الرياضي الفيلي الأسطورة جلال عبد الرحمن


جلا عبد الرحمن

أجرى الحوار : صادق المولائي

نجوم كرة القدم العراقية يحظون بلا أدنى شك بالحفاوة والتقدير والاحترام لدى متتبعي كرة القدم وغيرهم . ذاكرة الكثير من العراقيين تحتفظ بأبرز المباريات وكذلك بأشهر الأهداف والمواقف لكل لاعب منهم ان كان على صعيد مباريات الأندية العراقية او تلك المباريات والدورات التي أجريت على الصعيد العربي او الاقليمي وكذلك الدولي .

تألق في منتصف سبعينيات القرن الماضي الرياضي جلال عبد الرحمن المولود في مدينة بغداد منطقة (باب الشيخ) عام 1946 ، نال نجمنا الرياضي العراقي الذي ينحدر من أصول فيلية ثقة واعجاب محبي وعشاق كرة القدم وغيرهم لامتلاكه المهارات الفنية العالية وكذلك اللياقة البدنية الجيدة فضلا عن سمو أخلاقه وطيبة قلبه وبشاشة وجهه ، تعرض كغيره من الكورد الفيليين الى الكثير من المضايقات من قبل النظام المباد إلا انه تمكن من احتوائها وافشالها بفضل ثقله الرياضي والاجتماعي فضلاً عن ارتباطه بعلاقات كثيرة في جميع مرافق الدولة لاحترامهم له كنجم رياضي عراقي ، مما ساعدته كثيراً في درء المخاطر التي كانت تواجهه بين فترة وأخرى .

ومن أبرزها وبعد عودته من تصفيات مونتريال التي أقيمت في طهران عام ( 1976 ) التي كان فيها حارساً لمرمى الفريق العراقي تم توقيفه في مديرية الأمن العامة بعد ان وصله كتاب استدعاء منها ، فأودع السجن فور وصوله مدة من الزمن بعد ان اتهم بتهجمه على النظام بينما كان في طهران ضمن تشكيلة المنتخب العراقي ، الا ان شهادة اللاعبين (علي كاظم وحازم جسام ) هي التي انقذته بعد اعطاء افادتهما بتكذيب ما ورد بحقه من قبل احد الوشاة المرافقين للوفد الرياضي . وعاد بعدها الى تكملة دراسته في كلية التربية الرياضية .

كانت لمجلة الفيلي فرصة اللقاء به ومحاورته حول مشواره الرياضي وعن بداياته الأولى متى كانت ؟ وأسئلة أخرى فضلاً عن دور الكورد الفيليين في الحركة الرياضية العراقية :


فأجاب عن مشواره الرياضي وبداياته الأولى : كانت في منتصف الستينيات من القرن الماضي في الفرق الشعبية المنتشرة آنذاك في منطقة باب الشيخ ، وكان فريق الطليعة الذي كان السيد بدري علي شمة رئيساً له هو اول فريق لعب ضمن تشكيلته كحارس مرمى ، والذي كان يضم نخبة من ابرز اللاعبين العراقيين منهم اسماعيل محمد وعبد الصمد أسد وقيس مصطفى ومحمد مشهدي وغيرهم ، وانتقل بعدها للعب ضمن فريق انتصار الجزائر الذي كان رئيسه عبد علي والذي كان والده مختاراً لمنطقة القشل ، وكان من اللاعبين الذين لعبوا ضمن ذلك الفريق هم كل من موسى عبدالله وطارق عزيز ورسول مجيد وسعد جابر.

وانتقل بعدها للعب في نادي السكك الرياضي ، واشتغل بعدها موظفاً في مديرية سكك الحديد عام 1965 ، استمر لاعباً ضمن نادي السكك حتى بعد تغير اسمها الى نادي الزوراء الرياضي الذي كان مدربه آنذاك المدرب جرجيس ألياس وجاء من بعده المدرب لطيف عبد القادر ومن ثم انور جسام .

