جريدة الصباح تكرّم كريم العقاري

طالعتنا جريدة الصباح بتاريخ 27 /4/2009 ، وهي جريدة شبه رسمية ، ممولة من اموال الشعب العراقي، بإقامتها لحفل تم فيه تكريم " الشاعر الكبير كريم العراقي" !!! ، وتفضل السيد فلاح المشعل رئيس تحرير الجريدة بمنحة " درع الصباح " مع تبني طبع مجموعته الشعرية ضمن مشروع الكتاب الثقافي، وذكرت الجريدة ان هذا من ضمن " اهتمامات الصباح بالمبدين العراقيين " .
قرأت الخبر والأكثر دهشة ، والتي اصابتني بالوجوم ، ان عريف الحفل هو الشاعر المبدع النظيف الشريف كاظم غيلان.
حصل خلل في تركيز عينيّ ، شاهدت كفتي ميزان الحق تتأرجحان، كيف يتساوي او يكون في كفتي الميزان شاعر مثل كاظم غيلان ، مع أشهر مداحي الطاغية، والذي نعته الشعب العراقي بـ " كريم العقاري " بدلا من " كريم العراقي" ، والذي كان يساهم مساهمة فعلية في دق طبول الحرب، وتزييف الوعي الثقافي لصالح الفاشية ورئيس نظامها،ولعب دورا قذرا في تلميع وتأليه مهندس المقابر الجماعية، ورئيس نظام يعجز القلم من تعداد الجرائم التي ارتكبها بحق شعبنا، والذي سيظل يعاني من تركتها لسنوات طوال.
الشاعر كريم العقاري ، لا اعتراض على شاعريته، ولكن الأعتراض على دوره في اسناد النظام والمساعدة التي قدمها للنظام من خلال قصائده ، التي زادت نظام القتل والأجرام ايغالا في جرائمه.
ان ذاكرة ابناء شعبنا لازالت بخير ، ومحفورة في الذاكرة مداحي الطاغية والقصائد التي سطروها له.
أليس كريم العقاري هو من اقترح من على منصة احدى المهرجانات ، وفي لجة الحرب التي أشعلها النظام المقبور مع الجارة إيران بأن تتحول ساحة العرضات العسكرية الى ساحة في التعبير عن " محبة القائد ...! " ، وقرأ ما يدعم اقتراحه المقزز.
أليس هو القائل " دمنا وما يتبدل .. صنف الدم صدام حسين" ، واصبح شعارا لجمعية شعراء الشعب وكتاب الأغنية العراقية .
أليس هو كاتب كلمات " مدينة الحب" والتي غناها كاظم الساهر ، والتي تدلل على اصطفافه ، وكأنها تتحدث بلسان عصابة عزت الدوري، وكلماتها حق يراد به باطل.
أليس هو الذي خاطب ولي نعمته المقبور صدام :
مجده مجده عالي والله مجده
فارس بوطنه كل شعبنا وده
منبع المحنة جنه جنه
أليس هو الذي اختزل العراق بطاغية العصر بالقول:
اثبت يا نهر يا ماي
هذا عراق ابو عداي
بينما لم توخز ضميره ضحايا المقابر الجماعية، والأنفال وحلبجة ، وضحايا جرائم الأرهاب ، وما يجري الآن من جرائم يقوم بتنفيذها ازلام البعث بالتعاون مع القاعدة.
ان المطبل لنظام البعث الفاشي ، والمكرم من قبل جريدة الصباح، لغاية الآن لم نقرأ او نسمع منه اعتذارا ولو خجولا لأبناء شعبه ، عن ما ساهم به من تشويه وتزييف للوعي الثقافي بما يخدم النظام الفاشي المتسلط آنذاك، كان الأجدر بتقديمه للقضاء العراقي ، لدعمه ثقافة السلطة الفاشية ومساهمته في تخريب البنية الأجتماعية والثقافية لبلدنا. حيث لافرق بين رصاصة كاتم الصوت وكلمة تقتل الضمير وتصب في خدمة النظام الفاشي.
ان الشاعر المصري صلاح جاهين بعد هزيمة حزيران اعلن بأنه كان احد الذين كذبوا على الشعب المصري وساهموا في تزييف الحقيقة لذا اعتزل واعتكف في منزله معاقبا نفسه، فأين المضلل كريم العقاري الذي لازال يفتخر بما كتبه في عهد الطاغية المقبور من الشاعر صاحب الضمير صلاح جاهين.
واخيرا اما كان اكثر استحقاقا تكريم الشعراء الذين عانوا العوز والتشريد ولم يشاركوا في الردح والمدح للطاغية مثل الشعراء: كاظم غيلان، علي الشيباني ، رحيم الغالبي اما كان اكثر استحقاقا تكريم الشعراء الذين ارتضوا الغربة ودفعوا ثمنها ، مثل الشعراء :
مظفر النواب ، سعدي يوسف ، زاهد محمد ، بلند الحيدري ،رياض النعماني ،عزيز السماوي، مصطفى عبدالله ، سيف الدين ولائي، يحيى السماوي ، كامل الركابي، عبدالكريم هداد ، سعد الشريفي ...

جاسم هداد

المصدر: موقع الاخبار، 29/4/2009