(8) شباط الاسود والدور البطولي للشهيد فاضل كسه الفيلي

مناسبة مرور ثلاثة عقود على انقلاب (8)شباط الاسود والدور البطولي للشهيد فاضل كسه الفيلي
الف رحمة على روح الشهيد البطل شهيد المبادئ السامية شهيد الكلمة الحرة فاضل كسه. هو الشقيق الاصغر للمرحوم مجيد كسه الفيلي بطل المصارعة العراقي المعروف كان فاضل شوكة في اعين البعثيين في عكد الاكراد وشارع الكفاح فهولاء القلة منهم الدين كانوا لايتجاوزون عدد اصابع اليد الواحدة حيث لايتجرأون الوقوف قرب المنطقة التي يتواجد فيها فاضل وخاصة في مدخل عكد الاكراد من جهة شارع الكفاح اد بمجرد ان يمحلق في عيونهم يهربون حالا الى بيوتهم فهولاء القلة كانوا من العوائل المشبوهة التي تعاون دويهم واخوانهم الكبار مع اجهزة الامن والمخابرات العامة في اعقاب الانقلاب الاسود عام 1963 على الزعيم عبد الكريم قاسم. تم اعتقال فاضل لاول مرة في عام 1963 في مركز شرطة الفضل. مما ذكره لي بعد خروجه من السجن انه في احد الايام بينما كان مع العشرات من الموقوفين في مركز الفضل الطابق الارضي دخل عليهم المجرم القبيح ستار الكردي حاملا رشاشة بيديه وقال لنا من منكم من اهل الموصل فليقف على قدميه وقف ثلاثة شباب مساكين اعتقدوا ان في الامر شئ ايجابي اما النقل الى مكان اخر او اطلاق السراح طلب منهم الوقوف جنبا لجنب بجوار الدرج الفاصل بين الطابق الارضي والطابق الاعلى الذي تتم فيه عمليات التعذيب والتحقيق والقتل افرغ المجرم ستار نيران رشاشته بدم بارد على بطونهم فقتلهم في الحال دون ندم او حسرة حيث نزلت احشائهم على الارض. تم اعتقال فاضل كسه عدة مرات بعد ذلك حيث اعتقل في سجن الحلة وحكم بالموبد ثم خفض الحكم الى خمس سنوات واطلق سراحه في اعقاب اعلان الجبهة الوطنية عام 1973 كما اعتقل في قصر النهاية ومديرية الامن العامة ايضا ثم اخيرا اعتقل في بداية الثمانينات وبالضبط قبل بدء الحرب العراقية الايرانية بشهرين او ثلاثة ومنذ هذا التاريخ وعائلته لاتعرف مصيره لحد هدا اليوم. وهنالك ملاحظة مازالت عالقة في ذهني عندما كنا نلتقي في عكد الاكراد وشارع الكفاح لان فاضل كان من المقربين لي عائليا حيث تحدث عن اساليب التعذيب الوحشية التي كان يتعرض لها في مركز الفضل ببغداد حيث ان احد الاطباء كان من بين السجناء معنا وقال لنا ضعوا ملعقة شاي من الملح تحت لسانكم عندما ياخدونكم الى التعذيب ليلا فهو يساعد على الاغماء بسرعة بعد تعرضكم للضرب بالكابلات على رؤوسكم ففعلا كنت من بين الذين افعل ذلك بعد ان ندفع مبلغا من المال للشرطة المحلية لشراء ملح الطعام لنا من الدكاكين القريبة من المركز فيغمى علي خلال التعذيب يتوقف الجلاد قليلا معتقدا انني فارقت الحياة فيتركني ويذهب ليخبر مسؤوله ماحدث في هذه اللحظات القليلة وانا بانتطار ماسيحدث بعده تراودني افكار عن الحياة والموت والعائلة والاصدقاء وما سيحدث لهم. كان فاضل كسه واحدا من بين مجموعة من شباب الكورد الفيلية وبعض الاخوة العرب الشرفاء مثل الشهيد محمد صالح العبلي الذين