واما عن مشاركاته في مباريات خارج العراق: كان أولها في دورة مدرسية أقيمت في الكويت مَثـّل فيها العراق كحارس مرمى ، وعلى اثرها وجهت له دعوة من الجانب الكويتي للانضمام لفريقها فرفض العرض لاعتزازه بفريقه وبوطنه العراق ، علم بعدها ان الدعوة وجهت الى الرياضي احمد الطرابلسي الذي قبل بها ، واضاف قائلا : انه لم يلعب طوال مشواره الرياضي لغير الفرق العراقية ، وذكر ايضاً انه وجهت له دعوة في سنة 1970 من قبل ألمانية الشرقية إلا انه رفضها ايضاً .

وقد شارك ضمن تشكيلة الفريق العراقي للمرة الأولى في تصفيات كأس العالم سنة 1972 في استراليا كحارس مرمى للمنتخب العراقي.

اما عن دوره كمدرب فقد عمل بعد اعتزاله مدرباً لأول مرة مع المدرب المرحوم عمو بابا ورافق الفريق العراقي الى ماليزيا في بطولة مرديكا سنة 1982 وكذلك في كأس الخليج وغيرها .

وبخصوص طموحاته ان كانت تحققت ام لا اجابنا قال

نعم تمكنت من تحقيق اغلبها فقد مثلت العراق للسنوات 1968 و1969 ضمن منتخب الشباب وحققنا الفوز في حينه ، وكذلك في مناسبات عديدة أخرى ، واتيحت لي فرص جيدة من خلال العروض التي قدمت لي الا أنني رفضتها جميعا .

وعن حالة الملاعب والرياضة والرياضيين ان كان هناك تحسن وتقدم عن السنوات السابقة .

اجاب : لا اجد هناك تغييراً او تحسناً قد طرأ على الملاعب العراقية او اهتماماً ملحوظاً بالرياضيين ،فالحال كما هو وربما اليوم هو أصعب ، الا الذين حصلوا على صفقات عمل مع أندية أخرى خارج العراق ودخلوا عالم الاحتراف .

ومن ناحية مشواره الرياضي فيما اذ انتهى ام مازالت لديه طموحات أخرى.

قال نعم انتهى مشواري الرياضي كلاعب ولكن لم ينته كانسان فلازلت أحب الرياضة واحرص على ممارستها بشكل منتظم فحياتي لا تعني شيئاً بلا رياضة .

واما عن حديث الكورد الفيليين بأنهم مازالوا مهمشين ومغيبين .

فتحدث عن الموضوع قائلا : مازالت القضية الفيلية معلقة وحقوقهم لم ترد ، الكثير منهم مازالوا في إيران لم تسنح لهم الظروف للعودة الى الوطن ، كما ان الظروف المعيشية صعبة للكثير منهم ، فهم بحاجة لوقفة حقيقية ملموسة تبعث الطمأنينة في قلوبهم لرفع تلك الأفكار التي تثير لديهم القلق على الدوام .

وبخصوص غياب الكورد الفيليين عن المشهد الرياضي في السنوات الأخيرة .

اجاب ان للكورد الفيليين حضوراً في المجال الرياضي كما لهم دور ايجابي ومشاركات كثيرة ومتعددة ، إلا ان غيابهم كما يبدو للبعض هو ان الكثير منهم مازلوا يخفون هويتهم الحقيقة او يحملون ألقاباً واسماءً لعشائر أخرى نتيجة الظلم الذي لحق بهم من قبل النظام المباد .

وختم حديثه بمدى رغبته لعودة الفيليين جميعهم لأرض الوطن مجتمعين معاً متحابين متعاونين بعضهم يشارك البعض في الأحزان والأفراح كما كان هو دأبهم سابقاً.

المصدر: مؤسسة شفق، 6/1/2010