بسم الله الرحمن الرحيم
يرفضون الفيدرالية بدعوى (الخلافات بين الشيعة).. وفق ذلك العراق دولة فاشلة لصراع مكوناته

يطرح تساؤل :
هل العراق مستقرا بمكوناته (الشيعة والسنة والكورد)..حتى يدعون الشيعة..لمركزية بغداد

واليس..

جر الشيعة لازمات (السنة والكورد والتركمان) تعني(استنزاف للجهد الشيعي بعيد عن مصلحتهم)

فاذا كان الخلاف بين القوى السياسية الشيعية العراقية حجة لمن يرفض فيدرالية الوسط والجنوب.. بدعوى (ان هذا الخلاف سوف يكون عامل في صراع بين الشيعة.. اذا ما تاسست الفيدرالية).. حالهم من قال (ان الفلسطينيين غير مؤهلين لقيام كيان لهم يديرون به انفسهم .. لانه سوف يفجر صراع مسلح بين المكونات السياسية الفلسطينية بين حماس ومنظمة التحرير .. ليدعون بعد ذلك ابقاءهم تحت الحكم اسرائيل المباشر في تل ابيب)..؟؟؟

مع استثناء (بان اسرائيل لم تقم بمقابر جماعية تضم مئات الالاف من الفلسطينيين ولم تقم بحرق البيئة الفلسطينية كما فعلت القوى المركزية في بغداد بقتل مئات الالاف الشيعة بمقابر جماعية واتباع الارض المحروقة ضد بيئتهم بتجفيف الاهوار بالجنوب والوسط وحرق البساتين النخيل ضمن مخطط (التفقير والتجويع والتشريد والتعهير والتجهيل التي مورست ضد شيعة العراق طوال العقود الماضية منذ تاسيس الدولة العراقية المركزية).. ليثبت بان حكم اسرائيل (احتلال مباشر).. ارحم من حكم المركزية في بغداد ..

فوفق ما يصرح به رافضي الفيدرالية وفق تلك الحجة (صراع المكونات).... يكون العراق دولة فاشلة ولا يجوز ان يكون للعراقيين دولة (نظرا للصراعات الدموية المستمرة منذ تاسيس الدولة العراقية بين الكورد والعرب والتركمان العراقيين.. من حروب اهلية مستمرة بشمال العراق.. وما حصل من مجازر كركوك عام 1959.. وتهميش الشيعة والكورد بالعراق.. والصراع الطائفي الذي اوقع مئات الالاف من الشيعة العراقيين بسنوات معدودة..

والفشل الحكومي لما يسمى (التوافق والمشاركة بين الشيعة والكورد والسنة) بالعراق.. والعجز عن توفير الخدمات من ماء وكهرباء وغيرها .. وفقدان الامن باستمرارية التفجيرات والارهاب.. بل الكارثة ان (سياسيي العراق الجديد) انفسهم يقولون (ان العمليات الانتحارية والارهابية الاخرى سوف تستمر) بالعراق لسنوات طويلة ؟؟ أي يا عراقيين تقبلوا نزيف دمكم المستمر.. (كاضحيات للعراق الواحد).. ؟؟؟؟
فالسؤال من اقدس دم سكان المنطقة الجغرافية التي يطلق عليها العراق.. ام (العراق كدولة) ؟؟ في وقت ان الله عنده اهون تهديم الكعبة من سقوط دم انسان مظلوم..

كل ذلك يثبت ان العراق كدولة هو (مشروع فاشل).. فشل بجمع مكونات العراقيين .. فمن حكومات وانظمة دكتاتورية شمولية قمعت العراقيين واختزلتهم بصنمية الرئيس وحزبه وعائلته وعشيرته وطائفته ومذهبه وقوميته في بلد متعدد القوميات والمذاهب والاديان والاتجاهات السياسية .. فاستبيحت دماء العراقيين في ظل الحكومانت المركزية .. قبل عام 2003.. الى حكومات مباحة بعد عام 2003.. استبيح العراقيين ايضا.. فيها..

