" الأتحاد التقدمي الفيلي" تشكيل سياسي جديد

في لقاء حاشد لجماهير الفيليين وصل عديدها الى عشرات الآلاف، والذي جرى بالقرب من موقع مركز شرطة باب الشيخ، الموقع الذي تم احراقه سابقا من قبل الفيلية الوطنيين في مقارعة الدسائس والمؤامرات التي حاكتها قوى الظلام ضد الزعيم الشعبي عبد الكريم قاسم وخاصة فيما يتعلق بانقلاب شباط الأسود عام 1963. في هذا الحشد الهائل ونيابة عن كافة التنظيمات الفيلية القائمة، القى الدكتور "عبد" الفيلية (خادم الفيلية) كلمة موجزة عن اهداف التشكيل السياسي الجديد "الأتحاد التقدمي الفيلي" معللا ذلك الى فشل ما تم تشكيله من تنظيمات بسبب تشتتها واللهاث وراء المنافع والأغراءات الشخصية، وبسبب ولاءاتها المثيرة للجدل والبعيدة عن الولاء الرئيسي (القضية الفيلية – استرداد الحقوق المدنية). الى ذلك استطرد عبد الفيلية قائلا:

" ايها الأخوات وأيها الأخوان ... يسعدني جدا درجة الوعي السياسي والوطني الذي انتم عليه اليوم. فاليوم هو يوم تاريخي ومفصل هام في مساركم النضالي من اجل حياة كريمة آمنة تتوازن فيها كفتا الحقوق والواجبات ... انكم ايها الأخوان امسيتم ضحية عهدين، عهد الديكتاتورية حيث المظالم والمقابر الجماعية والتسفيرات والاعدامات والحروب، وضحية العهد الجديد عهد الديمقراطية والحريات حيث تم تهميشكم اجتماعيا وسياسيا من قبل بعض الأطراف المشاركة في العملية السياسية ليبقى الكثير من استحقاقاتكم المدنية حبيسة الأدراج والمكاتب الحكومية. اننا وفي هذا اليوم التاريخي نؤكد على ولاءكم لقضيتكم المركزية والذي سيكون منطلقا لنشاطاتكم المستقبلية ومحورا لتحالفاتكم وائتلافاتكم القادمة. أنكم لستم بحاجة الى جلد الذات وتقديم دليل ولاءكم المذهبي أو القومي. أن دليل ولاءكم المذهبي متجسد في تلك الحملات اللاإنسانية عندما تم تسفير اهلكم وعوائلكم واحبائكم الى خارج الوطن باعتباركم شيعة من أهل البيت، وفي ولاءكم القومي المتجسد في الكم الهائل من تضحياتكم واحتضانكم لعقود عديدة وبنكران ذات قادة الحركة الوطنية الكوردية والعربية سواء بسواء. لقد ابليتم بلاء حسنا في كفاحكم من أجل قيام نظام ديمقراطي حر في ظل شعار " الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكوردستان ".

فعليه لستم أنتم في وارد تقديم ما يدل أو يعزز ولاءكم المذهبي او القومي. بل على الأطراف الأخرى حثكم ودعمكم في اختيار الطريق الحر لبلوغ اهدافكم المتعلقه بحقوقكم المدنية دون ضغوط او إغراءات أو اجندات. فالمظالم التي تعرضتم لها هي اكثر من مضاعفة، وحدود المعاناة التي واجهتموها قد جاوزت المذهب والقومية.

وإذا بابنتي، وهي تولول مستشاطة غضبا من هول مشاهد اجساد الضحايا الأبرياء المفحمة والدمار الذي لحق بمباني وزارة العدل ومحافظة بغداد جراء الأعمال الإرهابية الجبانة في يوم الأحد الأسود .. قائلة:" بابا .. بابا استيقظ من غفوتك وشاهد ما أراه ... ياللهول ....

ياه ... حتى القتلة واللاهثون وراء المغانم لا يرحموننا ولو بحلم متواضع ...

الدكتور خليل شمه
اكاديمي ودبلوماسي
KHALIL.SHAMMA@YAHOO.COM

المصدر: صوت العراق، 5/11/2009