يهود العراق ..الزعيم من محلتنا بالمهديه ... جزء الخامس ...

تقلص اعداد اليهود بشکل غير طبيعي سنوات الخمسينات واستمرت الهجره نحو اسرائيل عن طريق قاعده الهنيدي ببغداد والشعيبه والحبانيه وبرا باتجاه اسرائيل .. في الوقت الذي تقاعست الحکومه عن فعل شي ، وخاصة ان اغلب الکليات والجامعات العراقيه تدار من قبل اساتذة يهود ومشرفين تربويين وبلغ عدد طلبة الکليات اکثر من 400 طالب يدرسون شتی الاختصاصات في الکليه الملکيه الطبيه وکليه الهندسه والقانون والاقتصاد وغالبية هؤلاء الطلبه من الاکفاء المتميزين اليهود وتعد تلک اکبر جريمه علميه وفکريه واقتصاديه وقانونيه اذا استغن العراق عنهم بجرة قلم کما حصل للکورد الفيليين لاحقا وسنأتي علی ذکرها يوما ... لم يبالي نوري السعيد للامر واعتبر البعض ان نوري السعيد يخطط مع البريطانيين لانشاء وطن اليهود .. اما العسکر في الثکنات فکانت تطلعاتهم تصب في طرد الاستعمار واقالة نوري السعيد وابعاد الوصي عبد الاله عن دفة الحکم ... بلغ عدد اليهود حوالي 77 الف يهودي من اجمالي 135 الف . حيث سافر يهود البصره بالسفن نحو اسرائيل ويهود ولاية الديلم نحو الاردن ثم اسرائيل ويهود العماره نحو ايران ويهود کوردستان نحو اسرائيل وايران وسميت بتلک الحملات بحملة ( عيزرا وناحيمه ) .. لانقاذ يهود العالم وجمعهم من شتات العالم نحو الوطن الام ... ازاء تلک الظروف القاسيه تم مصادرة المستشفيين الوحيدين لليهود وتم غلق ومصادرة العشرات من المعابد اليهوديه .... کان الشباب اليهودي حالهم کحال المسلمين والصابئه والکورد قد انضموا بحرکات علمانيه ورصوا صفوفهم باحزاب تنادي بالديمقراطيه والبعض الاخر بالشيوعيه وافکار فهد ، وکان نصيب اليهود والصابئه والاخرين هو الفکر اليساري او الشيوعي العراقي .. لعب الحزب الشيوعي دورا بارزا في التظاهرات ضد نوري السعيد وکانوا الشيوعيين اليهود سباقين لتنظيم تلک التظاهرات ، ... في صبيحة يوم الرابع عشر من تموز 1958 قاد الضباط الاحرار ثوره ضد نوري السعيد وارکان حکومته وسحل نوري السعيد والوصي عبد الاله في الشوارع وقطعت اجزاءه في منظر بشع .. ظهر الزعيم عبد الکريم قاسم مخاطبا الامه العراقيه بأن جميع ابناء الوطن احرار ومن حق الجميع تصحيح الاخطاء التي ارتکبت بحق ابناء الوطن ... تنفس يهود العراق مرة ثانيه .. تم توزيع الاراضي علی الفلاحين الفقراء وانهاء الاقطاع واقر قانون النفط لاول مره ، بنيت مدن وانتهت احياء التنک وبيوت الطين تحول الناس وغالبيتهم من اهالي العماره والناصريه نحو مدينة ثورة 14 تموز ونهض العمران وشيدت المدارس وشق الانهر من صدر القناة نحو نهر ديالی ... تأمرت دول عديده علی الثوره بالعراق واجهاضها .... تفاخر يهود سوگ حنون ومحلة طاطران وحادي بادي لوجود عبد الکريم قاسم برئاسة الوزراء ولاسيما ان البعض تفاخر بأن عبد الکريم کان زميله بالدراسه ومن محلتهم المهديه التي تتصل بسوگ حنونی .... زار الزعيم محلات الفقراء وجلس معهم وکان يسير في شارع الرشيد ملتقيا بالامه العراقيه التي کان يفضل تسمية العراقيين بها دون تمييز ويمر من السنک ومحلة العبخانه نحو سيد سلطان علي وساحة الوصي ( حافظ القاضي ) يحيي الجماهير الفرحه في راس الگريه ويسلم علی الحمالين البسطاء في الشورجه کي یمسح عنهم عرق التعب بوجه بشوش ، وهو يری بعينيه النساء حاملات الاواني والجدور علی رؤؤسهن ليأخذهن لسوگ الصفافير لطلائهن وتلميع تلک الجدور ويدور برأسه الالاف الافکار للنهوض بالبلد واجادة المعامل والمصانع ، يصل الحيدرخانه وهو لايميز العربي من الکوردي ولا المسلم من اليهودي ويعرف الناس علی درجات فقرهم وحالهم هذا ابو چراويه وهذا افندي بالک بالک نافش ريشه وذاک ملتف بعگال غامگ اللون وصايه وزبون ومدام وام العبايه ويقرأ اللوحات بالرشيد واغلبيتها لتجار يهود شرکه حسو اخوان والاوروزدي ومترو وگولدن وماير ورويال وصيدلية واکيم وفتاح باشا واستديو وسينمات بردواي وروکسي وريکس وريجنيت والرشيد والخيام تکثر بلوحات ملونه عن اسماء الممثلين والممثلات واعلان مکیفات فيدرس ، کما کتبت صحيفة الاخبار بالصفحه الثالثه مقالا لعزيزي حق عن قصة الصنوبر وفوج اليهود قبل الثوره بيوم ... انها ذکری مرت ... ونشاط قرب البنک بالشورجه من صغار اليهود وهم يرتدون الطربوش وچاکیت يتدلی من جيب احدهم نظاراته المدوره الصغيره وهو یتفحص الدنانير ويعدها ... انه عالم المال والتجاره فاضل شناشيل fadil_2002@yahoo.com

المصدر: صوت العراق، 2/4/2009