الرفيق سامي العسكري يتحامق على الشعب الكوردي بتوجيه من المالكي

الملاحظ في الآونة الأخيرة بأن الرفيق البعثي السابق سامي جاسم عطية العسكري ، الذي سرق لقب العسكري لأسباب يعرفها هو جيدا ، قد شرب حليب السباع ، بعد ان وعده الأستاذ المالكي رئيس الوزراء العراقي ، بحقيبة وزارة النقل في التعديل الوزاري المرتقب ، هذا التعديل لا و لن يرى النور ، و إذا جرى فسوف يكون وليدا مشوها ، كان هذا الرفيق المهندس يوزع التهم يمينا و يسارا ، على بعض دول الجوار وعلى القوى السياسية العراقية ، و حسب رغبة أسياده من خارج الحدود ، وبوجه الكالح الذي لا يعرف الأبتسامة من كثرة البكاء في إيران الإسلامية على المحرومين و المظلومين ، أصبح نجم بعض الفضائيات و صوته الأجش يسمعه البعض من خلال الإذاعات ، و تصريحاته الرنانة الفارغة تملآ الصحف الممولة ، و حينما لم يجد من يرد عليه ، لمعرفة المطلعين ماضيه و إمكانياته و توجهاته ، فتصور هذا الخنفس بأنه حصان فذهب الى النعال رافعا رجله لينتعل ، و هو يعرف نفسه قبل غيره أنه مجرد خنفس كريه ، والمعروف عن هذا الشخص انتهازيته و تقلباته منذ كان رفيقا في جامعة البصرة ، و عن طريق مسئوله الأمني الرفيق الضابط مطلك تسبب باعتقال و طرد عشرات الطلبة المعارضين للديكتاتورية ، و ذلك في النصف الثاني من سبعينات القرن الماضي ، و رفيقنا هذا تخرج من كلية الهندسة قسم الكهربائية في جامعة البصرة ، و كان قد قبل في تلك الكلية على حساب مؤسسة الحسن بن الهيثم ، الذي أسسه صدام التكريتي قبل استلامه الرئاسة ، لتخريج كوادر المخابرات لتدعيم حكمه مستقبلا ، ( و المضحك المبكي بأن الرفيق سامي العسكري كان أحد الحاضرين إعدام الديكتاتور ، و شوهد من قبل الكثيرين وهو يهوس و يلوح بيده مع الحاضرين ، و بعد إعدام الطاغية صرح لوكالات الأنباء متفاخرا بأنه سمع صوت كسر رقبة الطاغية ، و من ثم صرح بعد يوم من إعدام الديكتاتور الى جريدة الحياة اللندنية ، بأن السيد المالكي أحتفل ليلة إعدام صدام بزواج ابنه ، بتلك التصريحات حول العسكري الطاغية من ديكتاتور أرعن الى شهيد و بطل قومي ، و دق إسفين بين السنة و الشيعة خدمة لأغراض أسياده ) ، و بعد تخرج الرفيق سامي العسكري من كلية الهندسة دخل دورة مخابراتية للرفاق البعثيين ، و من ثم عين في بدالة السنك للاتصالات مشرفا على قسم الإنصات للمكالمات الخارجية ، و بقي في وظيفته لمدة ثلاث سنوات ، و بعدها فجأة و بقدرة قادر ظهر في إيران الإسلامية ، و عن كيفية سفره الى إيران يلفه الغموض ولا يرغب شخصيا أن يتطرق أحد الى ذلك ، و ما سربه المقربين منه في حينه حينما كنا في إيران ، بأنه كان على علاقة مع ( أبو حراء ) الذي كان يلقب ببطل العبور ، و لكن أبو حراء مات في السجون الإيرانية بطريقة غامضة ، بعد أن تبين للأطلاعات بأنه كان على صلة مع المخابرات العراقية ، و يذكر أكثر من شخص بأن الرفيق سامي العسكري هو من وشى به لدى الأطلاعات الإيرانية ، بحكم علاقاتهما السابقة مع المخابرات العراقية ، و بعدها ظهر في لندن في مقر حزب الدعوة مع السيد حسين الشامي القيادي في حزب الدعوة و رئيس الوقف الشيعي لاحقا ، و من ثم أختلف مع الشامي و أخذ ينسق مع السيد إبراهيم الجعفري في لندن ، و بعدها أنسلخ منهم و نسق مع السيد أحمد الجلبي ليعمل في المؤتمر الوطني ، و أرسله الجلبي الى أمريكا في دورة تدريبية ، و بعد السقوط نسق مع السيد العلامة بحر العلوم ، ليصبح عضوا مناوبا عنه في مجلس الحكم ، و قبل تشكيل الجمعية الوطنية المؤقتة تقرب كثيرا من الأمريكان و أخذ يغازلهم علنا ، و من ثم تقرب من التيار الصدري قبل تشكيل الإتلاف الشيعي ، مطالبا بأن يدخل التيار الانتخابات بقائمة مستقلة عن الأحزاب الشيعية ، و لكنه فوجئ بعدم ورود اسمه ضمن قائمة التيار الصدري ، فتقرب من السيد إبراهيم الجعفري ثانية ، و بعدها رشح الى الجمعية الوطنية المؤقتة ، و في فترة منافسة السيد عادل عبد المهدي و السيد إبراهيم الجعفري على منصب رئيس الوزراء ، انحاز الى جانب الأستاذ الجعفري ، و لما وجد بأن فرص السيد الجعفري ضئيلة لاستلام رئاسة الوزراء ، تقرب من السيد علي الأديب و لكنه سمع كلاما من الأمريكان بأنهم لا يوافقون على ترشيح الأستاذ الأديب للرئاسة الحكومة بحجة تبعيته الإيرانية ، أخذ يتقرب من السيد المالكي الأكثر حظا للمنصب ، و نسى الرفيق سامي العسكري بأنه هو شخصيا أيضا متهم من قبل القوى السنية بالتبعية الإيرانية .
