بسم الله الرحمن الرحيم
يطالبون بطرد حزب العمال الكردستاني ولكنهم يتمسكون بمجاهدي خلق الايرانية المطلك مثالا

ازمة التهديدات التركية باجتياح شمال العراق وهنا نؤكد شمال الوطن العراقي لنفضح من يتباكون على العراق ووحدته يدعون الوطنية من بعض القوى السنية العربية العراقية ومثالهم صالح المطلك وقائمته الحوار وكذلك التوافق ورد فعلها المفضوحة من هذه الازمة.

فصالح المطلك وهو سني عربي عراقي يطالب بطرد حزب العمال الكردستاني التركي ويعتبره منظمة ارهابية وتسبسب توتر العلاقات بين العراق وتركيا، ويتهم الكرد العراقيين بالتسبب بالازمات، في وقت نجد ان صالح المطلك نفسه يرفض طرد حزب مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لايران والتي لها دور في العنف بديالى بشكل خاص ؟

فاليس بقاء هذه المنظمة تؤدي لتوتر العلاقات مع ايران كما ان حزب العمال الكردستاني يسبب ذلك يا صالح المطلك ؟ وهل اصبحت القوى السياسية التي تحسب نفسها عراقية اجندة لدول اقليمية تعمل لضمان اطماعها بالعراق من جهة وحماية الامن القومي العليا لتلك الدول الاقليمية التي تتدخل بالشان العراقي وتمثل تهديد له وتدعم الفوضى بالعراق كسوريا ومصر وتركيا والاردن والسعودية وغيرها.

فازدواجية المعاير التي كشفت وجوه الكثيرين الذين اتهموا الكرد العراقيين بأنهم يسببون الازمات بين العراق ودول الجوار وغيرها من القوى السياسية بدعوى احتضان حزب العمال الكردستاني التركي، كما فضحتهم سابقا برفضهم فيدرالية للجنوب والوسط العراقي ولكنهم وافقوا على فيدرالية لولايات في شمال العراق.

والمصيبة ان المطلك يتهم قوى سياسية بأنهم عملاء ايران لانهم يطالبون بطرد مجاهدي خلق الايرانية التي تورطت بدماء العراقيين، في وقت انهم يطالب بطرد حزب العمال الكردستاني التركي المعارض لتركيا، فاليس وفق نفس قياس المطلك نفسه يصبح المطلك عميلا لتركيا بكل ما للكلمة من معنى.

ونسأل صالح المطلك، اطماع تركيا العلنية بالموصل وتدخلاتها بدعوى حماية تركمان العراق لتطلعها لنفط كركوك، وبناءها للسدود التي تهدد بتعطيش العراقيين وتصحر اراضيهم، ضمن مخطط لمقايضة النفط مقابل الماء، والاتفاقية التي وقعت في بدايات القرن الماضي بعد تاسيس الدولة العراقية، والتي بموجبها تعترف تركيا بالعراق مقابل حصولها على عشرة بالمائة من نفط كركوك، وحق تركيا باحتلال ولاية الموصل في حالة أي تغير في الخارطة العراقية، كل ذلك لا يهز لكم شعره يا استاذ المطلك، ولكننا نراكم تقلبون الدنيا على ايران بتهمة تدخلاتها بالشان العراقي، فاليس هذا تناقض جديد ومرعب، ام لان تركيا سنية وايران شيعية قياسكم لتحركاتكم.

فهنا يطرح التساؤل الذي نريد من الاستاذ سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء ان يجيب عن هذا التناقض في مواقف المطلك والقوى السنية للسنة العرب العراقيين.

وهنا نجيب عن الموقف المتناقض لصالح المطلك والنزعة الطائفية والعنصرية وعقدة الاقلية التي يعاني منها الكثير من السنة العرب العراقيين في العراق والتي اصبحت اداة لتدخلات اقليمية بالشان العراقي كمصر والاردن وسوريا والسعودية وغيرها، ونطرح الاجابة عن سبب رفض المطلك طرد مجاهدي خلق من العراق في حين يطالب بطرد حزب العمال الكردستاني التركي:-

1. حزب العمال الكردستاني لم يكن اداة بيد صدام والبعث ضد العراقيين بالجنوب والوسط كحال حزب مجاهدي خلق الإيرانية التي ملطخة بدماء العراقيين الشيعة.

