الأم العراقية

( كُتبتْ هذه القصيدة الأثنين بتاريخ 21 آذار 2006 ونُشرت في حينها بمناسبة عيد الأم هدية الى الأم العراقية بكل أطيافها الجميلة التي تشرِّف اسم المرأة والأم في كل مكان من الأرض، فهي البطلة الصابرة الصامدة المقاومة الشامخة الرأس العالية المقام الباسقة الظل. وفي هذه الأيام التي تُشن فيها حملة خبيثة معروفة الخلفيات والنوايا ولبعض وسائل اعلام الدجل والعُهر العربية لتشويه صورة المرأة العراقية أعيد نشرها مع تغيير طفيف فيها رداً على هذه الحملة العار)

هذي هي الأمُ التي
قد حملتْ في رحمها
كلَّ الذي مرَ به العراقْ

هذي هي الأمُ التي قد جابت الآفاقْ
بحِملِها وحزنها
جراحها
بكائها
دموعها
سـرورها
شـموخها
سـموها
وصبرها الأصبرِ منْ ايوبْ
وقلبها الأصلبِ والأصفى من القلوبْ
وروحها الأرقِّ من نسائمِ الحقولْ
هذي التي ما خـُلقتْ من مثلها
أم ٌ على الأطلاقْ!

ايتـُها الحبيبة ُ الطبيبةُ الطيبةُ الأعراقْ ،
يا حضنَ كلِ متعبٍ ومرهق
مهاجرٍ
يغيبُ في البلدان ِ والبحارِ والآفاقْ
يا بيتَ كل ِ باحثٍ عنْ منزلٍ
يلقي عليهِ رأسَـهُ وصدرَهُ
يعانقُ الأمانَ والأحلامْ
ليستريحَ منْ عناءِ رحلةِ الأيامْ
ومنْ دمٍ مباحْ
فيكسـرَ الأطواقْ
يلملمَ الجراحْ ،
يغفو على وسادةٍ دافئةِ الجناحْ.

يا صورةً صوّرَها الإلهُ في منارةِ الأكوانْ
فتحتَ أقدامكِ فردوسٌ من الجنانْ
كونٌ من الحنانْ
يا واحة َ الزمانِ والمكانْ
وقِبلةَ الانسانْ.

أماهُ، يا مسلةً شامخةَ السطورْ
باسقةَ الغصونْ
ثابتةَ الجذورْ
حملتـُكِ تاجاً من الزهورْ
بحراً من الأمانِ والحبورْ!

يا قامةً عاليةً أنجبتِ الأبطالْ
قدّمتِ الشهيدَ والشهيدَ والشهيدْ .......
أنشأتِ الوليدَ والوليدَ والوليدْ .....
تحدّتْ القضبانَ والأهوالَ والحديدْ

علّمتْ الشعوبَ كيفَ يولدُ الرجالْ
وكيفَ لا تجفُ في عيونهمْ ساقيةُ الآمالْ
وكيفَ لا تخضعُ، لا تذلُ للطغاةِ والأنذالْ
وأرذلِ الرجالْ ...
علّمتْ التاريخَ كيفَ تصبرُ النسـاءُ في الحروبْ
وكيف تعلو قامةُ الصمودِ في القلوبْ
وترتقي ناصيةَ الشعوبْ
رغمَ هدير ِ السيفِ والذبحِ وأنهارِ الدماءْ
والعبثِ المجنونِ بالقتالْ
وشِرعةِ اللصوصِ والأقزامِ والأهوالْ!

بغدادُ .........
يا بغدادُ............
يابغدادْ .......!
ياأمَ كلِ الحالمينَ الصابرين التائقينْ
للشمسِ للدفءِ وللعناقْ
عناق ِ أنهاركِ
أشـجاركِ
ترابكِ
وكبرياء ِ الأرضِ والأحداقْ!

يا أمَ كلِ الثائرينْ
ياأمَ كلِ الساهرينْ
ياأمَ كل ِ الصابرينْ
الصامدينْ ،
ياأمَ كلِّ السائرينْ
في دربكِ المليءِ بالأشواكِ
بالسـيوفِ
بالطغاةِ
بالغزاةِ
بالارهابْ ،
ياأمَ كل ِ الطيبينَ الطاهرينَ الأنقياءْ ،
ياغابة َ الحبِ الوفيرْ
يا واحة َ القلبِ الكبيرْ!

الله ُ مما يحملُ العراقْ
والأمُ والمرأةُ في العراقْ
في عيدها الأثيرْ
وهي التي ما وُلِدَتْ
مِـنْ مثلها أمٌ
ولا نساءْ
يوماً على الإطلاقْ!

عبد الستار نورعلي
الأثنين 21 آذار 2006