بسم الله الرحمن الرحيم
طارق الهاشمي ومطالبه بتعديل الدستور.. كلمة حق يراد بها باطل.. فنعم للتعديل وكلا للماكرين

............
اذا طالبوا بهوية (عربية) على اساس (الاكثرية)..فالشيعة يطالبون بهوية (جعفرية).. وفقها..
............

طارق الهاشمي مثال لزعامات سنية.. تطالب بتعديل الدستور.. الذي يطالب بتعديله غالبية العراقيين ... ولكن الخطورة.. هي اختلاف وجهات النظر حول هذه التعديلات.. بين الشيعة والسنة..

فالاقلية السنية (السنة العرب العراقيين) والتي يمثل وجهة نظرها طارق الهاشمي.. اعتمدت منذ ان قامت الدولة العراقية ببداية القرن العشرين.. على المركزية بالحكم بدعم من المؤسسة العسكرية التي تميزت بسيطرة الضباط السنة عليها ومنهم طارق الهاشمي الذي كان احد ضباطها..

لذلك كل الانقلابات العسكرية التي حصلت بالعراق قادها وتزعمها ضباط سنة وتحمل اسماء قبائل ومناطق سنية (انقلاب التكارتة و الدليم والسوامرة والجبور الخ.. التي اوصلت عبد السلام عارف والبكر وصدام وعبد الرحمن عارف ..).... وكل حكام العراق منذ تاسيسه حتى سقوط صدام.. كانوا من اهل السنة.. لذلك وجدنا الاقلية السنية ترفض الفيدرالية كنظام للحكم... وخاصة فيدرالية الوسط والجنوب..

وكذلك اعتمدت هذه الاقلية على تسقيط الاكثرية الشيعية بالعراق من خلال اختزال الهوية العراقية بهوية احدى القوميات المتعددة بالعراق لربطها بامتدادت خارجية مسيسة .. بربط العراق بمنظومة اقليمية ( المحيط العربي السني).. بهدف سيطرة الاقلية السنية على الحكم بدعم اقليمي سني خارجي.. فرفعت شعار (العراق للعرب).. و (نفط العراق للعرب).. لان غالبية العرب الغير عراقيين هم من اهل السنة في شمال افريقيا والشرق الاوسط.. في وقت وقفت هذه الاقلية ضد شعار (العراق للعراقيين) و (نفط العراق للعراقيين).. لان غالبية العراقيين هم الشيعة الجعفرية والكورد العراقيين..

لذلك نرى طارق الهاشمي..يطالب بتعديل الدستور بفرض هوية قومية للعراق في وقت العراق بلد متعدد القوميات من العرب والكورد والتركمان والاشوريين والكلدان العراقيين.. ومطلب الهاشمي هذا.. يرجع العراق لنزيف الدم واثارة العنصرية .. من خلال عدم الاعتراف بالهويات العرقية الاخرى بالعراق..

وكذلك يطالب طارق الهاشمي.. بربط العراق بمنظومة اقليمية خارجية كمصر والاردن والسعودية وغيرها ويطالب بان يكون لها (دور) بالعراق .. ويطالب بتدخلها بالشان العراقي.. أي (فرض وصاية اقليمية سنية على العراق).. وتبرير تدخلاتهم فيه..

فالسؤال اذا كانت الاقلية السنية تطالب بفرض هوية قومية (عربية) للعراق على اساس نظرية الاكثرية.. فوفق ذلك العراق هويته شيعية جعفرية .. بحكم ان (الغالبية السكانية بالعراق هم من اهل الشيعة).. فاذا ادعى البعض بان الهوية المذهبية في بلد متعدد المذاهب تثير الطائفية.. نتسائل اليس فرض هوية عنصر قومي للعراق المتعدد العناصر القومية.. يثير العنصرية.. بشكل خطير.. وعانا منها العراقيين لحد يومنا هذا من نازية اختزال الهوية العراقية المتعددة الاثنيات بهوية اثنية..

