حتى أنت أيتها الفضائية العراقيه؟

عندما أطلت الفضائية العراقية ألى الوجود أستبشرنا بها خيرا وقلنا عسى ولعل أن يخرج من بين أنقاض الرماد وهذا الكم الهائل من الأعلام المزيف شعاع من الأمل بكلمة الحق والعدل هذا الأعلام المزيف ا لذي بقي و مازال يذرف دموع التماسيح على ماحل بالشعب العراقي من ويلات ومحن منذ سقوط صنم الأستبداد وألى يومنا هذا ولم تقدم هذه الفضائيات شيئا يذكر لجمع الصف ووحدة الشعب سوى دس السم بالعسل وزرع الفتن الطائفية والتحريض وألصاق التهم جزافا دون أي دليل يثبت صحة ادعاآتها ودعاواها الباطله البعيدة كل البعد عن شرف المهنة الأعلامية والمسؤولية الملقاة على عاتقها وخاصة في هذا الظرف الحساس والخطير من حياة الشعب العراقي والذي هو بحاجة ألى كل صوت شريف ونقي وصادق يوحد ولا يفرق ليكون خير عون وسند للشعب العراقي وخاصة المكونات التي تعرضت للظلم والأضطهاد والتهجير والقتل والسجون طيلة العهود السوداء التي سادت وتحكم فيها الطغاة على رقاب الملايين من أبناء هذا الشعب المظلوم . سوى أنها ( أم الحيارى ) و (صوت من لاصوت له ) لكننا وجدنا العكس من ذلك تماما فقد تناغم صوت هذه الفضائيات مع صوت الأعلام العربي الذي سقط معظمه في الحضيض وأخذ يجتر نفسه ويغتنم الفرص للتشهير بالعراق والوضع الجديد الذي نشأ وبقي ذلك الصنم المقبور التي ضجت الأرض من ظلمه وطغيانه وفساد أجهزته القمعية الكثيره رمزها وحامل لوائها وباني مجدها تحت دعاوى النعرات القوميه تارة والوطنية الزائفة تارة أخرى وحيكت المؤامرات وعقدت المؤتمرات في هذه الدولة وتلك تحت هذه اليافطات التي تخفي في طياتها حقدا طائفيا أعمى وأهدافا شريرة لتمزيق لحمة الشعب العراقي وأجهاض العملية السياسية التي اختارها واختطها لنفسه . وكانت هذه الفضائيات التي تلقب نفسها ب ( العراقية ) زورا وظلما خير عون للأعلام العربي لدس أنفه في الشأن العراقي ووضع العراقيل تلو العراقيل في طريقه وأرسال الموجات تلو الموجات من قطعان القتلة الأرهابيين للأيغال في الدم العراقي الذي أصبح سفكه حلالا وفق مفاهيمهم الضالة المنحرفه التي تستهجنها كل الأديان السماويه والأعراف والقوانين الوضعيه . فدافعت هذه الفضائيات (العراقيه ) وما تزال عن تلك الفترة السوداء الرهيبة من تأريخ العراق وأخذت تستضيف أعمدة ذلك النظام المقبور من عسكريين ومدنيين لكي يطلوا بوجوههم الكالحة مرة أخرى ويتغنون بأمجادهم الخاويه التي أهلكت الحرث والنسل . وغيبت تماما تلك المكونات المحرومه التي تعرضت لأبشع عمليات الظلم والتنكيل والقتل وركزت على أمور تزيد الساحة العراقية اشتعالا وتأججا فدافعت عن جماعة ( خلق ) الأرهابية وغطت ( مؤتمراتها ) داخل العراق وتحدثت كثيرا عن ( صابرين الجنابي ) المختلقه التي جاءت على أثر بدأ خطة أمن بغداد لأجهاضها وخصصت لها مساحات واسعه من برامجها واتهمت أبناء قواتنا المسلحة الشرفاء بذلك ظلما وعدوانا للتشكيك بهم وبوطنيتهم وتعريض الساحة العراقية ألى المزيد من التأزم والأحتقان . وأكاذيب كثيرة