الرفيق السابق سامي العسكري النائب الحالي عن حزب الدعوة في قائمة الإتلاف الشيعي ، عندما ترشح على قائمة بغداد للمجلس النيابي أدعى أنه مستقل ، و ظهر بعد ذلك بأن ادعاءه في غير محله ، و تقلبات العسكري و غموضه المصطنع ليس خافيا على أحد ، و معروف عنه بأنه ينتهز الفرص للتنفيس عن حقده الدفين ، و عندما تأتيه الفرص يخرج قيحه الى العلن ، و تكليفه من قبل المالكي للهجوم على الشعب الكوردي عموما و ليس ساسة الكورد لم يأتي من فراغ .
و منذ انتخابه عضوا في مجلس النيابي معروف عنه تناقضاته ، فتارة هو متحمس و تارة أخرى هادئ و حسب ما تمليه عليه مصلحته ، عند كتابة مسودة الدستور عمل جاهدا بجعل اللغة الفارسية ، لغة الثالثة الرسمية في الدولة العراقية ، و عند مناقشة تعديلات قانون البعث تحمس ضد التعديل لإخفاء ماضيه الأسود مع البعث المجرم ، و لاحقا عمل جاهدا لهضم حقوق الكورد الفيلية بتفريس قضيتهم ، و عمل أيضا و لا زال على عرقلة إعادة أملاكهم المصادرة و خاصة في بغداد ، و كان موقفه سلبيا و متناغما مع موقف وزير كوردي متأسلم و مستعرب من حقوق الكورد الفيلية .
الرفيق سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء ، و بتوجيه من سيده نوري المالكي الذي كان للأمس القريب يلاقي الدعم من الشعب الكوردي صرح يوم 16 /10 / 2007 بما يلي :
وقال العسكري في حديث لـ"راديو سوا": "للأسف في الكثير من الحالات لاحظنا أن الأخوة الكرد ربما يديرون ظهرهم للحكومة المركزية ويعتبرون أن ما يجري في تلك المنطقة هو شأن كردي خاص بهم، وحين تواجههم الأزمات يتذكرون أنهم جزء من العراق وجزء من الحكومة العراقية وعلى الحكومة العراقية أن تدافع عنهم وتحميهم"
و مما قاله أيضا في تصريحه المجزأ و بتشفي ، من أن الحكومة العراقية غير ملزمة بإرسال قوات الجيش و الشرطة، لصد هجمات الجيش التركي في حالة دخوله الى شمال العراق ، إن ذلك من واجب البيش مة ركة و قوات الحلفاء ....
نعم قال الحقيقة فقط حينما ذكر بان الدفاع عن حدود كوردستان ليست مهمة حكومة المنطقة الخضراء ، و شعبنا الذي دافع عن وجوده و أرضه و كان معه كل الشرفاء ، يعرف كيف يدافع عن أرضه لأنه سيد أرضه ، و السؤال الذي يفرض نفسه إذا كان حدود الإقليم ليس من اختصاصكم ، فبأي حق تخولون الحكومة الطورانية بالدخول الى كوردستان ، أليست هذه مؤامرة دنيئة مكشوفة و تصرف أحمق في ارض لا تملكونه ، و من جعلكم أوصياء على شعب لم يخفض رأسه يوما للدخلاء .
أما قوله من أن الكورد عندما تواجههم الأزمات فأنهم يتذكرون بأنهم عراقيين الى أخره من الترهاتات .... ، فإذا كان قصدكم توقيع الكورد على عقود لاستخراج النفط ، فان الدستور الدائم يخولهم ذلك ، أما إذا كنتم تطمعون في نفط كوردستان ، و تتخيلون كأنكم باقون في الحكم لتستمروا بسرقة النفوط الى ما لا نهاية فهذا بحث آخر ، خلال أكثر من ثلاثة سنوات كنتم تسرقون نفط العراق و تصدرونها بدون عدادات ، لحساب إيران و قوات القدس و لحساب بعض آيات الله و لحساب بعض الأحزاب الدينية و لم ننطق بكلمة ، حتى وصل الأمر الى درجة بأن كوبونات النفط الممنوحة من قبل حكومة الجعفري و من قبل حكومة المالكي ومن قبل الإيراني الشهرستاني وزير النفط ، قد تجاوز ما منحه الطاغية لمريديه خلال سنين الحصار ، و رائحة أخبار الفساد و السرقات في حكومتكم تزكم الأنوف في أروقة الكونكرس الأمريكي و في برلمان الاتحاد الأوربي ، حقا البعض في السلطة مثل ذلك الشخص الذي رأى عورة أبيه فتعجب .
أما إذا كان قصدكم قوات البيش مه ركة الأبطال ، فهي قوات رسمية بموجب الدستور الدائم ، و هذه القوات كانت موجدة و على الأرض منذ سنة 1961 حينما كان سن البولاني عام واحد ، و هذه القوات هي التي ساعدتكم في أيامكم العصيبة ، و رغم تحفظات أكثرية شعبنا قاتلت هذه القوات معكم الإرهاب في أكثر من مكان .
