورد الفيليين ، وما المطلوب منها ؟

انطلق الكورد الفيليون على صفحات الانترنت وظهرت لهم مساهمات كثيرة وبارزة تجسدت بظهور مواقع تحمل الاسم الفيلي ، عدا عدد قليل منها الا انها تحتفظ بباب بالشأن الكورد الفيليين او ملف بالاسم نفسه كهوية وعلامة ورمز مميز لشريحتهم المضطهدة التي استقطبت اقلاماً عديدة وبارزة من الكتاب والمثقفين العراقيين.

يفرحنا ويسعدنا كثيراً تلك النشاطات لما لها من الدور القوي بزيادة اللحمة الاجتماعية بين ابناء شريحتنا التي تمزقت الى اشلاء على اغلب دول وبلدان العالم بسبب الأحقاد التي تـُحركها نوازع البداوة والفكر العنصري فضلاً عن مصالح البعض .

تحرُك الفيليين اعلامياً نقطة في غاية الاهمية والضرورة لحاجة الشريحة الفيلية لحراك يـَقودهُ ابناؤها الغيارى والواعون والمثقفون ، لما للاعلام من قوة وتأثير في تغيير قناعات وافكار الاخرين وكسب تعاطفهم ومواقفهم الى جانب القضية الفيلية مما سيدفع بالفيليين انفسهم للتحرك بما يخدم مصلحتهم الاساسية ويحقق لهم التحرر من تلك المظالم الجاثمة على صدورهم منذ أمدٍ بعيد ، ورفع ما يمكن لهم رفعه من اجحاف وغبن وتهميش واقصاء قد يشكل خطراً يهدد مصيرهم وسط هذا الصراع الكبير الذي يدور من حولهم .

لقد وفر الانترنت مساحة كبيرة لمن يريد من الكورد الفيليين العمل لنصرة قضيتهم لاسترجاع حقوقهم المسلوبة وكذلك الاستفادة منه واستثماره بما يحقق المنفعة لشريحتهم مع توافر النوايا الصادقة النبيلة والاستعداد التام لتقديم المصلحة العامة للكورد الفيليين على المصالح الشخصية.

ربما لدى البعض منا ملاحظات حول بعض المواقع وتعاملها مع الكتاب او مع كتاباتهم وطريقة ادارتهم لها ان كانت جيدة او ضعيفة ، صحيحة او غير صحيحة او ربما عادلة او مجحفة بقصد كانت او بغير قصد ، او ما المفترض عليهم القيام به لكونهم يديرون مواقع تهتم بالشأن الفيلي او لها ابواب بذلك الخصوص؟

الكثير منا بلا ادنى شك لا يعرف المشكلات التي تواجه المواقع ان كانت فنية او ادارية وكم تسبب لهم بعض الكتابات من حرج او تأزم في العلاقات او حالات (زعل) ربما تحدث لبعض الكتاب بسبب سياسية تلك المواقع التي يعدّها البعض نوعاً من التدخل من قبل اصحاب المواقع بآراء وافكار اصحابها . وهناك آخرون يرونها حالة صحية هدفها الحرص على سمعة الموقع .

فمن اجل تقديم يد العون والمساعدة والمشورة لشريحتنا بالشكل المطلوب هناك أمور نود الاشارة إليها بقصد التنبه لها لا أكثر وليس بقصد التدخل في شأن وعمل وادارة تلك المواقع ، منها :

* يتطلب ابراز بعض المواضيع خصوصاً ان كانت هناك ضرورة تستوجب ذلك ومنحها الوقت الاطول والكافي كي يطلع على فحواها أكبر عدد من القراء والمتابعين للشأن الفيلي .
* دعم المواضيع بصور ان امكن لتقوية تأثيرها وشد القراء إليها .
* الحرص على تحديث أبواب الموقع وخصوصاً الصفحة الأولى أي الواجهة الرئيسة للموقع بكل ما هو جديد بشكل مستمر لا ان تترك بعض المواد لأكثر من سنة من دون ان يسجل العداد لها أي زيادة بعدد القراء او الزوار ، لكون التحديث يدل على الاهتمام الحقيقي من قبل الادارة بالموقع وكذلك الاهتمام الجدي والنزيه والمخلص بالقضية الفيلية ، حتى ان لم تكن هناك مواد مرسلة من قبل الكتاب الى هيئة تحرير الموقع ، يمكن لهم البحث عما هو جديد في المواقع الأخرى والاستفادة منها بإعادة نشرها ليتسنى للمتابعين ولزوار المواقع للإطلاع عليها وكذلك ستساهم باستقطاب عدد أكثر من الزوار.
* الابتعاد عن جعل الموقع منبراً دعائياً لصاحبه واحتكار مساحة كبيرة لأمد مطلق ليس قابلاً للاستعمال لموضوع آخر او دراسة او تحقيق ذي فائدة ايضاً ، ربما يكون الفيلي بحاجة ان يطلع عليه او على ما هو جديد ومفيد .
* يعد خطأ وتقصيراً من يجعل الموقع مقتصراً على عدد من الكتاب ، لربما يظن بعض المتابعين ان لهم صلة ما بالموقع او هي مغلقة لهم وفي كل الأحوال هي غير قابلة او مستعدة لتقبل نتاجات من قبل كتاب آخرين ، ربما يكون تناولهم للمواضيع أكثر جرأةً او مصداقية او حتى احسن اسلوباً وتناولاً ، هذا الرأي ليس من باب الاعتراض او الاملاء على هيئة تحرير المواقع ، نخشى ونحرص على ألا يفسر هذا الرأي سلباً ، طالما هناك قضية مازالت معلقة اسمها القضية الفيلية ومن الواجب ان نتحمل مسؤوليتها جميعنا ، كي يمكن لنا ان نصنع غداً مشرقاً .
* الابتعاد عن الميل او التحيز لكتاب دون كتاب آخرين طالما المواضيع التي تهدف تحقيق مصالح الكورد الفيليين ، الأفضل اعتماد المواضيع ونوعيتها خير من الكتاب وميولهم او ارتباطاتهم او النظر الى مصادر تمويلهم ، فهذا هو منتهى العقلانية والدراية وسمو اخلاقي ووجداني ، ان كان الهدف حقاً خدمة القضية الفيلية والفيليين ومساعدتهم لنيل حقوقهم واسترجاعهم ممتلكاتهم المسلوبة .

الانترنت اليوم يعد المنفذ الوحيد للكورد الفيليين لطرح آرائهم وافكارهم وهمومهم ومشكلاتهم لمن يعيش داخل الوطن او خارجه في ايران او في دول اوربا كالسويد وألمانية والدنمارك والنرويج وفرنسا وبريطانيا والنمسا وايطاليا واليونان واستراليا وكذلك بعض الدول العربية وغيرها ، طالما غيرها من وسائل الإعلام مقيدة الى حد ما بآلية ضمن قناة واحدة لها شروطها وقياساتها ... لذا فلنجعل من مواقعنا الفيلية منازل تستقبل الفيليين جميعهم من دون النظر الى ارتباطاتهم السياسية لنكون كعائلة فيلية واحدة .. وهذا هو أملنا وطموحنا ، نحرص على الا يبقى مجرد حلم يراودنا ويراود الكثير من الفيليين ليس الا .

صادق المولائي

المصدر: شفق، 10/2/2010