وعلما ان عوامل استقرار الشيعة بادارة انفسهم .. اقوى من عوامل استقرار مكونات اثنية ومذهبية بينها خلافات عميقة .. فيما بينها..

لذلك نؤكد.. بان فيدرالية الوسط والجنوب.. هي الضمانة لحماية شيعة العراق.. وهي السد المنيع لمنع عودة الدكتاتورية والبعثيين وحكم الاقلية الطائفية السنية للحكم في بغداد..

ونؤكد من حكم الطبيعي ان يكون هناك خلافات بين المكونات السياسية بين الاثنية الواحدة .. ولكن الخطورة بالخلافات التي تحصل بين الاثنيات المتعددة للبلد الواحد.. التي يستحيل حكمها بدولة بحكم مركزي..
علما ان الحكم المركزي يفقد عامل التنوع للدولة.. ويسبب صراعات دموية للاطياف والاثنيات دفاعا عن خصوصياتها ضد المركزية الحاكمة..

فالكورد العراقيين دخلوا صراعات عنيفة بالتسعينات .. ولكن لا يعني ذلك لديهم ان يعودون لحكم المركز ليبطش بهم باسلحة كيمياوية ومدفعية ودبابات وطائرات تدك رؤوس الابرياء من الكورد على يد القوى القومية من بعثية وناصرية وغيرها.. حاكمة في بغداد.. بل وصل الكورد العراقيين الى حالة من الاستقرار لانجاح مشروع فيدرالية كوردستان العراقية..

ونؤكد بان العوامل التي تدعو الشيعة لوحدتهم اقوى من العوامل التي تدعو لوحدة القوى الكوردية فيما بينها.. فالكورد اتفقوا على منطقتين الاولى تخضع لجلال طلباني في السليمانية والثانية تخضع لمسعود برزاني في دهوك واربيل.. ضمن فيدرالية موحدة باقليم كوردستان.. ضمن توزيعات مناطقية .. قبلية خاضعة لطلباني في مناطقة.. واخرى قبلية خاضعة للبرزاني بمناطق اخرى..

في وقت شيعة العراق .. ليس لمكوناتهم السياسية مناطق خاضعة لكل فصيل دون اخر.. بل متداخلين بتنوعهم.. وهذا عامل يجبر شيعة العراق على ايجاد نظام فيدرالي بالوسط والجنوب موحد.. لا تخضع فيه منطقة لفصيل دون اخر.. بالاعتماد على حكم انتخابي بمجلس برلماني للجنوب والوسط الموحد.. ينتخبون من قبل شعب الجنوب والوسط العراقي سليلي حضارات سومر وبابل..

*النظام المركزي بالعراق احد عوامل الفساد المالي والإداري..والفيدرالية عامل لإضعاف الفساد

وهنا ننبه.. بان الفاسد المالي والاداري.. جاء بسبب صعود قوى وشخصيات سياسية استغلت مظلومية الشيعة العراقيين.. وتعرضهم للابادة الجماعية من عمليات انتحارية وشاحنات مفخخة وخطف على الهوية.. فكانت عملية الابادة هذه .. عامل في تمرير صفقات الفساد مستغلين انشغال الشيعة العراقيين خاصة والعراقيين عامة بالارهاب.. الذي اصبح نصير الفساد.. والجريمة..

فالمفسدين.. والقوى المسلحة.. وجدت بالمركزية .. وسيلة وحاضنة لاستمراريتهما وديمومتهما.. فعبر (العداء ضد الشيعة.. احلام السنة بالعودة للحكم. ).. يعيش المفسدين وواجهات العنف المسلح..

لذلك نؤكد بان فيدرالية الوسط والجنوب الموحد.. سوف تكون عامل في كسر يد المفسدين.. وسحب البساط منهم.. بجعل اهل الجنوب والوسط يديرون شؤنهم بانفسهم بشكل جماعي.. ويتحملون مسئولية الدفاع عن انفسهم امنيا،.. وكذلك سوف تكون هذه الفيدرالية عامل في كسر شوكة الارهاب بالعراق..