و إذا كان قصدكم بتلك التصريحات الوقحة ، هي تواجد الحزب العمال الكوردستالي في جبل قنديل ، وكما تعلمون إن كنتم رجال دولة حقا بأن هذا الحزب كان هناك منذ العهد السابق ، و تواجدوا في تلك المنطقة بعد الاجتماعات الدورية في حينه بين وزراء خارجية إيران و سورية و تركيا ، متصورين وزراء هذه الدول بأن تواجد قوات حزب العمال الكوردستاني هناك تؤدي الى حرب داخلية بين الكورد ، و الى إجهاض مكتسبات الكورد في الإقليم ، و لكن انقلب السحر على الساحر ، و كما يعرف الجميع بان هذه القوات هي قوات تحرير تناضل منذ عشرات السنين ضد إرهاب أبشع فاشية في العالم ، و لا يقف وراءهم أية دولة أو جهة ، و بإمكانياتهم البسيطة يصمدون أمام القوات الطورانية ، و لا تنسوا أنهم بني جلدتنا و سوف نضعهم في حدقات عيوننا مهما كانت التضحيات ، و أن هذا الحزب ليس حزبا إرهابيا كما تدعون ، بل الإرهابيون هم عملاء الميت التركي في الجبهة التركمانية ، الذين يؤجرون القتلة بأموال تركية لإرهاب و قتل المواطنين في كركوك و الموصل و تلعفر ، لأنهم جبناء يقومون بهذه الأعمال و بخسة عن طريق الآخرين ، الإرهابيون هم الحرس الثوري و قوات القدس و عملاء الاطلاعات ، الذين يعيثون فسادا في محافظات الجنوب و الوسط و في بغداد وبعلم الحكومة الحرباء ، الإرهابيون هم الميلشيات التي تقتل و تهجر على الهوية و بملابس الجيش و الشرطة ، الإرهابيون هم مستشاريكم الإيرانيون الذين تعج بهم مفاصل و مرافق مؤسسات الدولة إن كانت هناك دولة ، الإرهابيون هم الذين يروجون لحساب أطراف في الحكومة حبوب الهلوسة و الأفيون ، الإرهابيون هم القتلة الذين منحتموهم الرتب و المناصب العليا و حولتم الآخرين منهم الى دبلوماسيين في السفارات ، و جلهم لا يعرفون أن يكتبوا أسماءهم ، مع احترامي للمهن أكثرهم كان يعمل في التهريب أو كان قصابا و بقالا أو فيترجي أو عاطل عن العمل ، هل تريدون أن ننشر تلك التعيينات ؟ و بتوقيع السيدين المالكي و الجعفري ليرى العالم العجب العجاب ، رحم الله امرأ عرف قدر نفسه .
أعداد غفيرة من جواسيس الاطلاعات جرى اعتقالهم من قبل قوات الحلفاء ، و جرى إطلاق سراحهم من قبل الجعفري و المالكي ، و هناك الألوف منهم يدخلون العراق بدون فيزا ، و لم يتم محاسبة أحد لحد الآن ، هناك في مناطق من العراق لا يتداولون العملة العراقية سوى التومان الإيراني ، وهناك في كثير من الدوائر ممنوع التكلم بأية لغة سوى الفارسية . . نعم شيمة الغادرين الغدر و كنا نتوقع ذلك ، بل كنا نتوجس الى حد اليقين من خلال مناوراتهم بأنهم يهيئون خنجرهم المسموم ليطعنونا من الخلف ، فالحكام الجدد يتناسون بأن الكورد تحدوا اكبر ثالث جيش في العالم ، و لا يستجدون أحد ليقوم بالدفاع عن أرضهم و عرضهم ، و خاصة أولئك الذين يتلقون التعليمات من ولي أمرهم الشرعي في الشرق من العراق ، و نحن نعرف التناغم و الغزل العراقي - التركي ظاهره عراقي ، و أساسه هو امتداد للغزل الإيراني - التركي بشأن القضية الكوردية ، و التصريحات الأخيرة لحبيب و صديق السيد المالكي ، هي إشارة و موافقة ضمنية و ضوء أخضر بدخول القوات الطورانية الى كوردستان ، و مسودة المعاهدة الأمنية كانت قد كتبت في عهد وزارة السيد الجعفري ، و هي نسخة أخطر من المعاهدة التي وقعها المقبور طه الجزراوي مع الجانب التركي ،التي كانت تخول الأتراك بدخول قواتهم بعمق 40 كم الى كوردستان ، بل ما سرب من الجانب التركي بأن المعاهدة الجديدة تخول القوات التركية بدخول أراضي عراقية بدون تحديد العمق ، أما الإدعاء أن تكون سارية المفعول لمدة سنة واحدة ، لا قيمة لذلك لأنها قابلة للتجديد ، هذه الفقرة الأخيرة وردت لذر الرماد في العيون لتكون قريبة للمعاهدة السابقة ، و لدى التمعن في المذكرة التي قدمتها حكومة اردوغان الى البرلمان التركي ، يتضمن المطالبة بالتخويل لدخول قواتهم الى كوردستان لمدة سنة واحدة ، ليكون التخويل متطابقا مع البنود السرية التي وقعها السيد البولاني ، و تفيد معلومات الجبهة التركمانية بأنه لدى توقيع على المعاهدة حضر تلك المراسيم معه مستشار وزارة الداخلية العراقية و هو إيراني و من قوات القدس ، بالإضافة الى مندوب من الخارجية الإيرانية ، هذا لم نقوله نحن بل قاله المقربون من البولاني و كذلك الأمريكان ، و ما امتناع حكومة السيد المالكي بعرض الاتفاقية الأمنية على مجلس النواب ، إلا دليل أضافي على ما جرى الاتفاق علية ضد الكورد من وراء الكواليس ، و نؤكد هنا بأن كل المؤشرات تشير بأن الجانب التركي كانت لديه غايات من المعاهدة ، و قضية الإرهاب و حزب العمال الكوردستاني هي حجج واهية ، و الطورانيون رغم غبائهم كانوا أذكى من حزب الدعوة ، و يعرفون بأن حكومة الحرباء قد أصبحت أكس بار ، فأرادوا حلبها و هي ضعيفة و دق الإسفين بينهم و بين الكورد فأكلوا الطعم ، و ما يريدوه من المعاهدة هو للاستفادة منها لاحقا ، حين حلول موعد الاستحقاق الدستوري لتطبيق المادة 140 من الدستور ، التي ضربها السيد المالكي مع الدستور بعرض الحائط منذ زمان ، فإذا كان صدام حسين يشرع القوانين وفق مزاجه و مصلحة نظامه ، و تحول الى دكتاتور أرعن بعد عقود من القوانين المجحفة ، فان السيد المالكي في أقل من سنتين يسير على خطاه ، و مع أسفنا قول ذلك فأن السيد المالكي قد أصبح ديكتاتور صغير خلال فترة حكمه القصيرة .