لاحصر لها لكل من تابع توجهات هذه المحطات الفضائية ( العراقيه ) وحل وقت انعقاد المحكمة الجنائية العليا الخاصة بقضية الكرد الفيليين التي هي من القضايا العادلة التي تهم شريحة واسعة من هذا الشعب والتي تعرضت لأقسى أنواع الظلم والقتل والتنكيل ففضحت تلك الفضائيات نفسها تماما وسقطت من عورتها حتى ورقة التوت التي كانت تتستر بها أمام الشعب بالدفاع عن المظلومين والمضطهدين من أبناء العراق على مختلف قومياتهم ومذاهبهم وهؤلاء هم عراقيون أصلاء عاشوا في هذا الوطن منذ آلاف السنين ولم يكونوا عملاء وجواسيس لدولة أخرى كما كان غيرهم ولم يخونوا العراق يوما أو يسرقوا أمواله كما فعلت شراذم البعث الفاشي ودعاة القومية المزيفين ولم يضعوا أيديهم يوما بأيدي أعداء العراق فتجاهلت حتى عن ذكر انعقاد المحكمة الجنائية العليا لكنها ظلت تدبج المقالات والتعليقات المطولة ولأسابيع عن (صابرين الجنابي) واستعمال أبشع الكلمات الغير أخلاقيه والبعيدة كل البعد عن سلوك الأعلام النزيه في أسقاط الآخرين وتشويه سمعتهم أثناء الحملة الأنتخابية لمجالس المحافظات وأذاعت بيانات ولعشرات المرات (لرموز ) دينيه كلها همز ولمز وطعن وأثارات عنصريه مقيته لاعلاقة لها بالدين الأسلامي لامن بعيد ولا من قريب وغيرها من الأمور التي توغر الصدور بالحقد والتحريض الأعمى وتزرع الفتن تلو الفتن في الساحة العراقيه . ولكن العتب كل العتب على هذه الفضائية العراقيه التي تخصص من وقتها الكثير للكامرة الخفيه والأبراج والتحدث عن أنواع الطيور والحيوانات وأنواع البهار والشاي وغيرها من الأمور التافهه التي لاتغني ولا تسمن من جوع لكنها تجاهلت نقل افتتاح المحكمة الجنائية العليا ومرافعة المدعي العام أسوة بباقي المحاكمات التي جرت سابقا لكي يطلع الشعب العراقي ولمن مازالت على عينيه غشاوة على تلك الجرائم المنكرة التي ارتكبت بحق هذه الشريحة الشريفة والطيبة من الشعب العراقي . وهو أمر يؤسف له كثيرا ومخيب لآمال الأمهات الثكالى والأيتام الذين خدم آباؤهم وطنهم العراق في كافة مجالات الحياة فكان منهم المدرسون والمعلمون والفنانون والأدباء والمفكرون والشعراء والأطباء والمهندسون والمؤرخون الحرفيون الذين لم يتوانوا عن أظهار حبهم للعراق قلبا وقالباحتى في أحلك الساعات التي تعرضوا فيها لتك الحملات الوحشية والهمجية من التهجير والتغييب في السجون المظلمه . ولكنهم لم يستحقوا في نظر العراقية ساعة من الوقت لنقل مرافعة المدعي العام في ذلك اليوم فيالخيبة أملنا وأمل أمهاتنا وأخواتنا وأبناءنا وأحفادنا بهذه الفضائية العراقيه التي زادت من جروحنا وآلامنا ونحن في هذه الغربه نتيجة لتلك الظروف المأساوية التي مرت بنا في تلك الحقبة السوداء المظلمة من تأريخ العراق ولا أدري هل تملك هذه الفضائية والقائمين عليها الجواب أم ستبقى صامته على تساؤلاتنا كما عودنا الكثير من السياسيين الذين لاتهمهم أصوات المضطهدين والمظلومين في عراقنا الجريح.؟؟؟

جعفر المهاجر ـ السويد

المصدر: صوت العراق، 2/2/2009