وداعاً يا ام العراقيين..يا أمنا جميعاً وداعا

مناجاة للراحلة الكبيرة الدكتورة نزيهة الدليمي

رغم ان خبر موتك كان متوقعاً منذ أن اصبحت طريحة الفراش من اعوام طويلة ، الا ان سماعه كان قاسياً ، تحجرت الدموع في المآقي .. هل حقاً ماتت أم العراقيين ؟؟ هل ماتت ام الفقراء والطيبين؟؟ اتغادرينا في وقت نحن احوج الى شخصية مثلك في هذه الايام العصيبة ، بفقدك احسست فعلاً اني فقدت أمي ، كنت تناديني بابنتي دوماً .. كان قد ربطنا العمل النسوي وانا في تلك السن الصغيرة أتخذتك رمزاً واستمرت صداقتنا حتى اواخر حياتك، حيث كنت اهاتفك للاطمئنان بين الحين والاخر.
كان املك ان تعودي الى العراق دوماً ولكن بقيت بعيدة بجسدك وبقى روحك محلقاً في افياءه.

للحديث عن ا لراحلة وعشقها الابدي لشعبها بكامل اطيافهم والذي نذرت لهم كل حياتها حتى اقعدها المرض ليس بالعمل اليسير، كل وجودها في اي مكان يبعث دفئ عائلي وحنان قل نظيره ... اما نشاطها وحبها للعمل ومواصلته كان خارقاً فوق العادة ولم تعرف كلمة اسمها المستحيل ... لذا كان ينبعث النشاط حينما حلت ، افكارها النيرة الخلاقة لم تتوقف يوماً من اجل خدمة المرأة ومن اجل تأمين حقوقها ..
شريط الذكريات يمر امام عيني منذ لقائي الاول بها في بداية الخمسينات ، كنت حينها صغيرة وجديدة على بغداد ، حيث كنت قد قبلت حديثاً في دار المعلمات ، وهي كانت تعمل طبيبة ولها عيادتها ،مروراً بالمؤتمر الاول للرابطة و كان لي شرف الاشتراك فيه وحتى اخر لقاء لي معها في المانيا والمكالمات التلفونية التي لم تنقطع بيننا. كان وفية صادقة لمعارفها.
لمن أعزيك ؟.. أاعزي نفسي ... أم اعزي حزبك؟ أعزي عائلتك المقربين ؟أعزي اصدقاءك ام كل العراقيين ؟
اقول لك وداعاً يا رفيقتي وصديقتي وأمي كما احببت ان اناديك دوماً ... وبفقدك فقدت آخر من كنت استند اليهم في غربتي ووحشتي .. فلروحك الطاهرة الف تحية ..
يا نخلة العراق الشامخة .. وفي ليلة الظلماء سنفتقدك يا قمرنا المنيردوماً.

روناك رفيق علي
براغ

21/10/2007