الأستاذ " مجيد أبراهيم رضا الأركوازي " في الذاكرة

أنه علم من أعلام خانقين ،كان تعلقه بمبادئه ووفائه لقوميته وارضه منقطع النظير ، ولد وترعرع على شواطىء الوند ، قضى طفولته وشبابه باحثا عن اي طريق يخدم فيه كوردستان الحبيبه، فسلك طريق المجد ولم ينتكس يوما ،كان مفعما بألأمل والحيوية والنثاط ، لم ينقطع عن العطاء حتى آخر يوم في حياته ،أنه الأستاذ الفاضل والمربي الجليل والمكافح المتفاني " مجيد أبراهيم رضا ألأركوازي " ولد المرحوم عام 1943 في قرية كهريز العليا من عائلة متواضعة تأصلت فيها المبادىء والأخلاق المثلى والفضيلة وحب الناس طريقا ونهجا ، أنهى دراسته الأبتدائيه في مدرسة الوند الأبتدائية ودراسته المتوسطة والأعدادية في ثانوية خانقين للبنين ، كان المرحوم يجمع في تكوين شخصيته كل الخصال الحميدة، بنطبق عليه قول الشاعر : مضى وهومحمود الخصال مخلفا له عندنا آثارأخلاقه العز مضى وله في كل قلب مكانة مرموقة نديم له ذكراه بالحمد والشكر كان المرحوم بحق مثالا لأنسان يحمل في ضميره الحي حسا وطنيا قوميا مفعما بالثورية منذ نعومة أظفاره، نال حب الناس والمجتمع واصدقائة وذويه ، كان بحق قدوة حسنة ومثالا يحتذى به .دخل كلية الآداب في جامعة بغداد قسم التاريخ وتخرج منها عام 1964 وعين مدرسا في ثانوية خانقين للبنين عام1965،كان له طموح ان يكمل دراسته العليا فسافر الى القاهرة ولكن الظروف وقفت أمامه عائقا، وأنا احد طلابه في الصف الثاني المتوسط في ثانوية خانقين عرفته مدرسا فاضلا واستاذا ناجحا وشخصية قيادية في مجل التربية والتعليم وكان يشغل حيزا كبيرا في العلاقات الأجتماعية لقوة شخصيته ، أما مبادئه فكان يطرزه حب كوردستان الذي كان قد كرس كل حياته في سبيله ،أما حبه لمدينته وقريته وقوميته فكانت تغزو ملامحه ومحياه ،كان ذلك جليا وواضحا في كل كلمة ينطقها بل في كل نظرة يلقيها وفي كل خطوة يخطوها ، كسب حب طلبته لأهتمامه بمادته العلميه التي أبدع في تدريسها وكان دائما يرشدنا ويقدم لنا النصائح التربوية والأرشادية الممزوجة بحب القومية الكوردية وحب كوردستان ،كان يشجعنا على الأهتمام بالدراسة وكذلك غرس فينا حب الأرض وقدسية الوطن بدوره كأستاذ وكأخ اكبر . ابعد المرحوم وظيفيا الى قضاء زاخو في محافظة دهوك ثم الى السليمانية لكونه كورديا أصيلا. كان له دور اساسي في تشكيل اتحاد طلبة كوردستان في خانقين ،ثم ألتحق بصفوف طلائع الثورة الكورديه الفتيه عام 1974 بعد ان قامت السلطة العفلقيه بمطاردة الكورد الثوريين، كان له الدور البارز في تأسيس أتحاد معلمي كوردستان فرع خانقين ، بعد الأنتفاضة الشعبية الكبرى .أنتخب عضوا في مكتب سكرتارية معلمي كوردستان عام 1992 .أسس مع اخوة له من المناضلين (مركزكرمه سير الثقافي في كوردستان) ، هذا المركز الذي أصبح منارة ثقافية ثورية عظيمه في كوردستان حيث كان المركز مهتما ولايزال يقدم كل ما يخدم مدينة الوفاء " خانقين ". رغم بعده عن مدينة خانقين الأ انه ظل متعلقا بها تعلق الفلاح بالأرض وتعلق القمر بالليل وتعلق الشمس بالنهار ،عمل رئيسا لتحرير مجلة (كه رمه سير) التي كانت تظاهرة ثورية قومية تقدميه .