اعتصام الاكراد الفيلية في ستوكهولم وتصرفات تثير الدهشة والقلق

 

حق التظاهر او الاحتجاج او الاعتصام مثبت في دستور العراق الجديد ودستور اقليم كوردستان العراق وكذلك دستور مملكة السويد.

 

دعت مجموعة من الاكراد الفيلية في السويد، بعد حصولها على رخصة رسمية من قبل السلطات السويدية المختصة، الاكراد الفيلية للمشاركة في اعتصام سلمي وبأسلوب حضاري عند بوابة مؤتمر العهد الدولي حول العراق في العاصمة ستوكهولم.

 

هدف الاعتصام كان تعريف الرأي العام العالمي بما تعرض له الاكراد الفيلية من جرائم دولية بشعة وعقاب جماعي على ايدي عصابة البعث الفاشي المهزومة اثناء اغتصابها لسدة الحكم وادارتها الكارثية الفاشلة للبلد. وكذلك تجاهل الدولة العراقية لمعاناتهم واستمرار الاضطهاد والتمييز ضد هؤلاء المواطنين حتى في ظل العراق الديمقراطي الجديد الذي تطلعوا اليه طويلا.

 

 بعد اعلان موعد ومكان الاعتصام قامت مجموعة من الاكراد الفيلية بحملة دعائية تخريبية تشويهية قاسية مثيرة للدهشة والاستغراب ضد هذا الاعتصام بهدف عدم اقامته. حيث قام بعض الاكراد الفيلية ممن انتخبتهم السفارة العراقية في ستوكهولم لكي يكون ممثلين للجالية الفيلية الكبيرة العدد في السويد وكذلك بعض الاكراد الفيلية الاعضاء في الاحزاب الرئيسية المشاركة في ادارة البلد، عدا الحزب الديمقراطي الكوردستاني واحزاب جبهة التوافق العراقية، ببث دعاية مفادها ان: (مجموعة الاكراد الفيلية سيقومون بمظاهرة مع البعثيين ضد زيارة المالكي الى السويد).

 

اقيم الاعتصام في الوقت والموقع الذي حددته السلطات السويدية بدون تواجد اي جهة اخرى عدا المعتصمين، وجميعهم من الاكراد الفيلية من ضحايا النظام الساقط، ووسائل الاعلام السويدية والعالمية وكذلك الشرطة السويدية. علقت العديد من صور الشهداء واللافتات التي تطالب بحقوق الاكراد الفيلية وكذلك لافتات وبأكثر من لغة ترحب بالوفد العراقي وتتمنى له التوفيق في مهمته.

تحقق هدف الاعتصام. وشكرا للشرطة السويدية لما قدمته من تسهيلات وارشادات.

 

اذا كان هؤلاء الاشخاص الذين خططوا ونفذوا الدعاية لديهم حساسية الى هذه الدرجة من البعثيين وصادقين في ذلك ليعترضوا اذن على:

1) قسم من اعضاء السلك الدبلوماسي العراقي في مختلف السفارات العراقية بما فيها سفارتنا في ستوكهولم.

2) مشاركة البعثيين في مجلس النواب العراقي والحكومة وباقي مؤسسات الدولة والحبل على الجرار.

3) وجود وزارة للمصالحة الوطنية برئاسة الدكتور اكرم الحكيم وهيئة للمصالحة الوطنية ولجنة المصالحة الوطنية في مجلس النواب العراقي والخ. هذا ما استحدثته احزابكم او وافقت على استحداثه. ومارأيكم بعملية المصالحة الوطنية التي يفتخر بنجاحها كبار المسؤولين في ادارة البلد من قيادات الاحزاب الرئيسية المشاركة في العملية السياسية.