بينما مطالب الشيعة العراقيين.. خاصة والعراقيين عامة.. هي بتعديل الدستور وفق ما يلي:

1. تعديل المادة 18 من الدستور.. والتي شوهت تعريف العراقي.. وميعت الولاءات.. ومثلت ثغرة خطيرة للتلاعب الديمغرافي.. من خلال تعريفها العراقي من ام.. واب مجهول الهوية..اي تشريع قوانين شرعنت في دول شرقية وغربية.. بالسماح للانجاب خارج ايطار الزواج.. وزواج المثليين والاباحية الجنسية.. فاريد تمريرها بالعراق.. وخاصة ان تعريف العراقي من الام.. واب مجهول.. يخالف القيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية والقرانية سورة الاحزاب الاية الخامسة (وادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله..).. وكذلك تمثل خطرا بمكافئة الارهابيين الاجانب بمنح ذريتهم الجنسية العراقية واعتبارهم (عراقيي الاصل).. بدعوى من ارتبطوا بهن تحمل (الجنسية العراقية) في وقت مهرها دماء العراقيين.. أي جعل العراقية سلعة رخيصة لجذب الارهابيين الاجانب.. بالنتيجة..

لذلك تغير هذه المادة ان شاء الله قريبا مطلب عراقي وطني واخلاقي وديني واجتماعي.. وان تصاغ بالشكل التالي (العراقي هو كل من ولد من ابويين عراقيين بالجنسية والاصل والولادة.. او من اب عراقي الجنسية والاصل)..

2. تعديل المادة 3 من الدستور.. التي جعلت العراق تحت وصاية مؤسسة اقليمية.. (الجامعة العربية).. التي جعل العراق ملتزم بها .. في وقت اصغر الدول الاقليمية كقطر او البحرين ترفض تمرير هكذا مادة تقزم من دولها.. فالسؤال اذا اتفقت العراقيين على قرار معين.. ورفضته ما يسمى الجامعة العربية هل يكون العراق (ملزم) بما يتفق عليه الغرباء من الدول الاقليمية كمصر وسوريا والاردن والصومال وغيرها.. ام يكون للعراقيين سيادتهم ويبحثون عن مصالحهم.. ؟؟؟ ماخذين بنظر الاعتبار بان العراقيين لم يجرى أي استفتاء لهم بالموافقة او رفض الانضمام لما يسمى (الجامعة العربية).. التي دعمت الطغيان بالعراق منذ تاسيسها ورفضت اسقاط صدام حتى النفس الاخير.. وتعتبر العنف بالعراق (مقاومة) مشروعة ؟؟؟؟ في وقت الدول التي تحترم نفسها تجري استفتاء لشعوبها حول الانضمام لمنظمات او مؤسسات اقليمية كالاتحاد الاوربي..

3. لذلك ضرورة ان تصاغ المادة 3 بالشكل التالي (العراق بلد متعدد الاثنينات والاطياف و يكونون بمجموعهم التركيبة الديمغرافية للعراق.. وينتمون لحضاراته وارضه وكيانه.. وللعراق استقلاليته)..

4. ضرورة تاكيد الهوية الوطنية العراقية.. الخالصة.. البعيدة عن أي صفة جزئية قومية او أي اثنية او عرقية او عشائرية او عائلية او غيرها.. وان تكون الهوية العراقية الخالصة لكل العراقيين..

5. في حالة اصرار الاقلية السنية والاحزاب القومية على تمرير (الهوية القومية) للعراق.. على اساس نظرية (الاكثرية)..فيجب على شيعة العراق الذين هم اكثرية فيه.. تاكيد الهوية الشيعية الجعفرية للعراق..
كحال تونس التي مذهبها الرسمي سني مالكي.. والسعودية مذهبها الرسمي سني حنبلي.. ماخذين بنظر الاعتبار (بان شيعة العراق اقلية بالمحيط الاقليمي السني) فضرورة تاكيد الهوية الجعفرية الشيعية كمذهب رسمي للدولة العراقية.. هو ضمان لحماية شيعة العراق.. ودرء المخاطر عنهم.. وحمايتهم من مخططات اذابتهم بسياسات (الصهر المذهبي الديمغرافي والثقافي والسياسي).. فالحذر الحذر..

6. التاكيد على استقلالية العراق عن المحيط الاقليمي والجوار.. في قراراته وكيانه .. ورفض فرض وصاية اقليمية عليه مهما كانت مسمياتها..

...................................
اذا كانت الهوية المذهبية (تثير الطائفية).. فالهوية القومية (تثير العنصرية).. وتاريخ العراق يشهد
..................................

تقي جاسم صادق
10/6/2009