كتب سلسلة من المقالات عن مدينة خانقين تحت عنوان " خانقين ماض مجيد وحاضر وخيم " المدينة التي ترعرع وكبر فيها وعاش معظم ذكرياته فيها ،المدينة التي كانت تحيا في ضميره دوما . كان للمرحوم بالأضافة الى المقالات قصائد في مختلف المناسبات الثقافية والدينية والسياسية . في عام 1992 عين بمنصب المدير العام للتعليم الثانوي في وزارة التربيه في اقليم كوردستان ثم عين وكيلا لوزراة التربيه في كوردستان عام 1995 .ثم عين مستشارا للشؤون الدينيه للمناضل " مام جلال" الأمين العام للأتحاد الوطني الكوردستاني . ترك بصماته في كل المراكز والمناصب التي تقلدها وابلى فيها بلاء حسنا . شارك المرحوم في العديد من النشاطات الثقافية والدينية والاجتماعية والسياسية في الأقليم وخارج الأقليم ، كان دائما رسول سلام ومحبه ولعب دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين الطوائف في كوردستان بتأثير شخصيته المتميزة ووقاره وثقافته التي كان تفوق كل شيء .كان له دورا رياديا في تأسيس مديرية تربية خانقين مع زملائه الآخرين بعد عمليات تحرير العراق وسقوط النظام الفاشي . كان الأستاذ الفاضل مجيد أبراهيم رضا مثالا للخلق الحسن ويحمل في نفسه كل المعاني الأنسانيه ، كان حي الضمير أبي النفس واسع الخيال كوردستاني المبدأ خانقيني الطبع ،كان أنسانا مكافحا مجدا مناضلا صلبا لم ولن يغريه مغريات الدنيا ولم يخشى كيد المفسدين فتمسكه بالمبادىء الراسخه لم يكن وليد يوم اوأمس بل تأصل فيه وفي عائلته واهله النجباء ، كان مبدأه في الحياة تتلخص في البيت التالي : عش عزيزا أو مت وأنت كريم بين طعن القنا وخفق البنود فليست هي مغالات في حقه لو قلت انه لم يضجر منه انسان في حياته قط . كان انسانا مثقفا واسع التفكير ،حيث دعي الى مؤتمرات سياسيه وثقافية ودينية في كوردستان وخارج كوردستان وكان في كل ذلك له دور مشهود وكانت كلماته في الدفاع عن الشعب الكوردي ومعاناته ومشروعية حقوقه تصدح بل أحدثت ثورة تسمع صداها وتخلق شعورا وطنيا وحسا قوميا جلبت انظار الكثيرين الى القضية الكوردية العادلة وهنا استذكر قول الشاعر في حقوق هذا الشعب المسالم الأمن : قتل أمرىء في غابة جريمة لاتغتـفر وحق شعب آمن مسألة فيها نظر كان المرحوم يتحلى بالصبر والصبرهو سيد الأخلاق الفاضلة وأولها، قال الله سبحانه وتعالى:بسم الله الرحمن الرحيم "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ ْالمُهْتَدُونَ". كان المرحوم فاضلا في حياته ،فكان لايطلق لسانه الأ في الخير ولايعرف للكذب سيرة ولامكانا للغيبة في قلبه فكان ذا روح سمحه لايطعن ولايجرح أحدا ولا يقول هجراً، ولا يأمر نكراً، ولا يهجو أحداً، ولا يتخذ في الكلام ملتحداً، ولا يخوض في أباطيل الكلام، كان يقول الحق وإن كان على نفسه، فكان لا ينظر إلى أحد نظر خيانة، كان يحفظ قلبه عن كل رذيلة مردية، وصفة مهلكة، فلا ينوي الشر، ولا يرتاب في الحق، ولا يحسد، ولا يحقد، ولا يخفي البغضاء، ويبذر فيه الخير والمعروف، والإحسان والإخلاص، والحب والوداد، والصلاح والرشاد، والشجاعة والجود، والإنسانية، والشهامة والبسالة. أنتقل الأستاذ مجيد أبراهيم رضا الى جوار ربه في 20 شباط عام 2004 وكان مثواه الأخير في مقام ( خدر زنده ) حاملا معه أحلامه في ان يجد خانقين عائدة الى احضان كوردستان الأم . فرحم الله استاذنا الفاضل ولنجعل من ذكراه همة للبناء وطريقا لخدمة كوردستاننا الحبيبه ..........

ألأعلامي - ولي شريف حسين الوندي
walisherifhussein@yahoo،.com

المصدر: صوت العراق، 16/11/2009