مزقنا الكفن وتحدينا الفناء والى الحياة نتطلع ..وقائع المؤتمر الخامس

مزقنا الكفن وتحدينا الفناء والى الحياة نتطلع ..وقائع المؤتمر الخامس لاستذكار جريمة العصر ..

شفق / ماجد السوره ميري
4 / 4 / 2009
تحت شعار (مزقنا الكفن وتحدينا الفناء والى الحياة نتطلع) أقامت مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين و جمعية الكورد الفيليين ومنظمة البيت الكوردي ، صباح يوم السبت الموافق 4 نيسان 2009 ، المؤتمر الاستذكارى الخامس لجريمة العصر جريمة (ترحيل وتهجير وتغييب الكورد الفيليين) على قاعة قرطبة في فندق المنصور ميليا، بحضور عدد من السادة اعضاء مجلس النواب والمسؤولين الحكوميين والحزبيين وممثلي منظمات وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني وجمع غفير من عوائل الكورد الفيليين واصدقائهم ومحبيهم وعدد من وسائل الاعلام المتنوعة...

*ابتدأ المؤتمر بالوقوف دقيقة لقراءة سورة الفاتحة لارواح شهداء الكورد الفيليين وكوردستان والعراق. تلا ذلك كلمة اللجنة التحضيرية للمؤتمر القاها السيد علي حسين الفيلي رئيس مجلس ادارة مؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين رحب فيها بالحضور ودعا الحضور للوقوف امام المأساة التي لحقت بشريحتنا المظلومة .. وطرح هذا السؤال من جديد:
ما هي الاسباب التي تخلقُ المظالم والمآسي المتواصلة جيلا بعد جيل وما هي النتائج والاستنتاجات من قراءة تاريخنا المليء بالظلم والالم ؟ نحن نعيش في بلد تطغى فيه ايام الحزن على ايام الفرح ولو رجعنا بذاكرتنا فليس هناك مفر من زيارة بقايا الضحايا الابرياء ومشاهدة ما صنعتهُ الانظمة الدكتاتورية الشوفينية ، وهذه الرواية متواصلة معنا وبمشاركة كل اطياف هذا الشعب المظلوم والتي كتبها حكام الجور والتعسف.
وقال السيد علي الفيلي: في هذا المؤتمر نحن لا نريد من العراق الجديد الصمت والنسيان بل نريد العدل والانصاف لما شاهدوه وسمعوه من المظالم التي لحقت بهذه الشريحة .
واكد ان هذا اليوم الذي جمعنا بكم يمثل بالنسبة لنا عقودا من الصمت امام الجرائم غير المعلنة وصرخات المظلومين التي خفتت مع الزمن شيئا فشيئا.
وقال :ليس للكورد الفيليين مستقبل في بلدهم طالما لا زالوا واقفين في اراضي التهميش والانتظار . وليس للعراق مستقبل اذا لم تتم معاقبة المجرمين والسفاحين المسؤولين عن كل الجرائم التي ارتكبت بحقنا وبحق ابناء شعبنا.
*ثم القى السيد سعدون الفيلي مسؤول مركز تنظيمات بغداد للاتحاد الوطني الكوردستاني نيابة عن فخامة الرئيس جلال الطالباني كلمة أكد فيها وقوف سيادته مع الكورد الفيليين في الماضي والحاضر والمستقبل باعتبارهم جزءأ اصيلا لا يتجزأ من الشعب الكوردي والعراقي.. واشار الى ان ما قام به النظام المقبور يعد مقدمة لما تلاها من جرائم الانفال المروعة بحق الشعب الكوردي حيث تلتها سياقات جرائم الانفال البشعة ... واضاف ان الكورد الفيليون مشهود لهم في مواقفهم الوطنية ولم يشكلوا خطرا على امن وسلامة العراق ولم يحملوا السلاح ضد بلدهم ولم يخرقوا القانون والدستور ؛ حتى القانون الذي وضعه البعثيون بانفسهم ولكن النظام عمد الى عمليات القتل والتهجيروالتغييب بحقهم لانهم جزء أصيل وفاعل في المجتمع العراقي.
