الوحدة الوطنية تسمية زائفة

الخطأ والصواب كلمتان نسبيتان وتعتمد هاتان الكلمتان على المكان والزمان وعلى الناس ايضاَ ، قد يكون في زمن معين شيء خطأ وفي زمن اخر يكون صواباً ، وقد يكون شيئاً صواباً في مكان ما وفي مكان اخر خطأ ، عند قوم الصواب وخطأ عند اخرين ، وكذا الحال للخير والشر ، والحق والباطل .

قد ينتفض احد القراء ويقول هذا لايجوز وكل شيء مذكور في القران هو الصواب والخير والحق ، وانا ايضاً اوافق هذا الرأي ولكن الكل يفسر القران على هواه فالمذاهب الاسلامية فسرت القران كل من الزاوية التي يرى فيه الحق والخير والصواب ولذلك وجدنا هذه المرادفات مختلفة من ناس الى ناس ومن زمن لزمن ومن بلد لاخر.

الوحدة الوطنية هذا الشعار الذي رفعته الحكومة والاحزاب والتكتلات لهو شعار زائف ليس له وجود البتة بين اطياف المجتمع العراقي ، ولنكون اكثر دقة لا وجود حقيقي لمصطلح الوحدة الوطنية بين الاحزاب التي تمثل اطياف الشعب العراقي .

الاحزاب السياسية انقسمت بين سنية وشيعية وكوردية وبعض التكتلات التي تدعي العلمانية كتكتل اياد علاوي حيث ضم البعثيين والشيوعيون وبعض الشخصيات الاسلامية والعلمانية ، وتكتل صالح المطلق البعثي الصدامي وكل هذه الاحزاب والتكتلات اذ قالوا انهم يطمحون للوحدة الوطنية فهم يكذبون لا على انفسهم ، لأنهم واثقين ماهم بصدده ، بل يكذبون ويضحكون على الشعب العراقي .

ولا اود اليوم التحدث عن السرقات والفساد والمحسوبية فهذه المسائل باتت عادية ، وحديثي اليوم عن الازمة البرلمانية والحكومة ال.....وطنية وهذه ماركة مسجلة ولكنها غير حقيقية .

جبهة التوافق ادخلت الى الحكومة بضغط من الامريكان وهذه الحكومة التي الان على شكلها الحالي غير ناجحة البتة ليست لأنها من احزاب وتكتلات مختلفة فحسب وليست لأن الوزارات تحولت الى قطاع خاص ولكن المشكلة هذه الوزارات لا تريد النجاح للمالكي وبالتالي يحاولون بكل الطرق افشال عمل الحكومة .

كان بمقدور الائتلاف العراقي والجبهة الكوردستانية تشكيل الحكومة ولهم اغلبية برلمانية ولكن كما اسلفنا الضغط الامريكي كان كبيراً وهم المتحكمين الحقيقيين في البلد ، وكذا الحال لقائمة علاوي .

وانسحاب التوافق او كتلة علاوي في الحقيقة لايؤخرون بل على العكس ستكون الحكومة بأفضل حال وفي ذلك الوقت سيكون المالكي اكثر تحرراً من هذه الاحزاب والتكتلات التي تصافح بيد وتخفي سكيناً في اليد الاخرى .

الهاشمي صرح بالامس القريب ان المقاومة شرعية وشريفة ، وحقيقتاً كتبت حينها عن مقاومته الشريفة ، ولكن الان تغير الموقف فالهاشمي والتوافق والمطلق يرتجفون خوفاً من خروج القوات المحتلة من البلاد ، ونستطيع ان نتفهم خوفهم ، ونفهم حقيقة مقاومتهم الشريفة التي ماعادت شريفة ، وسقطت اقنعة المقاومة من على وجوههم وبان بشاعة هذه الوجوه ، الهاشمي وعلاوي والعليان والمطلق يتهمون الايرانيين بقتل قوات الاحتلال ، فأذن ماذا تفعل مقاومتكم الشريفة والجماعات المسلحة التي تفخخ السيارات وتسهل امور الخنازير المفخخة لتنتحر بين الابرياء .

لاشك ان قتل الابرياء حق وواجب عند البعض ومع الاسف هذا البعض هم مشتركين في الحكومة وعندما شعر هذا البعض ان البساط ينسحب من تحتة وعصاباته الاجرامية تتفكك ويقتل ويعتقل افرادها احست بأن الخناق يضيق عليه وتريد الانسحاب وتضع شروط ومن هذه الشروط العفو عن افراد هذه العصابات الاجرامية التي مازالت ملطخة ايديهم بدماء العراقيين ، ونحن كذلك نطالب المالكي بالعفو عن هؤلاء المجرمين ولكن ليس العفو عنهم بأطلاق سراحهم بل اعفائهم من الحياة وارسالهم لسيدهم صدام .

الخير والشر هنا ليس نسبياً حتى وان رؤوا بقتل الابرياء خيراًولا يهم كيف هم يرون ذلك ولكن المهم هو ماذا يقول القانون عن ذلك اليس هناك عقداً اجتماعياً بين العراقيين ام ان قتل الابرياء يمكن التناقش حوله ، وماذا فعلتم بالدستور ، وماذا فعلتم بالقوانين ، ان اعفيتم عن المجرمين والقتلة ستكون عملية القتل عرفاً كما اصبح تشكيل الحكومة والبرلمان على اساس طائفي وقومي عرفاً .

واود ان اقول كلمة للأحزاب السياسية والتكتلات السياسية ، لا تخدعوا الناس بالوحدة الوطنية وانتم تنفخون وتأججون فيهم الاحقاد ، تحدثوا بصراحة عن ميولكم فالصواب والحق والخير عند بعضكم خطأ وباطل وشر عند الاخرين ، القتلة والمجرمين ابطال ومحررين ، والسراق والمفسدين صديقيين .

المهندس بهاء صبيح الفيلي
baha_amoriza@hotmail.com
27/7/2007