ماذا تعرف عن الكورد العراقيين؟؟ ....سؤال الى كل عربي عراقي

سؤال سالته نفسي فوجدت انني غير قادر على ان اقول انني اعرف اشياء واشياء مثلما اعرف عن باقي من اشاركه الوطن منذ الاف السنين!! طيب كيف انا عراقي اذن ولا اعرف غير النزر اليسير مما سمعته من بعض من ذهبوا الى كوردستان ايام الحرب العراقية الايرانية حيث كانوا يؤدون خدمة العلم وما ادراك مالعلم !!
خصوصا ان النظام السابق كان يحاول بكل الطرق ان يمنع الخصوصيات والقوميات والاقليات الاخرى في المجتمع العراقي من البروز بصورة قد تبدو واضحة وضوح بروز القومية العربية الغالبة في العراق ..وكان كل هذا يتم تحت ستار الوطنية التي كانت تقاس درجات الايمان بها من خلال الايمان بالقومية العربية وادب العروبيات الذي كان يثقف له حزب البعث او ان تكون تابعا للقومية العربية مع اختلاف قوميتك لكي تحظى بصفة الوطنية الحقة ! وان تكون من ضمن قائمة العراقيين الشرفاء!

لقد كنت اسمع منهم ومن من سبقهم بالذهاب الى كوردستان لغرض تادية بعض الاعمال التجارية البسيطة وكذلك من بعض من سكنوا بجوار الكورد الفيلية في الصدرية وشارع الكفاح وبقية مناطق العراق، بان الكورد هم ناس اشراف محافظين على الكلمة والعهد والوعد صديقهم صديق وعدوهم عدو، لا توجد لديهم انصاف حلول أي انهم لايداهنون ولاينافقون ولايدعون مالايفعلون، أي انهم واضحين في الموقف وفي التعامل مع الحياة ومع الحق والباطل، عندهم الحق حق، ولاتحجب خيوط شمسهم بغربال، وعندهم الباطل باطلا بحيث يكون عارا مابعده عار..طيبون ..كرماء..مخلصين

شديدي الباس مع من يؤذيهم لايسامحوه ولاينسوه ..مخلصين حد التضحية بالروح من اجل من يقف وقفة شرف وصداقة معهم ..وكذلك كنت استمع دائما ومنذ ان كنت في المدرسة الابتدائية نكاتا عن الكورد تظهر الانسان الكوردي بمظهر يكاد المرء لايصدق كيف استطاع الكوردي ان يعيش كل هذه الالاف من السنين وهو بهذه الدرجة من التأخر الفكري والعقلي حاشاهم؟ ولم نكن نعلم فيما يبدو ان هذه النكات وهذه التصورات بسذاجة الانسان الكوردي! كانت تعد وتنقح في دياجير المخابرات العراقية السابقة من ضمن حملة شعواء بدات منذ اول حرب بين نظام البعث وبين الكورد في اوائل عقد السبعينات من القرن السابق واستمرت لحد اليوم للاسف،، هكذا سمعت عن الكورد ولكنني سمعت هذا الكلام قبل اكثر من عشرين سنة وكنت حينها بعمر العشرين سنة ايظا ولكن هناك سؤال ورغبة تساورني دائما وخصوصا هذه الايام حول معرفتي وغيري من اجيال الشباب التي تبعتني بالعمر أي من اجيال السبعينات صعودا بالكورد والسؤال دائما يتكرر وبعدة مجالات كلها تصب في قضية الرغبة بالتعرف على الكورد عن قرب والاطلاع على كل تفاصيل حياتهم وتراثهم وثقافتهم وادبهم وعلمهم والسبب في هذه الرغبة بالاطلاع هو اننا معشر الشباب العرب العراقيين الذين نعيش في مناطق بعيدة عن كوردستان لم نعد نسمع من يخبرنا عن حكايات الكورد سوى ترديد النكات!! وتيقنت ان النكات هي من صنع المخابرات حينما بدات النكات التي تطلق على الدليم لتصفهم بالغباء قد بدات منذ اول يوم تم فيه اكتشاف محاولة اغتيال صدام من قبل الضابط محمد مظلوم الدليمي ورفاقه الذين اعدمهم صدام بطريقة استعراضية..

او لنقل اننا لم نعد نجد شخصا يتكلم عن الكورد وعن قضاياهم وخصالهم بلسان عراقي فصيح أي يؤمن باننا جميعا ابناء العراق منذ الازل وحتى قبل ان تستحدث كلمة عراق.. بدات اتساءل عن اسباب هذا الخلل في تركيبة سجايا المجتمع العراقي خصوصا عندما اقارن بيننا وبين الشعوب التي تستضيفنا على اراضيها كيف انهم يعرفون عن شعوبهم وقومياتهم واجناسهم ومدنهم وعاداتهم وتقاليدهم الكثير جدا. هل يعقل ان اكون وطنيا واؤمن بالوطن الواحد الا وهو العراق وانا لا اعرف عن العراقيين ابناء وطني سوى القليل بل القليل جدا وبالعكس ارى ان مئات الالاف من العراقيين يعرفون عن ابناء اوطانهم الجديدة في المهاجر الكثير الكثير..يعرفون ابناء سوريا ومناطقها وعاداتهم وتقاليدهم وطعامهم وشرابهم وحياتهم وطقوسهم كذلك عن الاردنيين والمصريين والاماراتيين ومن ثم الامريكيين والسويديين والدنماركيين والبريطانيين والهولنديين والالمان وغيرها من بلاد المهجر التي احتوت العراقيين بين ظهرانيها.