وقال السيد سعدون الفيلي أنه يجب ان نتذكر دوما ما عاناه شعبنا العراقي والكوردستاني بكافة اطيافه وعدم استثناء احد منهم لان تلك الجرائم طالت الجميع ،وان الوقوف مع شريحة الكورد الفيليين واستذكار هذه الجريمة واجب الدراسة والتوضيح لان تداعيات هذه الجريمة مازالت مستمرة وبعد مرور 29 عاما عليها لم يتم الاقتصاص من الجناة المجرمين ويرجع الحق لاصحابه ومازال الفيليون يعانون من نفس المظالم.. نحن بحاجة الى ان نضع حلا نهائيا لهذه الجريمة وندعو الحكومة الى جانب انزال القصاص العادل بالجناة أن تقر قرارات ملزمة للدولة العراقية بتعويض الضحايا .. وتساءل السيد سعدون الفيلي : على من تقع مسؤولية وضع حل نهائي ؟ واجاب قائلا ان المعني الاول هي الدولة العراقية من خلال وضع الصيغ القانونية والدستورية ، اما الطرف الاخر من المعادلة هم الفيليون انفسهم من الناحية العملية ، ان ابناء مدينة حلبجة تعرضوا ايضا لابشع جريمة ولم يتم تعويضهم لحد الان ولكنهم عادوا الى مدينتهم وبدأوا بناءها وساعدتهم حكومة الاقليم بما اوتيت من امكانيات ولكن اهلها بنوا بسواعدهم (مؤسسة الدفاع عن ضحايا حلبجة) وحرى بالكورد الفيليين ان يقوموا بما قام به ابناء حلبجة فالنخب الفيلية مدعوة لتحمل مسؤوليتها بالتوحد وان يتبلور لديها تصور واضح لما يجب ان تقوم به الحكومة العراقية ويقوم به النواب والاكاديميون .. ولكن في الواقع ان الكورد الفيليين عندما يتحدثون عن قضيتهم يعدون كم لدينا من اعضاء مجلس النواب يمثلون الكورد الفيليين كم من المسؤولين في دوائر الدولة من الكورد الفيليين.. لذلك نقول انه من الواجب ان نقدم مجموعة أفكار للحكومة من اجل تنفيذها في سياق رفع الحيف عن المظلومين....
*واناب السيد نيجيرفان بارزاني السيد بدر اسماعيل لالقاء كلمته باللغة الكوردية في المؤتمر حيث قال فيها :
اسمحوا لي في الذكرى التاسعة والعشرين الاليمة لاستذكارجريمة جينوسايد الكورد الفيليين عن طريق هذه الرسالة المشاركة في مؤتمركم مغتنما هذه الفرصة لاعبرعن شكري وتقديري لجهودكم لعقد هذا المؤتمر.
واضاف السيد البارزاني :
في وقت نستذكرالذكرى التاسعة والعشرين للماساة الانسانية الذي هزت الضميرالانساني من خلال اجتثاث جذور الحياتية لهذه الشريحة من شعبنا ؛ نقول هذة كانت بداية لجريمة منظمة حسب قرارات غيرعادلة للقضاء التام على الشعب الكوردي عامة وبالاخص شريحة الكورد الفيليين في بغداد والوسط والجنوب ؛ رغم ان تلك السياسة كان لها اثر بليغ على شعبنا ولكن وجودكم الان هودليل حي على مظلومية هذا الشعب وعجز اعداء الانسانية والاخوة في العراق للوصول الى اهدافهم المشؤومة .
واكد سيادته قائلا:
اود ان اتحدث معكم بصراحة بان حكومة اقليم كوردستان وفي طريق نضاله ولحد الان لازالت تواجهها عقبات ومشاكل صعبة للغاية ؛ لان العراق الجديد بالرغم من تاسيسه على اسس قانونية وديمقراطية وتوافقية ؛ لكن للاسف للوصول الى حقوقنا الدستورية لازال امامنا طريق شاق وطويل . ولواستمرالتعاطف والعمل بالوعودالتي قطعت مع الحكومة في العراق الجديد ؛ لكان اقليم كوردستان بمستوى افضل مما هوعليه الان ولكنا نتمكن من تقديم خدمات افضل الى ابناء شعبنا في كل انحاء البلاد ؛ وعلى الرغم من ذلك لازال ومن دون شك تشكل قضية الكورد الفيليين احدى اولويات برامج حكومة الاقليم ؛ لان القيادة الكوردستانية كانت ومازالت على قناعة تامة بان يجب ان يكون للكورد الفيليين دوراساسي في تمثيل قضية الشعب الكوردي في مناطق خارج الاقليم .
واردف قائلا:
نحن نعتقد ان ايجاد الحل العادل والامثل لالام ومعاناة هذه الشريحة من شعبنا هو ضمان لوحدة التعايش السلمي بين مكونات الشعب العراقي وان اية محاولة في هذا المضمارهي بوابة لافق مشرق ومتحضروبداية لمرحلة جديدة لحياة مليئة بالرفعة والمساواة لكل ابناء العراق .