و الخبث في تصريحات الرفيق العسكري كان واضحا ، عندما لم يتجرأ بالهجوم على بعض الساسة الكورد لأنه موعود بحقيبة وزارية ، بعكس ما فعلتها الرفيقة مريم الريس و بتوجيه شخصي من السيد المالكي ، حينما تطاولت على مجلس الرئاسة .
قلنا سابقا بأن السياسة مصالح لذلك نقول و بفم مليان ، من أن موقف أكثرية الأطراف في حزب الدعوة كانت مع التدخلات التركية ، رغم بعض التصريحات الخجولة هنا و هناك ، بعكس تصريحات الأخوة في المجلس الإسلامي الأعلى ، و منها تصريحات الأخيرة لسماحة السيد عبد العزيز الحكيم مشكور عليها ، و لا ننسى الموقف المشرف للأستاذ بهاء الأعرجي من التيار الصدري ، الذي قال بأن الأعتداء على إقليم كوردستان هو اعتداء على العراق ، و لا ننسى أيضا مواقف الايجابية للدكتور علي الدباغ ، و الموقف الايجابي للأستاذ أحمد الجلبي مطالبا الحكومة بمفاتحة مجلس للأمن للانعقاد لدراسة الوضع المتأزم ، و هناك مواقف ايجابية لآخرين مشكورين عليها .
أما تصريحات الأكثرية في الجانب السني كانت ضد التدخلات التركية ، و منها تصريحات الشيخ الضاري الذي كنا نشتمه لحساب الآخرين ، و لا ننسى موقف الرائع لرئيس مجلس النواب الدكتور المشهداني ، و نرجوه هنا أن يطالب رئيس حكومة الحرباء و معه المدلل البولاني للمثول أمام المجلس النيابي لتوضيح ما حصل في أنقرة ، و كذلك لا ننسى الموقف المشرف للسيد طارق الهاشمي الذي تحمل عناء السفر مشكورا لنزع فتيل الأزمة ، حتى و إن كان البعض في الجانب السني يقول كلمة حق يراد بها باطل ، فنحن نقدره لأنه لم يتشفى بنا كما فعلت أوساط حزب الدعوة جناح السيد المالكي – الجعفري .
و نقول للسيد المالكي و عن قوة و ليس عن ضعف ، أنت لست جزء من الحل ، بل أنت جزء أساسي و صانع رئيسي للأزمة ، نحن الكورد كشعب و جماهير نستطيع و نعرف كيف نكون مزعجين و نقوم بخلط الأوراق ، و سحب البساط الأحمر من تحت رجليك ، و أذا نسيت نذكرك ما استمرارك في منصبك إلا نتيجة الدعم الذي تتلقاه من الكورد .
و الكورد كشعب لم يكونوا خدما عندكم ، لتتجاوزا خطوط الحمر بالنسبة لهم ، و لتفصلوا لهم و من وراء ظهرهم بالمؤامرات و على مقاس تفكيركم أو حسب مزاجك أسيادكم ، و نحن المثقفون الكورد و بالآلاف سوف نعري الملابسات المخفية و المؤامرات ، و نكشف الحقائق و رؤوسنا عالية كشموخ جبالنا ، أما بعض الساسة الكورد الذين هم ملتهين بامتيازاتهم و سفراتهم و فرحين بتجارتهم و مناصبهم ، كما هي أطراف كثيرة في حكومتكم ، فنقول كل حال الى زوال لو دامت لغيرك لما وصلت إليك ، حقا موقف بعض المسئولين الكورد من المعاهدة المؤامرة بين حزب الدعوة و الطورانيين ، هو مثل تلك البنت الذي يسألها والدها بمجئ شخص لخطوبتها ، فتسكت خجلا و السكوت دلالة الرضى .
نعم بعض ساسة الكورد مهتمون بتبرئة مجرمي الأنفال أكثر من ما يجري على حدود الإقليم ، و نسوا بأنهم وصلوا الى نعيمهم بدماء ضحايا الأنفال و حلبجة و تضحيات شعبنا خلال عقود ، و انخرطوا في مشاريع مشبوهة ضد مصلحة الكورد بمراهقة سياسية ، و تناسوا المهجرين و المهاجرين و الأراضي المعربة و محنة الكورد الفيلية و مآسي الكورد الأزيدية ، تناسوا الطبقات الموعزة و الفقيرة و المسحوقة و أبناء و أرامل الشهداء في كوردستان ، فقط يرون أصحاب الأطيان و المليونيرين الجدد صنوهم ، إن كانوا صادقين حقا فليسحبوا الثقة من حكومة الحرباء ، أو يعيدوا النظر في المشاركة في الحكم ، أو ينسحبوا كأفراد من الوزارات و من المناصب عليا أو كنواب ، لترجع الأوضاع الى المربع الأول ، لأن ما يريده السيد المالكي ليست المشاركة بل التبعية ، إن كانوا المسئولين الكورد صادقين حقا مع شعبهم قبل أنفسهم ، عليهم الشعور بنبض الشارع الكوردستاني و ليكن لهم موقف جدي و عملي ، لتختلط الأوراق أنها ليست سذاجة سياسية ، بل هو دق للحديد وهو حار ، لأن يوم الاصطدام آت لا محالة طالما بقيت سياسة الأخوة الأعداء متناقضة .
