( باسم زرادشت العظيم )
الكوردي إن لم يكن عبدا لنا فهو عبد لغيرنا ؟ !! 2 - 5

الطول طول النخلة و العقل عقل أصخلة .
مثل عن الحمقى

************

و هب من لا يملك الى من لا يستحق .
مثل عن الكريم من حساب الآخرين

******************

في ظل الأوضاع السياسية و الأمنية و الاقتصادية المتصدعة في العراق ، تزداد الشروخ في المجتمعات العراقية ، و الى حد ما في المنطقة ، في هذه الأجواء و المعطيات المعقدة و المخيفة ، على السيد المالكي سلك الزواريب السياسية بحذر و على رؤوس الأصابع ، والسعي الى استمالة الحلفاء الحقيقيين ، و عدم أعطاء المجال للبعض من هم حوله تعميق التصدعات ، الأوضاع بحاجة الى خطوات جريئة ، و لا تسير العملية السياسية الى الأمام بالترقيع و المسكنات ، لأنها لا تنفع تلك المعالجات مع المركب المثقوب ، لا سيما أن أطراف في العملية السياسية مستعدون للانقضاض على حكومته ، ناهيك عن من هم خارجها ، و كذلك العم سام و بتحريض من دول مشايخ الإعراب و تركيا تضخم البعبع الشيعي ، عاملين جديا بإعادة البعث ورموزه الى السلطة تحت مسميات مختلفة ، أي بمعنى آخر بإعادة الصيغة السابقة للحكم ، و يعني ذلك تدمير أعمدة الهيكل على رؤوس الشيعة ، و من ثم مستقبلا على رؤوس الكورد .
مشكلتنا مع بعض حلفائنا العراقيين بأنهم لا يستوعبون بأننا نرى أبعد مما يتصورون ، و الأسستسلام غير المبرر من بعض الأطراف الكوردية ، رسخت القناعة لدى هؤلاء الساسة العراقيين ، بان الكورد راضين بما هو موجود ، في حين لا تقتنع جماهيرنا الكوردستانية بتلك المواقف الكوردية ، و لا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومات العراقية المتعاقبة بعد التغيير ، و لا تقتنع جماهيرنا بالمبررات التي تقدمها الحكومة لتراجع استحقاقات الملف الكوردي ، و على سبيل المثال و ليس الحصر نورد بعض النقاط :
1- لا زال الملف الكوردي الفيلي على حاله ، و أكثر القرارات المجحفة التي أصدرها النظام السابق بحقهم على حالها ، و يجري عن تعمد مدروس أيضا تأخير محاكمة المجرمين الذين شاركوا و صنعوا بدون رحمة محنة الكورد الفيلية ، و بحكم التقادم كان من المفروض عقد جلسات محاكمة مجرمي محنة الكورد الفيلية قبل محاكمات دجيل و محاكمات الأنفال ، و حسب معلوماتنا من أروقة محكمة الجنايات التي تؤكد بأن ملف محنة الكورد الفيلية ، هو الملف الوحيد الكامل بكل جوانبه القانونية ، لذا ولدت لدى الكثيرين من الكورد بأن إعفاء القاضي منير حداد نائب رئيس محكمة الجنايات ، من منصب الناطق الرسمي باسم المحكمة ، جاءت على خلفية كونه كوردي فيلي و لا يقبل المساومة من تأجيل هذا الملف الخطير .
2 - الموقف من تسليح قوات حرس الحدود و تأهيل البيش مة ركة و تخصيصاتهم تواجه عقبات كثيرة .
3 - العراقيل تزداد أمام صرف حصة الإقليم المتفق عليه من ميزانية الدولة ، و كذلك بالنسبة للمشاريع التي توزعها و تنفذها حكومة المركز أو الجهات الدولية ، حيث أن حصة الإقليم منها دون الصفر ، في حين أن المليارات تصرف على مشاريع في الجنوب و الوسط ، حرمان تلك المناطق بسبب سياسة التمييز والعداء للنظام السابق لتلك المناطق و هذه حقيقة ، و لكن أكثر تلك التخصيصات تذهب الى الجيوب أو تصرف على المناسبات الدينية ، ( و هنا نحن لسنا في صدد المطالبة بعدم إقامة الشعائر و المناسبات الدينية ) ، في حين أن إقليم كوردستان شاهد تمييزا اكبر و حرمانا أكثر و حصارا حكوميا و إقليميا و دوليا و لعقود طويلة قل نظيره في التاريخ .
4 - القرارات التي اتخذتها الحكومة المجرمة السابقة على حالها ، و التي تخص التهجير و التعريب و استقطاع مناطق من كوردستان ، و منها أيضا قرارات مجحفة غير منظورة كانت قد أصدرتها الحكومة السابقة بحق الكورد الأزيديين و الكلدان و الآشوريين و التركمان ، و لم يتم إعادة المهجرين و تعمير مناطقهم إلا ما ندر .