وفي ختام كلمته قال سيادته: نحن حكومة اقليم كوردستان مع تكرار تعاطفنا ومساندتنا لجميع مطاليبكم العادلة ؛ نطالب ان تكون الحكومة الاتحادية جادة في مساعيها لاصدارقرارات وطنية لمحو اثار الظلم والحيف الذي لحق بهذه الشريحة من شعبنا واعادة حقوقهم المسلوبة اليهم وتعويضهم تعويضا ماديا ومعنويا ليؤكد للكورد الفيليين بان العراق الجديد هو لكل العراقيين ...
*هذا وقرأ السيد اسماعيل سايه مير نص الترجمة العربية لكلمة السيد نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة اقليم كوردستان....
*بعد ذلك قدمت السيدة منيرة أميد مسؤولة مركز كلكامش في بريطانيا بحثا دقيقا عن الاوضاع المأساوية والتبعات والنتائج الكارثية التي نتجت هذه الجريمة البشعة واوردت الكثير من صور المآسي التي عاشها المهجرون سواء اثناء او بعد التهجير والاقامة في المنافي القسرية وسلطت الكثير من الاضواء عليها...
*بعد ذلك قدمت مجموعة من تلاميذ المدرسة الفيلية في بغداد اناشيد واوبريتات جميلة ومؤثرة نالت استحسان وتصفيق الحضور وتكريم البعض بمبالغ مالية دعما لهذه المجموعة التي ينتظرها مسقبل باهر.
*ثم تم عرض فلم وثائقي معد من قبل فضائية كوردستان ومؤسسة شفق للثقافة والاعلام للكورد الفيليين تناول المأساة والمعاناة الطويلة والمستمرة التي عاناها ومازال يعانيها الكورد الفيليون.
*عضو مجلس النواب العراقي عن الائتلاف العراقي الموحد الاستاذ كمال الساعدي كان من ضمن المتحدثين فقال في كلمته بالمناسبة بان علاقته بالكورد الفيليين تمتد الى مرحلة الطفولة ويام الدراسة الابتدائية والمتوسطة والاعدادية والمرحلة الجامعية والى ايام المهجر والمنافي والمعاناة المشتركة وزعم انه يعرف القضية الفيلية ومعاناتها التاريخية .
وقال السيد الساعدي ان قانون الجنسية ومفهوم التبعية الايرانية نشأت من تفكير منحرف بعيد عن القيم والمفاهيم القانونية والدستورية بل هو مناقض للفقه الاسلامى الذي يؤكد على مبدأ " ان اكرمكم عند الله اتقاكم".
وفيما يخص موضوع المصالحة مع البعثيين قال الساعدي ان من يدعوا الى عودة البعث انسان بلا قيم وبلا ضمير وانه يدعوا الى عودة العبودية والتسلط ولكننا والحمد لله قد تحررنا وهيهات ان نسمح بالعودة الى الوراء حيث ذلك الماضي البغيض...ودعا الى بناء مقبرة جماعية لكافة شهداء الكورد الفيليين وشهداء العراق في احدى المدن المقدسة كربلاء او النجف الاشرف لتكون صرحا ومزارا وشاهدا على ما سماها (انجازات) حزب البعث..
*وشاطره زميله في مجلس النواب السيد فوزي اكرم ترزي النائب عن الكتلة الصدرية الرأي واكد تعاطفه مع قضية الكورد الفيليين وجدانيا مؤكدا على روابطه الوثيقة معهم منذ صباه والى يومنا هذا..
*وقرأت السيدة زينب خالد قصيدة شعرية مؤثرة اثارت شجون الحاضرين تناولت فية المآسي التي تعرض لها الكورد الفيليون...
*عضوة مجلس النواب العراقي السيدة سامية عزيز شاركت بكلمتها في المؤتمر فشكرت في البداية القائمين على تنظيمه وقالت انها تشير في كلمتها الى نقاط لم يتم طرقها قبل اليوم منها مسألة عقود الزواج في المهجر التي لا يتم الاعتراف بها هنا في العراق ومسألة الشهداء الذين سقطوا اثناء التهجير الى ايران نتيجة انفجار الالغام الارضية التي كانت مزروعة على الحدود ولم يعدوا من الشهداء وليس لهم مقابر وليس لهم اي أثر وكذلك الولادات التي حدثت في الطريق فهؤلاء المواليد ليس لديهم بيانات ولادة ولم يتم تسجيلهم في الدوائر فكل هذه الامور تحتاج الى توثيق سواء عند مؤسسة الشهداء او في دوائر الجنسية.. ودعت السيدة سامية عزيز كل الفيليين للادلاء بشهادتهم امام المحكمة الجنائية العراقية العليا بكل شجاعة لاحقاق الحق والاقتصاص من المجرمين...