كما قلنا أننا لا نستجدي أحد للقيام بالدفاع عن الكورد ، كما يتباكى بعض ساستنا و هم يرتعشون خوفا على امتيازاتهم ، و بدون غرور نقول نحن شعب الله المختار و ليس المحتار ، و مع رغبتنا في الاستقرار و جنوحنا للسلم ، لتدخل القوات التركية لتتمتع بنزهتها ، و نعاهدهم بأن شعبنا سوف يزلزل الأرض تحت أقدام الأتراك ، و كل الذين اشتركوا معهم في المؤامرة ، سواء كانوا في بغداد أو في دول الجوار ، و سوف ننقل المعركة الى عقر دورهم ، و نتعاون حتى مع الإبليس للانتقام من أطراف المؤامرة ، و إن خرائط المنطقة سوف تتبدل لصالح شعبنا ، إن جرت المعركة و نحن الكورد لها ، شعبنا لا يخسر شيئا لأنه معدم أساسا و لا يملك الشركات و لا أموال في البنوك الخارجية ، و أنه متمرس على المقاومة و صابر و صبور ، و إذا حدثت المعركة على أقل نعري المتخاذلين الكورد ، و نتخلص من الأعشاب المتسلقة في كوردستان ، الذين رهنوا قضية شعبنا العادلة للآخرين ، و قننوا قوته و أحتكروا مستقبله .
العجيب في الأمر يجري عقد اتفاقية مع دولة أجنبية و بدون علم وزير الخارجية ، المفروض من السيد الوزير توضيح موقفه ، أو أن يقدم استقالته للمحافظة على مصداقيته لدى شعبه ، و لتعرية أعداء الكورد في أطراف الحكومة ، بعد أن وقعوا على اتفاقية مع العدو التقليدي للكورد الطوراني المقيت ، و مطلوب من فخامة رئيس الجمهورية أن يوضح للشعب الكوردي ، مدى علمه ببنود المؤامرة لأن شعبنا لا يهمه أن يكون صديقة اردوغان أو هاشم سلطان أو رئيس مجلس القضاء ، لأن في السياسة لا مكان للصداقات الشخصية ، المطلوب من فخامته توضيحا بعد أن روج أعداء الكورد بعض الإشاعات ، من المفروض في هذه المرحلة أن يقدم فخامته استقالته و ينسحب الى عرينه ، لأن قيمته و مكانته هي أعلى وأرفع لدى شعبه ، من منصب شكلي برتوكولي حيث لا يستفيد منه شعبنا ، و خاصة بعد أن أستغل أعداؤنا ، مناصب الكورد ليمرروا مؤامراتهم و دسائسهم ، و سحب الثقة في هذه المرحلة من حكومة الحرباء أكثر من ضروري ، و في حالة عدم تمكنكم من إسقاط حكومة المالكي ، قدموا الاستقالة فخامة الرئيس و يا معالي وزير الخارجية من منصبيكما ، و التضحية بالمنصب مطلب شعبي ورد على المؤامرات ، عند ذلك نرى من هم الخاسرون نحن الكورد أم تركيا و حكومة الحرباء .، و في كل العام في حالة عدم التمكن من إسقاط الحكومة، يقدم المسئولين غير الراضين من أمر مهم استقالاتهم، أما إذا كان لديكم علم بما جرى فسوف يسحب شعبنا ثقته بكم و يطالب باستقالتكم علنا.
ألم تسمعوا لقلق سورية الطفل الأسد ، يشيد على أيدي الطورانيين و يبارك اجتياح قواتهم لحدود كوردستان ، الم يكن الأجدر به أن يدافع عن أرضه في الجولان بدلا من التدخل في الشأن الكوردي ، و أن يعيد الجنسية السورية الى نصف مليون إنسان كوردي حرموا من ابسط حقوق المواطنة ، و وضع حد لعمليات التعريب و التهجير في غرب كوردستان ، القوات الأسرائلية تجول و تصول بمباركة تركية داخل سورية ، و بإمكانها الوصول الى محارمه و منها مخدع السيدة أسماء سيدة سورية الأولى كما يسمونها ، راقصة أندية لندن و الزبونة الدائمة في بارات بياكدلي ، الأحسن لك أن لا تتدخل في شأن لا يخصك والتفرغ لمشاكل شعبك ، وحل خلافات أسرتك من أخوان و أنسباء و أخوال ، الذين سرقوا كل الأموال السورية و قبلها اللبنانية ، لدى الأوساط الكوردية السورية ملفات جاهزة و بالأسماء و المبالغ المنهوبة ، و يأتي اليوم الذي نعرضه على الرأي العام ، و أسمك أيها العلثمة اللقق على رأس القائمة .
و مع الأسف الشديد لا زال بعض الساسة الكورد يلعبون في السياسة على طريقة الهواة ، كأنهم جاؤا مؤقتين ليبلعوا ما تمكنوا من بلعه لحين أن يذهبوا ، لذا يرهنون قضية شعبهم لأغراض ذاتية ، و بالتالي و نتيجة المصالح الذاتية يجيرون قضية شعبهم لأعدائهم ، في حالة مثل هذه المؤامرة الكبيرة ضد مستقبل شعبنا و ضد وجوده ، المطلوب أن يستيقظ الحس القومي و الضمير الوطني لدى الكورد العاملين في مؤسسات حكومة الحرباء ، من وزراء و نواب و الانسحاب من مواقعهم الرسمية ، و ترك الفراغ ليمليه أركان حكومة الحرباء ليفضحوا أمام العالم ، أنه يوم الغيرة و يوم الكرامة القومية ، يجب أن يكون لكم موقف متضامن مع شعبكم ، لأن الذئاب قد كشرت عن أنيابها و سوف تتوالى المؤامرات ، بعد أن رجعت حليمة الى عادتها القديمة ، كل من هؤلاء الذئاب هم في عقولهم يحملون فكر صدام حسين وفكر الطوراني الحاقد على الكورد ، فشعبكم و شهداؤكم و شرفكم القومي و كرامة نسائكم و عزة أبنائكم ، يدعونكم الى الانسحاب الفوري من بغداد .