5 - لم يجري تفعيل القضاء و هيئة النزاهة ، و يجري التعامل مع أحكام محكمة الجنايات بمكيالين ، فيما يخص محكمة الأنفال (حتى تلك التي اعترضت عليها هيئة الرئاسة لأن الجهة التنفيذية هي رئاسة الحكومة ) و كذلك بالنسبة للإبادة الجماعية من شهداء مقابر الجماعية و ضحايا الأسلحة الكيماوية و تعويض ذويهم و معالجة الجرحى و تعويض المساجين السياسيين ، كل هذه القضايا بقيت معلقة .
6 - في الوقت الذي جرى سرقة النفط في الجنوب و الوسط و بيعها بدون عدادات لفترة طويلة ، تعرقل الحكومة الاتفاقيات النفطية التي تعقدها حكومة الإقليم ، بحجة عدم قانونيتها لأن قانون النفط و الغاز لم يجري تصديقها من قبل مجلس النواب ، قد يستمر تأخير عدم تصديق بعض القوانين لسنين قادمة ، بسبب الخلافات السياسية أو بسبب الإرهاب ، لا يعني ذلك أن ننتظر رحمة الساسة للاتفاق أو لحين القضاء على الإرهاب ، أي نوقف عجلة الأعمار و التنمية الى ما لا نهاية ، منتظرين حلول معجزة ربانية ، و لا زالت وزارة النفط تضع العراقيل أمام الصناعة النفطية في الإقليم ، و رغم تمتع الإقليم بنوع من الأمن ، لم يجري إنشاء مصفى لتكرير النفط في الإقليم ، و لا زال المئات من العمال و الفنيين الكورد المطرودين من وظائفهم و أعمالهم في عهد الطاغية لم يجري إعادتهم و لا زال القسم الأكبر منهم عاطلا عن العمل ، بل يجري على قدم و ساق تعيين و نقل الأخوة من الجنوب و الوسط في شركة نفط كركوك .
7 - توزيع المناصب و الدرجات الخاصة في مرافق الدولة و مفاصلها غير عادلة ، و منها السفارات في الخارج التي لا تتعدى حصة الكورد من تلك التعيينات أكثر من الخمس .
8 - اللغة الكوردية تعتبر اللغة الرسمية الثانية لم يجري تفعيلها لحد الآن ، و لا زال الإعلام الرسمي على حاله أحادي الجانب ، في حين الفضائيات الكوردية و الكلدانية و الآشورية و التركمانية زاخرة ببرامج باللغة العربية ، لكن الإعلام الرسمي تقدم برامج باللغات الأجنبية ، دون أن تشاهد أو نسمع أي برامج باللغات المحلية ، و لم تبذل الحكومات المتعاقبة بعد التغيير أي جهد يذكر بشأن تبديل علم الصدامي ، أو وضع نشيد وطني يشير الى كل المكونات العراقية .
9 - التفرد باتخاذ القرارات الخطيرة في الغرف المغلقة ، و منها ما حصل مؤخرا مع الجانب التركي ، و حتى الآن لم يجري عرض الاتفاقية و بنودها السرية على مجلس الوزراء ، تمهيدا لعرضها على مجلس النواب ، و بما أن الاتفاقية وقعت بالحروف الأولى و لم تشرع قانونيا ، فالذي يريد يجمع اللحمة لوقف التداعيات ، عليه إلغاء المعاهدة المشئومة ، و إلا أين يكمن الفرق بين النظام السابق و الحكومة الحالية في نظرتها الى القومية الثانية في العراق !! ، معناه تفسير واحد للموضوع هو الطلب من الكورد بأن يذعنوا لديكتاتورية الأكثرية ، في حين أن لأطراف في العملية السياسية و في الحكومة لهم تطلعاتهم القومية و المذهبية ، في الوقت نفسه يمنع الكورد من وجود تطلعات قومية لديهم مع أجزاء وطنهم المقسم ، علما بأن لنا الكورد في جنوب كوردستان ملاحظات ليست قليلة على ممارسات الأخوة في حزب العمال الكوردستاني ، و هذا لا يمانع أن يكون لنا أيضا تطلعاتنا القومية أسوة بالآخرين .
10 - حتى بالنسبة للقوات المسلحة لا يهم إن كان رئيس الجمهورية من أي طائفة أو قومية كانت ، المتعارف عليه و المعمول به في الأنظمة الرئاسية أن يكون رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ، و في الأنظمة النيابية يكون رئيس الحكومة هو القائد العام للقوات المسلحة ، و لكن يبقى رئيس الجمهورية هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ، ضربت حكومة السيد المالكي هذه الإشكالية بعرض الحائط كما ضربها السيد الجعفري قبله .
هذا غيض من فيض و لدينا عشرات الأمثلة الأخرى ، و ليس معنى هذا إننا نزكي الجانب الكوردي بعدم وجود تقصير أو أخطاء لديهم ، و لكن الأمور هي بيد الحكومة لهذا يكون موقف الجماهير الكوردستانية تزداد سلبية يوما بعد يوم من الحكومة .