*هل العراق مستقرا بمكوناته (الشيعة والسنة والكورد)..حتى يدعون الشيعة..لمركزية بغداد

دخول الشيعة بحكومة (توافقات ومشاركة) بين الشيعة والسنة والكورد والتركمان .. الخ .. جعلتهم بعيدين عن حل مشكلاتهم الداخلية.. من جهة.. ودخلوا في ازمات خطيرة (لمكونات اخرى) بين الكورد والتركمان والعرب السنة في شمال وغرب العراق.. يراد ان يكون الشيعة وقودها..

لذلك على الشيعة العمل على ايجاد نظام لادارة شؤونهم وحل خلافاتهم.. بشكل سلمي.. عبر منظومة ادارية وسياسية موحدة بكيان فيدرالي بالوسط والجنوب.. وان يعملون على ابعاد انفسهم عن ان يكونون وقودها لحروب الاخرين.. كما كان يحصل سابقا من تسويق شباب الشيعة من الجنوب والوسط وارسالهم قسرا لحروب الشمال ضد الكورد.. او ارسالهم لحروب خارجية مع ايران.. وبهذه الظروف تحكم الاقلية السنية ببغداد ضمن استراتيجية سنية تعتمد اشعال (الصراع بين مكونات العراقيين يكون الشيعة وقودها فيبعد الشيعة عن العمل السياسي ويهمشون داخليا)..

* تهويد الدولة...وقومية الدولة

(يهودية) دولة اسرائيل المتعددة الاديان... و (عنصرية) دولة العراق المتعددة القوميات

الرافضين لمطالب قوى سياسية اسرائيلية بفرض (يهودية دولة اسرائيل) .. حجتهم هي وجود (مليون فلسطيني سني) من سكان اسرائيل والمتجنسين بجنسيتها.. .. رغم ان غالبية سكان اسرائيل هم من ( اليهود).. حيث من اصل خمسة ملايين ونصف مليون اسرائيلي داخل اسرائيل التي يعترف بها دولية ومنها دول شرق اوسطية يطلق عليها (اسلامية وعربية).. هناك اربعة ملايين ونصف مليون يهودي.. ومليون ومائة الف فلسطيني سني..

السؤال ما فرق ذلك عن مطالب الفاشست النازيين من القوميين العرب والاسلاميين السنة بفرض (قومية الدولة) بفرض هوية قومية (عربية) دون القوميات العراقية الاخرى في العراق المتعدد القوميات ومنهم ملايين الكورد العراقيين في ارضهم وارض اجدادهم بكوردستان العراق ؟؟؟ من غير التركمان والاشوريين والكلدان ؟؟؟؟؟؟

واذا ادعى البعض بان (القومية تختلف عن الدين) ؟؟ نتسائل اليست الدول التي تسمى (الاسلامية) تفرض هوية (دينية) على دولها حتى التي تعتمد النظام العلماني ؟؟؟؟ حسب نظرية الاكثرية العددية ؟؟؟؟؟

مجرد تساؤلات ؟

واخيرا نؤكد للشيعة العراقيين انكم سوف تستمرون تحت عواصف طائفية و اطماع المحيط الاقليمي.. .. وتدخلاته.. ولن تؤمنون جانب شر كل هؤلاء.. الا بتبني مشروع الدفاع عن شيعة العراق.. وهو بعشرين نقطة .. ، علما ان هذا المشروع ينطلق من واقعية وبرغماتية بعيدا عن الشعارات والشموليات والعاطفيات، ويتعامل بعقلانية مع الواقع الشيعي العراقي، ويجعل شيعة العراق ينشغلون بأنفسهم مما يمكنهم من معالجة قضاياهم بعيدا عن طائفية وارهاب المثلث السني وعدائية المحيط الاقليمي والجوار، وبعيدا عن استغلال قوى دولية للتنوع المذهبي والطائفي والاثني بالعراق لتمرير اطماعهم بالعراق، والموضوع بعنوان (20 نقطة قضية شيعة العراق، تأسيس كيان للوسط والجنوب واسترجاع الاراضي والتطبيع) وعلى الرابط التالي

www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=3474

تقي جاسم صادق
25/7/2009