الكورد بحاجة الى تعريف جديد للاجيال الجديدة من العراقيين من غير الكورد..

هذه العبارة السابقة بقيت هاجسي طيلة الفترات الماضية التي تلت سقوط نظام البعث في 9 نيسان 2003 ، والسبب في بقائها هي انني وجدت ان ماسمعته عن الكورد من صفات واخلاق والخ مما تقدم ذكره قد بدا يتغير صداه في الشارع العراقي المليء بالسلبيات التي تتصارع من اجل ان ينتهي كل العراق وكل مكوناته واهله وينشغلوا بالاحقاد والضغائن ويتقاتلوا ويتفرقوا..كنا نسمع النكات السمجة عن الكورد و التي بدات ترجع الى الشارع بعد فترة ركود اثناء التحول الدراماتيكي الى نكات الدليم والتحشيش والمساطيل ،، والانكى من هذا انهم الان لم يكتفوا بالنكات ولكن تحولت النكات الى ضغائن واحقاد وتهم تكاد توصل الكورد الى ان يكونوا الشماعة التي يعلق عليها كل السياسيين العراقيين وخصوصا الدينيين منهم مع قواعدهم الجماهيرية اخطاء وكوارث مايحصل للعراق بسببهم ...!

سمعنا باختصار التالي:

اولا:علاقة الكورد مع اسرائيل وافتتاح القنصليات وزيارات البرزاني رحمه الله والخ والتعمد بالايحاءات لها اعلاميا من خلال قناة الجزيرة وغيرها من المواقع الاعلامية البعثية العروبية وكذلك المواقع الدينية التي تمثل التيار الصدري وقفشات من هنا وهناك من القوائم اللاوطنية وصلت الى حد البرلمان العراقي وتحت قبته ووصلت في بعض الاحيان الى جعل هذه القضية قضية مساومات رخيصة على حقوق العراقيين خدمة للمصلحة الانانية السياسية الفردية..والهدف واحد وواضح هو انهم لا يريدون الكورد ان يكونوا شركائهم بالوطن بطريقة الشكل الهندسي المتساوي الاضلاع بحيث تكون دائما الاضلاع المتوازية والمتقابلة متساوية كما هو معروف في علم الرياضيات الحسابي ..بل للاسف لقد توارث هؤلاء بطريقة او باخرى عادات من عادوهم ويدعون عدائهم الى يومنا هذا بجعل الامور تسير دائما بخطوط متقاطعة تلتقي في نقطة واحدة فقط وتبتعد في نقاط كثيرة مهما اوغلت فيها ستجد نفسك امام طريق مسدود فالتقاطع حصل بنقطة ولايمكن ان تلتقي الخطوط المتقاطعة الا من خلال امتدادات وهمية وباشكال افتراضية هندسية وصولا الى نقطة التقاء قد تحصل او لا من يدري..!

ثانيا: مطالبة الكورد ب كركوك لضمها الى اقليم كوردستان تعتبر قضية انفصال تمهد لاعلان الدولة الكوردية.

ثالثا: الاهداف التوسعية للكورد في رغبتها بضم مناطق كثيرة لم يسمع بها العراقيون ابدا ولا حتى في المنام انها كانت كوردية الاصل..

ثالثا:الاخلال بهيبة الدولة المركزية قبل اقرار الفيدراليات..من خلال الضغط بورقة العقود النفطية بعيدا عن الحكومة.

رابعا: غبن حق الاقليات الاخرى في اقليم كوردستان .مما يولد كراهية مكبرة الاف المرات!!

خامسا: المطالبات بمحكمة الانفال وحلبجة واعدام المتهمين.

سادسا : يتهم الكورد انهم لايؤمنوا بان العراق بلدهم بل انه بلد مؤقت جعلته الظروف هكذا..

هناك امور اخرى لانريد ذكرها بقدر ان نطرح السؤال التالي

لماذا تحولت سمعة الكورد الى سيئة في نظربعض اطراف الشارع العراقي الواسعةبعد سقوط الطاغية؟؟

الا يحتاج الكورد للبدء بحملة مقابلة على حملة تشويه سمعتهم في داخل العراق؟؟

ماهو دور الاعلام الكوردي المبتهج دائما من هذه القضية؟؟

اليس هذا اختصاصا لبعض الاجهزة الامنية التي تتعامل مع امن القوم؟؟

اجد في نهاية الكلام هذا السطر الباقي في ذهني

اذا اردت ان تكسب قضية عليك ان تكسبها في داخل بيتك اولا.

التشويه والتسقيط والحقد الاعلامي خطر محدق ..

نحتاج نحن عرب العراق والاخرين من الدول العربية الا من يعرفنا عن الكورد بلغة عربية بسيطة في الكلام بالغة في المضمون الذي يرفع الغمامة السوداء والخضراء والبيضاء عن اوجهنا.

ضياء العزاوي ـ اليابان
dia67jp@hotmail.com

المصدر: صوت العراق، 21/12/2007