مراوغات بعض الأطراف في حزب الدعوة لصاحبه المالكي أصبحت مكشوفة ، فحينما يكون ألبعثي شيعيا و أنخرط في أحد الأحزاب الدينية ، فيحاط بسياج و يوضع فوق رأسه مظلة ، و إذا كان ألبعثي غير منتميا الى حزب ديني أو غير شيعيا ، فأنه مجرم و قاتل و تقطع أرزاق عياله ، و نحن لا نتكلم عن فراغ و نورد مثالين بسيطين :
السيد شيروان الوائلي وزير الأمن الوطني الحالي ، الذي كان عقيد مهندس في الجيش العراقي السابق ، و كان عضو قيادة فرقة في حزب البعث ، و شغل قبل السقوط منصب مدير الأشغال العسكرية بالفيلق الثالث ، ورئيس اعمار مدينة البطحاء بأمر الكيماوي ، لأنه كان معتمد المجرم على حسن المجيد ، و أستلم منه قبل السقوط مبلغ 750 مليون دينار ، للاحتفاظ بها لتدارك النفقات التي تستوجبها المعركة مع الأمريكان ، و تفاصيل استلام المبلغ كان مطلعا عليها المرحوم عبدالرحيم نصرالله رئيس حركة العدالة و التقدم الديمقراطي ، و الذي جرى تصفيته بصورة غامضة ، و تقول الصحفية داريا سيخ ( أنظر وكالة ملف بريس في 1/10/2007 ) ، بأن السيد الوائلي يسعى لإنقاذ رأس علي الكيماوي مسئوله السابق .
و تنقل الصحفية التي تعمل في الجمعية العالمية المستقلة للصحافة الحرة لبرنامج ديت لاين بث بتاريخ 16 \ أيلول الماضي ، عن مسئول كبير بأن السيد الوائلي يسعى حثيثا لتقويض سلطة السيد المالكي ، و تقول سيخ إن " الوائلي برغم تغييره ولائه للبعث وانغماسه في التغيير الذي حدث بعد الاحتلال الأميركي للعراق، وبدأ يأخذ أوامره من الأجهزة الأمنية الإيرانية، إلا انه يعمل من وراء الستار لإنقاذ صديقه ومرشده ألبعثي من حبل المشنقة".
وتروي سيخ كيف انه توفرت لها فرصة لقاء مسئول رفيع المستوى في وزارة الأمن الوطني مطلع حزيران الماضي وابلغها أن الوزارة التي تتلقى دعماً مالياً من الحكومة إلا أنها غير خاضعة للمساءلة أمام البرلمان ، ( و الأوساط السنية تقول بأن عدد منتسبي هذه الوزارة ، تضاهي عدد منتسبي وزارة الداخلية ، و أكثرهم من أصحاب السوابق ، و أن نصف ميزانيتها تأتي من قوات القدس ، لذلك طالبوا عدة مرات مثول السيد الوزير أمام البرلمان ، إلا أنهم فشلوا في الحصول على الموافقة بحضوره أمام المجلس النيابي ) .
ومرة أخرى تؤكد سيخ انه " يمكن ملاحظة وجود قوى عديدة تعمل على عرقلة استقرار العراق بمثل هذه الممارسات، التي تعني العودة للأساليب القمعية والتهديدات التي كانت تقوم بها الأجهزة الأمنية لنظام صدام حسين، والتي تخلق التوتر والصراع داخل الحكومة الأمر الذي سيزيد من زعزعة الأوضاع الأمنية ومنع إحراز أي تقدم على صعيد بسط الأمن والاستقرار في البلاد".
و تقول وكالة سومر للأنباء : بعد سقوط النظام لعب شيروان الوائلي دورا في تهريب و نقل محركات الطائرات العراقية من قاعدة علي بن أبي طالب الجوية في الناصرية الى إيران ، و تم اكتشاف عملية التهريب في الحدود العراقية الإيرانية إلا أن أعوانهم في المحافظة من أتباع إيران قاموا بغلق القضية ، و تمكن الوائلي مؤخرا من شراء برج تجاري في مدينة دبي ، و يملك رصيدا كبيرا في البنوك العربية و الإيرانية ، و تمكن بجدارة من نيل ثقة بعض الأطراف في الإتلاف الشيعي بعد الخدمات التي قدمها لإيران ، مما أعطاه صك الغفران ، ليكون عضوا في الجمعية الوطنية ومن ثم في البرلمان العراقي ، و هو ما زال ينسق مع الاطلاعات الإيرانية . ... الخ.
و تروج أوساط السيد المالكي بأن مرافقة السيد الوائلي للسيد عادل عبد المهدي في منتدى أعمار العراق في الإمارات ، كان للسعي لدعم أخيه المليونير ( أبو سعود ) المتواجد هناك ، و تقول أوساط السيد الوائلي بأنه يردد دائما ( بئس حكومة لا تعرف بالضبط عدد محافظات العراق ) ، و السجال مستمر بين الطرفين حيث يقول أيضا السيد الوائلي ، كيف يشكل المالكي وزارة تكنوقراط و هو ليس من التكنوقراط ، ويضيف : لم يقرأ المالكي في حياته سوى بعض كتب الشعر و كتب أخرى تتكلم عن الحيض و النفاس ، و يذكر لو لا الدعم الكوردي له ، لكان الآن يبيع التربة على باب السيدة زينب في دمشق ، و لو لا هذا المنصب لما كان قد تمكن الزواج ثانية و الثالثة في الطريق ، أما أوساط السيد الجعفري فتقول ، بأن السيد الوائلي على علاقة جيدة مع بعض قيادات الأكراد ، و يسعى بدعم منهم للحصول على منصب دبلوماسي في الخارج ليهرب .

