جهد أبداعي وتحليل بياني

صدر للشاعر الدكتور صباح عباس عنوز في النجف الأشرف كتاب بعنوان ( أثر البواعث في تكوين الدلة البيانية / شعر جميل بثينة نموذجاً ) ، من مطبعة الضياء في النصف الأول من عام 2007، يقع في 302 صفحة ، وقد كتب مقدمة الكتاب الدكتور محمد حسين الصغير واصفاً الكتاب بأنه ( معلم من معالم هذا الفكر الإبداعي في الشكل والمضمون، ... وقد أرسى الدكتور صباح عنوز ... قواعد البحث العلمي على أساس صلب من الموضوعية والعرض والأسلوب ، وهنا يلتقي الهدف الفني بالهدف التجديدي في محور فريد تتجاذب فيه الأفكار طرائق الخلق والإبداع ... فقد عرض بقابلية فذة اسرار العمق البياني في أساليبه النقية، فكان المجاز إحاطة تفيض بالحس والحركة، وللتشيسه عرضه النابض بتلوين الصور، وللإستعارة مجازها الرحب في إكتشاف معنى المعنى، وللرمز والتعريض والكتابة خصائص الأداء الرقيق في مراقبة النصوص ورؤية التطورات الفنية).
إلى جانب المقدمة تضمن الكتاب إضاءة و تمهيد وأربعة فصول وكل فصل فيه ثلاث مباحث، وكتب المؤلف خانمة للكتاب.
هذا وكان عنوان الفصل الأول : المدى البياني في شعر جميل بثينة،
المبحث الأول : الصورة البيانية ، المبحث الثاني : البيان والفعل الإبداعي ، والمبحث الثالث : البيان والزمن الإبداعي .
الفصل الثاني : التركيب البياني في شعر جميل بثينة، المبحث الأول : الأداء البياني وأثره في الأداء الشعري، المبحث الثاني : الدلالة البيانية الأداء الشعري العام، والمبحث الثالث : الدلالة البيانية الأداء الشعري الخاص.
الفصل الثالث : الأداء البياني والوحدة العضوية، المبحث الأول : الأداء البياني والوحدة العضوية، المبحث الثاني : الأداء البياني ووحدة الصراع والوحدة الحيوية، والمبحث الثالث : الأداء ووحدة الشعور الوني .
الفصل الرابع : الأداء البياني واللوازم الفنية، المبحث الأول : الأداء البياني وجرس الألفاظ ، المبحث الثاني : البيان والإيقاع، المبحث الثالث : الأداء البياني والقافية.
ويشير الدكتور صباح عنوز في كتابه المذكور بكل وضوح إلى علاقة المبدع والعملية الإبداعية بالباعث مهما كانت طبيعيته ويقول ( العلاقة بين المبدع والعالم الخارجي علاقة لا تنفصل ، والنص صورة لهذه العلاقة ، ويكسب الكلام الفني تأثيره أكثر فاكثر كلما زاد التفاعل بين طبيعة الحياة وشعور المبدع، ولا يظهر الأداء البياني طبيعة الحياة مصوُرة بأي منحى سياقي ما لم يختبئ وراء ذلك باعث معين فيكون الأداء الشعري بمجموعه رد فعل على ذلك الباعث. إذ تفتح شرارة أول بؤرة بيانية وتتسامى حولها التجربة الأبداعية مبينة موقف الشاعر من الواقع، وأن قابليته الإبداعية تنطفىء أو تتوهج على وفق تأثير الباعث فتجعله قادراً على الخلق والإبداع أو عدمه . ثم تأتي التجربة محملة بثقافته ومداركه فضلاً عن موهبته، وبذا سيعتمد أداء ً بيانياً موصلاً لكل جوانب الحياة وصانعاً عالماً مقترحاً موازياً لعالمه الذي أنتفض منه بسبب الباعث ) .
إن الكتاب يحمل دلالة كبيرة تعكس قدرة المؤلف الإبداعية وكذلك نضوج تجربته الشعرية، وإمكانياته النقدية، فالكتاب من حيث الأصل هو عمل أكاديمي كان من متطلبات نيل شهادة الدكتوراه.
إن هذا العمل الإبداعي تجسد فيه جهد يتجاوز حدود نيل درجة الدكتوراه إلى أنه يشكل خير عون لدارسي الشعر بشكل عام والنقاد في آن واحد، كما يكشف للقراء من محبى الشعر والإبداع الكثير من الرموز والدوافع في إختيار المفردة وكيفية إنعكاس الواقع الإجتماعي بصور فنية من خلال موهبة حقيقية ... إننا إذ نبارك للدكتور صباح هذا الجهد نرجو له في كل المجالات النجاح والتوفيق، وفي فضاء الإبداع المزيد من التحليق ....

محمد عنوز ـ حقوقي
M_aliraqi13@hotmail.com
15/9/2007