 

ثقافة كتم الافواه والقمع الفكري ومصادرة الحريات والارهاب وغيرها من الثقافات المماثلة المريضة هي صورة من الصور البشعة التي اصبحت جزأ من تاريخ الفترة البعثية المظلمة. ولكن عندما تمارس اليوم اشعر بقلق كبير واتسائل هل هناك من غير الصداميين يريد اعادة عقارب الساعة الى الوراء؟

لماذا كل الخراب والدمار والقتل والشهداء والحروب والتهجير والانفال والاهوار وحلبجة والتطهير العرقي والمقابر الجماعية والخ الذي حصل في العراق؟ الم يكن من اجل الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الانسان؟ هل نسيتم شعار المعارضة العراقية المناضلة والمجاهدة (جود وجوقد والخ): الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي الحقيقي لكردستان.

 

هذا التصرف الاحمق واللامسؤول في ممارسة كتم الافواه والتشويه وتجهيل الاخرين هو اساءه حقيقية الى:

1) كل الضحايا من الاكراد الفيلية والمعتصمين ومنظمي الاعتصام وكل الجهود التي تطالب بحقوق الاكراد الفيلية.

2) الدستور العراقي ودستور اقليم كردستان ودستور مملكة السويد. لانكم تحاولون تمنعون ما تكفله هذه الدساتير. اتمنى ان تعيش اذهانكم ايضا في البلدان الراقية مثل السويد وليس اجسادكم فقط.

3) الاحزاب المشاركة في العملية السياسية وقياداتها لانكم تظهرون هذه الاحزاب والشخصيات وكانها نسخة من النظام الساقط الذي قام بنفس هذه الممارسات. علما انه تقام تظاهرات يوميا في العراق بما فيها اقليم كوردستان وبحماية الشرطة. وانا اكتب هذه الاسطر المتواضه اشاهد على شاشة التلفاز تظاهرة في مدينة النجف الاشرف ضد النقص في توفير الكهرباء يطالب فيها المتظاهرون تغيير وزير الكهرباء العراقي.

 

لماذا يستمر هؤلاء في ممارسة ثقافة صناعة الاصنام وتأليه البشر؟ متى يتحررون من هذه الثقافة المتخلفة؟ لماذا يعاقب البعض لان الاخر لايفهم الديمقراطية بمعناه الحقيقي؟ لماذا يعاقب البعض لان الاخر لايستطيع التمييز بين المطالبة بالحقوق والتظاهر ضد شخصية او حزب؟ في الامس القريب قال بعض المتطرفين القوميين: الاعتصام امام السفارة العراقية في ستوكهولم خيانة عظمى وجريمة لاتغتفر لان سفيرها كوردي!!! يا للعجب على هذا الجهل الذي لايفهم ان الاعتصام لم يكن ضد شخص السيد السفير او اي مسؤول آخر في الدولة العراقية. افهموا، انها قضية مطالبة مواطنين لحقوقهم من دولة العراق التي اقترفت جرائم بحق مواطنيها وانتهكت حقوقهم وابادة الآلاف منهم خلال فترة ادارة البعث. ادارة البلد في الفترة البعثية المظلمة انتهكت القوانين العراقية والدولية ولحد الان لم يقدم اي من المجرمين للمحاكمة بسبب هذه الجرائم العظمى.

 

قال رئيس وزرائنا المحترم السيد نوري المالكي اثناء لقائه الجالية العراقية في السويد يوم 30/5/2008، حسب البيان الصحفي الصادر من مكتبه:

(واضاف سيادته : لم يكن في العراق ايام النظام البائد اية حريات ، واليوم لدينا حريات واسعة ، وهناك مئات الصحف والمجلات التي تصدر في البلد وتكتب بلا رقابة ولاقيود، فالحكومة لم تتسلل الى الحكم عن طريق الدبابات ، وانما جاءت عبر صناديق الانتخابات . وقد استوعب ابناء شعبنا هذه الحريات ، ولكن البعض ظل يستخدم اخلاقية النظام البائد في تهميش واقصاء الاخرين.).

 

لاتكن ملكيا اكثر من الملك!

وختاما صدق المثل السويدي القائل: (الجهل خطر).

 

فوزي قطان

ستوكهولم ـ 1/6/2008

مواطن من ضحايا جرائم التطهير العرقي والابادة الجماعية بحق الاكراد الفيلية ومواطنين عراقيين آخرين.

جرائم اقترفتها اجهزة الدولة القمعية خلال فترة حكم عصابة البعث الفاشي.