أما رأس الحربة في اتفاقية المالكي – أوردغان ، أو بالأحرى اتفاقية حزب الدعوة – مع حزب الطورانيين ، و التي تعاهدوا فيها بطمس حقوق الكورد و انجازاتهم ، وفق منظور إيراني سوري تركي ، السيد جواد بولاني وزير داخلية العراق حاليا ، هو من مواليد 1960 من أسرة شيعية بغدادية متوسطة الحال ، و لكونه بعثي متقدم ألتحق بمدرسة عسكرية خاصة ، درس فيها هندسة الطيران و تخرج منها بلقب ضابط مهندس ، و تدرج في الرتب الى أن وصل الى درجة عقيد في جيش صدام ، و أحال نفسه على التقاعد سنة 1999 م ، لأن القوة الجوية العراقية لم تكن قائمة بعد حرب الكويت ، فخيرت وزارة الدفاع العاملين في القوة الجوية سابقا ، بين التقاعد أو تنسيبهم الى صنوف أخرى في الجيش ، و قد مكنته تقلباته السياسية بعد السقوط ، الى تكوين علاقات و صداقات مع الأحزاب الدينية ، و مجموع الأحزاب التي انتمى إليها هذا ألبعثي السابق بعد السقوط هي ستة أحزاب ، كما ذكرت ذلك جريدة الصباح البغدادية نقلا عن جريدة نيويورك تايمز ، و بسرعة أقام البولاني تحالفات مكنته من الارتقاء من موقع مغمور الى موقع النخب السياسية في العراق .
و تذكر جريدة نيويورك تايمز بأن البولاني أنغمس في العمل السياسي بعد السقوط مباشرة ، ففي البداية عمل في أحد مكاتب التيار الصدري ، و بعدها عمل مع السيد عبدالكريم المحمداوي ليصبح نائب له في مجلس الحكم ، و من ثم التحق بحزب الله في العراق و أنسحب منها في 2005 ، و بعدها التحق بالسيد أحمد الجلبي ، الذي أصطحبه معه الى الولايات المتحدة الأمريكية ، و من ثم التحق بحزب الفضيلة ، و كان السيد المالكي يفضل إسناد حقيبة الداخلية للسيد فاروق الاعرجي القيادي في حزب الدعوة بدلا من البولاتي .
و يكتب الأستاذ علي الفهد في اتجاهات حرة عن البولاني ، من هو رئيس وزراء العراق المالكي أم أياد البولاتي ( يقصد شقيق جواد البولاني ) ، و يقول : عجائب وغرائب في عراق اليوم لا تعد ولا تحصى والمطلع يزداد جنونا وذهولا بمفارقات كبيرة لم تحدث ولم تمر في العراق بأي زمن من الأزمان .
أياد البولاني الملقب بأبو ( شهد ) وهو شقيق جواد البولاني وزير الداخلية ، يملك أبو شهد أكبر عصابة في بغداد تلعب ما تشاء بمقادير العباد والبلاد، فهي تقتل و تخطف و تغتصب، مستفيدا من سيارات الشرطة و أسلحتها و إمكانياتها، لقد أصبحت الداخلية العراقية بأسرها تأتمر بأوامره و تنتهي بنواهيه و يسمى أياد البولاتي وزير الداخلية الحقيقي .
لقد شكل أبو شهد عصابة برئاسة (نعيم داهي) احد الموظفين في مكتب الوزير و (سلام فرج الشويلي) الذي يدعي بأنه منسب من جهاز المخابرات في مكتب الوزير، حيث تقوم هذه العصابة بابتزاز الناس و خطف من يريدون خطفه و لديهم مقر في شارع فلسطين بيت الوزير جواد البولاني ويسمونه (مقر الوزارة الخلفي) و الذي أصبح مقرا للبغاء و المجون و اختطاف النساء و اغتصابهن هناك .
و يخاطب الكاتب رئيس الوزراء مستغيثا : ألا تشاهد موكب أياد اكبر من موكب الوزير بل اكبر من موكبكم انتم ؟
ألا تسمع بالانتهاكات و السرقات و عمليات الاغتيال التي يقوم أياد البولاني وعصابته ألا تسمع بأن لا ينقل أي ضابط أو مدير إلى بموافقة أياد البولاني ، ألا تسمع بالمجمع السكني الذي اشتراه أياد في كربلاء ، ألا تعرف بأن أياد يرسل المعلومات إلى حزبه حزب الفضيلة عن كل شاردة و وارده في وزارة الداخلية و الدولة ؟ كما يقوم بمراقبة هواتف عراقنا من خلال النقيب (حسين) الذي نسبه على مراقبة الهواتف في شركة عراقنا و هو قيادي في حزب الفضيلة .
الله اكبر يا عراق، في بغداد أياد البولاني شقيق جواد البولاني ، و في البصرة يفتك بالناس إسماعيل مصبح ابوسيف الوائلي شقيق محافظ البصرة محمد مصبح الوائلي، و رئيس الوزراء في نوم عميق و أخوة المسئولين يجزرون بالناس!!

