البرابرة يقترفون جريمة أخرى ضد الايزيديين في العراق

جريمة بشعة أخرى يقترفها برابرة العصر الحديث في العراق ، حيث تم تفجير عدد من السيارات المفخخة في قرى الايزيدية في الموصل راح ضحيتها اكثر من مئتي شهيد مدني الى جانب عشرات الجرحى ممن لا ذنب لهم إلا أنهم من هذه الطائفة.

هذه الطائفة العراقية المسالمة والأصيلة التي تسكن شمال العراق تتعرض منذ سقوط النظام الدكتاتوري السابق الى حملة ابادة بشرية متعمدة ووفق منهج عنصري وديني ومذهبي تكفيري متطرف بربري متوحش يرفض الآخر ويدعو الى قتله وابادته. وان ما جرى ويجري لها يدخل ضمن مخططات تطهير عرقية وطائفية لمناطق العراق شمالاً وجنوياً ووسطاً وبمختلف الدوافع والمواقف.

لم يعرف أحدنا يوماً عن هذه الطائفة أية ميول عدوانية أو عنفية أو مواقف في الضد من مصلحة الوطن وشعبه. عاشت ولا تزال في سلام ووئام ومحبة وتعاون في كل المدن والقرى والمناطق مع غيرها من مكونات الشعب العراقي. تعرضت للأذى والاضطهاد والتمييز في ظل النظام الدكتاتوري السابق مثل غيرها من طوائف وشرائح الشعب العراقي. لكنها ومنذ سقوط النظام تتعرض بشكل خاص لهذه الهجمات الابادية البشرية المتعمدة والمخطط لها.

لم يمر العراق من قبل بمثل هذه الأعمال الاجرامية المتوحشة التي تخجل من هولها وبشاعتها ولاانسانيتها البشرية في كل مكان. يجري كل هذا في عصر تنتشر فيه قيم حقوق الانسان والديمقراطية واحترام حق الآخر المختلف في العقيدة والراي. لكن مع الاسف الشديد فإن ثقافة رفض الآخر والدعوة الى ازالته وابادته هي السمة الغالبة في مجتمعاتنا الاسلامية مما يدفع العالم الى النظر اليها بازدراء واشمئزاز ورفض بل والعمل على محاربتها ووصمها بالعنصرية والفاشية والتوحش الى درجة الوقوف بوجه العقيدة الاسلامية نفسها، وذلك من خلال ربط ما يجري بالاسلام والمسلمين كافة ، لأن القائمين بهذه الأفعال الاجرامية يبررونها اسلامياً ومن خلال الاستناد الى تفسيراتهم الخاصة للقرآن الكريم .

تدخل هذه الأعمال البربرية ضمن ما تتعرض له الطوائف الدينية الأخرى أيضاً ، فقد جرت وتجري حملة تهجير واضطهاد وقتل للصابئة المندائيين في الجنوب ، وللمسيحيين في بغداد والموصل والبصرة ومناطق أخرى حيث يتم تفجير الكنائس الى جانب التهجير والقتل والتضييق.

هذه الطوائف الدينية الأصيلة هي سكان العراق القدماء والأصليون ، لم نعرف عنهم إلا كل خير ووداعة وسلام ومحبة ودفء ينشرونها أينما حلوا وارتحلوا. كما قدموا خدمات جليلة للعراق والعراقيين من خلال أعمالهم ومكاناتهم ، فكانوا خير المواطنين وأحب الجيران وافضل وأخلص وأوثق الأصدقاء ، وأخلص العاملين .

إن من يقوم بهذه الجرائم الوحشية خالٍ من اية صفة بشرية ، فلا تدل هذه الأفعال الا على مدى الحقد الناشب مخالبه وروح الاجرام والقتل في نفوس أصحابها لتعبر عن نفسها بهذه البشاعة فتحصد أرواح المدنيين الأبرياء دون تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة أو رجل أو كاسب فقير يبحث عن لقمة يسد بها رمق أطفاله.

لقد تعرضت الطائفة الايزيدية ولا تزال للكثير من الأذى والابادة والتهجير ، والسلطة عاجزة عن القيام بأية اجراءات لحماية أبنائها من هذه الحملة الشرسة المخططة ، ولكن ماذا نرجو من حكومة ضعيفة غير قادرة على حماية نفسها ، ومنشغلة بالصراعات السياسية الجانبية المحاصصية والمنفعية التي لم تجلب للعراق غير المزيد من الدمار والقتل والضعف والهوان؟

عبد الستار نورعلي
الأربعاء 15 آب 2007