الشبك ... هذه القومية المضطهدة

الشبك اقلية عرقية قديمة بقدم العراق وحضارته العريقة .. لم يكونوا يوما غير شبك لهم خصوصيتهم التي تميزهم عن غيرهم .. اعترف بهم الملك كأقلية ليس لها علاقة باحد قائمة بحد ذاتها وليست جزءا من كرد او عرب او تركمان او غيرهم .. ولكن الاكراد راحوا يروجون بان الشبك جزء من الشعب الكردي للاستيلاء على مناطقهم ومقعدهم اليتيم .. حتى انهم جمعوا 15 الف توقيع من اجل ذلك وعملوا جهدهم لالغاء اسم الشبك من الدستور وقد كان لهم ما ارادوا وترك الشبك يواجهون انواعا من الاضطهاد الكردي بدأ من الاستيلاء على مقعدهم بأن جلبوا احد الاكراد وقالوا هذا يمثل الشبك الى الاستيلاء على مناطقهم وتكريدها قسرا الى الاعتقالات التي طالت الكثير من الناشطين في حقوق الشبك من قبل الاسايش بسبب رفضهم للسياسات الكردية في مناطقهم وتكريدها عنوة.

لم يكن للشبك يوما تاريخ مشترك مع الاكراد وليس بينهم وبين اولئك علاقة تراثية او مذهبية وهم رافضين ان يكونوا جزء من الاكراد ويريدون البقاء قومية واقلية عرقية معترف بها ومستقلة عنهم خصوصا بعد ان زج الاكراد باحد الاشخاص ليمثل الشبك ولتجيير مقعد الشبك لصالحهم .. والشبك الان متخوفين من تكرار العملية ثانية في الانتخابات المقبلة ومصادرة مقعدهم من قبل الاكراد وحرمانهم من حقهم الطبيعي في تمثيل قوميتهم العرقية المميزة

يعتقد الكثير من الشبك المكتوين بنار التكريد ومصادرة حقهم التمثيلي بأن الائتلاف لم ينصفهم وعجز عن دعمهم بل وساوم عليهم ضمن صفقات ترضية مع الاكراد وهذا ما اثر في نفوسهم وتركهم يشعرون انهم وحيدون في مواجهة خطر التكريد والاجبار على السكوت على الممارسات الظالمة والاعتقالات التي تطال ناشطيهم علاوة على التفجيرات التي تطال مناطقهم المسالمة..

الحياة لن تستقيم مع الظلم ولن ينجح مغتصب في اجبار قوم مغتصبة حقوقهم على القبول به والخنوع اليه .. ودولة العدل لن تستقيم الا بالعدل واعطاء كل ذي حق حقه لان العدل اساس الملك .. فهل ستنصف هذه القومية العرقية العراقية الاصيلة وتاخذ حقها كاملا غير منقوص في ذكرها بالدستور والعيش بسلام في مناطقها التي عاشت عليها الاف السنين وهل سنراها وقد مثلها احد الشبكيين في مجالس المحافظات وليس الادعياء الذين يريدون مصادرة حقهم . وهل سيكف الاكراد عن تكريدهم بالقوة والقسر والارهاب ويتركونهم لمناطقهم ولغتهم وتاريخهم ومعتقداتهم وعاداتهم ومذهبهم الذي يختلف كليا عن عنهم .. وهل سياتي يوم يعيش فيه كل العراقيين كمواطنين لوطن واحد عظيم اسمه العراق دون اللجوء الى اضطهاد بعضهم بعضا او قسرهم على شي هم لايريدونه ولايحبونه . متى يعيش الجميع في دولة واحدة تجمعهم اسمها العراق مهما اختلفت قومياتهم وعرقياتهم ومذاهبهم ومشاربهم .. اتمنى ذلك

د. ناهدة التميمي

المصدر: موقع الاخبار، 25/11/2009