2. مجاهدي خلق الايرانية المعارضة رفضت اسقاط صدام والبعث وكانت جهاز قمعي ضد العراقيين لنصرة حزب البعث وصدام، وهذا ما لم تتصف به حزب العمال الكردستاني التركي.

3. مجاهدي خلق حركة معارضة لايران الشيعية، في وقت حزب العمال الكردستاني معارضة لتركيا السنية.

4. ان تركيا دولة سنية يعتبرها الكثير وريثة الدولة العثمانية السنية، وتركيا اقامت مؤتمر اعترف بها السنة بطائفيتهم كعدنان الدليمي الذي صرخ (انا طائفي انا طائفي).

وهنا ايضا نوجه تساؤلنا ايضا للتيار الصدري وجيش مهدي ومقتدى الصدر، الذين يرفضون ايضا ان يتواجد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق كردستان العراقية، ويعتبرون تواجدهم وتعاطف الاكراد العراقيين معهم تطلعات عنصرية قومية انفصالية، وهنا نتسائل عندما اعتبر مقتدى الصدر نفسه اليد الضاربة لحماس الفلسطينية السنية التي اعتبرت صدام شهيد وتعبر الارهاب بالعراق مقاومة، واليد الضاربة لحزب الله لبنان، الذي ايضا يعتبر ما يجري بالعراق مقاومة، ورفض اسقاط صدام، وتعهد مقتدى الصدر باثارة الازمة بالعراق اذا ما تواجهت أي دولة مع اميركا، بجعل العراق ساحة لتصفية حسابات اقليمية على حساب الامن وارواح وكرامة العراقيين، الا يعتبر ذلك اعتراف صريح من هذا التيار ومقتدى الصدر بأنهم اجندة لدول اقليمية تعمل لحسابات خارجية وتسبب التوتر والازمات للعراقيين وللوطن العراقي.

واخيرا نؤكد على ضرورة فهم حقيقة مهمة، وهي ان احزاب المعارضة لدول معينة يمكن ان تكون اداة لتهديد العمق الامني والاستراتيجي للدول، وفي القضية العراقية يجب الاستفادة من هذه الاحزاب ضمن سياسة الرد بالمثل على الدول ، التي تزود الارهابيين بالمسلحين والاسلحة والاموال وتدعم الفوضى بالعراق وتقيم المؤتمرات الطائفية والعنصرية وتجعل اراضيها مقر لاقامة واستضافة قوى تعتبر الارهاب وتنظيماتهم مقاومة بالعراق.

فيمكن الاستفادة من حزب العمال الكردستاني التركي في تهديد العمق التركي و تهديد السدود التي تعمل تركيا على بناءها وفي حالة اتمام هذه السدود يهدد العراق بالتصحر وتعطيش العراقيين، فحزب العمال الكردستاني يمكن ان يكون ورقة ضغط على تركيا لتتنازل عن الكثير من سياستهم المعادية للعراقيين، وخاصة ان العراق لا يملك الترسانة المسلحة البعيدة المدى حاليا التي تهدد تركيا في عمقها لذلك يجب انتهاج كل السبل لحماية العراقيين مهما كان الثمن.

علما ان تركيا لا تستطيع ان تدخل صراع طويل بالعراق لعدم قدرة ميزانيتها الاقتصادية على ذلك واي حرب استزاف بالعراق تعني انهاء تركيا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، لذلك سوف تعي تركيا في اخر المطاف ان اللعب بالنار العراقية وتهديد العراقيين بالتصحر والعطش استغلال لثروات النفط العراقية وطمعا باراضي عراقية يكون نهايتها وبالا على تركيا.

حسين باقر جاسم
12/11/2007