دور الكورد الفيليين في الحركة الرياضية العراقية

عقد البيت الكوردي بالتعاون مع مؤسسة شفق يوم السبت بتاريخ 2 ديسمبر 2009 ندوة تحت عنوان ( دور الكورد الفيليين في الحركة الرياضية العراقية ) يأتي ذلك ضمن انشطة دأب عليها البيت الكوردي ومؤسسة شفق في احياء دور الكورد الفيليين سابقاً و حاضراً في كل الميادين والانشطة التي تؤكد موقفهم الوطني وانتماءهم للعراق وشعبه،وقد غصت القاعة التي اقيمت فيها الندوة بالحضور الغفير الذي كان متفاعلاً مع اغلب المحاور التي تناولتها الندوة، وقد سلط ضيف الندوة السيد عبد الصمد أسد الضوء على الدور الكبير الذي لعبه ابناء الكورد الفيليون في رفد الحركة الرياضية العراقية بلاعبين رفعوا أسم العراق عالياً في اغلب الميادين المحلية والدولية رغم التهميش والتهجير ومختلف أساليب التعسف والظلم الذي لاقوه من الانظمة الشمولية والشوفينية .

وقد رحب السيد أسد بالحاضرين قائلاً: ( كان من السهل علي ان يطلب مني ان ادرب فريقاً لكرة القدم او اؤسس نادياً من ان اكون امام هذا الجمع من الرياضيين والاساتذة الرواد الذين أثروا وأغنوا الحركة الرياضية في العراق وأشعر بأني لاول مرة العب في قاعة وليس في ساحة كرة قدم ).

ولفت عبد الصمد أسد انظار الحاضرين الى مسألة مهمة في قضية الفيليين قائلاً : ( عندما نتحدث عن قضية الكورد الفيليين ودورهم في الحركة الرياضية العراقية لايعني ذلك تجزئتهم عن باقي المكونات العراقية، بل ان دورهم لم يقتصر على المجال الرياضي بل تعداه الى كافة مجالات الحياة، الاقتصادية السياسية الثقافية والاجتماعية والدينية، وقدموا خدمات جليلة لوطنهم العراق ولشعبه.

واضاف السيد أسد قائلاً : لابد لنا ونحن امام هذا الجمع الكريم ان نحيي ذكرى الأوائل من الرواد الذين قدموا الكثير للرياضة في العراق وهذا بعض من وفاء يجدر بنا ان نقدمه لهم .

وقد أشار عبد الصمد أسد الى الدور التاريخي للمكون الفيلي وأكد على أنتمائهم للأمة الكوردية قائلاً: (نحن الفيليون مكون كوردي مهم وأصيل ونمثل جزءاً من الأمة الكوردية، عشنا مع شعوب وأمم المنطقة وامتدت جذورنا في مساحة واسعة في هذه المنطقة فأغنيناها تراثاً وثقافة وعلماً، وتداخلت عاداتنا وتقاليدنا مع باقي الشعوب فأنتجت تاريخاً مشرقاً ومشرفاً في الكثير من محطات مسيرة الحضارات الانسانية ونحن ايضاً كأمة كوردية حالنا كحال الأمة العربية والأمم الأخرى تتنوع فروعنا وعشائرنا ولهجاتنا وعقائدنا ومناهجنا وتتوزع على المساحة الدينية والثقافية المختلفة ، وطننا العراق يعد نموذجاً مميزاً للمنطقة بغناه وتعايش مكوناته مع بعضها البعض ،لولا السياسات والممارسات في شق الصف وتغييب الوعي ومصادرة حق ابداء الرأي.

وفي الموضوع مورد البحث والذي تناولته الندوة يقسّم عبد الصمد أسد تاريخ الدور الفيلي في الرياضة العراقية الى مرحلتين حيث يقول : ( يمكن تقسيم تاريخ دور الكورد الفيليين في الحركة الرياضية العراقية الى مرحلتين ، الاولى بدأت اواسط الخمسينيات بتأسيس نادي الفيليية عام 1957 الى عام 1973 والذي اغلقته السلطة في بغداد ضمن الجمعيات والاندية الأهلية الاخرى التي كانت تمثل شرائح مختلفة من المجتمع العراقي ، والمرحلة الثانية بدأت بعد غلق نادي الفيلية عام 1973 وتشتت رياضيوه بين فرق وأندية مؤسسات الدولة مما ادى الى حرمان اجيال عديدة من الكورد الفيليين من حق التمتع بمنشأة رياضية وأجتماعية لممارسة النشاط الرياضي والاجتماعي لتوسيع القاعدة الرياضية من المواهب التي ستكون جهودها مسخرة قطعاً لخدمة الرياضة العراقية.

وقد رأى السيد عبد الصمد أسد ان من الضرورة ان يذكر اهم الفرق الرياضية الفيلية والتي كان لها دور مهم في ارساء قواعد الرياضة الفيلية فيقول استناداً الى مقال الاستاذ ( بدري علي شمة والذي نشر في جريدة نداء الكورد عام 2001 تحت عنوان ذاكرة الزمن والذي جاء فيه : ( في عام 1956 راودتني فكرة تأسيس فريق رياضي يضم صبيان وشباب عكد الاكراد في شارع الكفاح بتشجيع من السادة محمد عبد الحسين وكامل كرم وبعض شباب المنطقة واسميناه بنادي بورسعيد الاهلي وسمي بهذا الاسم تزامناً مع العدوان الثلاثي على مصر وتضامناً مع صمود مدينة بور سعيد بوجه العدوان الثلاثي وقد تألف الفريق من اللاعبين ( مظفر علي خليل شوكت صادق اسكندر والاخوة صاحب ومحمد مشهدي محمود أسد جبار محمود خليل ابراهيم شمة سامي كريم ( بطل الطفر العالي ) والمدرب الحالي في دول الخليج جلال عبد الرحمن ( وقد كان من الحاضرين في الندوة ) عصام مهدي سليمان محمود قيس مصطفى القيسي عباس منجل كاظم مجيد ـ عباس الأسود )

وبعد هذا العرض الذي قدمه الرياضي والنجم السابق عبد الصمد أسد اثنى الحضور على ماقدمه من جهد في استعراض تاريخي للحركة الرياضية الفيلية ودورها في الرياضة العراقية في الماضي والحاضر ، من جانبه تقدم أسد بالشكر الجزيل الى البيت الكوردي ومؤسسة شفق على اقامة هذه الندوات ووجه الدعوة الى المؤسسات الثقافية الفيلية لتوثيق تاريخ الحركة الرياضية الفيلية وماقدمته من انجازات على الميادين المحلية والعالمية.

وفي ختام الندوة وجه عدد من الحضور اسئلة ومداخلات ومقترحات اغنت موضوع الندوة وقدمت اضافات مهمة، منها الدعوة لاحياء المؤسسات الفيلية التي تعاني من الاهمال والنسيان و التوجه نحو استذكار الرواد وتعريف النشىء الجديد بما قدموه للرياضة ولمجتمعهم من انجازات وخدمات جليلة.

المصدر: مؤسسة شفق، 18/1/2010