وناشدت السيدة سامية عزيز الحكومة العراقية ودولة السيد رئيس الوزراء ان لا ينسى شريحة الكورد الفيليين وان لاينسى المهجرين من كل اطياف الشعب العراقي ودعته الى الالتفات الى هذه الشريحة وطالبت المؤتمر برفع مذكرة بهذا الخصوص الى دولة السيد رئيس الوزراء * بعد ذلك القت السيدة وداد علي كلمة باسم عوائل الشهداء الفيليين استعرضت فيها المعاناة الطويلة التي تمتد الى 29 سنة وطالبت السيد رئيس الوزراء والحكومة العراقية باصدار قرارات بارجاع اموال وبيوت وعقارات الكورد الفيليين التي شغلها المستفيدون من مكرمات النظام البائد كما فعلت مع بيوت وعقارات المهجرين بعد سقوط الصنم حيث امهلت الشاغلين 72 ساعة لاخلائها.
*السيدة آمنة الفيلي القت قصيدة شعبية مؤثرة بعنوان (ايه يا فيلي المن تشتكي) ...
*ثم شاركت السيدة سولاف فيض الله الفيلي بكلمة اشارت فيها الى الجهود التي بذلت من اجل حل مشكلة الكورد الفيليين وعقاراتهم وممتلكاتهم وشكت من التبريرات التي تقدم على اساس ان الدور والعقارات التابعة للكورد الفيليين لها اكثر من مستند تمليك والتعويضات التي يطلبها الشاغلون لكي يتركوا الدار والتي تبلغ عشرات لملايين من الدنانير التي لايملكها الكورد الفيليون العائدون..وقالت بان المضايقات الحرب علينا مستمرة حيث كان البعثيون يهددونا بالامن العام والخاص والان يهددون موظفينا بالفائضين..
*وعلق الدكتور ياسين بير رضا آوختي الذي كان عضوا في اللجنة العليا لاجتثاث البعث على مسألة عودة البعثيين بحجة المصالحة الوطنية واشار الى اساليبهم الملتوية من قبيل الانتقال من دوائرهم الاصلية الى دوائر اخرى لكي لا يتم التعرف عليهم وعلى الجرائم التي ارتكبوها في دوائرهم السابقة ودعا الى الحيطة والحذر منهم وعدم نقلهم الى دوائر اخرى..
*البيان الختامي للمؤتمر تلاه السيد خالد محمد قاسم اكد على تعديل قانون الجنسية العراقية، وإلغاء أي تمييز بين المواطنين العراقيين ، وينبغي أن يكونوا سواسية أمام القانون، وإعادة حقوق المواطنة لهذه الشريحة المظلومة بكل ما تعنيه تلك الحقوق .
ودعا البيان الى إصدار قرار من مجلس النواب يقر به ويعترف للتاريخ بتلك الصفحة السوداء في تاريخ الإنسانية التي ارتكبها النظام الدكتاتوري المباد ، وعدَّها جريمة ضد الإنسانية ومن جرائم الإبادة الجماعية بحق شريحة الكورد الفيليين .
وشدد البيان على إعادة الممتلكات المنقولة وغير المنقولة التي سلبها منهم النظام المباد دون وجه حق، وعلى وجه السرعة، وتأمين الحياة الكريمة لهم أسوة ببقية العراقيين.
وطالب البيان بالسعي بجدية لكشف حقيقة مصير المغيبين من الكورد الفيليين وتشخيص مقابرهم ، فلا زال رفاة ومصير الكثير منهم مجهولاً ليومنا هذا.
وشدد على الاهتمام بالمهجرين من الكورد الفيليين والسعي لإعادتهم إلى الوطن بما يليق بكرامتهم ووطنيتهم ، وتذليل المصاعب التي تعوق عودتهم .
كما طالب البيان بإعادة الحياة لمدن الكورد الفيليين التي عانت من الخراب والإهمال مثل خانقين وزرباطية ومندلي وبدرة وغيرها وتعويض أصحاب البساتين والاراضي واصلاح البنية التحتية والخدمية لتلك المدن .
وتخليداً لتضحيات الكورد الفيليين طالب البيان بإقامة نصب تذكاري لشهداء الكورد الفيليين في أحدى ساحات بغداد.