عبد اللطيف يستغرب عدم تسمية الحكومة للدول المتورطة

بغداد ـ رفل عبد الجبار

العاني: إيران لا تسمح بتسمية الضالعين في العنف

انتقد برلمانيون بشدة صمت الحكومة عن تسمية الجهات الإقليمية الضالعة بتغدية العنف في العراق بشكل صريح، وعزا بعضهم هذا الصمت الى ارتباط بعض احزاب السلطة بدولة مثل إيران، بينما رد مسؤول مقرب من رئيس الوزراء بان بغداد تفضل حلا هادئا بعيدا عن الاثارات، وأن الإفصاح عن المعلومات في هذا الإطار، سيظل ورقة مؤجلة.
وتردد الحكومة على الدوام، أن العنف في العراق يجري دعمه من قبل جهات خارجية، وتتفق معها في ذلك القوى المشاركة في العملية السياسية، الا ان هؤلاء يختلفون بشدة حول تحديد تلك الدول. ويتهم نواب عن الائتلاف الحاكم، السعودية بالتورط، بينما ترى جبهة التوافق ان ايران هي المتورطة، وتكتفي الحكومة بالتلميح الى تدخل دول لم تحددها يوما.
النائب وائل عبد اللطيف قال إن الأمر يتعلق بمشكلة قديمة، فمنذ سنوات "نلقي اللوم على الحكومة لانها لا تقول للاعور انك اعور.. بل تقول له انت كريم العين.. هذه الدماء التي تسيل يفترض ان تثير رد فعل قوي من الحكومة تجاه اي دولة لها يد في العنف".
وفي تصريح لـ "الصباح الجديد" يضيف القاضي السابق "اذا كانت الحكومة تمتلك دليلا على تورط طرف حتى لو كان هذا الطرف هو أميركا، فعليها ان تقول للسفير الاميركي اخرج من البلاد".
ويرى عبد اللطيف ان موقف الحكومة ضعيف ومتردد في تحديد العدو "وحتى لو عرفت العدو فإنها لا تتخذ اجراءات ضده كما في باقي دول العالم.. لا يعقل ان اربع سيارات تقتل الابرياء ويمر ذلك دون ان تشير الحكومة باصابع الاتهام للدول المسؤولة ايا كانت".
وحول اختلاف الأحزاب بشأن دور الرياض وطهران، تابع عبد اللطيف "ان كانت السعودية وايران او اي طرف، فعلى الحكومة ان تطرد السفير وان تقول لتلك الدولة بصراحة لسنا بحاجة الى علاقات معكم".
ويتساءل النائب "لا افهم كيف يعمل جهاز الاستخبارات، ولا كيف يعمل مجلس الامن القومي، ولماذا لا توجد مركزية لوحدة المعلومات وما هو دور القائد العام للقوات المسلحة؟".
واشتكى النائب من اتهام الأصوات المنتقدة بأنها تمارس "التسقيط السياسي" لكنه تساءل "لماذا لا نسعى الى تسقيط من يعجز عن اداء واجباته ولا يعرف كيف يدير اجهزة الدولة، من حقنا ان نسعى لتسقيطه ايا كان".
رئيس كتلة التوافق في البرلمان ظافر العاني، رأى أن صمت الحكومة سببه أن المتورط هو إيران، وبغداد لا تقوى على إشهار تلك الحقيقة.
ويوضح العاني "الحكومة تجامل دولة معينة ولا تسميها. انها تعرف ولا تسمي. الحكومة تعثر على اسلحة مصنوعة في دولة معينة ولا تسميها. ما عسى ان يكون السبب سوى ارتباط بين الاحزاب السياسية في الحكومة، بدولة مثل إيران؟".
ويضيف "اي عاقل سيشير الى ايران وهذه المجاميع الخاصة والمتفجرات المصنوعة في ايران عام 2009. الان الاحزاب التي لديها علاقة بإيران، تحاول دفع التهم وإلصاقها بدول اخرى، والحكومة لحد الان لم تقدم دليلا واحدا على ان الدول العربية وراء اعمال العنف".
ويتساءل العاني "هل السعودية قادرة ان تضغط على الحكومة وتمنعها من اظهار نتائج التحقيقات؟ كلا، ايران فقط لديها هذه القدرة".
ويعرب العاني عن اعتقاده بأن الفترة الحالية تشهد ضغطا على المالكي للعودة الى الائتلاف الشيعي، مشيرا الى ان "اتهام السعودية هو ضغط لاعادة الائتلاف العراقي من جديد".
من جهته قال علي الموسوي رئيس المركز الوطني للإعلام التابع لرئاسة الوزراء، ان معالجة الملف الامني "لا تحتاج الى اطلاق التصريحات، العراقيون اذكياء وهم قادرون على تحديد الجهات المسؤولة قبل ان يحددها لهم السياسيون".
ويتابع الموسوي "الموضوع ليس فقط توجيه الاتهامات، فالحكومة تريد ان تخطو خطوات عملية لاقناع هذه الجهات او ردعها، انا اعرف ان الحكومة جادة وفاتحت كل الجهات وواجهتها بالادلة وكانت تبحث عن حل هادئ دون اللجوء الى الاثارات التي قد لا تؤدي الى نتائج".
ويقول الموسوي ان التصريح باسماء تلك الدول "سلاح بيد الحكومة قد تستخدمه يوما ان دعت الحاجة. المهم هي المعالجة وليس التصريح بالعدو".

المصدر: الصباح الجديد، 22/8/2009