بسم الله الرحمن الرحيم
صدام تعامل مع العراق (كمُلك له) وسياسيي العراق الجديد تعاملوا معه (كغنيمة مستباحة)

...................
من يستباح غنيمة يهرب باي تهديد..ومن يعتبرها ملك له يتشبث بها رغم التهديد حتى بباطله
...................

تكمن مشكلة العراق الجديد ... بان السياسيين يتعاملون معه كغنيمة مستباحة لهم ولعوائلهم....لذلك تميزت المرحلة السياسية بالعراق بعد سقوط صدام بالفساد المالي والاداري بشكل مخيف... وهدر للثروات واهمال شامل للقطاعات الاقتصادية والزراعية والصناعية والخدمية بشكل هائل... في وقت نرى هؤلاء السياسيين تزداد ثرواتهم المالية وقدراتهم الشرائية من صفقات الفساد المالي والاداري... بالتزامن مع كل اعلان للحكومات العراقية عن عقد صفقات مشبوه تجارية واقتصادية وما يسمى اعادة الاعمار مع سوريا ومصروالاردن وايران ولبنان وغيرها من الدول الاقليمية الغير متقدمة الداعمة للعنف بالعراق باعتراف هذه الحكومات...

والاخطر من كل ذلك ارتباط هؤلاء السياسيين الذين يبرز عليهم الجنسيات الاجنبية وعوائلهم تقيم خارج العراق ومتجنسة...واحزابهم بشكل مصيري وعضوي مع الدول الاقليمية... حتى اصبح جزء كبير من صراعاتهم الداخلية هي انعكاس للصراعات الاقليمية بالعراق... لذلك يتشبث هؤلاء السياسيين بمؤتمرات دول الجوار ومصر حول العراق..لعلمهم انهم عاجزين عن اتخاذ اي قرار كلا بارتباطه الا بموافقة الدولة التي يرتبطون بها اقليميا... علما ان اجتماعات الوصاية الاقليمية على العراق التي تجرى سنويا تمثل تشريع للتدخل الاقليمي في الشؤون الداخلية للعراق...

والاخطر ان هؤلاء السياسيين ذوي الجنسيات الاجنبية.. الذين يطلق عليهم (الاجانب ذوي الاصول العراقية).. لا يعترفون اصلا بوجود شعب اسمه الشعب العراقي .. وانسلخوا من واقعهم وتراثهم وتاريخهم.. فميعوا الولاءات والانتماء.. من خلال تمرير مواد خطيرة ومشبوه بالدستور كالمادة 18 التي عرفت العراقي من ام واب مجهول مثل ابناء ( مجهولي الهوية).. وليس من ابويين عراقيين او من اب عراقي الجنسية والاصل والولادة..

اما صدام والبعثيين فتعاملوا مع العراق (كمُلك وضيعة لهم) , يتحكمون به كيفما شاءوا .. وتعاملت عائلة ال المجيد وصدام مع العراق (كورث وطابو لهم).. وعلى العراقيين السمع والطاعة كالعبيد..

وتميزت مرحلة صدام كذلك بهدر ثروات العراق على شراء الاسلحة والمصانع العسكرية ضمن مخطط البعث لعسكرة المجتمع والدولة والنظام.. وكذلك في بناء المنتجعات والقصور والمؤسسات الامنية المرعبة.. وكذلك لاثراء ارصدة اركان النظام وازلامه...

مختصر القول ان الاموال العراقية كان يعلم العراقيين اين يحرقها النظام... ولكن اموال العراقيين في المرحلة الحالية لايعلم اين تذهب .. لاننا متاكدين بان المفسدين لديهم نسبة.. من عشرات المليارات الدولارات من صفقات الفساد.. ولكن السؤاول اين تذهب هذه العشرات المليارات ومن الدول التي وراءها...

وهنا ننبه بان صدام على باطله هو وازلامه كانوا هم وعوائلهم داخل العراق ولم يتجنسون بالجنسيات الاجنبية .. وكان ذلك سبب بقاءهم بالعراق رغم العمليات العسكرية الكبرى التي قامت بها امريكا لتحرير العراق من طغيان صدام..

في وقت على حق العراقيين بحكومة وطنية عراقية يقيمون هم وعوائلهم داخل العراق..وليس لهم اوطان بديلة.. وغير متجنسين بالجنسيات الاجنبية.. نراهم يحرمون من ذلك..

تقي جاسم صادق
15/8/2009