هذا نموذج واحد من تصرفات اشقاء و اقرباء و حاشية السيد البولاتي المستقل النزيه ، و تفيد المعلومات بأن السيد البولاني قد عين اللواء رشيد فليح مستشارا له ، و كان رشيد هذا مدير أمن الناصرية في عهد صدام ، و الذي لا يعرف اللواء رشيد نذكره بأنه بطل تسجيل الأفواج الوهمية في البصرة ، و الذي شكل عصابة منه و من المقدم جبار كوتي و الرائد جليل مسلط الجبوري و العميد أحمد الذي كان مدير مكتب اللواء رشيد ، أبان عمله قائدا لقوات الخاصة في وزارة الداخلية في عهد الوزير صولاغ ، فاللواء رشيد و عصابته و قبل اكتشاف أمرهم ، استلموا رواتب فوجين وهميين مع النثرية لمدة أربعة أشهر ، و قاموا ببيع أسلحة الفوجين الى الميلشيات و العصابات ، و منها 100 مسدس من نوع كلوك ، و كان اللواء رشيد قد جعل مقره في ساحة النسور سجنا للقتل على الهوية ، و بمعونة العميد عليوي الموجود حاليا في مصر ، يدير أموال و مصالح البولاني و فليح ، علما بأن أمر العميد عليوي أكتشف من قبل القوات الأمريكية حينما كان أمرا للسجن ، حيث كان يسرق 9 دولارات من مخصصات المسجونين البالغة 12 دولار و يصرف لهم 2 دولار فقط ، و كان يسرق هذه الأموال لحساب البولاني عن طريق اللواء رشيد فليح .
و الآن المقدم جبار و الرائد جليل معتقلان ، بسبب اعترافهما بالقيام بتسهيل تهريب النفط من البصرة الى إيران ، لحساب اللواء فليح ، و يبذل السيد البولاتي جهودا لإطلاق سراحهما من السجن ، إلا أن الخلافات بين الأحزاب الدينية في البصرة بسبب تهريب النفط تحول دون ذلك .
تناقضات السيد البولاني كثيرة ، فهو يصدر أمر قبض بحق رئيس هيئة علماء المسلمين السنية ، و بعدها بفترة وجيزة يذهب الى عمان ، لحضور جنازة المرحوم عبدالرحمن عارف رئيس العراقي الأسبق ، و يصلي على الجنازة وراء المطلوب أمر القبض عليه ، و من تناقضاته أيضا عند ذهاب الى السعودية للتوقيع على معاهدة لمنع التسلل الحدودي بين البلدين ، و لكن الجانب السعودي فوجئ حينما طلب البولاني بأحياء اتفاقية الأمنية بين البلدين لسنة 1983 ، و من تناقضاته أيضا و قبل أيام من ترشيحه لمنصب وزير الداخلية ، صرح السيد البولاني بأنه مستقل سياسيا ، و تبين لاحقا بأنه يدير منظمات ممولة من الأطلاعات الإيرانية ، حيث كان رئيسا للمجلس السياسي الشيعي ، و أمينا عاما للحزب الدستوري ، بعد كل هذه التقلبات السياسية يدعي بأنه مستقل ، انه يبدل حزبه الى حزب آخر كتبديل ملابسه الداخلية ، فهل يستحق شخص بمثل هذه الصفات لأن يكون وزيرا للداخلية .
و نقلا عن أوساط السفارة العراقية في دمشق التي تفيد ، بان السيد البولاتي حينما كان في دمشق ، في زيارته الى هناك ضمن وفد برئاسة فخامة رئيس الجمهورية ، كان يخرج ليلا و يبقى الى ساعات متأخرة خارج مقر إقامته ـ و قد فسر البعض بأنه قد يلعب بذيله لأن ذلك كان مشهورا عنه ، إلا انه تبين بأنه يخرج للقاء قيادات في حزب البعث العراقي أصدقاؤه السابقين ، و لحد الآن لم يتسرب ما دار في تلك اللقاءات الغامضة .
أما موضوع بيع جوازات السفر لحساب الوزير فحدث و لا حرج ، حتى أن سماسرته قد وصلوا الى أوربا ، و يتم أخذ مبالغ مقدما من الراغبين في شراء الجوازات و خاصة في الدول العربية ، و من ثم ترسل عصابات البولاتي الجوازات الى أصحابها عن طريق البريد السريع الأمريكي العامل في العراق ، أو عن طريق البريد السريع الألماني المسماة في العراق . D H L و في جعبتنا الكثير عن السيد البولاني و لكننا نختتم مقالتنا بمقطع ما كتبه الأستاذ هوشنك بروكا في مقالته الموسومة ( كردستان المطارَدة ) يقول فيها :
الاتفاق الذي أُبرِم الجمعة(28 سبتمبر/أيلول 2007) بين وزيري داخلية تركيا والعراق(بشير أطالاي وجواد البولاني) ، لوضع آليات لمطاردة عناصر العمال الكردستاني/التركي في عمق الأراضي العراقية، هو تتويج لما تم التوصل إليه الطرفان التركي والعراقي، بعد المحادثات التي أجراها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع المسئولين الأتراك، في السابع من أغسطس/ آب الماضي. هو أتفاق "كاد" أن يذكرنا ب"عراق الوراء": العراق المتفق مع جيرانه على مطاردة الكرد وكردستانهم، من العمق إلى العمق. هو أتفاق جديد قديم، ومحاولة لإحياء(لا بل بعثٌ، أو تبعيثٌ) لذات الإنفاق العتيق، الذي كان يُبرم على الدوام، بين "عراق صدام" وتركيا، من أجل ذات المطاردة لذات كردستان وأكرادها المطارَدين أبداً..... الخ
وهنا أليس من حقنا نحن الكورد أن نقول لكل هؤلاء المتآمرين الغادرين ما قاله الشيخ ناصيف اليازجي للسفاح جمال باشا :

إذا رأيت الكلب في أيام دولته ............. فاجعل لرجليك أطواقاّ من الزمرد
واعلم بأن عليك العار تلبسه ...............من عضّة الكلب لا من عضّة الأسد
ناجي ئاكره يي

المصدر: صوت العراق، 18/10/2007