احبطوا الكثير من محاولات الانقلابين الفاشية للدخول الى مساكن عكد الاكراد والتعرض للعوائل الموجودة ولو تمكنوا لاسامح الله من ذلك لابادوا جميع العوائل من النساء والشيوخ والاطفال لكن بسالة وبطولة هوءلاء الشباب المدافعين عن شرفهم ومبادئهم افشلت كل محاولات الفاشيون لاختراق خط مقاومتنا. لابد من ذكر اسماء بعض الابطال الذين قاوموا الفاشية في عكد الاكراد وشارع الكفاح وهم... جواد علي خان اخه كه، صباح احمد(منيجة) ،كامل كركي اطال الله في عمرهم والبطل الخالد الشهيد محمد صالح العبلي واخرون. من المواقف البطولية للشهيد فاضل في يوم 21 اذار المصادف (عيد نوروز) عام 1970 وكان مرور عشرة ايام على بيان اذار التاريخي الذي اقر الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكوردي انطلقنا في مسيرة جماهيرية سلمية من شارع الكفاح ، ساحة النهضة شارك فيها المئات من الشباب من كل اطياف شعبنا العراقي من عكد الاكراد ، القشل وبقية مناطق بغداد الاخرى حاملين شعارات سلمية تمجد ببيان (11) اذار التاريخي وتدعو للوحدة العربية الكردية وكانت التعليمات ان لانحمل معنا اي نوع من السلاح ، العصي او السكاكين لان المسيرة سلمية ولايجوز لنا اللجوء الى العنف وصلت مسيرتنا الى ساحة الامين قرب تمثال الشاعر معروف الرصافي فوجئنا بمجموعة من رجال الامن والمخابرات بانتظارنا يتوسطهم خالد طبرة وهو احد قادة حزب البعث فرع بغداد كما علمت بعد ذلك كلهم كانوا حاملين عصي (تواثي) طويلة ومدببة الرؤوس واقفون بشكل وكانهم مستعدون لخوض نزالات في المصارعة او الملاكمة اطلقوا الشتائم والالفاظ النابية علينا مؤشرين بعصيهم على البعض من لافتاتنا انزلوا هده اللافتة وانزلوا الاخرى تقدم الشهيد فاضل نحو احدهم الذي كان يستهدفه شخصيا بالالفاظ السيئة والشتائم ليعرف منه السبب لاحظت مباشرة ان الاخرين من رجال الامن انزلوا عصيهم على راس الشهيد فاضل فشقوا راسه ونزلت الدماء على جسمه وتم نقله مباشرة الى المستشفى كل هذا لم يحبط من عزيمته بل واصل نشاطه السياسي بين الجماهير بعد اسبوع واحد من خروجه من المستشفى من اجل الديمقراطية للعراق واقرار الحقوق القومية المشروعة لشعبنا الكردي. تخليدا لهؤلاء الشباب من الكورد الفيلية ادعو الى وضع نصب تذكاري في مدخل عكد الاكراد من جهة شارع الكفاح لهؤلاء الابطال من الاحياء او الشهداء تكتب اسمائهم بالذهب الخالص خاصة الابطال جواد علي خان اخه كه، فاضل كسه، صباح احمد (منيجة) ، كامل كركي ومن الاخوة العرب الشهيد الخالد محمد صالح العبلي ليكونوا رمزا نضاليا للاجيال المقبلة. وهذه بعض الابيات اهديها الى احد ابرز رجال المقاومة في عكد الاكراد وشارع الكفاح الاخ الحبيب كامل كركي اطال الله في عمره
حييت وجهك عن بعد فحييني ياكامل الخير يا ابا الرياحيين
حييت وجهك فرحا فرحة الاخ بلقاء اخوته المغيبين
داعيا من رب العالمين ان يمنحنا من رحمته الشفاء الى ابد الابدين

عبد الامير دارا الفيلي
استوكهولم ـ السويد

المصدر: صوت العراق، 22/5/2009