و بشفافية نقول كانت هذه الحكومة من أقرب الحكومات الى نفسية شريحة واسعة من الكورد ، لأنهم كانوا يقدرون ظروفها المحلية الذاتية و الموضوعية و الدولية إن لم تقوم بتخطي الخطوط الحمر ، تجاوز خطوط الحمر خلقت هواجس لدى الجماهير الكوردية التي لا تغفر مثل هذه الحالات ، لأن هذه الجماهير تعرف تشابك الحالة الكوردية في جوانبها الإقليمية ، و لكن هذا لا يمنع من تشخيص السلبيات و خاصة الخطيرة منها التي تتعلق بوجودنا ككورد ، و إعادة النظر في المعاهدة الظالمة يعتبر تصرف عقلاني لكي لا تتفاقم التداعيات و الانهيارات ، و بعكسه لا يكون الصك الممنوح للحكومة مفتوحة الى ما لا نهاية ، و خاصة بعد انسحاب جبهة التوافق من الحكومة بصورة شبه نهائية ، و الكتل الأخرى إما تعرقل إجراءات الحكومة أو هي على حافة الانسحاب الكلي ، و السياسة مصالح بنية صادقة و خاصة في الجوانب الواضحة منها الواقعية الظاهرة و المعاشة ، و خلط الأوراق يجري في أكثر من مكان و موقع ، و المصالح أدت بالحكومة الى رفع شعار المصالحة ، وتوجد في أطراف الحكومة بعثيين محسوبين على الائتلاف ملطخة أياديهم بالدماء ، و الأمريكان جمعوا عصابات القاعدة في العراق لغرض إبعاد الإرهاب عن أمريكا و عن أوربا ، و يفاوضون البعثيين و يتدخلون في شؤون القضاء و منها شؤون محكمة الجنايات و شؤون هيئة النزاهة ، ويسلحون العشائر السنية قسم منها محسوبة على النظام السابق ، والقسم الآخر منهم رفعوا السلاح ضد الحكومات التي جاءت بعد التغيير ، و الإيرانيون يزودون السنة و الشيعة في العراق بالسلاح و الأموال لمحاربة أمركا ، و يضيفون قيادات القاعدة في بلدهم ومنهم أبناء بن لادن ، و السوريون يمنعون القاعدة في سورية ة لكنهم يرسلون انتحار يهم الى العراق ، و يحتضنون فلول النظام السابق ، و السعودية و بلدان الخليج الفارسي يزودون سنة العراق بالأموال ، و يمولون عصابات القاعدة بالسلاح و بالأفراد ، و حكومات الأردن و اليمن و مصر تقدم التسهيلات لجهات معادية للعملية السياسية الجارية في العراق ، و يزودون أفراد من القاعدة و فلول النظام السابق بالجوازات ، و تركيا لديها عملاؤها علنا في العراق ، و تنسق مع فلول النظام السابق و مع أطراف سنية ضد الوضع القائم في العراق ، و تمنع الأحزاب الدينية المتطرفة في تركيا ، و لكنها تقدم التسهيلات لعدة أحزاب إرهابية سلفية تركية للعمل في الساحة العراقية عن طريق عملائها المتواجدين في العراق ، و منها عدة أحزاب و جماعات تركية إرهابية وردت أسماؤهم ضمن القائمة التي أعلنتها وزارة الخارجية الأمريكية – مكتب مكافحة الإرهاب لسنة 2004 ، سنذكر أسماءها بالتفصيل في الحلقات القادمة .
المشاريع التي تبنى على أساس الفشل ، سواء كان الفشل الأمريكي أو التركي أو العراقي أو الكوردي ، فالنتيجة المنطقية ستكون زرع لغم سينفجر لاحقا و بطريقة مدوية ، نقول ذلك بعد تسرب معلومات عن اجتماع بوش – اوردغان ، حيث عرض اوردغان احتلال إقليم كوردستان ( ولاية الموصل ) كأن الرجل ذاهب الى نزهة ، و إلحاقها بالدولة الطورانية مستندا الى بعض الحجج التاريخية و القانونية الواهية ، و عرض بالمقابل تركيا ستقوم بتزويد المواطنين في المنطقة و بدون تمييز بالمواد الغذائية و متطلبات المعيشة بصورة دائمة ، كما كان يجري سابقا و حاليا عن طريق البطاقة التموينية ، أي أصحاب الأرض يصبحون ضيوفا و يعيشون على صدقات الطورانيين ، أو على زكاة حزب العدالة و التنمية التركي ، حقا ينطبق على اوردغان المثل القائل ، الطول طول نخلة و العقل عقل أصخلة ، إلا أن الاقتراح رفض من بوش ، و بدلا عن ذلك اقترح على اوردغان بتزويد تركيا 10% من نفط المنطقة الشمالية بصورة دائمية ، كما كان من المفروض حصول ذلك أبان ترسيم الحدود العراقية – التركية ، بشرط أن تقوي تركيا علاقاتها الاقتصادية مع الإقليم ، لربط اقتصاده بعجلة اقتصاد تركيا شيئا فشيئا ، و ينطبق على بوش أيضا المثل القائل ، وهب من لا يملك الى من لا يستحق ، و نتحدى كلا الطرفين إذا استطاعوا تكذيب هذا الخبر المسرب الى بعض الدول الأوربية و لدينا الأدلة و المصدر .

ناجي ئاكره يي

المصدر: صوت العراق، 15/11/2007