ماذا تعني المصالحة..عودة البعثيين ام عودة حزب البعث

منذ ان رفعت المصالحة كشعار كانت ولا زالت عند المنادين بها لا تبتعد عن المطالبة بعودة البعثيين للعمل السياسي. وعودة البعثيين للعمل السياسي لم يكن مرفوضا ولا ممانعا عند اغلب الاحزاب العلمانية بما فيهم الحزب الشيوعي العراقي كما صرح السيد جاسم الحلفي متبوعا بتصريح جاسم محمد اعضاء اللجنة المركزية حول حق البعثيين بالعمل السياسي. حتى الاحزاب الطائفية الاسلامية الشيعية لم تكن تمانع بعودة البعثيين وضمهم الى صفوفها اعضاء مكرمين ومرشحين في الانتخابات تم ابعاد بعضهم من القوائم الانتخابية الاسلامية الشيعية حسب قانون اجتثاث البعث.لانهم كوادر متقدمة واعضاء فرق بعثية

اما الاحزاب الطائفية السنية فقد برزت للواجهة وكانها الممثل الشرعي الوحيد والمدافع المستميت عن حق البعثيين في العمل السياسي وكان مؤسس البعث هو عمر بن الخطاب وليس ميشيل عفلق.

الخلاف بحد ذاته لم يكن حول عودة البعثيين كافراد او كوادر، فالاحزاب التي ترفع عقيرتها بالصراخ الان ضد عودة البعثيين ، هي اول من سارع لضمهم الى صفوفها ورفع شعار عفى الله عما سلف الذي يتاجر به طارق الهاشمي الان ويعتبره حجر الزاوية في اي تجارة او مصالحة مستقبلية ممهدا لاصدار عفوا خاصا عن المحكومين بالاعدام والباقين على قيد الحياة لحد الان رغم جرائمهم لامتناع الرئاسة عن التوقيع على التنفيذ.

التيار الصدري المتباكي نفاقا الان كان منذ تأسيسه ولا زال المرفأ الامن للبعثيين الشيعة، ولم يكن معنيا بجرائمهم ولا بمواقعهم الحزبية ولا بدانائتهم، كل ما يهمه ان يكون البعثي حاقدا على المجلس الاعلى الاسلامي وعلى عدوهم اللدود عبد العزيز الحكيم ومناصبا العداء للسستاني ومناديا بالمرجعية الشيعية العربية مرجعية صادق الصدر البعثية. ولا يمكن نسيان تعاون الصدريين مع البعثيين في معارك الفلوجة التي كانت معقلا من معاقل القاعدة ووكرا للرعب ومسلخا بشريا مفزعا.

كما ان الجميع يعرف ان البرلمان العراقي يحوي بين دفتيه ليس البعثيين فقط انما الارهابيين على اختلاف تلاوينهم و اصنافهم وانتمائتهم المذهبية من قاتل الى مفجر الى المطلوب دوليا.

لا يمكن لنا قبول اغماض العيون مثل القطط التي الفت الدفأ والراحة وتدليل اصحابها وادعاء عدم رؤية كبار الفئران والجرذان البعثية، شيعة وسنة، وهم يحتلون مناصب عليا في الوزارات والسفارات العراقية المختلفة، ثم الانضمام الى كورس صراخ لا لعودة البعثيين، وكان البعثيين لم يعودوا بعد ولم يعيثوا في العراق فسادا في ظل صمت حكومات الفساد والغفلة.. نقول لمثل هذا الكاتب والسياسي صح النوم.!!!

اذن ليس الموضوع هو عودة البعثيين كافراد كما حاول كمال الساعدي النائب عن حزب الدعوة في البرلمان العراقي عبر قناة الفيحاء ان يوحي بان كل المحاولات هي لارجاع من لم تتلطخ اياديهم بدماء العراقيين ومن انتموا لحزب البعث لمصلحة او اضطرارا، وكاننا لا نعرف ان هؤلاء لم يكونوا يوما معنيين ابدا بالامر وانهم غير مشموليين اساسا بالابعاد وان اغلبهم انظم الى الاحزاب الاسلامية ومن بينها حزب كمال الساعدي نفسه.

المسألة المختلف عليها بين الاحزاب العراقية بعمومها هي:

هل يسمح للبعث كحزب العمل العلني الشرعي بما فيه حق الترشيح للانتخابات.

والخلاف لا يبدو بصورة المشكلة على الاطلاق، فالجميع يفتح ذراعاه ويمطمط شفتاه لاستقبال البعث بالاحضان والقبل الحارة وهذا ما فعله السيد عادل عبد المهدي اثناء استقباله المدعو محمد رشاد الشيخ راضي مانحا اياه لقب المناضل والمجاهد ضد النظام الصدامي ، متناسيا اي عادل عبد المهدي منفذ الشر ومقر الارهاب ومسؤلية النظام السوري عن مئات التفجيرات والعمليات الارهابية ضد العراقيين مغمضا عيناه عن معسكرات تدريب الارهابيين وارسالهم للعراق باشراف الاستخبارات السورية التي تقود بعث قطر العراق الوجهه التي تختار.

بالطبع اذا كان البعث العراقي يسمى البعث الكافر عند ايران، فالبعث السوري على جرائمه الخسيسة هو البعث المؤمن مادام التنسق السوري الايراني منسجما لتخريب العراق، ومن هنا نتفهم موقف المجلس الاعلى الاسلامي الذي يبدو انه لا يمانع على الاطلاق بعودة البعث تحت مسمى بعث قطر العراق، فايران تامر والجماعة ليس لهم الا الطاعة.

جماعة المالكي وبعد حركة الالتفاف السريع التي قام بها حزب عبد العزيز الحكيم والمبادرة باستقبال حزب البعث العراقي السوري، انكروا انهم في سبيل عودة حزب البعث في بيان توضيحي اصدره مكتب رئيس الوزراء لطمأنة جميع ابناء الشعب العراقي العزيز وازالة مخاوفهم وقلقهم حسب تعبير البيان.

لكنهم اي جماعة الدعوة فرع المالكي لم يمانعوا ايضا من عودة حزب البعث للعمل السياسي الشرعي على ان يكون تحت مسمى اخر غير مسمى البعث، ولم يفسروا مفهوم المصالحة الوطنية وماذا تعني ان لم تكن هي المصالحة مع البعث ، ولم يعلقوا على تحالفهم مع جماعة صالح المطلق وشروطة الاساسية التي من بينها الغاء قانون المسائلة والعدالة والسماح للبعث بالعمل السياسي ، ولم يفسروا دعوتهم لعودة كبار قادة البعث وارجاع كبار البعثيين عسكريين وامنيين ومدنيين الى مناصبهم.

على الناس ان لا تسمح ان تلعب بمصائرها شرذمة من الاحزاب ومن الشخصيات التي لا يهمها الا المناصب وتكديس الثروات، وان تقول لا لكل من يريد المغامرة والمقامرة بالشان العراقي.

لا لشعار عفا الله عما السلف لان الله لا يعفوا عن المجرمين، وان عفى الله فهذا شانه لكن القانون لا يعفوا عن احد.

ولا لهذا الشعار الاغبر لان الجرائم لا تسقط بالتقادم الا اذا تهاون الطالب في حقه او تحولت الدولة مشخصة برئيس ووزرائها الى دولة ظالمة.

ولا لاستغفال الناس والضحك على ذقونهم

مالوم ابو رغيف

المصدر: موقع الاخبار، 27/3/2009